افات اللسان

افات اللسان

بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله العلي القدير الحمد لله البارئ الهادي
الحمد لله نور السموات والأرض
وصلاة الله تهدى للحبيب المصطفى طب القلوب ونور العقول
وصاحب القول المأثور والدر المنثور سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم .

اليوم سأبدأ وسأتكلم عن مشكلة مستعصية عند الكثيرين لم يستطيعوا التغلب عليها وللحق هي مسألة خطيرة إذ لها نتائج وخيمة تعود على صاحبها بالخسران في الدنيا والآخرة هي نعمة ولكنها إذ ما أسيء استخدامها تبات نقمة كلامنا اليوم عن اللسان وزلات اللسان وكيف إذ تغلب على صاحبه أودى به للنيران و لمطبات الهوان هل فكرت يوما انك ستحاسب على كل كلمة قلتها او ستقولها ان كانت خيرا فلك الأجر والثواب و ان كانت غير ذلك فلك الويل والعقاب فكر مليا

وتعال معي وانظر وأبحر بكلامي

كلمة = الجنة وكلمة = النار ستقول لي كيف ذاك هاك التفصيل كلمة واحدة قد تقولها ولغضب الله عليك ترمى بقعر جهنم بالمقابل كلمة طيبة ترفعك برضى الله أعلى المراتب فهذه كلمة وتلك كلمة وشتان بينهما . فدخولك للإسلام كلمة وخروجك منه كلمة.فزواجك بكلمة وطلاقك بكلمة وكثيرة هي الكلمات هل بدأت تستشعر أهمية الأمر طيب تعال معي إلى سورة ق ولنقرأ قوله عز وجل ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) فكل كلمة ستحاسب عنها وهذه مسألة خطيرة تدعوك للتفكر والوقوف مليا أمام لسانك وإيجاد الصيغة التي تضبط بها لسانك ولعل أمراض اللسان كثيرة وعثراته أكثر وطرق الهلاك به كثيرة منه الغيبة وقال فيها الله تعالى ( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) هل وعيت خطورة الأمر وغيرها النميمة وغيرها وغيرها من آفات اللسان يقول احد الحكماء ان الله أعطاك لسان وأذنين حتى تسمع ضعفي ما تتكلم وعلى الرغم من ان الله قيد اللسان بقيود فالأسنان والفم والشفاه ومع ذلك فهو كثير الهذر والكلام قبل الخوض بطرق السيطرة على اللسان دعنا نتعرف على فوائد الصمت وعظيم أجره وقبله نتعرض للسكوت فما هو السكوت هو ترك الكلام مع المقدرة عليه ويقول الإمام علي إذا تم العقل نقص الكلام ومن كلام الحكماء من نطق بغير الخير فقد لغى وقال لقمان الحكيم يا بني اذا افتخر الناس بكثرة كلامهم فافتخر بحسن صمتك وفي إحدى القصص قيل أن قس بن ساعدة وأكثم بن صيفي اجتمعا وكانا احكم العرب فقال أكثم لقس كم وجدت في بني أدم من العيوب فقال قس هي أكثر من ان تحصر وقد وجدت خصلة ان استعملها الانسان سترت كل العيوب فقال ما هي فقال قس حفظ اللسان ولعل أشعار العرب كثيرا ما تضمنت الاشارة الى حفظ اللسان والتزام الصمت في مواضعه فان لم يكن بحديثك خير فالصمت أخير لك فيقول الامام الشافعي :

احْفَظْ لِسَانَكَ أَيُّها الإِنْسَانُ = لاَ يَلْدَغَنَّكَ إنَّهُ ثُعْبَانُ

كَمْ في المَقَابِرِ مِنْ قَتِيل لِسَانِهِ= كَانَتْ تَهَابُ لِقَاءَهُ الأقْرَانُ

فهل وعيت الآن خطورة الأمر فهذا لسانك قد يودي بك للهلاك وقد يصل بك لقعر جهنم فاحذر منه كل الحذر وفي شعر الإمام علي أبيات يقول فيها:

إِنَّ القَليلَ مِنَ الكلامِ بأَهْلِهِ = حَسَنٌ وإِنّ كثيرَهُ مَمْقُوتُ

ما زَلَّ ذو صَمْتٍ ، وما مِنْ مُكثِرٍ = إلاّ يَزِلُّ ، وما يُعابُ صَمُوتُ

إنْ شُبِّة النُّطقُ المُبِينَ بفِضَّةٍ = فالصَّمْتُ دُرٌّ زانَه ياقُوتُ

وقوله ايضا :

فَلاَ تُكثِرَنَّ القَوْلَ في غَيْرِ وَقْتِهِ = وَأَدْمِنْ عَلَى الصَّمْتِ المُزَيِّنِ لِلْعَقْلِ

يَمُوتُ الفَتَى في عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ = وَلَيْسَ يَمُوتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَة الرِّجْلِ

والله يا أخوتي الأمر خطير فعليك لسانك احفظه ولعلني هنا أقدم بعض الأفكار والنصائح لكي تتمكن من التغلب على لسانك طبعا المسالة بحاجة للدربة والمران ولا تتأتى بين يوم وليلة

1- فكر في كلامك قبل النطق به فإن كان خير فقله وإلا فتركه أحسن

2- التزم الصمت في مواضعه واجعل فكرك يبحر بملكوت الله تعالى فذلك خير لك من كلامك

3- بدل من ان تجتمع واصحابك وتغتابون فلان وتذكرون فلان فكروا بعمل صالح كحديث مفيد ونقاش سليم او تلاوة جزء من القران

4- زن كلامك ولا تنطق بكلام تغتاب به فلان وفلان فالنتيجة للغيبة وخيمة

5- وهنالك دواء اراه نافعا لكل من جربه

وهو تكرار هذه الكلمات الله شاهدي الله ناظري الله معي التزمها ففيها ذكر وهي تغنيك

6- ردد لا إلا الله فهي تحرسك وتحميك وتنجيك من زلات لسانك

وكثيرة طرق الخير هذا ما حضرني منها واستعن بالله على ضبط لسانك

عسى أن أكون قدمت لكم الفائدة وعسى ان يمن الله علينا بحفظ السنتنا وان يسكننا فسيح جنانه وينيلنا رضوانه

دمتم بحفظ الله
لاتنسوني من دعوة صالحة

جزاك الله الف خير
طرح رائع
تقبلي مروري

بارك الله بك
وجعل كلماتك بميزان الحسنات
وردي

موضوع رائع
يعطيك العافية