نحن والسويد: تحليل لمرتبة الفساد
نحن والسويد: تحليل لمرتبة الفساد
الوطن السعودية
السبت 13 نوفمبر
علي سعد الموسى
ما بين ترتيب بلد مثل السويد وبين موقعنا في قائمة – الفساد – الدورية تكمن مسافة التربية التي تتلقاها الشعوب المختلفة وتؤثر في تصديها للظواهر والممارسات السيئة والخاطئة. تتصدر السويد قائمة – النزاهة والشفافية –بينما سأحتفظ بترتيبنا لأنه لا يصح أن يصبح وثيقة في مقال مكتوب
ولكن في المقابلكيف وصل المجتمع السويدي إلى صدارة التصنيف العالميوكيف تربعنا بامتياز على مكان قصي في الصفحة الثالثة من أسماء المجتمعات العولمية، رغم أن – الأدبيات – التي يتلقاها الشعبان المتناظران (هم ونحن) نظرياً يجب أن تؤدي إلى النقيض
لا يستمع المجتمع السويديإلى مئة ألف خطبة جمعة في الأسبوع، وكلها تحث على مخافة الله وتقواه
مثلمالا يوجد في السويدنصف مليون مسجد للصلاة التي تجب أن تنهى عن الفحشاء والمنكر
لا توجد في السويدوزارات للأوقاف ولا للشؤون الدينية وفي سجلاتها ثلاثون ألف داعية يقيمون في العام الواحد مليوني منشط دعويهدفها حض المجتمع على الصلاح والنزاهة
لا يوجد في السويدمخيم أو معسكر توعوي دعوي
مثلمالا يوجدفيها عشر كليات للشريعة تضم الآلاف من الدعاة ومن طلبة العلم الذين يقرؤون على هذا المجتمع عقاب الآخرة ويحذرونه ليل نهار من أكل المال الحرام ومن مغبة هضم حقوق الخلق بالباطل
لا يوجد في فضاء السويد 47 قناة فضائية دينية تبث ليل نهار تعاليم هذا الدين العظيم عن تحريم الربا حتى - وإن تكن حبة من خردل
لا يدرس الطالب السويديعشرين حصة في الأسبوع من كتاب الله وسنة نبيه التي لم تترك فضيلة واحدة أو سيئة من دبيب النمل إلا ووضعت لها منهاجاً في الترغيب والترهيب
لا يقرأ المجتمع السويديهذا القرآن العظيم الذي لو أنزل على جبل لتشقق من خشية الله فيما نحن نقرؤه تلاوةوتفسيراً وتجويداً بهذه الكثافة ونحمله أمانة فلم نتشقق ، وهذا من طلب المستحيل، ولكن لم نرتفع في ترتيب الفساد سطراً واحداً من الصفحة الثالثة حيث موقعنا في ترتيب المجتمعات والأمم
سؤالي :أنا لا أسأل عن السويدي لو أنه أيضاً استمع إلى كل ما نستمع إليه وأين سيكون، ولكن سؤالي أينسنذهب لو أننا، مع وضعنا المخيف، لم نستمع أيضاً إلى كل هذه التعليمات السماوية الخالدة؟