حب الاخوه

((لم أكن أتوقع يوماً أن الأخوة التي تجمعنا ستتحول إلى حب متبادل)) بهذه الكلمات الغريبة كلمني أحد أصدقائي عن بداية قصة حبه وإحدى زميلاته -زميلتنا- في الكلية، مرجعاً السبب الرئيس في حبهما هو الأخوة التي كانت تربطه مع زميلته.. أخذ صديقي نفساً عميقاً ثم أخرجه بشدة كتعبير عن ما يحمله من حب تجاه حبيبته.. (( كنت أعتبرها في البداية زميلة فقط ثم أصبحت علاقتنا أخوة ثم حب)) هكذا قال لي وأقسم بالأيمان المغلظة أن أي قصة حب تحدث داخل أسوار الجامعة تكون بدايتها علاقة أخوة في الله ثم تتحول إلى حب.

لم يكن يتوقع صديقي أن دخوله الجامعة سيكون السبب الأول في وقوعه بشباك الحب خصوصاً أنه كان من الذين يسخروا من أفعال الحب على أهله.. وكان ينعتهم دائماً بالـ(رخوات) كونهم لا يسيطرون على أفعالهم، وتحمر وجوههم عندما يذكر أمامهم حرفا (حب).

كثيراً نرى ونسمع عن علاقة طالبين (طالب وطالبة) يحب كلاً منهما الآخر حب أخوي -يعني في الله- لدرجة أن أحد الطلاب قال بصوت مسموع لإحدى زميلاته: ((والله إني أحبك زي أختي تماماً)) وكأنه بهذا الكلام يريد إيصال رسالة معينة لأحد الطلاب الذين يقفون خلفه معروف أنه يحب تلك الطالبة كما يحب أخته.!

دكاترتنا الأفاضل يسعون دائماً إلى تعليمنا أسلوب راق في التعامل مع زميلاتنا وذلك من خلال حثنا على عدم التعرض والتلفظ لأي طالبة.. ويجتهدون في وضع النصائح في أغلب المحاضرات كي نتعامل مع زميلاتنا بكل أدب وأخلاق.. وأن نعتبرهن زميلاتنا في الدارسة (((ولا نفرق في تعاملنا بين طالبة وأخرى))).. فلم نسمع عن دكتور ينصحنا أو يحثنا على (حب) زميلاتنا كما نحب أخواتنا.. ولكننا سمعناهم يقولون: (عامل زميلتك كما تعامل أختك) ولكن هذه الجملة فهمها البعض فهماً خاطئاً وظنوا أن الدكاترة يقصدون أن (نحب زميلاتنا كما نحب أخواتنا).!

الغريب أن بعض الطلاب أقدموا على حب زميلة -فقط- كحبهم لأخواتهم -كما يدعون-.. وتجاهلوا بقية الطالبات، بل ويقدموا أحياناً على معاكسة أو إصدار شائعات ضد طالبة أخرى؛ كونها لا تؤمن بالحب الأخوي بين الأضداد.. أو أحيانا لأنها أحبت في الله أو كأخوها طالب آخر غيره، فقام بالانتقام منها بإصدار الشائعات ضدها كمحاولة لتفريقهما أو للنيل من سمعتها.. ونسى أن الله يمهل ولا يهمل.. فمن يدري لعله سيجد طالباً يتعامل معه بنفس أسلوبه ليعمل على إبعاده من الطالبة التي يحبها كأخته.!

أشياء سخيفة كهذه تحدث داخل أسوار جامعة صنعاء ما جعلني أقف عند هذه النقطة ((الحب الأخوي بين الأضداد)) ومناقشتها بكل مجازفة وأنا أعلم أن زملاء لي (سيأخذون على خاطرهم من كلامي).. ولكن دعونا بكل حيادية نتأمل من حولنا ونتذكر الكلمات التي سمعناها عن حب الـ(أخوة التي تجمع بين الـطالب والطالبة) ودعوني أسميها الـ(المؤامرة الأخوية) داخل كلية الإعلام فقط، وإجابة سؤال وضعته وهو:

هل الحب الأخوي الذي يجمع الطالب والطالبة أخوي حقاً؟؟ وإذا كانت الإجابة بـ(لا) فلماذا يتحججون أو بالأحرى لماذا يوهمون أنفسهم أن حبهم للبعض كحب الأخوة؟؟

مؤكد أن بعضكم مستاء جداً من هذا الكلام.. ويقول في نفسه أنه لا يوجد طالب يقول لطالبة أحبك كأختي.. وإذا فرضنا أن كلامه صحيحاً فيجب عليكم قبل أن تتهموني بالغباء أو تلقون عليّ وابلاً من الشتم أن تسألوا أنفسكم هذا السؤال:

لماذا يقول الطالب للطالبة أعتبركِ كأختي ولا يقول أعتبركِ زميلة؟

سيقول البعض كي تترابط علاقتهما أكثر حتى تصبح كعلاقة الحب التي تحولت من أخوة إلى حب كصديقي السالف الذكر.. ليس فقط صديقي بل أغلب الطلاب الذين أعرفهم وهم يغرفون أنفسهم جيداً ويعرفهم أيضاً الطلاب الآخرين دون أن نشير إليهم بالبنان.

والبعض الآخر سيقول لأنه يخشى أن (تفهمه زميلته) غلط عندما يقول لها أعتبركِ زميلة وليس أخت… لكن ما الذي يجعله متأكد أن زميلته (ستفهمه غلط)؟؟ وحتى لو (فهمته غلط) أليس جدير به أن يكون واثقاً من نفسه ولا يهمه شيء؟؟

لن أقول أكثر من هذا فالموضوع بحاجة إلى نظرة جادة كونها قضية مهمة وغالباً ما تمس سمعة زملاء لنا.. وأرجوكم راجعوا من حساباتكم تجاه زميلاتكم ولا (تفهموا شرح الدكاترة غلط).. وأحب أن أقول أن أحد الزملاء قال لي قبل فترة ليست ببعيدة معلقاً على هذا الموضوع: (أملك من الأخوات ما يقارب 15 أخت) ثم أخذ تنهيدة عميقة ثم عندما رآني أتعجب من تنهيدته ضحك وانصرف من أمامي.

:a_008::026::a_008::026::a_008::friends::friends:

موضوع قمة الابداع
عاشت يداااااك خيوصمت
ولك مني خمس نجوووم
وتستاهل مليون تقييم

بــكــل تقدير وإحــتــرام وشــوق
نــســتــقــبــل ونــفــرش الطريق
ونــعــطــر حــبــر الــكــلــمــات بــالــمــســك والــعــنــبــر
ونــنــتــظــر الإبــداع مــع نــســمــات الــلــيــل
وســكــونــه