السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في جلال الله
اهلا ومرحبا بكم
اتمنى ان ينال اعجابكم منقولي اليكم
علاج الكذب
الكذب داء عضال، ومرض يفتك بصاحبه، وما من داء إلا وله دواء، ودواء الكذب يتلخَّص في:
1- الاستعانة بالله تعالى:
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].
وأخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجِز)).
فعلى مَن ابتُلِيَ بهذا المرض الخطير أن يستعين برب العالمين، ويجاهد نفسه في التخلص من هذه الآفة.
وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول:
"أعظم الخطايا الكذب، ومَن يَعْفُ يَعْفُ الله عنه، وقال: إن للمَلَك لَمَّةً[1]، وللشيطان لَمَّةً، فلَمَّةُ الملك إيعادٌ بالخير، وتصديق بالحق، فإذا رأيتم ذلك فاحمدوا الله، ولَمَّةُ الشيطان إيعاد بالشرِّ، وتكذيب بالحقِّ، فإذا رأيتم ذلك فتعوَّذُوا بالله"؛ (الفوائد لابن القيم: ص: 201).
2- العمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم:
فالنبي صلى الله عليه وسلم يوصي في أكثر من حديث بتحرِّي الصدق، وملازمة الصادقين، ويُحذِّر من الكذب والكذَّابين.
وقد مرَّ بنا الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصدق؛ فإن الصدقَ يهدي إلى البِرِّ... وإياكم والكذبَ؛ فإن الكذبَ يهدي إلى الفجورِ...)) الحديثَ.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: ((أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وبذل السلام، وخفض الجناح))؛ (رواه أبو نعيم في الحلية).
3- الوقوف على فضل الصدق وحال الصادقين، ومعرفة شؤم الكذب وحال الكاذبين:
وقد مرَّ بنا الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرَّى الصدق حتى يكتب عند الله صدِّيقًا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يكتب عند الله كذَّابًا)).
وقد أخرج الإمام أحمد وابن حبان من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم، أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدُّوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم))؛ (صحيح الجامع: 1018).
أحبتي في الله، إن غاية كل إنسان منا النجاة من عذاب الله، والفوز بالجنة، فكل نعيم دون الجنة سراب، وكل عذاب دون النار عافية، والفوز بالجنة والنجاة من النار لا يكون إلا بالصدق مع الله، ومع النفس، ومع الخلق، وترك الكذب الذي هو أصل كل شر.