المنطقة الشمالية
يقول الباحث الاجتماعي الدكتور علي المسعودي: في شمال السعودية وخاصة في مدينتي تبوك ورفحاء نجد بعض التمسك بالعادات القديمة للأعراس، فأفراحهم تبدأ بالعنيّة (أي إعانة مالية لأهل العريس) وكانت العروس تزف إلى بيت زوجها مشياً على الأقدام أو الإبل مع جماعة من النساء وغالباً ما تكون قريباتها ويكون ذلك بعد صلاة المغرب، وإذا وصلت الزوجة إلى بيت زوجها يحتفل الحاضرون بإطلاق أعيرة نارية تدل على وصولها مفاخرين بذلك، وغالباً ينصرف الحاضرون من كبار السن بعد صلاة العشاء والضيوف ينامون في بيت الشعر المعد للاحتفال ويستمر الاحتفال ثلاثة أيام يتخللها غداء وعشاء وتقديم الجمرية (طحين معجون بالماء والملح يخبز على الجمر) وكان الاحتفال ليلة العرس يتخلله رقصات مثل العرضة والسامري أو الدحة.
هذا المقطع به مزمار اتمنى توطو الصووت عشان مناخدش ذنوب
لاني والله مالقيتش دبكة شمالية بدوون مزمار
ويضيف: وأشهر ما ترتديه العروس الشمالية "المرودن والكرتة"، وتُهدى القطائف والمضايف والبخور والعطورات ومن أشهرها الرشوش وهو عبارة عن خلطات عطرية، أما المهر فعبارة عن مجموعة من النياق (غالية الثمن
المنطقتان الوسطى والشرقية
ويؤكد المسعودي أن العادات والتقاليد تختلف بين عائلة وأخرى ولكنها تتشابه في مناطق المملكة من ناحية الخطوبة والمهور وطريقة الاحتفال، إلا أن المنطقة الوسطى متشددة من ناحية النظرة الشرعية فبعضهم يرفض أن يرى الخاطب زوجته إلا في ليلة الدخلة.
وعن العروس السعودية في الماضي يقول الدكتور المسعودي: كانت شديدة الحياء لدرجة تفوق الوصف فهي تقوم بتغطية وجهها عند زوجها ولا تظهر له سوى عينيها وعند خلوها بالنساء تقوم بالكشف عن وجهها وبمجرد دخول الزوج تقوم بتغطية الوجه ولا تظهر شعرها لزوجها احتراما له وما زالت بعض القبائل البدوية مرتبطة بهذا الموروث.
ثياب العروس النجدية
بل إن بعض الفتيات يقمن بالهرب من أزواجهن والاختباء في الجبال، حيث يقوم الزوج بعد ذلك بالبحث عنها وهي عادة انتشرت في تلك الفترة. لذا كان يكلف شخصاً ما بمراقبتها قبل الزفاف بمدة.
وكانت العروس تزف إلى العريس على ما يعرف بالهودج. ومن العادات القديمة لدى أهل البادية في تلك الفترة أنهم يقيمون احتفالات الزواج لمدة ثلاثة أيام بلياليها ولا تذهب العروس مع زوجها إلا في اليوم الثالث.. وفي الماضي كان العريس والعروس يذهبان أول ليلة زواج وينامان في الخلاء لمدة ثلاثة أيام.. وبعد تلك الأيام يعودان إلى بيتهما فتقوم العروس برعي الأغنام من صلاة الفجر ولا تعود إلا في الليل كي لا يراها أحد وتستمر كذلك لمدة أسبوع من الزواج والبعض الآخر منهم يذهبون أول ليلة زواج إلى الجبال ويمكثون هناك شهراً كاملاً ولا يعودون إلى الأهل إلا بانتهاء الشهر وهو ما نسميه حالياً شهر العسل! ويرتبط قديماً إقامة بيت الزوجية وهو عبارة عن بيت من الشعر مصنوع من الصوف
بإنجاب أول طفل لهما حيث يسكن الزوجان عند أهل الزوجة في جزء يسمى (الحجير) وعند إنجاب الطفل تقوم الزوجة ببناء البيت من صوف أغنام زوجها