اليك
انت يامن لاتحتاج لكي تسمعني الى اكثر من رغبتك بذلك
اريد ان اقول لك
دعني وحسب ،
دع يدي ترى الأشياء
دعها تدفع الهواء من حولها
دع الخريف يحتضن ازهاري ويتفقّدها
يا انت
كالأب الذي يتفقد ابناءه صبيحة اليوم التالي من الحرب
دع الكتاب يغادر يدي بقوة كما اخذته بقوة
ايها الكائن الذي لا يُحصى
انني ادعوك الى مائدتي
لاتغضب لأنها لا تليق بفراساتك وجنودك وقلاعك الكثيرة
اغضب من القدح الذي كلما رفعته الى فمك ، مات من الخوف
اغضب من الريح التي كلما صرخت ، حبست انفاسها
اغضب من النون التي كلما تطلّعت اليها ، فقدت نقطتها
اغضب من الماء الذي شرب نفسه
اغضب من الزورق الذي فقد قدميه
اغضب من الخريف الذي قاد بنفسه مظاهرة للمطالبة بالتخلص من ثياب السهرة
لأن الوانها تزيد عن حاجة الليل
اغضب من الحريق الذي اراد ان ينتقم من الصيف
فأطفأ نفسه في ساحة عامة
اليك انت
ايها الكائن
ياصديقي
انني احمل بوصلة سترشدني الى عدمي
فهل سيرضيك هذا ؟
لا تدعني امرّ من تحت قوسك
لاتدعني اطيل النظر الى اصدقائي وهم يفقدون خوذهم مع رؤوسهم
لا تدعني مثل شجرة فقدت ثمرتها
وماتت من فرط الورق
ايها الكائن
انت
يامن تتطلّع اليّ من وحدتك
ارجوك حاول ان تتخلّص مني
لاتحتاج الى اكثر من ان تحرّك يديك
فلا تضلّ السكاكين طريقها الى جسدي
لاتحتاج الى اكثر من ان تلتفت
فيدفعونني وحيدا الى البرابرة ،
اعزل
حتى من صرختي
لاتحتاج الى اكثر من ان تشير
لأكتشف ان هدنة طويلة انتهت ،
وانا بين اعدائي
ايها الكائن
انت
يامن اضعت مفاتيحك في جسدي
وجلست تنقّب عنها في احشائي
انني ادعوك لقتلي
كما تفعل مع اعدائك
ولكن فقط
حاول ان تبتسم وانت ترفع القدح الى فمك
حتى لايموت من الخوف
وانا من العطش
منقول..