عندما يرقص القمر ( بقلمي )الموضوع المميز لهذا الاسبوع

( الجزء 1)

لم يتبقى ألا بعض كؤوسٍ وجدران لا تفقه مايدور
هاهي الصوره تتجاذبني كيف أبتدأت وكيف أنتهت
لا أدرى ألا من بعض أثاث يتراقص أمام ناظري
وكأنه قمرٌ يتراقص على أمواج بحرٍهادئ---
كيف بدأت مأساتي
وكم هي فصولها –
بدأت بتلك الضحكات والقهقهات العاليه
أما كيف أنتهت
فأنها أنتهت بهذا الكأس ألذي يجعل كل من حولي يرقص
وكأنه مدعوٌ في حفلة سمرٍ يرتادهاالسكارى
بدأت بقفشات صديقي سامي ودعوته لي لتناول الطعام في بيتِهم
تباً لهذا الكأس أنه يشل تفكيري ويجعلني
أخلط ما بين شخوص قصتي فأعذروني قليلاً
فها أنذا أعيد ترتيب أوراقي من جديد
نعم تذكرت وكيف لاأتذكر
أول أيام سعادتي ألتي خلتها لن تنتهي
في ذلك اليوم أطلت وكأنها ملاكٌ تُغفرعلى يديه كل الذنوب
جميلةٌ بجمالٍ لا توصفه الأقلام
ولم تتحدث عنه الروايات يوماً
أحببتها بكل ذرةٍ من كياني المتهالك هذا
من تلك اللحظه
قد أمست رفيقةً دائمةً لي في أحلامي
لم أطيق صبراً فاتحت شقيقها سامي برغبتي بالاقتران من هذه الملاك
لم يبدي أي أعتراض بل رحب ووافق على زواجي منها
وطرت فرحاً وأن تصنعت الهدوء وما هي ألا أيام وتزوجت من حبيبتي ---
في ليلة زواجي كنت لا أسير على الأرض بل كنت طائراً مابين السحاب والسماء
كم عشقت الحياة حينها
وكم قفز قلبي فرحاً بل كنتُ خائفاً من أن يغادرني هذا القلب من فرط سعادته
ويحرمني من أسعد لحظاتي---
جدران ومقعد متهالك أجلس عليه ربما يهزئان مني فقد عاشا معي تفاصيل ماعشته
وكأسٌ قد يفقدني توازني ويربك لي أوراقي
ويتركني للصمت بعد أن يجعل من القمرراقصاً ماهراً على أمواجِ بحرٍ يتصنع الهدوء
لم أنم في تلك الليله
وكم تمنيت أن يغادرنا ألى عالم أخر شيئ أسمه الشروق
وسارت الأيامُ وكأننا في عالم من عوالم الخيال
عشق سرمدي وأيام فرح خلتها ستبقى مدىالعمر
وليالٍ مرت كأنها الخيال
فدفنت أحلامي في أحضان حبيبتي
وسقتني من تلك الأحضان حنانا دافئاً
أشعرني وكأني غريرٌ يبحث عن أمان
أحببتها بكل جوارحي
ملكتني بكل كياني
لم أسمع يوماً عن عشقٍ كعشقنا
ورحت أجري على الدنيا بثوب جديد وقلبٍ جديد
وعمر ٍجديد
وكل يوم حكاية جديده وقصه جديده من قصص عالمنا الجميل
وجائت السحابه ألتي كنت أخشى يوماً أن تأتي
غيوم سوداء غزت حياتي وكأنها حكمت بنهاية قصة ولدت حديثاً
ذات ليله من أحلك ليالي العمر ليلةٌ هادئه وكم اربكني ذلك الهدوء
فهناك هاجسٌ يراودني ان خلف هذا الهدوء عواصف قد تقتلعني من الجذور
في تلك الليله
أستيقظت من نومي – ونظرت ألى زوجتي فرأيت ما أفقدني صوابي
كانت نائمه ولكن
ويحاً جدراني تربكني
تباً لهذه ألكأس يبدو أن الشراب قد أطاح بذاكرتي
وأنساني ما حدث بعد ذلك ولكنه حدث وكأنه كابوساً
ربما غداً أو بعد غدٍ تعاودني الذكرى وهاهي الأقمار ترقصُ ثانيةوحتى اوراقي الصفراء بدأت تعزف بلحنٍ راقصٍ يستفزني

( الجزء 2 )

هاهو الكأسُ قد أودى بذاكرتي الى الجحيم ولكني سأسترد بعضاً من تماسكي لأكمل هذا الفصل المؤلم من قصتي
سأعود الى هذا المقعد المتهالك واكتب فهناكَ صوتٌ أعشقُ صداه يهمس لي بأن اكملها
فبعد سعادةٍ خلتها لن تنتهي وأيامٍ كأنها السحر لم يمضِ على زواجنا سوى شهر واحد وربما اكثر بقليل جلستُ ذات ليله وسقط نظري على زوجتي الراقده بجانبي وهنا بدأت مأساتي وبدأتُ رحلتي مع الألم فقد رأيتُ اجمل ملاكٍ وقد تركت الدموع اثراً على خديها – هالني ماشاهدت فزوجتي وفي مثل هذه الساعه تبكي -- ؟؟؟؟؟؟
ما الذي يدفعها الى ذلك فهي في قمة السعادة معي بل وأحياناً اشعر انها تود ان تأخذني بعيداً لنحلق معاً في عالم الحب العجيب -- كيف تبكي؟ ولماذا؟ سؤال اقض مضجعي تلك الليله وجعلني أتقلب على فراشي كأني سقيمٌ يصارع الألم
انتظرت بزوغ الفجر بفارغ الصبر وكم هي ثقيلةٌ تلك اللحظات التي مرت في ذلك الليل البهيم
ويح هذا الكأس يبدو انه يصارعني-- يمقتني-- واشعر به يلعنني ويود ان يطيح بي في سكرةٍ لا أصحو بعدها
ولكنه الصوت القادم من المجهول يحثني على اكمال مابدأت -- اذن سأكمل فمازال هناك بقايا من بقايا ذاكرتي
تبادلنا عند الصباحِ تحيةً اعتدنا ان نتبادلها مصحوبة بقبلةً تتعانق من خلالها شفتانا
جلست امامي وأبتسامة عذبةٌ ارتسمت على محياها وهي تسكب لي قدح الشاي – هنا سألتها هل تشعر بسعادة معي فأجابت أن اسعد ايام عمرها هي هذه الأيام التي تجمعنا معاً – هل تحبينني--؟ لم تجب بل نظرت اليِ نظرةُ هيامٍ وعشق وقالت بعد حينٍ لا تكن ساذجاً فأنك تعرف اجابة هذا السؤال فما الداعي لطرحه
( اذن ماحكاية هذه الدموع؟ ) نظرت اليها فأذا بشفتيها ترتجفانِ وقد ارتسمَ على محياها الشرود تسائلت ولكن بعينيها كيف عرفت تجاهلتُ تساؤلاتها وطلبتُ منها تفسيراً لذلك
نظرت لي بتوسل وطلبت مني ان اتناسا هذا الموضوع ووعدتني انها لن تعود مرة اخرى لتلك الدموع
ولكنه الفضول الذي دفعني والغيرة التي تملكتني جعلاني أصر لمعرفة مايجري
لم يتبقى من هذه القنينةَ سوى كأسٍ وبقايا من كأس اخر فدعوني ارتشف منه قليلاً وسأكمل قصتي
على ضوءِ قمرٍيسخرُ من ألمي ويخبرني بأنه راقصٌ ماهرٌ يجيد الرقصَ حينما تهم شواطئ الحزن بعزفها
سأكمل بعد حينٍ فربما وجدتُ نهاية اجمل من التي يوهمني بها هذا الكأس
ولكني لن اعبث كثيراً مع شخوص قصتي وسأتركهم يكملون معنا مابدأته معهم
نعم هي الغيره التي دفعتني لمعرفة مايجري في هزيع الليل الأخير وأنا اخر من يعلم
اجابتني بصوتٍ هو اقرب للبكاء قالت ( قبل ان تتقدم لخطبتي كنت على علاقة بشابٍ وتقدم هذا الشاب لخطبتي الا ان اهلي وخصوصاً شقيقي سامي رفضوا ان اكون زوجة له -- شاب لا يعيبه شئ سوى انه فقير الحال لا يملك من حطام الدنيا سوى النزر اليسير ويرى اهلي بأنه سوف لن يسعدني وسأعيش معه في شظفٍ من العيش لم اعتد عليه وانا بين اهلي ( هكذا يرون ) وحينما تزوجت منك اخلصت لك بكل ماتحمله كلمة الأخلاص من معنى حاولت نسيانه فما فلحت في ذلك ووجدت نفسي في كل ليله اتذكره فتنساب دموعي رغماً عن ارادتي ) لم تسعفني شفتاي في النطق وكان صمتاً كأنه صمتُ القبور وبعد لحظاتٍ كأنها دهرٌ طلبت منها عنوان مسكن هذا الشاب وذهبت لأبحث عنه ووجدتهُ ولكن اتعلمون كيف وجدته
وتتراقص الاقمارُ ثانيةً وتتجاذب جدرانُ غرفتي اطرافَ الحديثِ مع بعضها والمقعدُ المتهالكُ مازال ينصت لها غير أبهٍ بما يجري
عذراً ايها الصوت القادم من الغد فلكل قصةٍ هناك بقيه

قلم
شوق الغريب
شكرا لكل من تصفحها
وللقصه جزء ثالث انتظروني