السلطان محمد الأول / الجلاد

قتل الأخوة إخوانهم من أجل السلطنة
ترك تيمورلنك بلاد الأناضول فإشتعلت الحروب بين مَن بقي من أولاد السلطان أبا يزيد ، نازعه الملك إخوته: سليمان وموسى وعيسى، وكل منهم يدعي أنه أحق بالسلطنة وتمكن من التغلب عليهم وقتلهم وبهذا عرفت السلطنة العثمانية بقتل الأخوة إخوانهم على أى حال أصبحت جميع آسيا الصغرى للأمير محمد جلبي بلا منازع , والأمير محمد الأول جلبي بن بايزيد هو السلطان الخامس للدولة العثمانية وأطلق عليه لقب " الجلاد " , وقام بضم البلقان سنة 826 هـ/ 1423م وبذلك دانت للأمير محمد الأول السلطنة العثمانية بلا منازع ، وأتته رسل ملوك أوروبا والروم مقدّمين له التهاني بالنيابة عن ملوكهم، فرحب بهم وأكرمهم ثم شرع في إصلاح الأمور، وكان الخلل تطرق إلى جميع الإدارات، ولذلك عقد الصلح مع الدول الأوروبية المجاورة له، وقوّى معهم علاقات مهادنة والمصافاة، وتكللت مساعيه بالنجاح.

نقل عاصمة السلطنة العثمانية

ونقل كرسي السلطنة من مدينة بورصة إلى مدينة أدرنة
أعماله

1 - إنشاءه قوة بحرية وهو أوّل من بدأ في ترتيب العساكر البحرية وبناء السفن في أزميد وغاليبولي وبعض السواحل طبقاً للنظام الأوربى .
2 - وقد اشتهر محمد جلبي بمحبته للعلوم والفنون،
3 - وهو أوّل سلطان عثماني رتب الهدية السنوية التي ترسل إلى الحرمين الشريفين باسم الصرة،
4 - انتصر على أمير القرمان وعفا عنه، فعاد لقتاله فأسره مرة أخرى ثم عفا عنه، وفعل ذلك مع أمير أزمير فكان رحيمًا معهما على عكس ما كان مع إخوانه
5 - ظهر الأمير مصطفى بن بايزيد أخو السلطان محمد والذى اختفى بعد معركة أنقرة وطالب أخاه بالحكم وسار عليه بجيش ولكن هزم ففر إلى سالونيك فطالب السلطان بتسليمه فأبى الإمبراطور ووعد بإبقائه تحت الإقامة الجبرية مادام السلطان على قيد الحياة فوافق السلطان وجعل لأخيه راتبًا شهريًا.

غزوات وحروب محمد جلبي الأول
خرج حاكم الأفلاق عن دائرة الطاعة العثمانية سنة 819هـ/ 1416م، فتقدم السلطان محمد الأول بجيشه وعبر نهر الطونة (الدانوب) فأخضع ملك الأفلاق، ثم تقدم الجيش العثماني إلى داخل بلاد المجر لتعرض سيغموند لأمور بلاد الأفلاق ، وغزا قلعة سورين ، وعقد السلطان محمد معاهدة صلح مع ملك المجر .

تمرد القاضى بدر الدين أول من بدع الإشتراكية فى الأموال
ثم عاد السلطان إلى أدرنة ، وقضى على الاضطرابات الداخلية وعلى رأسها فتنة القاضي بدر الدين الذي ابتدع بدعة الاشتراكية في الأموال وسائر المقتنيات بلا فرق بين مسلم وغيره لاعتباره الكل سواء ، فتبعه خلق كثير من أرباب البطالة والكسل من جميع الملل والنحل حتى خيف على البلاد منه، فأرسل عليه السلطان محمد الجيوش وبعد أن دارت رحى الحرب زمناً بين الطرفين تمكن الوزير أبا يزيد باشا من قهر جيش بدر الدين بضواحي أزمير، ثم إن السلطان تعقب بدر الدين إلى أن تمكن من القبض عليه ببلاد مقدونية، وأمر به فقتل سنة 820هـ/ 1417م، بفتوى من قاضي العسكر.
كانت مساحة الأراضي الخاضعة لسلطنة محمد جلبي الأول سنة 1413م ست مائة وأربع وتسعون ألف كيلومتر مربع، منها ثلاث مائة وثمان وستون ألف كيلو متر مربع في آسيا، وثلاث مائة وست وسبعون ألف كيلو متر مربع في البلقان، وبلغت مساحة السلطنة: ثمان مائة وسبعون ألف كيلو متر مربع، عند وفاة
مدة حكمه

توفى السلطان غياث الدين غازي جلبي السلطان محمد خان الأول سنة 824 هـ/ في الرابع من أيار/ مايو سنة 1421م، في مدينة أدرنة، بعدما دامت سلطنته منفردا مدة سبع سنوات وتسعة أشهر، وستة وعشرون يوما، وأوصى بالملك من بعده لابنه مراد الثاني، واعتبر المؤرخون السلطان محمد جلبي الأول
يعتبر السلطان محمد الأول المؤسس الثاني للسلطنة العثمانية بعد أن تفككت داخلياً وكانت مدة سلطنته حوالى 19 سنة وقد أنشغل بالحروب الداخلية وذلك لإرجاع الإمارات السلجوقية التي استقلت في مدة الفوضى التي أعقبت موت السلطان بايزيد الأول في الأسر وتنازع الأخوة على كرسى السلطنة ,
عندما توفى عام (824هـ) كان قد أوصى لابنه مراد من بعده، وكان في أماسيا يوم وفاة أبيه وكتم خبر وفاة السلطان حتى وصل مراد لأدرنه بعد واحد وأربعين يومًا. ودفن السلطان محمد جلبى في بورصة.
وترك السلطان محمد الأول خمسة أولاد وهم الأمير مراد والأمير مصطفى والأمير أحمد والأمير يوسف والأمير محمود.