الرئيسية
التسجيل
لوحة التحكم
اعضاء اسرتنا
اتصل بنا
اهلا وسهلا بكم في منتديات حزن العشاق .. يمنع نشر الأغاني والمسلسلات والأفلام وكافة الصور المحرّمة ويمنع نشر المواضيع الطائفية... منتدانا ذو رسالة ثقافية وسطية
منتديات حزن العشاق
>
الاقسام العامة للمجتمع
>
المنتدى الاسلامي العام
بيان الحكمة في خلق الليل والنهار 2013
اسم العضو
حفظ البيانات؟
كلمة المرور
التسجيل
التعليمـــات
قائمة الأعضاء
التقويم
اجعل كافة الأقسام مقروءة
الإهداءات
إضافة إهداء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
05-10-2013 ~ 12:56 PM
بيان الحكمة في خلق الليل والنهار 2013
ãÔÇÑßÉ ÑÞã
1
تاريخ التسجيل :
Jul 2010
ÚÏÏ ãÔÇÑßÇÊí : 135,876
معدل تقييم المستوى :
10
بيان الحكمة في خلق الليل والنهار
مقدمة
الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، فإياه نعبد وإياه نستعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأوَّلين والآخرين، وقيوم السموات والأرضين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي أرسله رحمة للعالمين، وحجة على الخلائق أجمعين، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته، ومن سلك طريقهم في العلم والعمل والدعوة إلى الله، واهتدى بهديهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فنظرًا لنعمة الله وحكمته ورحمته بأنْ جعل الليل سكنًا، والنهار معاشًا، ونظرًا لمخالفة كثيرٍ من الناس لهذه الفطرة، حيث صاروا يسهرون الليل فيما لا تحمد عقباه غالبًا من الملاهي والملاعب، ثم ينامون عن أداء صلاة الفجر في وقتها حتى يخرج وقتُها بطلوع الشمس، وهذه خسارة عظمى، ومصيبة كبرى، تجب التوبة منها، والرجوع عنها، ثم قد ينامون غالب النهار ويكسلون عن الأعمال المنوطة بهم، وقد يضر ذلك بصحتهم وبدينهم، ودنياهم وآخرتهم.
وبناءً على محبة الخير لإخواني المسلمين، وكراهية الشر لهم؛ ألَّفتُ هذه الرسالة "تذكير البشر بفوائد النوم المبكر وأضرار السهر"، وهي مستفادة من كلام الله - تعالى - وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - وكلام المحققين من أهل العلم.
وقد اشتملتْ على ذِكر آيات من القرآن الكريم، اشتملت على امتنان الله على عباده بأن جعل لهم الليل ليسكنوا فيه، والنهار مبصرًا؛ ليتصرفوا فيه في مصالحهم، وبيان أضرار السهر، وفوائد النوم وأسراره، وعجائب الليل والنهار، وما فيهما من الأسرار، وذكر شيء من هدْيه - صلى الله عليه وسلم - في نومه وانتباهه، وشيء من آفات نوم النهار، وخصوصًا بعد الفجر، وبعد العصر، وأن مدافعة النوم تورث الآفات، وأن اليقظة أفضل من النوم لمن يقظتُه طاعة.
أسأل الله - تعالى - أن ينفع بها، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
من آيات الله الدالةِ على فضله وكرمه، حيث جعل الليل ليسكنوا فيه، والنهار مضيئًا ليعملوا فيه فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم:
1- قال الله - تعالى -: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [يونس: 67].
2- وقال – تعالى -: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [الروم: 23].
3- وقال - تعالى -: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [غافر: 61].
4- وقال – تعالى -: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النمل: 86].
5- وقال – تعالى -: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} [الفرقان: 47].
ما يستفاد من هذه الآيات الكريمات:
1- بيان الحكمة في خلق الليل والنهار، وهي السكن والراحة في الليل، والتصرف في مختلف الأعمال والمصالح في النهار.
2- أن في ذلك آياتٍ ودلالات على قدرة الله وعظمته وتوحيده، لمن كان له سمع يسمع به ما ينفعه ويضره.
3- أنه لا يَعتبر ويتفكر في آيات الله ومخلوقاته إلا من كان له سمع يسمع به سماعَ قَبولٍ وفهم، وتفكُّر وإيمان.
4- أن النوم بالليل، وابتغاء فضل الله بالنهار، من آيات الله، ودلائل توحيده وقدرته.
5- أن من اعتاد سهر الليل بدون عبادة وضرورة، فقد خالف الفطرة التي فطر الله الناسَ عليها.
6- أن تسخير الليل للسكن والنوم والراحة من فضل الله على الناس، ومن أعظم النعم الموجبة للشكر {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ} [غافر: 61].
7- أنه لا يتفكَّر في عجائب الليل والنهار، ويستدل بها على قدرة خالقها إلا المؤمنون.
8- من نِعَمِ الله على خلقه أن جعل لهم الليل ساترًا بظلامه كاللباس، والنوم راحةً لأبدانهم، قاطعًا لأعمالهم، والنهار مضيئًا لانتشارهم وتصرفاتهم وقضاء حوائجهم، فلله الحمد والشكر والثناء على ذلك.
من أضرار السهر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فمن أضرار السهر ما يلي:
1- مخالفة السُّنة؛ فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكره النومَ قبل العشاء والحديثَ بعدها؛ كما في الحديث الصحيح المتفق عليه.
2- أن السهر من أسباب النوم عن صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة، التي تعدل قيامَ الليل كله مع صلاة العشاء مع الجماعة؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم: «من صلَّى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى العشاء والفجر مع الجماعة، فكأنما قام الليل كله».
وقيام الليل يطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار؛ كما في الحديث الذي رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وهذا شيءٌ عظيم لا يستهان به.
3- أن الله - تعالى - بحكمته ورحمته جعل الليل سكنًا، يستريح فيه الإنسان من التعب في النهار، والسهرُ في الليل مخالفٌ لهذه الحكمة.
4- أن السهر في الليل يؤدي إلى النوم في النهار، فيعطل الإنسان مصالحه من صناعةٍ، أو تجارة، أو زراعة، أو دراسة، أو وظيفة، وذلك مخالفٌ للفطرة التي فطر الله الناس عليها، ومخالف للمصالح الخاصة والعامة.
وربما أدى السهر في الليل، والنوم في النهار، إلى النوم عن الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة، كمن لا يؤدِّي صلاة الفجر إلا بعد خروج وقتها بعد طلوع الشمس، والعصر عند غروبها، وهذه خسارة عظمى، ومصيبة كبرى.
5- أن السهر مرضٌ للقلب والجسم، اللهم إلا من كان يسهر على صلاة التهجد والعبادة، والذكر والدعاء وتلاوة القرآن، يتقرَّب إلى الله بذلك، ويبادر حياته القصيرة فيما يقربه إلى ربه، ويكون سببًا في فوزه.
وينبغي للمسلم الراجي رحمة ربه، والخائف من عذابه: أن ينام أول الليل، ويقوم آخره للصلاة والعبادة، والدعاء والاستغفار، والتوبة إلى الله - تعالى - وفي كل ليلة ينزل ربُّنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: «من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟»؛ كما في الحديث الصحيح المتفق عليه، وهذه فرصة ثمينة للمسلم.
وكل ما تقدم من أضرار السهر فيما إذا كان السهر على أمرٍ مباح، أما إذا كان السهر على محرَّم كالملاعب والملاهي والمسلسلات الهابطة، فإن الأمر أشدُّ وأعظم؛ لأن الإنسان مخلوق للعبادة، وسوف يُسأل عن أوقاته، ويحاسَب عليها، ويجزى على ما عمل فيها من خيرٍ أو شر.
وسوف يُسأل الإنسانُ عما ينظر إليه، أو يستمع إليه، وعما يكنُّه ضميره؛ كما قال - تعالى -: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} [الإسراء: 36]، وقال - عز وجل -: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92، 93].
فلْيُعِدَّ الإنسانُ لنفسه جوابًا صحيحًا، عن طريق محاسبته لنفسه عما يقول ويفعل، ويأتي ويذر، وقد مدح الله المؤمنين القائمين في الليل للتهجد بقوله: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 17، 18]، وبقوله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16، 17].
فانظر إلى مقابلة ما أخفَوْه من قيام الليل، بما أُخفي لهم من الجزاء في جنات النعيم، مما تشتهيه الأنفس، وتلذُّ الأعين، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وقال – تعالى -: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].
وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن قيام الليل يطفئ الخطيئةَ كما يطفئ الماء النار في الحديث الذي رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وأن الله - تعالى - ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: «من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر»؛ كما في الحديث المتفق عليه، وهذه الفضائل محرومٌ منها أكثرُ الناس اليوم، الذين يسهرون على الملاهي والملاعب إلى نصف الليل، ثم ينامون عن صلاة الفجر، وهذه خسارة عظمى، ومصيبة كبرى.
من فوائد النوم وأسراره
قال – تعالى -: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ: 9 - 11].
وكان من تدبير الله للبشر أنْ جعل النوم سباتًا، يدركهم فيقطعهم عن الإدراك والنشاط، ويجعلهم في حالةٍ لا هي موت، ولا هي حياة، تتكفل بإراحة أجسادهم وأعصابهم، وتعويضها عن الجهد الذي بذلتْه في حالة الصحو والإجهاد والانشغال بأمور الحياة، وكلُّ هذا يتم بطريقة عجيبة لا يدرك الإنسان كنهها، ولا نصيب لإرادته فيها، ولا يمكن أن يعرف كيف تتم في كيانه؛ فهو في حالة الصحو لا يعرف كيف يكون، وهو في حالة النوم لا يدرك هذه الحالة، ولا يقدر على ملاحظتها، وهي سر من أسرار تكوين الحي، لا يعلمه إلا مَن خَلَقَ هذا الحيَّ، وأودعه ذلك السرَّ، وجعل حياته متوقفةً عليه، فما من حيٍّ يطيق أن يظل من غير نوم إلا فترة محدودة، فإذا أجبر إجبارًا بوسائلَ خارجةٍ عن ذاته كي يظل مستيقظًا، فإنه يَهلِكُ قطعًا.
وفي النوم أسرارٌ غير تلبية حاجة الجسد والأعصاب، إنه هدنة الروح من صراع الحياة العنيف، هدنة تلم بالفرد فيلقي سلاحه وجُنَّتَه - طائعًا أو غير طائع - ويستسلم لفترة من السلام الآمن، السلام الذي يحتاجه الفردُ حاجتَه إلى الطعام والشراب، ويقع ما يشبه المعجزات في بعض الحالات، حيث يلم النعاس بالأجفان، والروحُ مثقل، والأعصابُ مكدودة، والنفسُ منزعجة، والقلبُ مروع، وكأنما هذا النعاس - وأحيانًا لا يزيد على لحظات - انقلابٌ تام في كيان هذا الفرد، وتجديد كامل لا لقواه؛ بل له هو ذاته، وكأنما هو كائن حي يصحو من جديد، ولقد وقعت هذه المعجزة بشكل واضح للمسلمين المجهودين في غزوة بدر وفي غزوة أُحد، وامتنَّ الله عليهم بها وهو يقول: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} [الأنفال: 11]، {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ} [آل عمران: 154]، كما وقعت للكثيرين في حالات مشابهة.
فهذا السبات - أي: الانقطاع عن الإدراك والنشاط بالنوم - ضرورةٌ من ضرورات تكوين الحي، وسرٌّ من أسرار القدرة الخالقة، نعمة من نِعَمِ الله، لا يملك إعطاءها إلا هو.
وتوجيه النظر إليها على هذا النحو القرآني ينبِّه القلبَ إلى خصائص ذاته، وإلى اليد التي أودعتها كيانه، ويلمسه لمسة تُثير التأملَ والتدبُّر والتأثر.
وكان من تدبير الله كذلك أنْ جعل حركة الكون موافقةً لحركة الأحياء، وكما أودع الإنسان سر النوم والسبات، بعد العمل والنشاط، فكذلك أودع الكون ظاهرةَ الليل؛ ليكون لباسًا ساترًا يتم فيه السبات والانزواء، وظاهرةَ النهار؛ ليكون معاشًا تتم فيه الحركة والنشاط، بهذا توافق خلق الله وتناسق، وكان هذا العالم بيئة مناسبة للأحياء، تلبي ما ركّب فيهم من خصائص، وكان الأحياء مزودين بالتركيب المتفق في حركته وحاجاته مع ما هو مودع في الكون من خصائص وموافقات، وخرج هذا وهذا من يد القدرة المبدعة، متسقًا أدق اتِّساق[1].
عجائب الليل والنهار وما فيهما من الأسرار
ومن آياته - سبحانه وتعالى - الليل والنهار، وهما من أعجبِ آياته، وبدائعِ مصنوعاته؛ ولهذا يعيد ذكرهما في القرآن ويبديه، كقوله - تعالى -: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ} [فصلت: 37]، وقوله: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} [الفرقان: 47]، وقوله - عز وجل -: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} [غافر: 61]، وهذا كثير في القرآن.
فانظر إلى هاتين الآيتين، وما تضمنتاه من العِبر والدلالات على ربوبية الله وحكمته، كيف جعل الليل سكنًا ولباسًا يغشى العالم، فتسكن فيه الحركات، وتأوي الحيوانات إلى بيوتها، والطيرُ إلى أوكارها، وتستجم فيه النفوس وتستريح من كدِّ السعي والتعب، حتى إذا اتخذتْ منه النفوسُ راحتَها وسباتَها، وتطلعتْ إلى معايشها وتصرفها، جاء فالق الإصباح - سبحانه وتعالى - بالنهار، يقدم جيشه بشير الصباح، فهزم تلك الظلمةَ ومزَّقها كل ممزق، وكشفها عن العالم، فإذا هم مبصرون، فانتشر الحيوان وتصرَّف في معاشه ومصالحه، وخرجتِ الطيور من أوكارها، فيا له من معاد ونشأة دالٍّ على قدرة الله - سبحانه - على المعاد الأكبر! وتكررُه ودوام مشاهدة النفوس له، بحيث صار عادة ومآلاً، مَنَعَها من الاعتبار به، والاستدلال به على النشأة الثانية، وإحياء الخلق بعد موتهم، ولا ضعف في قدرة القادر التام القدرة، ولا قصور في حكمته، ولا في علمه يوجب تخلُّفَ ذلك، ولكن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهذا أيضًا من آياته الباهرة، أن يعمي عن هذه الآياتِ الواضحة البيِّنة مَن شاء مِن خلقه، فلا يهتدي بها ولا يبصرها، كمن هو واقف في الماء إلى حلقه وهو يستغيث من العطش، وينكر وجود الماء، وبهذا وأمثاله يُعرَف الله - عز وجل - ويشكر ويحمد، ويتضرع إليه ويُسأل[2].
من آيات الله ونعمه على عباده النوم بالليل والنهار وابتغاؤهم من فضله
قال الله - تعالى -: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [الروم: 23]، {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42][3].
فضل الله على عباده بليل يسكنون فيه، ونهار يتصرفون فيه
قال الله - تعالى -: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص: 71 - 73].
هذا امتنانٌ من الله على عباده، يدْعوهم به إلى شكره، والقيام بعبوديته وحقِّه؛ أنْ جعل لهم من رحمته النهار؛ ليبتغوا من فضل الله، وينتشروا لطلب أرزاقهم ومعايشهم في ضيائه، والليل؛ ليهدؤوا فيه ويسكنوا، وتستريح أبدانُهم وأنفسهم من تعب التصرف في النهار، فهذا من فضله ورحمته بعباده.
فهل أحد يقدر على شيء من ذلك؟
و{إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ} مواعظ الله وآياته سماعَ فهمٍ وقبول وانقياد؟
و{إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} مواقعَ العبر، ومواضع الآيات، فتستنير فيه بصائركم، وتسلكوا الطريق المستقيم؟
وقال في الليل: {أَفَلَا تَسْمَعُونَ}، وفي النهار: {أَفَلَا تُبْصِرُونَ}؛ لأن سلطان السمع في الليل أبلغُ من سلطان البصر، وعكسه النهار.
وفي هذه الآيات تنبيهٌ إلى أن العبد ينبغي له أن يتدبَّر نِعَم الله عليه، ويستبصر فيها، ويقيسها بحال عدمها.
فإنه إذا وازَنَ بين حالة وجودها وبين حالة عدمها، تنبَّه عقلُه لموضع المنَّة، بخلاف من جرى مع العوائد، ورأى أن هذا أمرٌ لم يزل مستمرًّا ولا يزال، وعمي قلبُه عن الثناء على الله بنعمه، ورؤية افتقاره إليها في كل وقت، فإن هذا لا يَحدُث له فكرة شكر، ولا ذِكر[4].
فلله الحمد والشكر والثناء على نعمه التي لا تُعدُّ ولا تحصى، ومنها وجود الليل للنوم والراحة، والنهار للتصرف وقضاء الحاجة، والتقرب إليه بالليل والنهار بأنواع العبادة.
هديه وسيرته - صلى الله عليه وسلم - في نومه وانتباهه
من تدبَّر نومه ويقظته - صلى الله عليه وسلم - وجده أعدلَ نومٍ، وأنفعَه للبدن والأعضاء والقوى، فإنه كان ينام أول الليل، ويستيقظ في أول النصف الثاني، فيقوم ويستاك، ويتوضأ ويصلي ما كَتَبَ الله له، فيأخذ البدنُ والأعضاء والقوى حظَّها من النوم والراحة، وحظها من الرياضة، مع وفور الأجر، وهذا غاية صلاح القلب والبدن، والدنيا والآخرة.
ولم يكن يأخذ من النوم فوق القدر المحتاج إليه، ولا يمنع نفسَه من القدر المحتاج إليه منه، وكان يفعله على أكمل الوجوه، فينام إذا دعتْه الحاجة إلى النوم على شقِّه الأيمن، ذاكرًا اللهَ حتى تغلبه عيناه، غير ممتلئ البدن من الطعام والشراب، ولا مباشرٍ بجنبه الأرض، ولا متخذٍ للفرش المرتفعة؛ بل له ضجاع من أدم حشوُه ليفٌ، وكان يضطجع على الوسادة، ويضع يده تحت خده أحيانًا.
فوائد النوم
وللنوم فائدتان جليلتان:
إحداهما: سكون الجوارح وراحتها مما يعرض لها من التعب، فيريح الحواسَّ من نصب اليقظة، ويزيل الإعياءَ والكلال.
والثانية: هضم الغذاء، ونضج الأخلاط؛ لأن الحرارة الغريزية في وقت النوم تغور إلى باطن البدن، فتعِين على ذلك؛ ولهذا يبرد ظاهره، ويحتاج النائم إلى فضلِ دثارٍ[5].
من آفات نوم النهار، خصوصًا بعد الفجر وبعد العصر
ونوم النهار رديء، يورث الأمراضَ الرطوبية والنوازل، ويفسد اللون، ويورث الطحال، ويرخي العصب، ويكسل، ويضعف الشهوة، إلا في الصيف وقت الهاجرة، وأردؤه نومُ أول النهار، وأردأ منه النومُ آخره بعد العصر، ورأى عبدالله بن عباس ابنًا له نائمًا نومة الصبحة، فقال له: قم، أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟!
وقيل: نوم النهار ثلاثة: خُلق، وحرق، وحمق.
فالخلق: نومة الهاجرة، وهي خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والحرق: نومة الضحى، تشغل عن أمر الدنيا والآخرة، والحمق: نومة العصر، قال بعض السلف: من نام بعد العصر، فاختُلس عقلُه، فلا يلومنَّ إلا نفسه، وقال الشاعر:
أَلاَ إِنَّ نَوْمَاتِ الضُّحَى تُورِثُ الفَتَى خَبَالاً وَنَوْمَاتُ العُصَيْرِ جُنُونُ ونوم الصبحة يمنع الرزقَ؛ لأن ذلك وقتٌ تَطلُبُ فيه الخليقةُ أرزاقَها، وهو وقت قسمة الأرزاق، فنومُه حرمانٌ، إلا لعارضٍ أو ضرورة، وهو مضرٌّ جدًّا بالبدن؛ لإرخائه البدن، وإفساده للفضلات التي ينبغي تحليلها بالرياضة، فيحدث تكسرًا وعيًّا وضعفًا، وإن كان قبل التبرز والحركة والرياضة، وإشغال المعدة بشيء، فذلك الداء العضال، المولد لأنواعٍ من الأدواء[6].
(فصل)
في أن مدافعة النوم تورث الآفات
وأن اليقظة أفضل من النوم لمن يقظته طاعة
لا ينبغي مدافعةُ النوم كثيرًا وإدمان السهر؛ فإن مدافعة النوم وهجْره مورثٌ لآفاتٍ أُخَرَ من سوء المزاج، ويبسه، وانحرافِ النفس، وجفافِ الرطوبات المعِينة على الفهم والعمل، وتورث أمراضًا متلفة، وما قام الوجود إلا بالعدل، فمن اعتصم به، فقد أخذ بحظِّه من مجامع الخير.
وفي "الآداب الكبرى" قال بعض الحكماء: النعاس يُذهِب العقل، والنوم يزيد فيه؛ فالنوم من نِعَم الله - جل شأنه - على عباده، ولهذا امتنَّ به عليهم في كتابه.
واليقظة أفضل من النوم، لا مطلقًا؛ بل لمن تكون يقظتُه طاعة، لا لمن تكون يقظته معصية، فإن كان لو لم ينم لم يشتغل بخير، وربما خالَطَ أهلَ الغفلة، وتحدَّث معهم، فضلاً عن إتيانه العظائمَ من الخطايا والجرائم - فالنوم خيرٌ له؛ بل ربما يكون واجبًا عليه إن كان لا يتخلص من ملابسة الحرام إلا به؛ إذ في النوم الصمت والسلامة، كما قال بعض السلف: يأتي على الناس زمان الصمتُ والنوم فيه أفضلُ أعمالهم.
وقال سفيان الثوري - رحمه الله ورضي عنه -: كانوا يستحبُّون إذا تفرَّغوا أن يناموا؛ طلبًا للسلامة.
فإذًا؛ النوم على قصْد طلب السلامة، ونية قيام الليل - قربةٌ، وأما إذا كان لو لم ينم لانبعث في العبادة من الأذكار والوظائف، فهذا يقظتُه خيرٌ من نومه، فإذا نام لأجْل أن يَذهَب عنه التعبُ والكسل والسآمة، وينهض إلى الوظائف والأذكار على غاية من النشاط، وصفاء الذهن والخاطر - فنومه أيضًا عبادة[7].
ورد الملائكه
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ورد الملائكه
البحث عن كل مشاركات ورد الملائكه
اسمر حبيبتي هيه القانون
05-11-2013 ~ 10:11 AM
رد: بيان الحكمة في خلق الليل والنهار 2013
ãÔÇÑßÉ ÑÞã
2
تاريخ التسجيل :
Aug 2011
ÚÏÏ ãÔÇÑßÇÊí : 35,056
معدل تقييم المستوى :
48
يسسسسسسلمووو على هذا
النثر الجميل راقلي جداا
دمت لناا بحفظ الرحمن
اسمر حبيبتي هيه القانون
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى اسمر حبيبتي هيه القانون
البحث عن كل مشاركات اسمر حبيبتي هيه القانون
مواقع النشر (المفضلة)
Digg
del.icio.us
StumbleUpon
Google
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي
الانتقال إلى العرض المتطور
الانتقال إلى العرض الشجري
تعليمات المشاركة
لا تستطيع
إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع
الرد على المواضيع
لا تستطيع
إرفاق ملفات
لا تستطيع
تعديل مشاركاتك
BB code
is
متاحة
الابتسامات
متاحة
كود [IMG]
متاحة
كود HTML
معطلة
قوانين المنتدى
الانتقال السريع
لوحة تحكم العضو
الرسائل الخاصة
الاشتراكات
المتواجدون الآن
البحث في المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى
الاقسام العامة للمجتمع
المنتدى الاسلامي العام
القران الكريم والحديث النبوي الشريف
قسم الاناشيد إلاسلاميه وصوتيات والفلاشات
كرنفال المناسبات الاسلامية
قسم المواضيع العامة
ركن الثقافة العامة
متحف المواضيع المميزة
ركن القضايا الاجتماعية
قسم الترحيب بأعضاء حزن العشاق
ملتقى أعضاء حزن العشاق
مدونات الأعضاء
قسم اللغات والتعليم Languages forum
منتدى الاخبار العامة
قسم الاخبار المثيرة و الطريفة و الغريبة
منتدى البحوث العلميه
منتدى طلبة المدارس
قسم المواد التعليمية لطلبة المدراس العام
قسم نتائج المرحلة الابتدائيه
منتدى نتائج المرحلة الثانويه
نتائج المراحل الجامعيه
منتديات حزن العشاق الاسرية و الشبابية
الاطباق الرئيسيه والعالميه
قسم ديكور أثاث غرف نوم جديده
عالم الصحه والغذاء
عـالم الأسره والـطفل
قسم ازياء ومستلزمات حواء
عالم آدم
الاقسام الادبية والشعرية
منتدى الشعر الفصيح وقصائد الشعر الحر
منتدى الشعر بقلمك الخاص
محطة دواوين شعراء حزن العشاق
مسابقات القلم الخاص
منتدى الخواطر وعذب الكلام
منتدى الشعر الشعبي العراقي و العربي
قسم الأشعار المرئيه والمسموعة
منتدى القصص القصيرة والطويلة
منتدى الحِكم و الأمثال
محطة حزن العشاق الترفيهية
قسم الالعاب ومسابقات الاعضاء
كبر الـ (G) و روق الـ (D)
قسم التصميم
قسم التصميم العام / General Design
قسم ملحقات الفوتوشوب / Photoshop Resources
قسم دروس الفوتوشوب / Photoshop Tutorials
قسم دورة أدوات الفوتوشوب
قسم التصميم بالسويتش ماكس / Design SwishMax
قسم دورة تعليم السويج ماكس SWiSHmax
قسم معرض تصاميم الاعضاء / Designs Gallery Member
منتدى التقنية
قسم البرامج العامة برامج كمبيوتر Programs
قسم الحمايه
قسم تحميل العاب اقوى الالعاب الجديدة
قسم العاب PSP » PC,PS3,PS2,PSP,XBOX,WII يوتو للالعاب - تحميل العاب
قسم الهكرز
قسم توبيكات ماسنجر و برامج ماسنجر
قسم البرامج العامة
منتدى الشات
منتدى ثغرات الشات الكتابي DigiChat & DoookNet
منتدى تطوير الشات
منتدى زخارف الشات
قسم الجوال
منتدى الرياضة
منتدى الرياضة العام
منتدى الرياضة العراقية ! >>
منتدى الرياضة العربية
قسم عشاق ريال مدريد Real Madrid Club
منتدى الصور العام
منتدى السيارات والدراجات النارية والطائرات
قسم الصور السياحية , الطبيعية والغريبة
قسم صور وتحميل الانمي الكرتون
عالم الحيوانات والنباتات
قسم الصور الجاهزة للاعضاء
قسم يختص بتطوير المواقع قسم ستايلات المواقع والواجهات المجانية
قسم تطوير منتديات الجيل الثالث 3.6 3.7 3.8
قسم واجهات مواقع ستايلات دردشة احدث الوجهات المجانية
قسم ستايلات منتدى vBulletin 3.x.x
قسم ستايلات المنتدى خاص لـ vBulletin 4.x.x
الاقسام الادارية !
قسم تعليم الاعضاء
قسم الترشيح للاشراف ومنح الاوسمة
قسم المواضيع المحذوفه والمكرره - Archive
المواضيع المتشابهه
الموضوع
كاتب الموضوع
المنتدى
مشاركات
آخر مشاركة
موسوعة الاكلات عراقية , اكبر موسوعة اكلات عراقيه 2013 وصفات اكلات عراقيه 2013
ورد الملائكه
الاطباق الرئيسيه والعالميه
12
08-08-2013
06:49 PM
الساعة الآن
02:24 PM
-- Arabic
-- English (US)
الاتصال بنا
-
الأرشيف
-
الأعلى
الرئيسية
التسجيل
لوحة التحكم
اعضاء اسرتنا
اتصل بنا
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
الصفحة الرئيسية