ديوان الشاعر مكي جاروط

اغلقت حبيبتي
حديقة وردها
فما ذنب العشاق
و ذنب وردها
يا صفحة خدها تكلمي
ماذا
يجني القشاق
من صدها
دعيه يمر
فقد يغشى نفوسا
فيحي صدها
عطشى لري عطرها
و عبير وردها
فبحق الجمال
أنشريه
عساه يحيي موتها
فيردها
فتعش بين الأنفس
جزرها و مدها
إن حبس العبير
قتل النفس و وأدها

شكرا حبيبتي
فهذا عطرك يملأ حياتي
أشربه
عند الصباح
و عند المساء
و في كل حين
فعطرك صار انفاسي
شكرا لك حبيبتي
فقد نحتي صورتك
على جدران قلبي
برفق
فصارت
نبضي و إحساسي
شكرا حبيبتي
اقداح الصباح
تشع من بسمتك
فتسكن
روحي
و يزول وسواسي
شكرا لك حبيبتي
الآن علمت
أن ما علمتيني
هو الحب
بكل مقياسي
شكرا حبيبتي
لكي شكري
و ذاتي
و إيناسي

ساقني الشوق لعينيك
و بعض كلمات
تسعدني
تحدثني
و هي صامتة
تقول
بدون كلام
تشحنني هياما و وجدا
تملأني حتى النخاع
و يفيض بي الشوق
فأقول
لها
أنا
تقول لي
أنا
و يطول شرح الحديث
كيف كان
يمتد بي ليلي حتى الصباح
و يأتي ليل
كغير العادة
يتبادلني
الليل و الصباح
جمعا في عينيك
فما دريت
في الزمانين ارتاح
فأنا و عينيك
في صحو
أشتقت لكلمتين
روحي
و أنا
يا أنا

شكرا لك حبيبتي
الآن يمكنني
أخذ قيلولتي
أم أن فرحي
قد أخذ قيلولتي
و الدمع منسكب
من فرحي
فمذ
غادرت صرت لا ارى
فليس لي قلب
إذ ذهب القلب
ضاع البصر
فإن العيون لا ترى
بغير قلب

سأعلمك حبيبتي كيف تشتاقين إلي
و ساعبر كل الموانع و اجيك
شايل شوقي
في كفي ليك
و أغنيك
و ألوليك
اهدهد منابع الحنين
و اعلمه
الاستيطان في جوانحي
و سامنع الخروج
لغير عينيك

اعترف الآن
أن ليس لي غير عنياك وطن
امكث ما دمت حي
و إن مت
غسلني دمعك
و دمعي
غسلا اطيافي
و مدني
فصرت في دواخلك
أحيا من جديد

ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ
ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺮﺟﺘﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺣﺰﻧﻲ
ﻭ ﺃﻧﻚ ﺣﻮﻟﺘﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﺐ
ﻟﻠﻤﻮﺟﺐ
ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ
ﻷﻧﻚ ﺍﺿﺄﺗﻲ ﺃﻳﺎﻣﻲ
ﻭ ﺯﺭﻋﺘﻲ ﻓﻴﻨﻲ ﺍﻷﻣﻞ
ﻭ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ
ﻭ ﺍﻟﻴﺄﺱ
ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ
ﻷﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺘﻴﻨﻲ
ﺃﻥ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻃﻌﻢ
ﻭ ﻟﻮﻥ
ﻭ ﺭﺍﺋﺤﺔ
ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻫﺮ ﻭ ﺍﻟﻮﺭﺩ
ﻳﻨﺒﺖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ
ﺃﻥ ﻋﺒﻴﺮ ﺍﻟﺤﺐ
ﻻ ﻳﺸﻤﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﻴﻦ
ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ
ﺑﻌﻴﻨﻴﻚ
ﻳﻠﻬﻤﻨﻲ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ
ﻭ ﻳﺮﻳﻨﻲ ﻛﻴﻒ ﺗﺸﺮﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺑﺄﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺤﻴﺔ
ﻭ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﺳﻠﻬﺎ
ﻟﻜﻞ ﻣﺤﺐ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ
ﻓﻴﺮﻯ ﺍﻟﻜﻮﻥ
ﻓﻲ ﺍﺟﻤﻞ ﺣﻠﺔ
ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ
ﻭ ﺇﻧﻲ ﺍﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻜﺮ
ﻷﻧﻚ ﺃﻧﺘﻲ

لماذا عندما اراك
أو اسمع اسمك
عبر المدى
أو
عندما يطل حرفك في وهج
أو
عندما يجيؤ صوتك كالأحلام
كل هموم تذهب
تغادرني
تشرد
فلا يبقى
إلا الفرح

في هذا الصباح
يملأ عطر عينيك
كل البراحات و الأمكنة
و غنتني أغنية
انشدتني أنشودة الصباح
و سمعتني ترنيمة الحب المباح
في هذا الصباح
لم اسمع غير تراتيلك
و تواشيحك
فملأت قلبي بالافراح
و آه
لعينيك حين
تتوعدني باللقاء
إي سر هذا
الذي يملأ قلبي بالافراح
فيا أيتها غردي
و مدي سماط الليالي الملاح
و هاتي المعازف من كل لون
و كل فرح يتاح
هذه الاهازيج
و الأناشيد
و .....
هاتي
لا تبخلي
يا انسام الوجد
جودي
فإن شوقي
في اجتياح

كنت أنوي الكتابة لحواء أخرى
فطاشت حروفي
و ما عدت
أقوى
على حمل الهوى وحدي
كل الكلمات خاصمتني
و القواميس
كنت أعلم
أني بدونك
مجرد خيال
و أني
اغش نفسي
إن هي هوت غيرك
أو
راودها طيف أنثى
فحملت شوقي
و عدت طفلا
فما يجدي الطفل
فراق عيني أمه
و أين يحس بالأمان
كل السماوات و الأرض
هي عينيها
و أني
لا ادرك كنهي
حتى
قادتني خطايا ثانية إليك
أنت شواطيئ و سفني
و ابحاري و مرسايا