ديوان نزاع النفس

"س، ص"

س، ص
أجواءٌ من عناد.. !
دوماً في تضاد..!

س، ص...
في الجمع يزيدان الماء...
وفي الطرح يزيدان الوباء

س، ص...
و ((ع)) الشامخة في السجون؟
طالما تُساءُ بها الظنون
فهنا في استبعاد
وهناك في استعباد

س، ص...
متغيران متقابلان...
في السلم متكارهان
وفي الحرب كل في ابتعاد!

س، ص...
معاً إلى الأبد
لكن في قلبيهما الحسد
والتنقيصُ عندهما مُراد...

س، ص...
لو يعلمان،
لبعضهما كيف يكملان؟
لسوف يبقى السلم ليوم المعاد...

س، ص...
يدخلان المعادلة...
ويتركان المجادلة...
لكن في النهاية أحدهما يطمح الإستبداد!

س، ص...
بالله عليكما متى تتركان...
الحرب وتتسالمان؟
وتعيشان في أمان؟

س، ص...
وتنسيان الأيام الشداد؟
وتسران قلوب العباد؟
وتكسرون قيود البعاد؟

س، ص
س، ص
س، ص

"ذلك الخصـــر"

ذاك الخصر يناغمني..
يسرق فكري ويداعبني..
سهرت الليل أرسم فيه ...
تظاهر قلمي فيعاتبني..!
***
قال أرسم ما تشاء...
فانك ستحيا في عناء،
لكن لن تستخدمني ..
وفي رسم ذلك الجمال فتأخذني..!
ركنته جانباً .. تاركاً له متشائماً
***
وأبحرت في صور الخيال...
متخيلاً نفسي عنها متعال...،
فرجع قلبي إليها راغباً ..
دوائر وكرات تملئ جسمها المخملي!!
والحنك بدقة مرسوم..
ورصعتي خديها وثغرها المشئوم...
بذلك الشتاء تعرقني،
وتشغل في قلبي المسئوم
حباً جماً حول جسمها يحوم
***
جبلين من درٍ.. ضخام تعلو...
فوجدتني دوماً إليها أربو..
وخصرها التائه المحروم
أذهب منه فيرجع يأسرني
فأيكلني وعلى الأرض يطرحني
***
وهناك على الأرض أحلم...
مرة أخرى أرجع أرسم ..
في خيالي أتطلع !
في نهديها فأتوجع!!!
والقلب يخفق سراً ...
وعند نظراتها يتربع ..
***
يا من كلكي أنت !!
بما فيك من جمال !
وغرور وتعال...
تعالي هنا بالقرب،
وسأريك معنى الحب...
تعالي وحسي بدفئي،
وأغتنمي الفرصة،
وأمتلكي القلب،
ونامي على وسادتي،
وأنيري لي الدرب ،
وأجعليني أسرق كلك،
وأريكي من هم العرب...!

"يانبع الصفــــا"

"ذهب الزمــــان"

هناك في الازقة،
وزحمة الأفكار..!
وشناشيل رطبةٌ من مطرٍ سرمدي...
ولدتْ الجميلة
هناك في الشواكة..
هناك في الفضل..
ولدت الجوهرة،
وولدت اللوحة..
الكلمة ..
الأغنية ..
الشعر..
هناك ولدتْ وولدْ،
وولدَ الحب معهما...
******
هناكَ على النهرِ الجميل..
"دجلة الخير"
تحت اشعة الشمس الساحرة...
غنّتْ : "أنتي والشعراءُ والصورُ ذهبُ الزمانِ وضوئهُ العطر"
******
يا بغداد
يا طُهرَ التُرب،
وشوقٌ يجتاحني في كل ليلة...
يا أرضَ الحُزنِ،
و حب دخل في قلبي،
ورائعة الألوان..
والأجناس..
****
يا بغداد
يا شمسٌ تُدفيء قلبي
وصيفٌ وشتاءٌ و نور..
وشوقٌ و قلبٌ وروح..
وحزنٌ، ودمعٌ، وسهر..

إحتفظي بجمالِك
تحت الأرصفة
والشوارع المبلطة
وأرسمي وجهكِ
في كلِّ الأماكن

"حريٌ بنا أن نكتشف"

حريٌ بنا أن نكتشف
سرُ الكف المرتجف؟

أمن الجوع تراجفنا؟
أم من الخوف أم من شيء مختلف؟

حريٌ بنا أن نكتشف

ثلاثة عقود من الزمن
كان الخوف فينا كالوطن
فاصبحنا فيه أكبر محترف

***
عطش النهر من جوع الفكر
وصار العلم شيء مستتر
إذن!! أمن قلة العلم أصبح كفي يرتجف؟

حريٌ بنا أن نكتشف

نعم اكتشفت!!
كلُ شيء فيه ثلاث معروفة
طفولة فشباب فشيخوخة مجروفة
فعاش شعبي الطفولة هانئاً،
ومرحلة الشباب الملهوفة..
بعدها شيخوخة شمطاء،
فأصبحت مرحلتنا بالمخاطر محفوفة...

هيا لنعترف!!
ذاك سر الكف المرتجف..
وبعد الاعتراف،
نرجع ننحرف!!
ونبقى في المسائل نختلف!!
وبثقافة غيرنا ننجرف..
وعند قدومهم،
نترك أرضنا .. وننصرف!!
ونبقى نرتجف
ذاك سر الكف المرتجف

"ص" من الناس

في أحلكِ الظُروف..
هناك خروف..
يذهبُ سُداً.. كَبشَ فداء
وينخر عجزاً في الأرجاء..
هناك خروف...
ليسَ لهُ اسمٌ من الأسماء..
خروفٌ "ص"..!!
ذباحٌ "س"..!!
و "س" في تلكَ الظُروف.
كان في أعلى نُعاس،
فيمجد اسمهُ،
ويصبح هو الفارسُ الحساس..
الذي ينقذ الناس..
منَ الاوجاس...
و "ص" ينخر عجزاً في الأحياء!!
**
"س" نائمٌ على الريش،
وفي فمهِ سيجارةٌ منَ حشيش،
وأضواء ترقُصُ اباحيةً..
في قمةِ الوسواس الخناس...
***
و"ص" النائمُ على الرصيف..
في فمهِ قُرصٌ منَ الرغيف..
منهمك في رسم لوحتهِ..
ليشتري لطفلته لعب رخاص
***
"ص" منَ الناس
يا جندي مخضب دماً..
وقارورة من فخار..
تنكسرُ فداءاً للاخرين،
ولا أحد يعيرك شيءٌ منَ الاحساس
***
متى تنامُ انتَ على الريش،
وينفدُ التهميش
وتستيقظ المعادلة السكرانة..
ولا تختار سيناً أحمق !!
يقتل الابرياء !!
قيصبح ذاك الـ "س" من الناس
وانت المظلوم "ص" في نعاس

"عتاب من مخطيء"

أتيت إليكِ وفي قلبي العتابا
منتظرٌ من عينيك ذاك الجوابا
**
فرحتُ ألقي عليكِ ما همني
فرأيتُ منكِ الغرور والعَوابا
**
تستهزئين بكلُ حرفٍ قلتهُ
وتقولين: ما أنتَ وهذا العِتابا؟
**
صغيري إذهب من هنا برويةٍ
ولا ترتكب على حبي ارتكابا
**
ما أحببتُ فيكَ شيءٌ ولا
عشقتُ فيك الخاطيء والصوابا
**
إذهب فقلبك دونَ وثاقةٍ
وركضك وراء النساء مُعابا
**
كيف لي أن أثق بقلبٍ هوى
قبلي ثمانٍ وما أنابا
**
قلتُ لها: حبيبتي حقاً ما تقولينه
لكني بعد حبك سأوصد البابا
**
وأقفل قلبي القديم الذي
بجمالهن أطاب واستطابا
**
وأنذر قلبي الجديد لعينيك التي
قلبي لهن بتمنن قد أثابا
**
وأبقى طوال الليل أرسم وجهكِ
والثغر والكحل والأهدابا
**
حبيبتي أرفقي بقلبٍ أحبكِ
وجاءكِ اليوم معلناً إضرابا
**
تقبلي حبي الصغير أمام تشهقك
وأطلقي حروفي فيكِ أسرابا
**
وتقدمي نحوي بكلِ تحفظٍ
وأختلطي بجسمي المُستذابا
**
ونامي بجنبي جميلةٌ بحريرها
وحليها آهِ والقِبابا
**
قالت: وفي عينيها عبسةٍ
ثم دموعِ تأسر الأحبابا
**
قالت: كفاك كذباً على قلبٍ هوى
فيكَ كل شيء وأهابا
**
وأرمِ ذكرياتي ببابي ها هنا
وكفاك تقدماً واقترابا
**
ابتعد عن حطبٍ قريبُ شرارةٍ
وقِ نفسك نفسي والعذابا
**
فالتاسع بارع في ردِ مكرك
فتجنب حبيبي ردي اجتنابا
**
فقلت لها أمركِ سيدتي أمركِ
سأعزم على تركك والذهابا
**
وفي قلبي الحقير لوعاتُ هنا
وذكرياتٌ تجعل من قلبي خرابا

"جرثومة"
جرثومةٌ تأكلُ أنحاء جسمي،
وتنتشرُ بكل حرية..!!
تَنامُ على آهاتِ حالي،
وتتعاملُ بكل سرية..
فسادُ مدينتي جرثومة..
ظامئة تشرب الخير بكأس الشر
وترفع الضادُ بنيةِ الجر
غمامة حمراء تحتلُ الأفق
فتُمطر دماً من خيرِ اليتيم،
فتسقي المترنح ساعات الضحى
يتيم الوالدين حال بلدي...
لا راعٍ يرعاهُ،
ولا حاضن يحتضن..
انكشف غطاء وطني لآفات بشرية
جراثيم بعمائم وخرز
وسبح و****م وطرز ..
جرثومة معادية..
تتستر بالرداء
في زمن الكذب،
وتتصرف بغباء
وتعبث في عقلٍ منير

نزاع النفس