4ـ المؤلف قلبه: هو من يُرجى بعطيته إسلامه، وقد » أعطى رسول الله e أبا سفيان، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس، كل إنسان منهم مائة من الإبل «(4).
وعند البيهقي: » قسم غنائم حنين عليهم «(5).
أو: من يُرجى بعطيته قوة إيمانه، لحديث أبي سعيد t قال: بعث علي بذهيبة من اليمن، فقسمها رسول الله e بين أربعة نفر وقال: » إنما فعلت ذلك أتألفهم «(6).
5ـ في الرقاب: جمع رقبة، وهو المكاتب الذي يريد العتق، ونص أحمد على جواز أن يفدي بها أسيراً مسلماً لأنه فك رقبة(7).
6ـ الغارمون: وهم أنواع:
(1) من تحمّل حمالة للإصلاح بين الناس .
(2) أو رجل أصابته جائحة ـ أو إفلاس ـ اجتاحت ماله .
(3) أو رجل أصابته فاقة ـ وكذا من تدين لنفسه فأعسر ـ .
لحديث قبيصة بن مخارق الهلالي t قال: » تحمّلت حمالة فأتيت النبي e أسأله فيها فقال: أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها، ثم قال: يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمَّل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلّت له المسألة حتى يصيب قِواماً من العيش، ورجل أصابته فاقة . . . وفيه: فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتاً يأكلها صاحبها سحتاً «(8).
7ـ في سبيل الله: الغازي في سبيل الله من الذين لا راتب لهم، ويسمَّون: المتطوعة، وأما الذين لهم راتب من الفيء فيسمَّون المرتزقة . ويدخل في سهم في سبيل الله: الفقير الذي يريد الحج، لقوله e:» الحج والعمرة من سبيل الله «(9).
8ـ ابن السبيل: هو الغريب المنقطع بغير بلده، وسمي بذلك لملازمته السبيل، وهو الطريق، ويشترط أن يكون سفره مباحاً في غير معصية .
نحن المسلمين في الوقت الحاضر نواجه كل سنة في رمضان تحديات عديدة عندما نحاول فيها إخراج الزكاة كما أمرنا الله في سورة التوبة. ومن هذه التحديات الافتراء بعض الناس والجماعات على المسلمين. لقد اختلط الأمر علينا ولا نعرف لمن نعطي الزكاة. الكل يدعي أنه يجمع الزكاة لمساعدة أخواننا في الجهاد أو لمساعدة إخواننا في فلسطين وهذا كله شيء جميل إلا أن بعضهم يوظف أموال الزكاة لشراء منازل في أوروبا وضيعوا علينا فرص لدفع القضية الفلسطينية إلى الأمام وأنا أتكلم ما فعله بعض إخواننا الفلسطينيين في السبعينات والثمانينات لما كانت القضية الفلسطينية قضية الأمة والتبرعات على هذه القضية كانت تأتي بلا حساب ويوظفون هذه الأموال لمصالحهم الخاصة. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، أموال الزكاة التي تستخدم لقتل المسلمين. هنا أعطيكم مثالا ما يحصل في العراق أو الصومال من استعمال أموال الزكاة لشراء القنابل وتفجيرها في الأسواق والأماكن العامة التي يذهب ضحيتها مسلمين معصومين.
لهذا فعلى كل مسلم يريد أن يخرج الزكاة أن يكون حريص على أن أموال زكاته تقضى إلى إحدى مصارف الزكاة الثمانية المذكورة في آية التوبة وليس للقتل المسلمين أو الفتنة أو لشراء القصور في أوروبا. وأطلب من إخواننا الذين يجمعون التبرعات أن يكونوا صريحين وشفافين معنا حتى يعلم كل مسلم كيف تُوظف هذه الأموال ولصالح من. فالنقاش طويل وأنا على يقين سوف يكون هناك أخذ وعطاء وأتمنى أن يكون النقاش بحسن النية والاحترام. فالمؤمن إذا جاهد وأخطأ فله أجر واحد وإذا جاهد وأصاب له أجرين. حديث نبوي
(1) سورة التوبة: الآية (60) .
(2) سورة الكهف: الآية (80) .
(3) رواه البخاري .
(4) رواه مسلم .
(5) صححه الألباني في الإرواء (863) .
(6) متفق عليه .
(7) انظر: منار السبيل (1/ 209) .
(8) رواه مسلم .
(9) رواه أحمد (6/405و406) وصححه الألباني في الإرواء برقم (869) .