.
أثبتت الأيام، أن أسطورة حراسة المرمى الإيطالية والتر زينغا، لا يصلح سوى حارسا لمنطقة الجزاء، بعدما أضاع فرصة تاريخية على الجزيرة الإماراتي بتسير اسمه بأحرف من ذهب في كأس المحترفين والاحتفال باللقب الثاني كأول نادي يحقق هذا الإنجاز منذ إطلاق البطولة عام 2008، لكنه اكتفى بتقديم التهنئة للأهلي الذي سبقه لهذا الإنجاز واضاف ثاني ألقاب البطولة إلى خزائنه، واضافه للقبي الدوري والسوبر.
الحكم على زينغا لم يكن بسبب مباراة السبت، ولكن لثلاث مواسم قضاها مع الكرة الإماراتية ولم يحقق خلالها أي إنجاز، وتالياً نورد الاسباب:
ضعف في التخطيط
في كل مرة يصرح زينغا، تجده يتفاخر بأنه يحقق المراحل التي وضعها كأهداف، ومنها المنافسة على أحد الألقاب المحلية والوصول إلى دور الـ16 من دوري أبطال آسيا، وعلى صعيد قناعاته، فهو حقق ما يريد، فوصل إلى نهائي كأس المحترفين، وتأهل إلى الدور التالي من دوري أبطال آسيا، لكنه على أرض الواقع لم يحقق شيئا، فمن أجل دوري أبطال آسيا، خسر وصافة دوري المحترفين وتراجع إلى المركز السادس بعد خسارة غير متوقعة من نادي الإمارات الذي يصارع الهبوط، وبسبب الجهد الكبير الذي بذله الفريق لضمان التأهل إلى الدور الثاني من دوري الأبطال وفوزه الشاق على الريان القطري، تسبب في إرهاق تشكيله الأساسي، ونسي أمر المواجهة الثقيلة مع الأهلي في نهائي كأس المحترفين.
مشكلات فنية
على الأرض، لا يقدم الجزيرة كرة حديثة يستحق معها الفريق أن يكون منافسا قويا، فالفريق يعتمد بشكل أساسي على موهبة بعض اللاعبين وقدراتهم الفردية، بعيدا عن البناء المنطقي وتوزيع القوى على جميع الخطوط، وهذا العيب هو السبب في عدم استقرار نتائج الفريق، الذي يعتمد بشكل أساسي على الحالة المزاجية للاعبين ومدى تركيزهم وتماشيهم مع ظروف المباراة نفسها.
بات أداء فريق الجزيرة مكشوفا، باعتماده على الأطراف في بناء هجمات سريعة مع محاولة إغلاق العمق الدفاعي، خاصة في حال تسجيله أولا للأهداف، وهو الأمر الذي يتسبب في تسليم دفة القيادة للفريق المنافس فور تسجيل الجزيرة للهدف، حيث ينكمش الفريق في منطقة العمق، وينسى تماما الدفاع من الإطراف التي تكون مشغولة عادة في الانطلاقات السريعة، وهو ما يسهل على الفريق الخصم الدخول من هذه المناطق التي لا تخضع للمراقبة، ومنها تأتي الأهداف، وفي مباراة الأمس مع الأهي خير مثال على ذلك.
ضياع نفسي
يعاني الجزيرة بقيادة زينغا من مشكلة الضياع النفسي للاعبين، وعدم قدرتهم على الخروج من حالة الهزيمة، حيث يتحول إلى النقاش مع الحكام ومقعد البدلاء وحتى الجمهور، بدلا من رفع معنويات لاعبيه وابتكار حلول فنية يغير من خلالها أسلوب اللعب ويعدل في مراكز اللاعبين لتغيير خريطة الأداء على الأرض، وهو ما يشعر اللاعبين داخل الملعب بالضياع دون وجود قائد يحفزهم ويجد الحلول المناسبة للخروج من حالة الإحباط التي تولدها النتيجة.
رحيل قريب
منحت إدارة نادي الجزيرة جميع الفرص للمدرب زينغا ببناء فريق جديد، ولبت له جميع مطالبه سواء بالاستغناء عن لاعبين أو التعاقد مع آخرين، لكن المشكلة وضحت في المدرب وليست باللاعبين أو الإدارة التي وفرت جميع متطلبات النجاح للفريق، لذلك يتوقع أن تكون إدارة النادي قد جهزت بيان إقالة زينغا، ولكنها بالطبع ستكون في انتظار ما ستؤول عنه نتاتج دور الـ16 من البطولة الآسيوية، التي باتت الفرصة الأخيرة لزينغا والفريق لتغيير الواقع على الأرض، رغم أنها مقامرة غير محسوبة النتائج، ففرق دور الـ16 ستكون أقوى، وهناك ظروف أخرى مثل بعد المسافات وفوارق التوقيت في حال الوقوع مع أي من فرق شرق القارة التي باتت أكثر قوة وجاهزية ولديها ذات الطموح الموجود لدى الجزيرة بالظفر باللقب.