الرئيسية
التسجيل
لوحة التحكم
اعضاء اسرتنا
اتصل بنا
اهلا وسهلا بكم في منتديات حزن العشاق .. يمنع نشر الأغاني والمسلسلات والأفلام وكافة الصور المحرّمة ويمنع نشر المواضيع الطائفية... منتدانا ذو رسالة ثقافية وسطية
منتديات حزن العشاق
>
الاقسام العامة للمجتمع
>
المنتدى الاسلامي العام
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا
اسم العضو
حفظ البيانات؟
كلمة المرور
التسجيل
التعليمـــات
قائمة الأعضاء
التقويم
اجعل كافة الأقسام مقروءة
الإهداءات
إضافة إهداء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
10-21-2014 ~ 07:51 PM
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا
ãÔÇÑßÉ ÑÞã
1
مجموعة إدارية
تاريخ التسجيل :
Nov 2012
ÚÏÏ ãÔÇÑßÇÊí : 10,784
معدل تقييم المستوى :
10
هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا (4) إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا (22)
بيان
تذكر السورة خلق الإنسان بعد ما لم يكن شيئا مذكورا ثم هدايته السبيل إما شاكرا و إما كفورا و أن الله اعتد للكافرين أنواع العذاب و للأبرار ألوان النعم - و قد فصل القول في وصف نعيمهم في ثمان عشرة آية و هو الدليل على أنه المقصود بالبيان -.
ثم تذكر مخاطبا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن القرآن تنزيل منه تعالى عليه و تذكرة فليصبر لحكم ربه و لا يتبع الناس في أهوائهم و ليذكر اسم ربه بكرة و عشيا و ليسجد له من الليل و ليسبحه ليلا طويلا.
و السورة مدنية بتمامها أو صدرها - و هي اثنتان و عشرون آية من أولها - مدني، و ذيلها - و هي تسع آيات من آخرها - مكي و قد أطبقت روايات أهل البيت (عليهم السلام) على كونها مدنية، و استفاضت بذلك روايات أهل السنة.
و قيل بكونها مكية بتمامها، و سيوافيك تفصيل القول في ذلك في البحث الروائي التالي إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى.
«هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا» الاستفهام للتقرير فيفيد ثبوت معنى الجملة و تحققه أي قد أتى على الإنسان «إلخ» و لعل هذا مراد من قال من قدماء المفسرين: إن «هل» في الآية بمعنى قد، لا على أن ذلك أحد معاني «هل» كما ذكره بعضهم.
و المراد بالإنسان الجنس.
و أما قول بعضهم: إن المراد به آدم (عليه السلام) فلا يلائمه قوله في الآية التالية: «إنا خلقنا الإنسان من نطفة».
و الحين قطعة من الزمان محدودة قصيرة كانت أو طويلة، و الدهر الزمان الممتد من دون تحديد ببداية أو نهاية.
و قوله: «شيئا مذكورا» أي شيئا يذكر باسمه في المذكورات أي كان يذكر مثلا الأرض و السماء و البر و البحر و غير ذلك و لا يذكر الإنسان لأنه لم يوجد بعد حتى وجد فقيل: الإنسان فكونه مذكورا كناية عن كونه موجودا بالفعل فالنفي في قوله: «لم يكن شيئا مذكورا» متوجه إلى كونه شيئا مذكورا لا إلى أصل كونه شيئا فقد كان شيئا و لم يكن شيئا مذكورا و يؤيده قوله: «إنا خلقنا الإنسان من نطفة» إلخ فقد كان موجودا بمادته و لم يتكون بعد إنسانا بالفعل و الآية و ما يتلوها من الآيات واقعة في سياق الاحتجاج يبين بها أن الإنسان حادث يحتاج في وجوده إلى صانع يصنعه و خالق يخلقه، و قد خلقه ربه و جهزه التدبير الربوبي بأدوات الشعور من السمع و البصر يهتدي بها إلى السبيل الحق الذي من الواجب أن يسلكه مدى حياته فإن كفر فمصيره إلى عذاب أليم و إن شكر فإلى نعيم مقيم.
و المعنى هل أتى - قد أتى - على الإنسان قطعة محدودة من هذا الزمان الممتد - غير المحدود و الحال أنه لم يكن موجودا بالفعل مذكورا في عداد المذكورات.
قوله تعالى: «إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا» النطفة في الأصل بمعنى الماء القليل غلب استعماله في ماء الذكور من الحيوان الذي يتكون منه مثله، و أمشاج جمع مشيج أو المشج بفتحتين أو بفتح فكسر بمعنى المختلط الممتزج، و وصفت بها النطفة باعتبار أجزائها المختلفة أو اختلاط ماء الذكور و الإناث.
و الابتلاء نقل الشيء من حال إلى حال و من طور إلى طور كابتلاء الذهب في البوتقة، و ابتلاؤه تعالى الإنسان في خلقه من النطفة هو ما ذكره في مواضع من كلامه أنه يخلق النطفة فيجعلها علقة و العلقة مضغة إلى آخر الأطوار التي تتعاقبها حتى ينشئه خلقا آخر.
و قيل: المراد بابتلائه امتحانه بالتكليف، و يدفعه تفريع قوله: «فجعلناه سميعا بصيرا» على الابتلاء و لو كان المراد به التكليف كان من الواجب تفريعه على جعله سميعا بصيرا لا بالعكس، و الجواب عنه بأن في الكلام تقديما و تأخيرا و التقدير إنا خلقناه من نطفة أمشاج فجعلناه سميعا بصيرا لنبتليه، لا يصغى إليه.
و قوله: «فجعلناه سميعا بصيرا» سياق الآيات و خاصة قوله: «إنا هديناه السبيل» إلخ يفيد أن ذكر جعله سميعا بصيرا للتوسل به في التدبير الربوبي إلى غايته و هي أن يرى آيات الله الدالة على المبدإ و المعاد و يسمع كلمة الحق التي تأتيه من جانب ربه بإرسال الرسل و إنزال الكتب فيدعوه البصر و السمع إلى سلوك سبيل الحق و السير في مسير الحياة بالإيمان و العمل الصالح فإن لزم السبيل الذي هدي إليه أداه إلى نعيم الأبد و إلا فإلى عذاب مخلد.
و ذكر الإنسان في الآية من وضع الظاهر موضع الضمير و النكتة فيه تسجيل أنه تعالى هو خالقه و مدبر أمره.
و المعنى: إنا خلقنا الإنسان من نطفة هي أجزاء مختلطة ممتزجة و الحال أنا ننقله من حال إلى حال و من طور إلى طور فجعلناه سميعا بصيرا ليسمع ما يأتيه من الدعوة الإلهية، و يبصر الآيات الإلهية الدالة على وحدانيته تعالى و النبوة و المعاد.
قوله تعالى: «إنا هديناه السبيل إما شاكرا و إما كفورا» الهداية بمعنى إراءة الطريق دون الإيصال إلى المطلوب و المراد بالسبيل السبيل بحقيقة معنى الكلمة و هو المؤدي إلى الغاية المطلوبة و هو سبيل الحق.
و الشكر استعمال النعمة بإظهار كونها من منعمها و قد تقدم في تفسير قوله تعالى: «و سيجزي الله الشاكرين»: آل عمران: 144 إن حقيقة كون العبد شاكرا لله كونه مخلصا لربه، و الكفران استعمالها مع ستر كونها من المنعم.
و قوله: «إما شاكرا و إما كفورا» حالان من ضمير «هديناه» لا من «السبيل» كما قاله بعضهم، و «إما» يفيد التقسيم و التنويع أي إنا هديناه السبيل حال كونه منقسما إلى الشاكر و الكفور أي أنه مهدي سواء كان كذا أو كذلك.
و التعبير بقوله: «إما شاكرا و إما كفورا» هو الدليل أولا: على أن المراد بالسبيل السنة و الطريقة التي يجب على الإنسان أن يسلكها في حياته الدنيا لتوصله إلى سعادته في الدنيا و الآخرة و تسوقه إلى كرامة القرب و الزلفى من ربه و محصله الدين الحق و هو عند الله الإسلام.
و به يظهر أن تفسير بعضهم السبيل بسبيل الخروج من الرحم غير سديد.
و ثانيا: أن السبيل المهدي إليه سبيل اختياري و أن الشكر و الكفر اللذين يترتبان على الهداية المذكورة واقعان في مستقر الاختيار للإنسان أن يتلبس بأيهما شاء من غير إكراه و إجبار كما قال تعالى: «ثم السبيل يسره»: عبس: 20، و ما في آخر السورة من قوله تعالى: «فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا و ما تشاءون إلا أن يشاء الله» إنما يفيد تعلق مشيته تعالى بمشية العبد لا بفعل العبد الذي تعلقت به مشية العبد حتى يفيد نفي تأثير مشية العبد المتعلقة بفعله، و قد تقدمت الإشارة إلى هذا المعنى في هذا الكتاب مرارا.
و الهداية التي هي نوع إيذان و إعلام منه تعالى للإنسان هداية فطرية هي تنبيه بسبب نوع خلقته و ما جهز به وجوده بإلهام من الله سبحانه على حق الاعتقاد و صالح العمل قال تعالى: «و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها»: الشمس: 8 و أوسع مدلولا منه قوله تعالى: «فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم»: الروم: 30.
و هداية قولية من طريق الدعوة يبعث الأنبياء و إرسال الرسل و إنزال الكتب و تشريع الشرائع الإلهية، و لم يزل التدبير الربوبي تدعم الحياة الإنسانية بالدعوة الدينية القائم بها أنبياؤه و رسله، و يؤيد بذلك دعوة الفطرة كما قال: «إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح و النبيين من بعده - إلى أن قال - رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل»: النساء: 165.
و من الفرق بين الهدايتين أن الهداية الفطرية عامة بالغة لا يستثنى منها إنسان لأنها لازم الخلقة الإنسانية و هي في الأفراد بالسوية غير أنها ربما تضعف أو يلغو أثرها لعوامل و أسباب تشغل الإنسان و تصرفه عن التوجه إلى ما يدعو إليه عقله و يهديه إليه فطرته أو ملكات و أحوال رديئة سيئة تمنعه عن إجابة نداء الفطرة كالعناد و اللجاج و ما يشبه ذلك قال تعالى: «أ فرأيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله»: الجاثية: 23، و الهداية المنفية في الآية بمعنى الإيصال إلى المطلوب دون إراءة الطريق بدليل قوله: «و أضله الله على علم».
و أما الهداية القولية و هي التي تتضمنها الدعوة الدينية فإن من شأنها أن تبلغ المجتمع فتكون في معرض من عقول الجماعة فيرجع إليها من آثر الحق على الباطل و أما بلوغها لكل واحد واحد منهم فإن العلل و الأسباب التي يتوسل بها إلى بيان أمثال هذه المقاصد ربما لا تساعد على ذلك على ما في الظروف و الأزمنة و البيئات من الاختلاف و كيف يمكن لإنسان أن يدعو كل إنسان إلى ما يريد بنفسه أو بوسائط من نوعه؟ فمن المتعذر ذلك جدا.
و إلى المعنى الأول أشار تعالى بقوله: «و إن من أمة إلا خلا فيها نذير»: فاطر: 24، و إلى الثاني بقوله: «لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون»: يس: 6.
فمن بلغته الدعوة و انكشف له الحق فقد تمت عليه الحجة و من لم تبلغه الدعوة بلوغا ينكشف به له الحق فقد أدركه الفضل الإلهي بعده مستضعفا أمره إلى الله إن يشأ يغفر له و إن يشأ يعذبه قال تعالى: «إلا المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان لا يستطيعون حيلة و لا يهتدون سبيلا»: النساء: 98.
ثم من الدليل على أن الدعوة الإلهية و هي الهداية إلى السبيل حق يجب على الإنسان أن يتبعها فطرة الإنسان و خلقته المجهزة بما يهدي إليها من الاعتقاد و العمل، و وقوع الدعوة خارجا من طريق النبوة و الرسالة فإن سعادة كل موجود و كماله في الآثار و الأعمال التي تناسب ذاته و تلائمها بما جهزت به من القوى و الأدوات فسعادة الإنسان و كماله في اتباع الدين الإلهي الذي هو سنة الحياة الفطرية و قد حكم به العقل و جاءت به الأنبياء و الرسل عليهم السلام.
قوله تعالى: «إنا أعتدنا للكافرين سلاسل و أغلالا و سعيرا» الإعتاد التهيئة، و سلاسل جمع سلسلة و هي القيد الذي يقاد به المجرم، و أغلال جمع غل بالضم قيل هي القيد الذي يجمع اليدين على العنق، و قال الراغب: فالغل مختص بما يقيد به فيجعل الأعضاء وسطه.
انتهى.
و السعير النار المشتعلة، و المعنى ظاهر.
و الآية تشير إلى تبعة الإنسان الكفور المذكور في قوله: «إما شاكرا و إما كفورا» و قدم بيان تبعته على بيان جزاء الإنسان الشاكر لاختصار الكلام فيه.
قوله تعالى: «إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا» الكأس إناء الشراب إذا كان فيه شراب، و المزاج ما يمزج به كالحزام لما يحزم به، و الكافور معروف يضرب به المثل في البرودة و طيب الرائحة، و قيل: هو اسم عين في الجنة.
و الأبرار جمع بر بفتح الباء صفة مشبهة من البر و هو الإحسان و يتحصل معناه في أن يحسن الإنسان في عمله من غير أن يريد به نفعا يرجع إليه من جزاء أو شكور فهو يريد الخير لأنه خير لا لأن فيه نفعا يرجع إلى نفسه و إن كرهت نفسه ذلك فيصبر على مر مخالفة نفسه فيما يريده و يعمل العمل لأنه خير في نفسه كالوفاء بالنذر أو لأن فيه خيرا لغيره كإطعام الطعام للمستحقين من عباد الله.
و إذ لا خير في عمل و لا صلاح إلا بالإيمان بالله و رسوله و اليوم الآخر كما قال تعالى: «أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم»: الأحزاب: 19 إلى غير ذلك من الآيات.
فالأبرار مؤمنون بالله و رسوله و اليوم الآخر، و إذ كان إيمانهم إيمان رشد و بصيرة فهم يرون أنفسهم عبيدا مملوكين لربهم، له خلقهم و أمرهم، لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرا عليهم أن لا يريدوا إلا ما أراده ربهم و لا يفعلوا إلا ما يرتضيه فقدموا إرادته على إرادة أنفسهم و عملوا له فصبروا على مخالفة أنفسهم فيما تهواه و تحبه و كلفة الطاعة، و عملوا ما عملوه لوجه الله، فأخلصوا العبودية في مرحلة العمل لله سبحانه.
و هذه الصفات هي التي عرف سبحانه الأبرار بها كما يستفاد من قوله: «يشرب بها عباد الله» و قوله: «إنما نطعمكم لوجه الله» و قوله: «و جزاهم بما صبروا» و هي المستفادة من قوله في صفتهم: «ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله» إلخ: البقرة: 177 و قد مر بعض الكلام في معنى البر في تفسير الآية و سيأتي بعضه في قوله: «كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين»: المطففين: 18.
و الآية أعني قوله: «إن الأبرار يشربون» إلخ بما يتبادر من معناها من حيث مقابلتها لقوله: «إنا أعتدنا للكافرين» إلخ المبين لحال الكافرين في الآخرة، تبين حال الأبرار في الآخرة في الجنة، و أنهم يشربون من شراب ممزوج بالكافور باردا طيب الرائحة.
قوله تعالى.
«عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا» «عينا» منصوب بنزع الخافض و التقدير من عين أو بالاختصاص و التقدير أخص عينا، و الشرب - على ما قيل - يتعدى بنفسه و بالباء فشرب بها و شربها واحد، و التعبير عنهم بعباد الله للإشارة إلى تحليهم بحلية العبودية و قيامهم بلوازمها على ما يفيده سياق المدح.
و تفجير العين شق الأرض لإجرائها، و ينبغي أن يحمل تفجيرهم العين على إرادتهم جريانها لأن نعم الجنة لا تحتاج في تحققها و التنعم بها إلى أزيد من مشية أهلها قال تعالى: «لهم ما يشاءون فيها»: ق: 35.
و الآيتان - كما تقدمت الإشارة إليه - تصفان تنعم الأبرار بشراب الجنة في الآخرة، و بذلك فسرت الآيتان.
و لا يبعد أن تكون الآيتان مسوقتين على مسلك تجسم الأعمال تصفان حقيقة عملهم الصالح من الإيفاء بالنذر و إطعام الطعام لوجه الله، و أن أعمالهم المذكورة بحسب باطنها شرب من كأس مزاجها كافور من عين لا يزالون يفجرونها بأعمالهم الصالحة و ستظهر لهم بحقيقتها في جنة الخلد و إن كانت في الدنيا في صورة الأعمال فتكون الآيتان في مجرى أمثال قوله تعالى: «إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون»: يس: 8.
و يؤيد ذلك ظاهر قوله «يشربون» و «يشرب بها» و لم يقل: سيشربون و سيشرب بها، و وقوع قوله: يشربون و يوفون و يخافون و يطعمون متعاقبة في سياق واحد، و ذكر التفجير في قوله: «يفجرونها تفجيرا» الظاهر في استخراج العين و إجرائها بالتوسل بالأسباب.
و لهم في مفردات الآيتين و إعرابها أقاويل كثيرة مختلفة مذكورة في المطولات فليراجعها من أراد الوقوف عليها.
قوله تعالى: «يوفون بالنذر و يخافون يوما كان شره مستطيرا» المستطير اسم فاعل من استطار إذا فشا و انتشر في الأقطار غاية الانتشار و هو أبلغ من طار كما قيل: يقال: استطار الحريق و استطار الفجر إذا اتسعا غايته، و المراد باستطارة شر اليوم و هو يوم القيامة بلوغ شدائده و أهواله و ما فيه من العذاب غايته.
و المراد بالإيفاء بالنذر ما هو ظاهره المعروف من معناه، و قول القائل: إن المراد به ما عقدوا عليه قلوبهم من العمل بالواجبات أو ما عقدوا عليه القلوب من اتباع الشارع في جميع ما شرعه خلاف ظاهر اللفظ من غير دليل يدل عليه.
قوله تعالى: «و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا» ضمير «على حبه» للطعام على ما هو الظاهر، و المراد بحبه توقان النفس إليه لشدة الحاجة، و يؤيد هذا المعنى قوله تعالى: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»: آل عمران: 92.
و قيل: الضمير لله سبحانه أي يطعمون الطعام حبا لله لا طمعا في الثواب، و يدفعه أن قوله تعالى حكاية منهم: «إنما نطعمكم لوجه الله» يغني عنه.
و يليه في الضعف ما قيل: إن الضمير للإطعام المفهوم من قوله: «و يطعمون» وجه الضعف أنه إن أريد بحب الإطعام حقيقة معناه فليس في حب الإطعام في نفسه فضل حتى يمدحوا به، و إن أريد به كون الإطعام بطيب النفس و عدم التكلف فهو خلاف الظاهر، و رجوع الضمير إلى الطعام هو الظاهر.
و المراد بالمسكين و اليتيم معلوم، و المراد بالأسير ما هو الظاهر منه و هو المأخوذ من أهل دار الحرب.
و قول بعضهم: إن المراد به أسارى بدر أو الأسير من أهل القبلة في دار الحرب بأيدي الكفار أو المحبوس أو المملوك من العبيد أو الزوجة كل ذلك تكلف من غير دليل يدل عليه.
و الذي يجب أن يتنبه له أن سياق هذه الآيات سياق الاقتصاص تذكر قوما من المؤمنين تسميهم الأبرار و تكشف عن بعض أعمالهم و هو الإيفاء بالنذر و إطعام مسكين و يتيم و أسير و تمدحهم و تعدهم الوعد الجميل.
وردة الكاردينيا
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى وردة الكاردينيا
البحث عن كل مشاركات وردة الكاردينيا
11-02-2014 ~ 12:51 AM
رد: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا
ãÔÇÑßÉ ÑÞã
2
الإدارة
تاريخ التسجيل :
May 2011
العمر :
26
ÚÏÏ ãÔÇÑßÇÊí : 65,860
معدل تقييم المستوى :
10
بارك الله فيك غلاي
احسنتي الطرح جعله الله لك في ميزان حسناتك
ÊæÞíÚ
إن قرأت مايعجبك ويفيدك منِّي فاذكر الله وكبرِّه واذكرني بدعائك بظهر الغيب وإن قرأت مالا يفيدك ولا يعجبك فسبِّح الله واستغفره عني وعنك
فاطمة الطاهرة
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات فاطمة الطاهرة
11-03-2014 ~ 10:37 AM
رد: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا
ãÔÇÑßÉ ÑÞã
3
مدير عام منتديات حزن العشاق
تاريخ التسجيل :
Feb 2013
ÚÏÏ ãÔÇÑßÇÊí : 45,164
معدل تقييم المستوى :
10
يسلمو يا اغلى ورده كاردنيو
اللهم اجعلنا ممن يطعمون الطعام على حبه
ÊæÞíÚ
رقة فتاة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى رقة فتاة
البحث عن كل مشاركات رقة فتاة
11-03-2014 ~ 10:37 AM
رد: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا
ãÔÇÑßÉ ÑÞã
4
مدير عام منتديات حزن العشاق
تاريخ التسجيل :
Feb 2013
ÚÏÏ ãÔÇÑßÇÊí : 45,164
معدل تقييم المستوى :
10
خمس نجوم للغوالي
ÊæÞíÚ
رقة فتاة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى رقة فتاة
البحث عن كل مشاركات رقة فتاة
مواقع النشر (المفضلة)
Digg
del.icio.us
StumbleUpon
Google
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي
الانتقال إلى العرض المتطور
الانتقال إلى العرض الشجري
تعليمات المشاركة
لا تستطيع
إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع
الرد على المواضيع
لا تستطيع
إرفاق ملفات
لا تستطيع
تعديل مشاركاتك
BB code
is
متاحة
الابتسامات
متاحة
كود [IMG]
متاحة
كود HTML
معطلة
قوانين المنتدى
الانتقال السريع
لوحة تحكم العضو
الرسائل الخاصة
الاشتراكات
المتواجدون الآن
البحث في المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى
الاقسام العامة للمجتمع
المنتدى الاسلامي العام
القران الكريم والحديث النبوي الشريف
قسم الاناشيد إلاسلاميه وصوتيات والفلاشات
كرنفال المناسبات الاسلامية
قسم المواضيع العامة
ركن الثقافة العامة
متحف المواضيع المميزة
ركن القضايا الاجتماعية
قسم الترحيب بأعضاء حزن العشاق
ملتقى أعضاء حزن العشاق
مدونات الأعضاء
قسم اللغات والتعليم Languages forum
منتدى الاخبار العامة
قسم الاخبار المثيرة و الطريفة و الغريبة
منتدى البحوث العلميه
منتدى طلبة المدارس
قسم المواد التعليمية لطلبة المدراس العام
قسم نتائج المرحلة الابتدائيه
منتدى نتائج المرحلة الثانويه
نتائج المراحل الجامعيه
منتديات حزن العشاق الاسرية و الشبابية
الاطباق الرئيسيه والعالميه
قسم ديكور أثاث غرف نوم جديده
عالم الصحه والغذاء
عـالم الأسره والـطفل
قسم ازياء ومستلزمات حواء
عالم آدم
الاقسام الادبية والشعرية
منتدى الشعر الفصيح وقصائد الشعر الحر
منتدى الشعر بقلمك الخاص
محطة دواوين شعراء حزن العشاق
مسابقات القلم الخاص
منتدى الخواطر وعذب الكلام
منتدى الشعر الشعبي العراقي و العربي
قسم الأشعار المرئيه والمسموعة
منتدى القصص القصيرة والطويلة
منتدى الحِكم و الأمثال
محطة حزن العشاق الترفيهية
قسم الالعاب ومسابقات الاعضاء
كبر الـ (G) و روق الـ (D)
قسم التصميم
قسم التصميم العام / General Design
قسم ملحقات الفوتوشوب / Photoshop Resources
قسم دروس الفوتوشوب / Photoshop Tutorials
قسم دورة أدوات الفوتوشوب
قسم التصميم بالسويتش ماكس / Design SwishMax
قسم دورة تعليم السويج ماكس SWiSHmax
قسم معرض تصاميم الاعضاء / Designs Gallery Member
منتدى التقنية
قسم البرامج العامة برامج كمبيوتر Programs
قسم الحمايه
قسم تحميل العاب اقوى الالعاب الجديدة
قسم العاب PSP » PC,PS3,PS2,PSP,XBOX,WII يوتو للالعاب - تحميل العاب
قسم الهكرز
قسم توبيكات ماسنجر و برامج ماسنجر
قسم البرامج العامة
منتدى الشات
منتدى ثغرات الشات الكتابي DigiChat & DoookNet
منتدى تطوير الشات
منتدى زخارف الشات
قسم الجوال
منتدى الرياضة
منتدى الرياضة العام
منتدى الرياضة العراقية ! >>
منتدى الرياضة العربية
قسم عشاق ريال مدريد Real Madrid Club
منتدى الصور العام
منتدى السيارات والدراجات النارية والطائرات
قسم الصور السياحية , الطبيعية والغريبة
قسم صور وتحميل الانمي الكرتون
عالم الحيوانات والنباتات
قسم الصور الجاهزة للاعضاء
قسم يختص بتطوير المواقع قسم ستايلات المواقع والواجهات المجانية
قسم تطوير منتديات الجيل الثالث 3.6 3.7 3.8
قسم واجهات مواقع ستايلات دردشة احدث الوجهات المجانية
قسم ستايلات منتدى vBulletin 3.x.x
قسم ستايلات المنتدى خاص لـ vBulletin 4.x.x
الاقسام الادارية !
قسم تعليم الاعضاء
قسم الترشيح للاشراف ومنح الاوسمة
قسم المواضيع المحذوفه والمكرره - Archive
الساعة الآن
12:29 PM
-- Arabic
-- English (US)
الاتصال بنا
-
الأرشيف
-
الأعلى
الرئيسية
التسجيل
لوحة التحكم
اعضاء اسرتنا
اتصل بنا
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية