حصريا ازياء لويس فويتون الغريبة 2012

حصريا ازياء لويس فويتون الغريبة 2012

لويس فويتون مارك جاكوبس: حكاية شخصيتين ومساهماتهما في عالم الموضة...

لويس فويتون، مؤسس دار "لويس فويتون" في العام 1854، ومارك جاكوبس، المدير الفني للدار منذ العام 1997. مبدعان اثنان، كلّ منهما متجذّر في القرن الذي عاش فيه، عملا على تطوير صناعة بأكملها. مبتكران اثنان، كل منهما يبدع في مجاله، امتلكا رموزاً وتوجهات ثقافية من أجل صناعة تاريخ الموضة المعاصرة.

تمثل الحكايتان المتوازيتان لكل من فويتون وجاكوبس دعوةً إلى التحليل أكثر منها استعادة تقليدية للماضي، فهي تلقي بنظرة متعمّقة على صناعة الموضة خلال مرحلتين حاسمتين: تبدأ الأولى بعملية التصنيع التي تعود للقرن التاسع عشر، فيما تبلغ الأخرى أوجها في عولمة القرن الحادي والعشرين. قصتهما هي أيضاً قصة البراعة الحرفية الفرنسية، وتقدّم التكنولوجيا، وابتكار الأزياء والتعاون مع الفنانين.

لويس فويتون (1821-1892)

في "ماريشالز" في شارع سانت أونوريه في باريس، تلقّن لويس فويتون أسرار تجارة "صناعة صناديق الثياب وتوضيبها". وراح طوال سبعة عشر عاماً، يصقل مهاراته العملية المعقدة بهذه المهنة، فبرع في كافة جوانب الصناعة والتوضيب، وفي الجوانب اللوجستية لتجارته أيضاً. في العام 1854، ترك لويس فويتون العمل لدى ماريشال ليفتتح مؤسسته الخاصة على بعد مئات الياردات من مقرّ عمله الأول. ومنذ بداية انطلاقته، وضع لويس فويتون نفسه في مصاف مختلف عن سائر زملائه "صانعي الصناديق، والخزانات وخبراء التوضيب".

كانت الصناديق الأولى التي قام لويس فويتون بصناعتها مغطاةً بقماش من الكانفا المشمّع المقاوم للماء. وكان القماش يسمّى غري تريانون Gris trianon وكان يطلى باللون الرمادي، قبل أن يلصق على طبقة الطلاء شعار النسب والأحرف المتشابكة لأسماء المالكين. ومع مرور السنين، تنامى اهتمام لويس فويتون في سبل تغطية الصناديق وتغليفها، فاستصدر براءة اختراع لقماش الكانفا الخاص به ذي النمط المحدّد، ما سمح له بتمييز صناديقه عن سائر العلامات التجارية الأخرى، وحمايتها من أعمال التزييف التي كانت تزداد رواجاً في تلك الفترة.

في العام 1877، سجّل لويس فويتون براءة اختراع لقماش كانفا مخطط، متوافر في عدة ألوان. وبعد أحد عشر عاماً، سجّل براءة اختراع أخرى، هذه المرة من نصيب قماش "كانفا الدامييه" الأكثر أناقةً، ما أدرج اسمه في عالم الأنماط الزخرفية. وبالتالي، وللمرة الأولى، برز اسمه كإمضاء على القسم الخارجي من صناديقه. في العام 1896، عمل جورج فويتون، سائراً على خطى والده، على ابتكار نقش مونوغرام LV الشهير اليوم.

افتتح لويس فويتون مقرّه الجديد في 1 شارع سكريب في العام 1871، فاحتل مكانته منذ البداية عند مركز باريس المتحوّلة تحت يد البارون هوسمان.

وراح هذا الشارع التجاري الجديد يجذب أشهر الأسماء في عالم الموضة والتصميم. فافتتح صائغو المجوهرات وصانعو العطور متاجر لهم على مستوى الشارع، في حين استولى الخياطون، وصانعو القبعات، والمصوّرون الفوتوغرافيون على الطوابق العليا من المباني. وأعطي خاتم الأصالة للحي عندما استقر فيه وورث، باكين ودوسيه، أشهر دور الأزياء في تلك الحقبة من الزمن.

وحتى النهاية، كان فويتون وفياً للمحفزات الثلاثة التي أوصلته إلى النجاح: أن يتحسّن ويتقن درايته بمهنته، وأن يرضي زبائنه، وأن يستمرّ متقدماً على خطى الإبداع.

مارك جاكوبس

عرفت الموضة تحوّلاً عظيماً في أواخر القرن العشرين، وقد مثّل المصمّم الأميركي مارك جاكوبس جزءاً لا يتجزأ من هذا التحوّل. في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، تحوّلت الموضة – التي كانت في ما مضى مجالاً حصرياً لحفنة من العواصم العالمية – إلى صناعة عالمية بكل ما للكلمة من معنى.

في 7 يناير/ كانون الثاني 1997، عُيّن مارك جايكوبس مديراً فنياً لدار لويس فويتون العريقة ذات الـ 143 عاماً. وكانت مهمته تتمثل في تقديم مجموعات الملابس الجاهزة للرجال والنساء، وتشكيلة من أكسسوارات الموضة بما فيها الأحذية والحقائب للمرة الأولى بتاريخ فويتون.

وخطا جاكوبس العارف بالأعمال المعقدة لعالم الشركات بخطى واثقة على المسرح الباريسي، حاملاً خبرته الواسعة ومعرفته المتعمّقة بصناعة الموضة الجديدة، وانطلق منذ البداية من نية ابتكار عالم آخر يتوازى مع صورة فويتون الكلاسيكية. "لديك عالم فويتون العريق المحافظ والكلاسيكي إلى أبعد الحدود وهو موجود جنباً إلى جنب مع عالم الأزياء الحديث والعصري المواكب للموضة لحظةً بلحظة. وباعتقادي، كلّما ابتعد هذان العالمان واحدهما عن الآخر كلما كمّل أحدهما الآخر. كحاله دوماً، كان مارك جاكوبس واضحاً وعملياً: "لويس فويتون اسم عظيم. دار شهيرة وفريدة ستبقى موجودة من بعدي. فويتون ليس شركة موضة وأزياء. نحن ننفذ القطع "المواكبة للموضة"، أدخلنا فكرة الموضة والأزياء، وهي فكرة تتغيّر مع مزاج الأزمان، وأيقونات الثقافة الشعبية. ولكن قلب العلامة التجارية يبقى على حاله لا يتغيّر ، وذلك أمر رائع أيضاً." امتلك مارك جاكوبس دقة الإدارة والتصميم بمنتهى الإتقان، فطوّر عملية ابتكار جماعية وأعلن بصريح العبارة: "أنا "مصمّم" أعمل وسط فريق من المصمّمين. نقدم اقتراحاتنا لمجموعات الملابس الجاهزة، والأكسسوارات، وغير ذلك من منتجات لويس فويتون معاً. نقدّم أفكارنا بشكل عرض للأزياء، الملابس والأكسسوارات معاً. ونعطي رأينا بكيفية عرض الأمور على المستويات كافة، حتى الإعلان. ولكن، ما نعطيه مجرّد رأي ليس إلا، لأنه داخل بنية لويس فويتون، لا نملك القدرة على التحكّم بما يطال التسويق والإعلان والصورة. والتصميم في الأزياء، كما في أي عالم كان، يتطلّب مجموعة من الخيارات.

ويتأرجح أسلوب فويتون، الذي عمل مارك جاكوبس على صياغته بكلّ صبر، بين موسم وموسم ليعرّف بشكلٍ أفضل بامرأة لويس فويتون الدائمة الحركة، المواكبة لعصرها على الدوام. ليس لدى جايكوبس أي مشكلة في التنقل بين الحدود القصوى، بحرية كاملة، ومن دون أن يفرض أي أفكار مسبقة. ومع أنه يستمرّ في عملية الإبداع "انطلاقاً من اندفاعه العفوي، لا من الأرقام، لأن الموضة ليست علماً،" يبقى متجذّراً في الواقع، ساعياً لتكون ابتكاراته مقرّبةً من الجميع. "بالنسبة إلى البعض لا معنى للحياة من دون موضة، ولكن بالنسبة إليّ لا معنى للموضة من دون حياة".

ذووووق رائع
دمتي بهذا التألق
تحياتي