قال نشطاء معارضون ان قوات الرئيس السوري بشار الأسد هاجمت مواقع مقاتلي المعارضة في دير الزور بشرق البلاد يوم الثلاثاء بعد أيام من التقدم الذي حققته قوات المعارضة هناك وهدد بسيطرتها على المدينة كلها. وتقع مدينة دير الزور وهي عاصمة محافظة دير الزور على ضفاف نهر الفرات وتبعد 430 كيلومترا شمال شرقي دمشق وتتاخم منطقة شاسعة قاحلة منتجة للنفط على الحدود مع العراق. وسقط نصف دير الزور في قبضة مقاتلي المعارضة قبل عام لكن قوات الأسد صمدت في عدة أحياء بغرب المدينة التي يغلب السنة على سكانها وفي المطار باتجاه الشرق.
وقال النشطاء ان ائتلافا لقوات المعارضة تقوده قوة تدعمها قطر وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة سيطر الأسبوع الماضي على حي الحويقة واستولى على ثكنات للجيش وقوات الأمن بالاضافة الى مقر حزب البعث.
ويقاتل الأسد انتفاضة تفجرت قبل عامين ثم تحولت الى حرب أهلية مدمرة. ويسيطر مقاتلو المعارضة على معظم وادي الفرات من الحدود التركية في الشمال الى الحدود مع العراق في الجنوب الشرقي بالاضافة الى ريف حلب الشمالي.
والزاوية الكردية في شمال شرق سوريا خارج سيطرة الأسد ايضا ومن ثم تتركز سلطته حول مناطق الجنوب والوسط وساحل البحر المتوسط وقد عززت قواته سيطرتها على هذه المناطق في الشهور الأخيرة.
وقالت مصادر المعارضة في دير الزور ان الجيش قصف قوات المعارضة في حي الحويقة يوم الثلاثاء بالدبابات وراجمات الصواريخ متعددة الفوهات واشتبك معها في معارك في منطقة تفصل الحويقة عن حي الجورة.
وقال ابو الطيب الديري من مركز دير الزور الاعلامي الخاص بالمعارضة ان النظام يحاول استعادة الحويقة لأنه لا يستطيع تحمل وجود قوات المعارضة قرب أهم معاقله في الجورة ومعسكر الجيش بها.
وأضاف الديري ان مجمعي مخابرات القوات الجوية والمخابرات العسكرية وهما جهازان أمنيان مهمان في المدينة يقعان ايضا في حي غازي عياش القريب وأصبحا الآن في مرمى قذائف قوات المعارضة الصاروخية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اثنين من مقاتلي المعارضة لقيا حتفيهما في المعارك يوم الثلاثاء. ولم ترد على الفور تقارير بشأن القتلى والجرحى في صفوف قوات الأسد.
وقال مصدر آخر في المعارضة ان قوة مقاتلي المعارضة عززها وصول 20 صاروخا مضادا للطائرات من خلال تركيا لكتيبة أحفاد الرسول وهي وحدة تدعمها قطر تتبع المجلس العسكري الأعلى وقامت بدور كبير في الاستيلاء على الحويقة.
وأضاف "استخدموا على الارجح صاروخين أو ثلاثة في الحويقة والباقي معهم" مضيفا ان قوات المعارضة استخدمت في الاستيلاء على الحويقة القذائف الصاروخية في أغلب الحالات وتفجيرا انتحاريا دمر نقطة تفتيش كبيرة بسيارة ملغومة.
وقالت مصادر المعارضة ان عشرات من مقاتلي المعارضة بالاضافة الى 160 من جنود الأسد قتلوا في عملية الحويقة الأسبوع الماضي. ولم يتسن التحقق من صحة هذه الأرقام من مصادر مستقلة.
لكن قوات الأسد ما زال لديها تفوق واضح في قوة النيران. فقد واصلت مدفعيتها الثقيلة المتمركزة في مواقع صحراوية محصنة قرب حقل نفطي يقع الى الجنوب ضرب دير الزور على مدى شهور لمنع مقاتلي المعارضة من تعزيز سيطرتهم على المدينة.
ومدينة الرقة هي العاصمة الاقليمية الوحيدة التي سقطت بالكامل في أيدي المعارضة منذ تفجر الانتفاضة السورية في عام 2011. وتقع الرقة على بعد 130 كيلومترا شمال غربي دير الزور على نهر الفرات.
08-21-2013 ~ 04:28 PM
قوات الأسد تتصدى لمقاتلي المعارضة في دير الزور بسوريا
العرض العادي
