اهلا وسهلا بكم في منتديات حزن العشاق .. يمنع نشر الأغاني والمسلسلات والأفلام وكافة الصور المحرّمة ويمنع نشر المواضيع الطائفية... منتدانا ذو رسالة ثقافية وسطية

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-13-2021 ~ 06:46 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 11
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


تفسير ابن كثير

( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) [الفلق : 1]

تفسير سورتي المعوذتين و هما مدنيتان .

قال الإمام أحمد :
حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، قال : قلت لأبي بن كعب : إن ابن مسعود [ كان ] لا يكتب المعوذتين في مصحفه ؟
فقال : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرني أن جبريل عليه السلام ، قال له : " قل أعوذ برب الفلق " فقلتها ، قال : " قل أعوذ برب الناس " فقلتها . فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه و سلم .

و رواه أبو بكر الحميدي في مسنده ، عن سفيان بن عيينة ، حدثنا عبدة بن أبي لبابة و عاصم بن بهدلة ، أنهما سمعا زر بن حبيش قال : سألت أبي بن كعب عن المعوذتين ، فقلت : يا أبا المنذر ، إن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف . فقال : إني سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : " قيل لي : قل ، فقلت " . فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم .

و قال أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن عاصم ، عن زر قال : سألت ابن مسعود عن المعوذتين فقال : سألت النبي عنهما فقال : " قيل لي ، فقلت لكم ، فقولوا " . قال أبي : فقال لنا النبي صلى الله عليه و سلم فنحن نقول .

و قال البخاري : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، حدثنا عبدة بن أبي لبابة ، عن زر بن حبيش - و حدثنا عاصم ، عن زر - قال : سألت أبي بن كعب فقلت : أبا المنذر ، إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا . فقال : إني سألت النبي صلى الله عليه و سلم فقال : " قيل لي ، فقلت " . فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه ووسلم .

و رواه البخاري أيضا و النسائي ، عن قتيبة ، عن سفيان بن عيينة ، عن عبدة و عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، عن أبي بن كعب به .

و قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا الأزرق بن علي ، حدثنا حسان بن إبراهيم ، حدثنا الصلت بن بهرام ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : كان عبد الله يحك المعوذتين من المصحف ، و يقول : إنما أمر رسول الله أن يتعوذ بهما ، و لم يكن عبد الله يقرأ بهما.

و رواه عبد الله بن أحمد من حديث الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال : كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ، و يقول : إنهما ليستا من كتاب الله - قال الأعمش : و حدثنا عاصم ، عن زر بن حبيش ، عن أبي بن كعب قال : سألنا عنهما رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قال : " قيل لي ، فقلت " .

و هذا مشهور عند كثير من القراء و الفقهاء : أن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه ، فلعله لم يسمعهما من النبي صلى الله عليه و سلم ، و لم يتواتر عنده ، ثم لعله قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة ، فإن الصحابة ، م ، كتبوهما في المصاحف الأئمة ، و نفذوها إلى سائر الآفاق كذلك ، و لله الحمد و المنة .

و قد قال مسلم في صحيحه : حدثنا قتيبة ، حدثنا جرير ، عن بيان ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط : " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " .

و رواه أحمد ومسلم أيضا ، والترمذي و النسائي من حديث إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عقبة به . و قال الترمذي : حسن صحيح .

طريق أخرى : قال الإمام أحمد : حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن جابر ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عن عقبة بن عامر قال : بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه و سلم في نقب من تلك النقاب ، إذ قال لي : " يا عقبة ، ألا تركب ؟ " . قال : [ فأجللت رسول الله أن أركب مركبه . ثم قال : " يا عقيب ، ألا تركب ؟ " . قال ] فأشفقت أن تكون معصية ، قال : فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم و ركبت هنيهة ، ثم ركب ، ثم قال : " يا عقيب ، ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس ؟ " . قلت : بلى يا رسول الله . فأقرأني : " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم أقيمت الصلاة ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرأ بهما ، ثم مر بي فقال : " كيف رأيت يا عقيب ، اقرأ بهما كلما نمت و كلما قمت " .

و رواه النسائي من حديث الوليد بن مسلم و عبد الله بن المبارك ، كلاهما عن ابن جابر به .

و رواه أبو داود والنسائي أيضا ، من حديث ابن وهب ، عن معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن عقبة به .

طريق أخرى : قال أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيني و أبو مرحوم ، عن يزيد بن محمد القرشي ، عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة .

و رواه أبو داود و الترمذي و النسائي من طرق ، عن علي بن أبي رباح . و قال الترمذي : غريب .

طريق أخرى : قال أحمد : حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لهيعة ، عن مشرح بن هاعان ، عن عقبة بن عامر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اقرأ بالمعوذتين ، فإنك لن تقرأ بمثلهما " . تفرد به أحمد .

طريق أخرى : قال أحمد : حدثنا حيوة بن شريح ، حدثنا بقية ، حدثنا بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن جبير بن نفير ، عن عقبة بن عامر أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أهديت له بغلة شهباء ، فركبها فأخذ عقبة يقودها له ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اقرأ " قل أعوذ برب الفلق " . فأعادها له حتى قرأها ، فعرف أني لم أفرح بها جدا ، فقال : " لعلك تهاونت بها ؟ فما قمت تصلي بشيء مثلها " .

و رواه النسائي ، عن عمرو بن عثمان ، عن بقية به . و رواه النسائي أيضا من حديث الثوري ، عن معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر : أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المعوذتين ، فذكر نحوه .

طريق أخرى : قال النسائي : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا المعتمر ، سمعت النعمان ، عن زياد أبي الأسد ، عن عقبة بن عامر ; أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إن الناس لم يتعوذوا بمثل هذين : " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " .

طريق أخرى : قال النسائي : أخبرنا قتيبة ، حدثنا الليث ، عن ابن عجلان ، عن سعيد المقبري ، عن عقبة بن عامر قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " يا عقبة ، قل " . فقلت : ماذا أقول ؟ فسكت عني ، ثم قال : " قل " . قلت : ماذا أقول يا رسول الله ؟ فسكت عني ، فقلت : اللهم اردده علي . فقال : " يا عقبة ، قل " . قلت : ماذا أقول يا رسول الله ؟ فقال : " " قل أعوذ برب الفلق " ، فقرأتها حتى أتيت على آخرها ، ثم قال : " قل " . قلت : ماذا أقول يا رسول الله ؟ قال : " " قل أعوذ برب الناس " ، فقرأتها حتى أتيت على آخرها ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك : " ما سأل سائل بمثلهما ، و لا استعاذ مستعيذ بمثلهما " .

طريق أخرى : قال النسائي : أخبرنا محمد بن يسار ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا معاوية ، عن العلاء بن الحارث ، عن مكحول ، عن عقبة بن عامر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ بهما في صلاة الصبح .

طريق أخرى : قال النسائي : أخبرنا قتيبة ، حدثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي عمران أسلم ، عن عقبة بن عامر قال : اتبعت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو راكب ، فوضعت يدي على قدمه فقلت : أقرئني سورة هود أو سورة يوسف . فقال : " لن تقرأ شيئا أنفع عند الله من " قل أعوذ برب الفلق " .

حديث آخر : قال النسائي : أخبرنا محمود بن خالد ، حدثنا الوليد ، حدثنا أبو عمرو الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عن أبي عبد الله ، عن ابن عائش الجهني : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له : " يا ابن عائش ، ألا أدلك - أو : ألا أخبرك - بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون ؟ " . قال : بلى ، يا رسول الله . قال : " " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " هاتان السورتان " .

فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه ، تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث .

و قد تقدم في رواية صدي بن عجلان و فروة بن مجاهد ، عنه : " ألا أعلمك ثلاث سور لم ينزل في التوراة و لا في الإنجيل و لا في الزبور و لا في الفرقان مثلهن ؟ " قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل ، حدثنا الجريري ، عن أبي العلاء قال : قال رجل : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر ، و الناس يعتقبون ، و في الظهر قلة ، فحانت نزلة رسول الله صلى الله عليه و سلم ونزلتي ، فلحقني فضرب [ من بعدي ] منكبي ، فقال : " " قل أعوذ برب الفلق " ، فقرأها رسول الله صلى الله عليه و سلم وقرأتها معه ، ثم قال : " " قل أعوذ برب الناس " ، فقرأها رسول الله صلى الله عليه و سلم و قرأتها معه ، فقال : " إذا صليت فاقرأ بهما " .

الظاهر أن هذا الرجل هو عقبة بن عامر ، و الله أعلم .

و رواه النسائي ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن ابن علية به .

حديث آخر : قال النسائي : أخبرنا محمد بن المثنى ، حدثنا محمد بن جعفر ، عن عبد الله بن سعيد ، حدثني يزيد بن رومان ، عن عقبة بن عامر ، عن عبد الله الأسلمي - هو ابن أنيس - : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وضع يده على صدره ثم قال : " قل " . فلم أدر ما أقول ، ثم قال لي : " قل " . قلت : " قل هو الله أحد " ثم قال لي : " قل " . قلت : " أعوذ برب الفلق من شر ما خلق " حتى فرغت منها ، ثم قال لي : " قل " . قلت : " قل أعوذ برب الناس " حتى فرغت منها . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " هكذا فتعوذ ، ما تعوذ المتعوذون بمثلهن قط " .

حديث آخر : قال النسائي : أخبرنا عمرو بن علي أبو حفص ، حدثنا بدل ، حدثنا شداد بن سعيد أبو طلحة ، عن سعيد الجريري ، حدثنا أبو نضرة ، عن جابر بن عبد الله قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اقرأ يا جابر " . قلت : و ما أقرأ بأبي أنت و أمي ؟ قال : " اقرأ : " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " . فقرأتهما ، فقال : " اقرأ بهما ، و لن تقرأ بمثلهما " .

و تقدم حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرأ بهن ، و ينفث في كفيه ، و يمسح بهما رأسه و وجهه ، و ما أقبل من جسده .

و قال الإمام مالك : عن ابن شهاب ، عن عروة عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين و ينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، و أمسح بيده عليه ، رجاء بركتها .

و رواه البخاري ، عن عبد الله بن يوسف . و مسلم ، عن يحيى بن يحيى . و أبو داود ، عن القعنبي . و النسائي ، عن قتيبة - و من حديث ابن القاسم و عيسى بن يونس - و ابن ماجه من حديث معن و بشر بن عمر ، ثمانيتهم عن مالك به .

و تقدم في آخر سورة : " ن " من حديث أبي نضرة عن أبي سعيد : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتعوذ من أعين الجان و عين الإنسان ، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما ، و ترك ما سواهما . رواه الترمذي و النسائي وابن ماجه ، و قال الترمذي : حديث حسن .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن عصام ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا حسن بن صالح ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر قال : الفلق : الصبح .

و قال العوفي عن ابن عباس : ( الفلق ) الصبح . و روي عن مجاهد ، و سعيد بن جبير ، و عبد الله بن محمد بن عقيل ، و الحسن ، و قتادة ، و محمد بن كعب القرظي ، و ابن زيد ، و مالك ، عن زيد بن أسلم ، مثل هذا .

قال القرظي و ابن زيد و ابن جرير : و هي كقوله تعالى : ( فالق الإصباح ) [ الأنعام : 96 ] .

و قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( الفلق ) الخلق . و كذا قال الضحاك : أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله .

و قال كعب الأحبار : ( الفلق ) بيت في جهنم ، إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره ، و رواه ابن أبي حاتم ، ثم قال :
حدثنا أبي ، حدثنا سهيل بن عثمان ، عن رجل سماه ، عن السدي عن زيد بن علي ، عن آبائه أنهم قالوا : ( الفلق ) جب في قعر جهنم ، عليه غطاء ، فإذا كشف عنه خرجت منه نار تصيح منه جهنم ، من شدة حر ما يخرج منه .

و كذا روي عن عمرو بن عبسة و السدي و غيرهم . و قد ورد في ذلك حديث مرفوع منكر ، فقال ابن جرير :
حدثني إسحاق بن وهب الواسطي ، حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي ، حدثنا نصر بن خزيمة الخراساني ، عن شعيب بن صفوان ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ( الفلق ) جب في جهنم مغطى " إسناده غريب و لا يصح رفعه .

و قال أبو عبد الرحمن الحبلي : ( الفلق ) من أسماء جهنم .

قال ابن جرير : و الصواب القول الأول ، أنه فلق الصبح . و هذا هو الصحيح ، و هو اختيار البخاري رحمه الله ، في صحيحه .


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2021 ~ 06:46 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 12
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


تفسير ابن كثير

( مِن شَرِّ مَا خَلَقَ) [الفلق : 2]

و قوله تعالى "من شر ما خلق" أي من شر جميع المخلوقات وقال ثابت البناني والحسن البصري جهنم و إبليس وذريته مما خلق.


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2021 ~ 06:47 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 13
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


تفسير ابن كثير

( وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) [الفلق : 3]

( ومن شر غاسق إذا وقب ) قال مجاهد :
غاسق الليل إذا وقب : غروب الشمس .
حكاه البخاري عنه .
و رواه ابن أبي نجيح ، عنه .
و كذا قال ابن عباس ، و محمد بن كعب القرظي ، و الضحاك ، و خصيف ، و الحسن ، و قتادة : إنه الليل إذا أقبل بظلامه .

و قال الزهري : ( ومن شر غاسق إذا وقب ) الشمس إذا غربت .
و عن عطية و قتادة : إذا وقب الليل : إذا ذهب .
و قال أبو المهزم : عن أبي هريرة : ( ومن شر غاسق إذا وقب ) كوكب .
و قال ابن زيد : كانت العرب تقول : الغاسق : سقوط الثريا ، و كان الأسقام و الطواعين تكثر عند وقوعها ، و ترتفع عند طلوعها .

قال ابن جرير : و لهؤلاء من الأثر ما حدثني : نصر بن علي ، حدثني بكار بن عبد الله - ابن أخي همام - ، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه و سلم : " ( ومن شر غاسق إذا وقب ) قال : النجم الغاسق " .

قلت : و هذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم .

قال ابن جرير : و قال آخرون : هو القمر .

قلت : و عمدة أصحاب هذا القول ما رواه الإمام أحمد :

حدثنا أبو داود الحفري ، عن ابن أبي ذئب ، عن الحارث ، عن أبي سلمة قال : قالت عائشة ا : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي ، فأراني القمر حين يطلع ، و قال : " تعوذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب " .

و رواه الترمذي و النسائي في كتابي التفسير من سننيهما ، من حديث محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب ، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن به . و قال الترمذي : حسن صحيح . و لفظه : " تعوذي بالله من شر هذا ، فإن هذا الغاسق إذا وقب " . و لفظ النسائي : " تعوذي بالله من شر هذا ، هذا الغاسق إذا وقب " .

قال أصحاب القول الأول و هو أنه الليل إذا ولج - : هذا لا ينافي قولنا ; لأن القمر آية الليل ، و لا يوجد له سلطان إلا فيه ، و كذلك النجوم لا تضيء ، إلا في الليل ، فهو يرجع إلى ما قلناه ، و الله أعلم .


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2021 ~ 06:47 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 14
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


تفسير ابن كثير

( وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) [الفلق : 4]

و قوله : ( ومن شر النفاثات في العقد )
قال مجاهد ، و عكرمة ، و الحسن ، و قتادة ، و الضحاك : يعني : السواحر - قال مجاهد : إذا رقين و نفثن في العقد .

و قال ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه قال : ما من شيء أقرب من الشرك من رقية الحية و المجانين .

و في الحديث الآخر : أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
اشتكيت يا محمد ؟
فقال : " نعم " .
فقال : بسم الله أرقيك ، من كل داء يؤذيك ، و من شر كل حاسد و عين ، الله يشفيك .

و لعل هذا كان من شكواه ، عليه السلام ، حين سحر ، ثم عافاه الله تعالى و شفاه ، و رد كيد السحرة الحساد من اليهود في رءوسهم ، و جعل تدميرهم في تدبيرهم ، و فضحهم ، و لكن مع هذا لم يعاتبه رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما من الدهر ، بل كفى الله و شفى و عافى .

و قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم قال : سحر النبي صلى الله عليه و سلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما ، قال : فجاءه جبريل فقال : إن رجلا من اليهود سحرك ، عقد لك عقدا في بئر كذا و كذا ، فأرسل إليها من يجيء بها . فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم [ عليا رضي الله تعالى عنه ] فاستخرجها ، فجاء بها فحللها قال : فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنما نشط من عقال ، فما ذكر ذلك لليهودي و لا رآه في وجهه [ قط ] حتى مات .

و رواه النسائي ، عن هناد ، عن أبي معاوية محمد بن حازم الضرير .

و قال البخاري في " كتاب الطب " من صحيحه : حدثنا عبد الله بن محمد قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : أول من حدثنا به ابن جريج ، يقول : حدثني آل عروة ، عن عروة فسألت هشاما عنه ، فحدثنا عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم سحر ، حتى كان يرى أنه يأتي النساء و لا يأتيهن - قال سفيان : و هذا أشد ما يكون من السحر ، إذا كان كذا - فقال : " يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ؟
أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي ، و الآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل ؟
قال : مطبوب . قال : و من طبه ؟
قال : لبيد بن أعصم - رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقا - و قال : و فيم ؟
قال : في مشط و مشاطة .
قال : وأين ؟
قال : في جف طلعة ذكر تحت رعوفة في بئر ذروان " .
قالت : فأتى [ النبي صلى الله عليه و سلم ] البئر حتى استخرجه فقال : " هذه البئر التي أريتها ، و كأن ماءها نقاعة الحناء ، و كأن نخلها رءوس الشياطين " .
قال : فاستخرج .
[ قالت ] . فقلت : أفلا ؟ أي : تنشرت ؟
فقال : " أما الله فقد شفاني ، و أكره أن أثير على أحد من الناس شرا " .

و أسنده من حديث عيسى بن يونس و أبي ضمرة أنس بن عياض و أبي أسامة و يحيى القطان و فيه : " قالت : حتى كان يخيل إليه أنه فعل الشيء و لم يفعله " . و عنده : " فأمر بالبئر فدفنت " . و ذكر أنه رواه عن هشام أيضا ابن أبي الزناد و الليث بن سعد .

و قد رواه مسلم من حديث أبي أسامة حماد بن أسامة وعبد الله بن نمير . و رواه أحمد عن عفان ، عن وهيب ، عن هشام به .

و رواه الإمام أحمد أيضا عن إبراهيم بن خالد ، عن رباح ، عن معمر ، عن هشام عن أبيه ، عن عائشة قالت : لبث رسول الله صلى الله عليه و سلم ستة أشهر يرى أنه يأتي و لا يأتي ، فأتاه ملكان ، فجلس أحدهما عند رأسه ، و الآخر عند رجليه ، فقال أحدهما للآخر : ما باله ؟
قال : مطبوب .
قال : ومن طبه ؟
قال : لبيد بن الأعصم و ذكر تمام الحديث .

و قال الأستاذ المفسر الثعلبي في تفسيره : قال ابن عباس و عائشة ما : كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فدبت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه و سلم وعدة أسنان من مشطه ، فأعطاها اليهود فسحروه فيها . و كان الذي تولى ذلك رجل منهم - يقال له : [ لبيد ] بن أعصم - ثم دسها في بئر لبني زريق ، و يقال لها : ذروان ، فمرض رسول الله صلى الله عليه و سلم و انتثر شعر رأسه ، و لبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء و لا يأتيهن ، و جعل يذوب و لا يدري ما عراه . فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه و الآخر عند رجليه ، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : ما بال الرجل ؟
قال : طب .
قال : و ما طب ؟
قال : سحر .
قال : و من سحره ؟
قال : لبيد بن أعصم اليهودي .
قال : و بم طبه ؟
قال : بمشط و مشاطة .
قال : و أين هو ؟
قال : في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان - و الجف : قشر الطلع ، و الراعوفة : حجر في أسفل البئر ناتئ يقوم عليه الماتح - فانتبه رسول الله صلى الله عليه و سلم مذعورا ، و قال : " يا عائشة ، أما شعرت أن الله أخبرني بدائي ؟ " .
ثم بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عليا و الزبير و عمار بن ياسر ، فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة ، و أخرجوا الجف ، فإذا فيه مشاطة رأسه و أسنان من مشطه ، و إذا فيه وتر معقود ، فيه اثنتا عشرة عقدة مغروزة بالإبر . فأنزل الله تعالى السورتين ، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ، و وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة ، فقام كأنما نشط من عقال ، و جعل جبريل عليه السلام ، يقول : باسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من حاسد و عين الله يشفيك .
فقالوا : يا رسول الله ، أفلا نأخذ الخبيث نقتله ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما أنا فقد شفاني الله ، و أكره أن يثير على الناس شرا " .

هكذا أورده بلا إسناد ، و فيه غرابة ، و في بعضه نكارة شديدة ، و لبعضه شواهد مما تقدم ، و الله أعلم .ت


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2021 ~ 06:48 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 15
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


تفسير ابن كثير
ــــــــــــــــــــــــــــ

( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص : 1]

تفسير سورة الإخلاص و هي مكية .

ذكر سبب نزولها و فضيلتها

قال الإمام أحمد : حدثنا أبو سعد محمد بن ميسر الصاغاني ، حدثنا أبو جعفر الرازي ، حدثنا الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب : أن المشركين قالوا للنبي : يا محمد ، انسب لنا ربك . فأنزل الله : " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " .

وكذا رواه الترمذي وابن جرير ، عن أحمد بن منيع - زاد ابن جرير : ومحمود بن خداش - عن أبي سعد محمد بن ميسر به - زاد ابن جرير والترمذي - قال : " الصمد " الذي لم يلد ولم يولد ، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وإن الله جل جلاله لا يموت ولا يورث ، " ولم يكن له كفوا أحد " ولم يكن له شبه ولا عدل ، وليس كمثله شيء .

ورواه ابن أبي حاتم ، من حديث أبي سعد محمد بن ميسر به . ثم رواه الترمذي ، عن عبد بن حميد ، عن عبيد الله بن موسى ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، فذكره مرسلا ولم يذكر " أخبرنا " . ثم قال الترمذي : هذا أصح من حديث أبي سعد .

حديث آخر في معناه : قال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا سريج بن يونس ، حدثنا إسماعيل بن مجالد ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن جابر : أن أعرابيا جاء إلى النبي ، فقال : انسب لنا ربك . فأنزل الله عز وجل : " قل هو الله أحد " إلى آخرها . إسناده مقارب .

وقد رواه ابن جرير ، عن محمد بن عوف ، عن سريج فذكره . وقد أرسله غير واحد من السلف .

وروى عبيد بن إسحاق العطار ، عن قيس بن الربيع ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود قال : قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه و سلم : انسب لنا ربك ، فنزلت هذه السورة : " قل هو الله أحد "

قال الطبراني : رواه الفريابي وغيره ، عن قيس ، عن أبي عاصم ، عن أبي وائل ، مرسلا .

ثم روى الطبراني من حديث عبد الرحمن بن عثمان الطائفي ، عن الوازع بن نافع ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : " لكل شيء نسبة ، ونسبة الله : " قل هو الله أحد الله الصمد " والصمد ليس بأجوف .

حديث آخر في فضلها : قال البخاري : حدثنا محمد - هو الذهلي - ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، أخبرنا عمرو ، عن ابن أبي هلال : أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه ، عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن - وكانت في حجر عائشة زوج النبي - عن عائشة : أن النبي بعث رجلا على سرية ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم ، فيختم ب " قل هو الله أحد " فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ، فقال : " سلوه : لأي شيء يصنع ذلك ؟ " . فسألوه ، فقال : لأنها صفة الرحمن ، وأنا أحب أن أقرأ بها . فقال النبي : " أخبروه أن الله تعالى يحبه " .

هكذا رواه في كتاب " التوحيد " . ومنهم من يسقط ذكر " محمد الذهلي " . ويجعله من روايته عن أحمد بن صالح . وقد رواه مسلم والنسائي أيضا من حديث عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال به .

حديث آخر : قال البخاري في كتاب الصلاة : " وقال عبيد الله ، عن ثابت عن أنس قال : كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء ، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح ب " قل هو الله أحد " حتى يفرغ منها ، ثم يقرأ سورة أخرى معها ، وكان يصنع ذلك في كل ركعة . فكلمه أصحابه فقالوا : إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى ، فإما أن تقرأ بها ، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى . فقال : ما أنا بتاركها ، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت ، وإن كرهتم تركتكم . وكانوا يرون أنه من أفضلهم ، وكرهوا أن يؤمهم غيره . فلما أتاهم النبي أخبروه الخبر ، فقال : " يا فلان ، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك ، وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة ؟ " . قال : إني أحبها . قال : " حبك إياها أدخلك الجنة " .

هكذا رواه البخاري تعليقا مجزوما به . وقد رواه أبو عيسى الترمذي في جامعه ، عن البخاري ، عن إسماعيل بن أبي أويس ، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن عبيد الله بن عمر ، فذكر بإسناده مثله سواء . ثم قال الترمذي : غريب من حديث عبيد الله ، عن ثابت . قال : وروى مبارك بن فضالة ، عن ثابت عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله ، إني أحب هذه السورة : " قل هو الله أحد " قال : " إن حبك إياها أدخلك الجنة " .

وهذا الذي علقه الترمذي قد رواه الإمام أحمد في مسنده متصلا فقال :

حدثنا أبو النضر ، حدثنا مبارك بن فضالة ، عن ثابت ، عن أنس قال : جاء رجل إلى رسول الله فقال : إني أحب هذه السورة : " قل هو الله أحد " فقال رسول الله : " حبك إياها أدخلك الجنة " .

حديث في كونها تعدل ثلث القرآن : قال البخاري : حدثنا إسماعيل ، حدثني مالك ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عن أبيه ، عن أبي سعيد . أن رجلا سمع رجلا يقرأ : " قل هو الله أحد " يرددها ، فلما أصبح جاء إلى النبي ، فذكر ذلك له ، وكأن الرجل يتقالها ، فقال النبي : " والذي نفسي بيده ، إنها لتعدل ثلث القرآن " . زاد إسماعيل بن جعفر ، عن مالك ، عن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن أبيه ، عن أبي سعيد قال : أخبرني أخي قتادة بن النعمان ، عن النبي .

وقد رواه البخاري أيضا عن عبد الله بن يوسف والقعنبي . ورواه أبو داود ، عن القعنبي . والنسائي ، عن قتيبة ، كلهم عن مالك به . وحديث قتادة بن النعمان أسنده النسائي من طريقين ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن مالك به .

حديث آخر : قال البخاري : حدثنا عمر بن حفص ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ، حدثنا إبراهيم والضحاك المشرقي ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله لأصحابه : " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ " .
فشق ذلك عليهم وقالوا : أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟
فقال : " الله الواحد الصمد ثلث القرآن " .

تفرد بإخراجه البخاري من حديث إبراهيم بن يزيد النخعي والضحاك بن شرحبيل الهمداني المشرقي ، كلاهما عن أبي سعيد ، قال القربري : سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم وراق أبي عبد الله قال : قال أبو عبد الله البخاري : عن إبراهيم مرسل ، وعن الضحاك مسند .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري قال : بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله ب " قل هو الله أحد " فذكر ذلك للنبي ، فقال : " والذي نفسي بيده ، لتعدل نصف القرآن ، أو ثلثه " .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا حيي بن عبد الله ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو : أن أبا أيوب الأنصاري كان في مجلس وهو يقول : ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة ؟
فقالوا : وهل يستطيع ذلك أحد ؟
قال : فإن " قل هو الله أحد " ثلث القرآن .
قال : فجاء النبي وهو يسمع أبا أيوب ، فقال : " صدق أبو أيوب " .

حديث آخر : قال أبو عيسى الترمذي : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا يزيد بن كيسان ، أخبرني أبو حازم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : " احشدوا ، فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن " . فحشد من حشد ، ثم خرج نبي الله فقرأ : " قل هو الله أحد " ثم دخل فقال بعضنا لبعض : قال رسول الله : " فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن " . إني لأرى هذا خبرا جاء من السماء ، ثم خرج نبي الله فقال : " إني قلت : سأقرأ عليكم ثلث القرآن ، ألا وإنها تعدل ثلث القرآن " .

وهكذا رواه مسلم في صحيحه ، عن محمد بن بشار به ، وقال الترمذي : حسن صحيح غريب ، واسم أبي حازم سلمان .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن زائدة بن قدامة ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن امرأة من الأنصار ، عن أبي أيوب ، عن النبي قال : " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فإنه من قرأ : " قل هو الله أحد الله الصمد " في ليلة ، فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن " .

هذا حديث تساعي الإسناد للإمام أحمد .
ورواه الترمذي والنسائي ، كلاهما عن محمد بن بشار بندار - زاد الترمذي وقتيبة - كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي به . فصار لهما عشاريا . وفي رواية الترمذي : " عن امرأة أبى أيوب ، عن أبي أيوب " ، به [ وحسنه ] . ثم قال : وفي الباب عن أبي الدرداء وأبي سعيد وقتادة بن النعمان وأبي هريرة وأنس وابن عمر وأبي مسعود . وهذا حديث حسن ، ولا نعلم أحدا روى هذا الحديث أحسن من رواية " زائدة " . وتابعه على روايته إسرائيل والفضيل بن عياض . وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور واضطربوا فيه .

حديث آخر : قال أحمد : حدثنا هشيم ، عن حصين ، عن هلال بن يساف ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي بن كعب - أو : رجل من الأنصار - قال : قال رسول الله : " من قرأ ب " قل هو الله أحد " فكأنما قرأ بثلث القرآن " .

ورواه النسائي في " اليوم والليلة " ، من حديث هشيم ، عن حصين ، عن ابن أبي ليلى به . ولم يقع في روايته : هلال بن يساف .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي قيس ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود قال : قال رسول الله : " " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن " .

وهكذا رواه ابن ماجه ، عن علي بن محمد الطنافسي ، عن وكيع به . ورواه النسائي في " اليوم والليلة " من طرق أخر ، عن عمرو بن ميمون ، مرفوعا وموقوفا .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا بهز ، حدثنا بكير بن أبي السميط ، حدثنا قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي الدرداء ، أن رسول الله قال : " أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن ؟ " . قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن أضعف من ذلك وأعجز . قال : " فإن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء ، ف " قل هو الله أحد " ثلث القرآن " .

ورواه مسلم والنسائي من حديث قتادة به .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا أمية بن خالد ، حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم - ابن أخي ابن شهاب - عن عمه الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن - هو ابن عوف - عن أمه - وهي : أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط - قالت : قال رسول الله : " " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن " .

وكذا رواه النسائي في " اليوم والليلة " ، عن عمرو بن علي ، عن أمية بن خالد به . ثم رواه من طريق مالك ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، قوله . ورواه النسائي أيضا في " اليوم والليلة " من حديث محمد بن إسحاق ، عن الحارث بن الفضيل الأنصاري ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن : أن نفرا من أصحاب محمد حدثوه عن النبي أنه قال : " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن لمن صلى بها " .

حديث آخر في كون قراءتها توجب الجنة : قال الإمام مالك بن أنس ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن ، عن عبيد بن حنين قال : سمعت أبا هريرة يقول : أقبلت مع النبي ، فسمع رجلا يقرأ " قل هو الله أحد " فقال رسول الله : " وجبت " . قلت : وما وجبت ؟ قال : " الجنة " .

ورواه الترمذي والنسائي من حديث مالك . وقال الترمذي : حسن صحيح غريب ، لا نعرفه إلا من حديث مالك .

وتقدم حديث : " حبك إياها أدخلك الجنة " .

حديث في تكرار قراءتها : قال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا قطن بن نسير ، حدثنا عيسى بن ميمون القرشي ، حدثنا يزيد الرقاشي ، عن أنس قال : سمعت رسول الله يقول : " أما يستطيع أحدكم أن يقرأ : " قل هو الله أحد " ثلاث مرات في ليلة ، فإنها تعدل ثلث القرآن ؟ "

هذا إسناد ضعيف ، وأجود منه حديث آخر ، قال عبد الله بن الإمام أحمد :

حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا الضحاك بن مخلد ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن أسيد بن أبي أسيد ، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب ، عن أبيه قال : أصابنا طش وظلمة ، فانتظرنا رسول الله يصلي بنا ، فخرج فأخذ بيدي ، فقال : " قل " . فسكت . قال : " قل " . قلت : ما أقول ؟ قال : " " قل هو الله أحد " والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا ، تكفك كل يوم مرتين " .

ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث ابن أبي ذئب به . وقال الترمذي : حسن صحيح غريب من هذا الوجه . وقد رواه النسائي من طريق أخرى ، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر ، فذكره [ ولفظه : " يكفك كل شيء " ] .

حديث آخر في ذلك : قال الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن عيسى ، حدثنا ليث بن سعد ، حدثني الخليل بن مرة ، عن الأزهر بن عبد الله ، عن تميم الداري قال : قال رسول الله : " من قال : لا إله إلا الله واحدا أحدا صمدا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، ولم يكن له كفوا أحد ، عشر مرات ، كتب له أربعون ألف ألف حسنة " .

تفرد به أحمد والخليل بن مرة : ضعفه البخاري وغيره بمرة .

حديث آخر : قال أحمد أيضا : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا زبان بن فائد ، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني ، عن أبيه ، عن رسول الله قال : " من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها ، عشر مرات ، بنى الله له قصرا في الجنة " . فقال عمر : إذن نستكثر يا رسول الله . فقال : " الله أكثر وأطيب " . تفرد به أحمد .

ورواه أبو محمد الدارمي في مسنده فقال : حدثنا عبد الله بن يزيد ، حدثنا حيوة ، حدثنا أبو عقيل زهرة بن معبد - قال الدارمي : وكان من الأبدال - أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : إن نبي الله قال : " من قرأ " قل هو الله أحد " عشر مرات ، بنى الله له قصرا في الجنة ، ومن قرأها عشرين مرة بنى الله له قصرين في الجنة ، ومن قرأها ثلاثين مرة بنى الله له ثلاثة قصور في الجنة " . فقال عمر بن الخطاب : إذا لتكثر قصورنا ؟ فقال رسول الله : " الله أوسع من ذلك " . وهذا مرسل جيد .

حديث آخر : قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا نصر بن علي ، حدثني نوح بن قيس ، أخبرني محمد العطار ، أخبرتني أم كثير الأنصارية ، عن أنس بن مالك ، عن رسول الله قال : " من قرأ " قل هو الله أحد " خمسين مرة غفرت له ذنوب خمسين سنة " إسناده ضعيف .

حديث آخر : قال أبو يعلى : حدثنا أبو الربيع ، حدثنا حاتم بن ميمون ، حدثنا ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله : " من قرأ في يوم : " قل هو الله أحد " مائتي مرة ، كتب الله له ألفا وخمسمائة حسنة إلا أن يكون عليه دين " . إسناده ضعيف حاتم بن ميمون : ضعفه البخاري وغيره . ورواه الترمذي ، عن محمد بن مرزوق البصري ، عن حاتم بن ميمون به . ولفظه : " من قرأ كل يوم ، مائتي مرة : " قل هو الله أحد " محي عنه ذنوب خمسين سنة ، إلا أن يكون عليه دين " .

قال الترمذي : وبهذا الإسناد عن النبي قال : " من أراد أن ينام على فراشه ، فنام على يمينه ، ثم قرأ : " قل هو الله أحد " مائة مرة ، فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب عز وجل : يا عبدي ، ادخل على يمينك الجنة " . ثم قال : غريب من حديث ثابت وقد روي من غير هذا الوجه ، عنه .

وقال أبو بكر البزار : حدثنا سهل بن بحر ، حدثنا حبان بن أغلب ، حدثنا أبي ، حدثنا ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله : " من قرأ : " قل هو الله أحد " مائتي مرة ، حط الله عنه ذنوب مائتي سنة " . ثم قال : لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر والأغلب بن تميم ، وهما متقاربان في سوء الحفظ .

حديث آخر في الدعاء بما تضمنته من الأسماء : قال النسائي عند تفسيرها : حدثنا عبد الرحمن بن خالد ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثني مالك بن مغول ، حدثنا عبد الله بن بريدة ، عن أبيه : أنه دخل مع رسول الله المسجد فإذا رجل يصلي ، يدعو يقول : اللهم ، إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد . قال : " والذي نفسي بيده ، لقد سأله باسمه الأعظم ، الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب " .

وقد أخرجه بقية أصحاب السنن من طرق ، عن مالك بن مغول ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، به . وقال الترمذي : حسن غريب .

حديث آخر في قراءتها عشر مرات بعد المكتوبة : قال الحافظ أبو يعلى [ الموصلي ] : حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا بشر بن منصور ، عن عمر بن نبهان ، عن أبي شداد ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله : " ثلاث من جاء بهن مع الإيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء ، وزوج من الحور العين حيث شاء : من عفا عن قاتله ، وأدى دينا خفيا ، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات : " قل هو الله أحد " . قال : فقال أبو بكر : أو إحداهن يا رسول الله ؟ قال : " أو إحداهن "

حديث في قراءتها عند دخول المنزل : قال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله بن بكر السراج العسكري ، حدثنا محمد بن الفرج ، حدثنا محمد بن الزبرقان ، عن مروان بن سالم ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن جرير بن عبد الله قال : قال رسول الله : " من قرأ : " قل هو الله أحد " حين يدخل منزله ، نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران " . إسناده ضعيف .

حديث في الإكثار من قراءتها في سائر الأحوال : قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي ، حدثنا يزيد بن هارون ، عن العلاء بن محمد الثقفي قال : سمعت أنس بن مالك يقول : كنا مع رسول الله بتبوك فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم نرها طلعت فيما مضى بمثله ، فأتى جبريل النبي فقال : يا جبريل ، ما لي أرى الشمس طلعت اليوم بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت بمثله فيما مضى ؟ " . قال : إن ذلك معاوية بن معاوية الليثي ، مات بالمدينة اليوم ، فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه . قال : " وفيم ذلك ؟ " قال : كان يكثر قراءة : " قل هو الله أحد " في الليل وفي النهار ، وفي ممشاه وقيامه وقعوده ، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه ؟ قال : " نعم " . فصلى عليه .

وكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في [ كتاب ] دلائل النبوة " من طريق يزيد بن هارون ، عن العلاء أبي محمد - وهو متهم بالوضع - فالله أعلم .

طريق أخرى : قال أبو يعلى : حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي أبو عبد الله ، حدثنا عثمان بن الهيثم - مؤذن مسجد الجامع بالبصرة عندي - عن محمود أبي عبد الله ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، عن أنس قال : نزل جبريل على النبي فقال : مات معاوية بن معاوية الليثي ، فتحب أن تصلي عليه ؟ قال : " نعم " . فضرب بجناحه الأرض ، فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت ، فرفع سريره فنظر إليه ، فكبر عليه وخلفه صفان من الملائكة ، في كل صف سبعون ألف ملك ، فقال النبي : " يا جبريل ، بم نال هذه المنزلة من الله تعالى ؟ " . قال بحبه : " قل هو الله أحد " وقراءته إياها ذاهبا وجائيا قائما وقاعدا ، وعلى كل حال .

ورواه البيهقي من رواية عثمان بن الهيثم المؤذن ، عن محبوب بن هلال ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، عن أنس فذكره . وهذا هو الصواب ، ومحبوب بن هلال قال أبو حاتم الرازي : " ليس بالمشهور " . وقد روي هذا من طرق أخر ، تركناها اختصارا ، وكلها ضعيفة .

حديث آخر في فضلها مع المعوذتين : قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا معاذ بن رفاعة ، حدثني علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال : لقيت رسول الله ، فابتدأته فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله ، بم نجاة المؤمن ؟ قال : " يا عقبة ، احرس لسانك وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك " . قال : ثم لقيني رسول الله ، فابتدأني فأخذ بيدي ، فقال : " يا عقبة بن عامر ، ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة ، والإنجيل والزبور ، والقرآن العظيم ؟ " . قال : قلت : بلى ، جعلني الله فداك . قال : فأقرأني : " قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم قال : " يا عقبة ، لا تنسهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن " . قال : فما نسيتهن منذ قال : " لا تنسهن " ، وما بت ليلة قط حتى أقرأهن . قال عقبة ثم لقيت رسول الله فابتدأته ، فأخذت بيده ، فقلت : يا رسول الله ، أخبرني بفواضل الأعمال . فقال : " يا عقبة ، صل من قطعك ، وأعط من حرمك ، وأعرض عمن ظلمك "

روى الترمذي بعضه في " الزهد " ، من حديث عبيد الله بن زحر ، عن علي بن يزيد وقال : هذا حديث حسن . وقد رواه أحمد من طريق آخر :

حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا ابن عياش ، عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي ، عن فروة بن مجاهد اللخمي ، عن عقبة بن عامر ، عن النبي ، فذكر مثله سواء . تفرد به أحمد .

حديث آخر في الاستشفاء بهن : قال البخاري : حدثنا قتيبة ، حدثنا المفضل ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة عن عائشة أن النبي كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : "قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات .

وهكذا رواه أهل السنن ، من حديث عقيل به .

قد تقدم ذكر سبب نزولها . وقال عكرمة : لما قالت اليهود : نحن نعبد عزيرا ابن الله . وقالت النصارى : نحن نعبد المسيح ابن الله . وقالت المجوس : نحن نعبد الشمس والقمر . وقالت المشركون : نحن نعبد الأوثان - أنزل الله على رسوله : ( قل هو الله أحد )

يعني : هو الواحد الأحد ، الذي لا نظير له ولا وزير ، ولا نديد ولا شبيه ولا عديل ، ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله عز وجل ; لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله .


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2021 ~ 06:49 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 16
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


تفسير ابن كثير
#######

( اللَّهُ الصَّمَدُ ) [الإخلاص : 2]

و قوله : ( الله الصمد ) قال عكرمة ، عن ابن عباس : يعني الذي يصمد الخلائق إليه في حوائجهم و مسائلهم .

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ، و الشريف الذي قد كمل في شرفه ، و العظيم الذي قد كمل في عظمته ، و الحليم الذي قد كمل في حلمه ، و العليم الذي قد كمل في علمه ، و الحكيم الذي قد كمل في حكمته ، و هو الذي قد كمل في أنواع الشرف و السؤدد ، و هو الله سبحانه ، هذه صفته لا تنبغي إلا له ، ليس له كفء ، و ليس كمثله شيء ، سبحان الله الواحد القهار .

و قال الأعمش ، عن شقيق عن أبي وائل : ( الصمد ) السيد الذي قد انتهى سؤدده، و رواه عاصم ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود مثله .

و قال مالك عن زيد بن أسلم : ( الصمد ) السيد .
و قال الحسن وقتادة : هو الباقي بعد خلقه .
و قال الحسن أيضا : ( الصمد ) الحي القيوم الذي لا زوال له .
و قال عكرمة : ( الصمد ) الذي لم يخرج منه شيء و لا يطعم .

و قال الربيع بن أنس : هو الذي لم يلد و لم يولد . كأنه جعل ما بعده تفسيرا له ، و هو قوله : ( لم يلد ولم يولد ) و هو تفسير جيد . و قد تقدم الحديث من رواية ابن جرير ، عن أبي بن كعب في ذلك ، و هو صريح فيه .

و قال ابن مسعود ، و ابن عباس ، و سعيد بن المسيب ، و مجاهد ، و عبد الله بن بريدة ، و. عكرمة أيضا ، و سعيد بن جبير ، و عطاء بن أبي رباح ، و عطية العوفي ، و الضحاك ، و السدي : ( الصمد ) الذي لا جوف له .

قال سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : ( الصمد ) المصمت الذي لا جوف له .

و قال الشعبي : هو الذي لا يأكل الطعام ، و لا يشرب الشراب .

و قال عبد الله بن بريدة أيضا : ( الصمد ) نور يتلألأ .

روى ذلك كله و حكاه : ابن أبي حاتم و البيهقي و الطبراني ، و كذا أبو جعفر بن جرير ساق أكثر ذلك بأسانيده ، و قال :
حدثني العباس بن أبي طالب ، حدثنا محمد بن عمرو بن رومي ، عن عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش ، حدثني صالح بن حيان ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال - لا أعلم إلا قد رفعه - قال : ( الصمد ) الذي لا جوف له .
و هذا غريب جدا ، و الصحيح أنه موقوف على عبد الله بن بريدة .

و قد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له ، بعد إيراده كثيرا من هذه الأقوال في تفسير " الصمد " : و كل هذه صحيحة ، و هي صفات ربنا عز و جل ، و هو الذي يصمد إليه في الحوائج ، و هو الذي قد انتهى سؤدده ، و هو الصمد الذي لا جوف له ، و لا يأكل و لا يشرب ، و هو الباقي بعد خلقه .
و قال البيهقي نحو ذلك [ أيضا ] .


تفسير ابن كثير

( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) [الإخلاص : 3]

و قوله : ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) أي : ليس له ولد و لا والد و لا صاحبة .

( وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [الإخلاص : 4]

قال مجاهد : ( ولم يكن له كفوا أحد ) يعني : لا صاحبة له .

و هذا كما قال تعالى : ( بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء ) [ الأنعام : 101 ] أي :
هو مالك كل شيء و خالقه ، فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه ، أو قريب يدانيه ، تعالى و تقدس و تنزه . قال الله تعالى :
( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) [ مريم : 88 - 95 ]
و قال تعالى :
( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) [ الأنبياء : 26 ، 27 ]
و قال تعالى : ( وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون سبحان الله عما يصفون ) [ الصافات : 158 ، 159 ]

و في الصحيح - صحيح البخاري :
" لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، إنهم يجعلون له ولدا ، و هو يرزقهم و يعافيهم " .

و قال البخاري :
حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
" قال الله عز و جل :
كذبني ابن آدم وولم يكن له ذلك ، و شتمني و لم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله :
لن يعيدني كما بدأني ، و ليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، و أما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا ، و أنا الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد " .

و رواه أيضا من حديث عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، مرفوعا بمثله . تفرد بهما من هذين الوجهين .

آخر تفسير سورة " الإخلاص "


ÊæÞíÚ





التعديل الأخير تم بواسطة جاروط ; 02-13-2021 الساعة 06:57 PM
  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2021 ~ 06:49 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 17
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


تفسير ابن كثير

( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) [المسد : 1]

تفسير سورة تبت و هي مكية .

قال البخاري :
حدثنا محمد بن سلام ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج إلى البطحاء ، فصعد الجبل فنادى : " يا صباحاه " . فاجتمعت إليه قريش ، فقال : " أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ، أكنتم تصدقوني ؟ " .
قالوا : نعم .
قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " .
فقال أبو لهب : ألهذا جمعتنا ؟ تبا لك . فأنزل الله : ( تبت يدا أبي لهب وتب ) إلى آخرها .

وفي رواية :
فقام ينفض يديه ، وهو يقول : تبا لك سائر اليوم . ألهذا جمعتنا ؟ فأنزل الله : ( تبت يدا أبي لهب وتب ) .

الأول دعاء عليه ، و الثاني خبر عنه . فأبو لهب هذا هو أحد أعمام رسول الله صلى الله عليه و سلم و اسمه : عبد العزى بن عبد المطلب ، و كنيته أبو عتبة . و إنما سمي " أبا لهب " لإشراق وجهه ، و كان كثير الأذية لرسول الله صلى الله عليه و سلم و البغضة له ، و الازدراء به ، و التنقص له و لدينه . .

قال الإمام أحمد :
حدثنا إبراهيم بن أبي العباس ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه قال :
أخبرني رجل - يقال له : ربيعة بن عباد ، من بني الديل ، و كان جاهليا فأسلم - قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز و هو يقول : " يا أيها الناس ، قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا " و الناس مجتمعون عليه ، و وراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتين ، يقول : إنه صابئ كاذب . يتبعه حيث ذهب ، فسألت عنه فقالوا : هذا عمه أبو لهب .

ثم رواه عن سريج ، عن ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، فذكره - قال أبو الزناد : قلت لربيعة : كنت يومئذ صغيرا ؟
قال : لا والله ، إني يومئذ لأعقل أني أزفر القربة . تفرد به أحمد .

و قال محمد بن إسحاق : حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال : سمعت ربيعة بن عباد الديلي يقول : إني لمع أبي رجل شاب ، أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يتبع القبائل - و وراءه رجل أحول وضيء ، ذو جمة - يقف رسول الله صلى الله عليه و سلم على القبيلة فيقول : " يا بني فلان ، إني رسول الله إليكم ، آمركم أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا ، و أن تصدقوني و تمنعوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به " . و إذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه : يا بني فلان ، هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات و العزى ، و حلفاءكم من الجن من بني مالك بن أقيش ، إلى ما جاء به من البدعة و الضلالة ، فلا تسمعوا له و لا تتبعوه . فقلت لأبي : من هذا ؟ قال : عمه أبو لهب .

رواه أحمد أيضا والطبراني بهذا اللفظ .

فقوله تعالى : ( تبت يدا أبي لهب ) أي : خسرت و خابت ، و ضل عمله و سعيه ( وتب ) أي : و قد تب تحقق خسارته و هلاكه.


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2021 ~ 06:50 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 18
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


تفسير ابن كثير
( مَا أَغْنَىظ° عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) [المسد : 2]
و قوله : ( ما أغنى عنه ماله وما كسب )
قال ابن عباس و غيره : ( وما كسب ) يعني : ولده .
و روي عن عائشة ، و مجاهد ، وعطاء ، والحسن ، وابن سيرين ، مثله .

و ذكر عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما دعا قومه إلى الإيمان ، قال أبو لهب : إذا كان ما يقول ابن أخي حقا ، فإني أفتدي نفسي يوم القيامة من العذاب بمالي و ولدي ، فأنزل الله : ( ما أغنى عنه ماله وما كسب ) .

( سَيَصْلَىظ° نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) [المسد : 3]
أي ذات شرر و لهب و إحراق شديد.

( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) [المسد : 4]

( وامرأته حمالة الحطب ) و كانت زوجته من سادات نساء قريش ، و هي : أم جميل ، و اسمها أروى بنت حرب بن أمية ، و هي أخت أبي سفيان . و كانت عونا لزوجها على كفره و جحوده و عناده ; فلهذا تكون يوم القيامة عونا عليه في عذابه في نار جهنم . و لهذا قال : ( حمالة الحطب)


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2021 ~ 06:51 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 19
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


تفسير ابن كثير


( فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ) [المسد : 5]

( في جيدها حبل من مسد ) يعني :
تحمل الحطب فتلقي على زوجها ، ليزداد على ما هو فيه ، و هي مهيأة لذلك مستعدة له .

( في جيدها حبل من مسد ) قال مجاهد وعروة : من مسد النار .

و عن مجاهد ، و عكرمة ، و الحسن ، و قتادة ، و الثوري ، و السدي : ( حمالة الحطب ) كانت تمشي بالنميمة ، [ و اختاره ابن جرير ] .

و قال العوفي ، عن ابن عباس ، و عطية الجدلي ، و الضحاك ، و ابن زيد : كانت تضع الشوك في طريق رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و اختاره ابن جرير .

قال ابن جرير :
و قيل : كانت تعير النبي صلى الله عليه و سلم بالفقر ، و كانت تحتطب ، فعيرت بذلك .

كذا حكاه ، و لم يعزه إلى أحد . و الصحيح الأول ، و الله أعلم .


قال سعيد بن المسيب :
كانت لها قلادة فاخرة فقالت : لأنفقنها في عداوة محمد يعني : فأعقبها الله بها حبلا في جيدها من مسد النار .

و قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا وكيع ، عن سليم مولى الشعبي ، عن الشعبي قال : المسد : الليف .

و قال عروة بن الزبير : المسد : سلسلة ذرعها سبعون ذراعا .

و عن الثوري : هو قلادة من نار ، طولها سبعون ذراعا .

و قال الجوهري : المسد : الليف . و المسد أيضا : حبل من ليف أو خوص ، و قد يكون من جلود الإبل أو أوبارها ، و مسدت الحبل أمسده مسدا : إذا أجدت فتله .

و قال مجاهد : ( في جيدها حبل من مسد ) أي : طوق من حديد ، ألا ترى أن العرب يسمون البكرة مسدا ؟

و قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي و أبو زرعة ، قالا : حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا الوليد بن كثير ، عن ابن تدرس ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت : لما نزلت : ( تبت يدا أبي لهب ) أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ، و لها ولولة ، و في يدها فهر ، و هي تقول :

مذمما أبينا و دينه قلينا و أمره عصينا

و رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في المسجد و معه أبو بكر ، فلما رآها أبو بكر قال : يا رسول الله ، قد أقبلت و أنا أخاف عليك أن تراك . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنها لن تراني " . و قرأ قرآنا اعتصم به ، كما قال تعالى : ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ) [ الإسراء : 45 ] . فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر و لم تر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا أبا بكر ، إني أخبرت أن صاحبك هجاني ؟ قال : لا و رب هذا البيت ما هجاك . فولت و هي تقول : قد علمت قريش أني ابنة سيدها . قال : و: قال الوليد في حديثه أو غيره : فعثرت أم جميل في مرطها و هي تطوف بالبيت ، فقالت : تعس مذمم . فقالت أم حكيم بنت عبد المطلب : إني لحصان فما أكلم ، و ثقاف فما أعلم ، و كلنا من بني العم ، و قريش بعد أعلم .

و قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا إبراهيم بن سعيد و أحمد بن إسحاق ، قالا : حدثنا أبو أحمد ، حدثنا عبد السلام بن حرب ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما نزلت : ( تبت يدا أبي لهب ) جاءت امرأة أبي لهب و رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس ، و معه أبو بكر . فقال له أبو بكر : لو تنحيت لا تؤذيك بشيء . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنه سيحال بيني و بينها " . فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر فقالت : يا أبا بكر ، هجانا صاحبك . فقال أبو بكر : لا و رب هذه البنية ما نطق بالشعر و لا يتفوه به . فقالت : إنك لمصدق ، فلما ولت قال أبو بكر ، : ما رأتك ؟ قال : " لا ، ما زال ملك يسترني حتى ولت " .

ثم قال البزار : لا نعلمه يروى بأحسن من هذا الإسناد ، عن أبي بكر ، .

و قد قال بعض أهل العلم في قوله تعالى : ( في جيدها حبل من مسد ) أي : في عنقها حبل في نار [ جهنم ] ترفع به إلى شفيرها ، ثم يرمى بها إلى أسفلها ، ثم كذلك دائما .

قال أبو الخطاب بن دحية في كتابه التنوير - و قد روى ذلك - و عبر بالمسد عن حبل الدلو ، كما قال أبو حنيفة الدينوري في كتاب " النبات " : كل مسد : رشاء ، و أنشد في ذلك :

و بكرة و محورا صرارا و مسدا من أبق مغارا

قال : و الأبق : القنب .

و قال الآخر :

يا مسد الخوص تعوذ مني إن تك لدنا لينا فإني

ما شئت من أشمط مقسئن

قال العلماء :
و في هذه السورة معجزة ظاهرة و دليل واضح على النبوة ، فإنه منذ نزل قوله تعالى : ( سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ) فأخبر عنهما بالشقاء و عدم الإيمان ، لم يقيض لهما أن يؤمنا ، و لا واحد منهما لا ظاهرا و لا باطنا ، لا مسرا و لا معلنا ، فكان هذا من أقوى الأدلة الباهرة على النبوة الظاهرة .

[ آخر تفسير " تبت " و لله الحمد و المنة ]


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس
قديم 02-13-2021 ~ 06:51 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 20
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


تفسير ابن كثير


( فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ) [المسد : 5]

( في جيدها حبل من مسد ) يعني :
تحمل الحطب فتلقي على زوجها ، ليزداد على ما هو فيه ، و هي مهيأة لذلك مستعدة له .

( في جيدها حبل من مسد ) قال مجاهد وعروة : من مسد النار .

و عن مجاهد ، و عكرمة ، و الحسن ، و قتادة ، و الثوري ، و السدي : ( حمالة الحطب ) كانت تمشي بالنميمة ، [ و اختاره ابن جرير ] .

و قال العوفي ، عن ابن عباس ، و عطية الجدلي ، و الضحاك ، و ابن زيد : كانت تضع الشوك في طريق رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و اختاره ابن جرير .

قال ابن جرير :
و قيل : كانت تعير النبي صلى الله عليه و سلم بالفقر ، و كانت تحتطب ، فعيرت بذلك .

كذا حكاه ، و لم يعزه إلى أحد . و الصحيح الأول ، و الله أعلم .


قال سعيد بن المسيب :
كانت لها قلادة فاخرة فقالت : لأنفقنها في عداوة محمد يعني : فأعقبها الله بها حبلا في جيدها من مسد النار .

و قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا وكيع ، عن سليم مولى الشعبي ، عن الشعبي قال : المسد : الليف .

و قال عروة بن الزبير : المسد : سلسلة ذرعها سبعون ذراعا .

و عن الثوري : هو قلادة من نار ، طولها سبعون ذراعا .

و قال الجوهري : المسد : الليف . و المسد أيضا : حبل من ليف أو خوص ، و قد يكون من جلود الإبل أو أوبارها ، و مسدت الحبل أمسده مسدا : إذا أجدت فتله .

و قال مجاهد : ( في جيدها حبل من مسد ) أي : طوق من حديد ، ألا ترى أن العرب يسمون البكرة مسدا ؟

و قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي و أبو زرعة ، قالا : حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا الوليد بن كثير ، عن ابن تدرس ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت : لما نزلت : ( تبت يدا أبي لهب ) أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ، و لها ولولة ، و في يدها فهر ، و هي تقول :

مذمما أبينا و دينه قلينا و أمره عصينا

و رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في المسجد و معه أبو بكر ، فلما رآها أبو بكر قال : يا رسول الله ، قد أقبلت و أنا أخاف عليك أن تراك . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنها لن تراني " . و قرأ قرآنا اعتصم به ، كما قال تعالى : ( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ) [ الإسراء : 45 ] . فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر و لم تر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا أبا بكر ، إني أخبرت أن صاحبك هجاني ؟ قال : لا و رب هذا البيت ما هجاك . فولت و هي تقول : قد علمت قريش أني ابنة سيدها . قال : و: قال الوليد في حديثه أو غيره : فعثرت أم جميل في مرطها و هي تطوف بالبيت ، فقالت : تعس مذمم . فقالت أم حكيم بنت عبد المطلب : إني لحصان فما أكلم ، و ثقاف فما أعلم ، و كلنا من بني العم ، و قريش بعد أعلم .

و قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا إبراهيم بن سعيد و أحمد بن إسحاق ، قالا : حدثنا أبو أحمد ، حدثنا عبد السلام بن حرب ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما نزلت : ( تبت يدا أبي لهب ) جاءت امرأة أبي لهب و رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس ، و معه أبو بكر . فقال له أبو بكر : لو تنحيت لا تؤذيك بشيء . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنه سيحال بيني و بينها " . فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر فقالت : يا أبا بكر ، هجانا صاحبك . فقال أبو بكر : لا و رب هذه البنية ما نطق بالشعر و لا يتفوه به . فقالت : إنك لمصدق ، فلما ولت قال أبو بكر ، : ما رأتك ؟ قال : " لا ، ما زال ملك يسترني حتى ولت " .

ثم قال البزار : لا نعلمه يروى بأحسن من هذا الإسناد ، عن أبي بكر ، .

و قد قال بعض أهل العلم في قوله تعالى : ( في جيدها حبل من مسد ) أي : في عنقها حبل في نار [ جهنم ] ترفع به إلى شفيرها ، ثم يرمى بها إلى أسفلها ، ثم كذلك دائما .

قال أبو الخطاب بن دحية في كتابه التنوير - و قد روى ذلك - و عبر بالمسد عن حبل الدلو ، كما قال أبو حنيفة الدينوري في كتاب " النبات " : كل مسد : رشاء ، و أنشد في ذلك :

و بكرة و محورا صرارا و مسدا من أبق مغارا

قال : و الأبق : القنب .

و قال الآخر :

يا مسد الخوص تعوذ مني إن تك لدنا لينا فإني

ما شئت من أشمط مقسئن

قال العلماء :
و في هذه السورة معجزة ظاهرة و دليل واضح على النبوة ، فإنه منذ نزل قوله تعالى : ( سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد ) فأخبر عنهما بالشقاء و عدم الإيمان ، لم يقيض لهما أن يؤمنا ، و لا واحد منهما لا ظاهرا و لا باطنا ، لا مسرا و لا معلنا ، فكان هذا من أقوى الأدلة الباهرة على النبوة الظاهرة .

[ آخر تفسير " تبت " و لله الحمد و المنة ]


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:12 PM