ديوان الشاعر مكي جاروط

لمحتك
ما بين الفجر
و الفجر
كلما تلوحين لي
تتفجر دواخلي
تتمرد علي
و تعصاني
تحلف
أن الأشباح تمشي في دمي
فاضحك في جنون
تغطي عيون
كل الأضواء
و تسمح لك بالمرور
تتوكؤ بك
يشدها صوتك
‏

سانتظرك
فلا تخف
لن اخلف موعدي
في ظل الحراز صيفا
و تحت التبلدي
إذا جاء الخريف
و سابني لك من احلامي عروسا
و ازفك
في انتظاري
لن امل الوقوف
و لا تساقط الثواني المخيف
ثانية تمضي من خلالها اعوام
و دهور
يصاحبني فيها النزيف
ثانية سوف تأتي
حاسرة الرأس
تداعب خيالي
و تحكي لي
ثانية
ثانية
ثانية
هكذا يمضي زمني
ما بين الثانية و الثانية
قرون تمر
فيها التواني و التوالي
و التخريف
مصى جيل
و أتي جيل
و الثانية لم تنته
لم تقف
صلبت عيوني على آخر
حرف
كنت قد كتبته لي
اتذكر ؟ !
و صممت أذني
عطلت حواسي
ما بين الحياة
و التحنيط
سابقى
مومياء
او جبل الطور
في عمق سيناء
لا عليك
فقط
سانتظرك

دا الخلاني اخلف ساقي و اتلما
و اطرق صوتي و اخت النمه فوق النمه
يا ابو غفران اخوي حرق حشاي ضمه
لا قادر اضحك و لا البكا لقيتلو

وطن يشبه عيونك
خارطته
نضمك و فنونك
و حكايات ترويها لمجنونك
تسكنه الالفة
و شعبه ابتسامات تشع من برق سنونك
حدوده
فوق الخيال
فوق كل شجونك
و اكبر من ظنونك
فيه ما فيه
اطفال يهدهدوك
و تهدهدهم فنونك
كل مساء تحكي احاجي
و تروي حنينك
وطن أنتي شمسه
و قمره الضاوي لونك
زي زرع نيل مسقي طول فصولك
جداوله موسيقي مياه انغامك و لحونك
تشجي كل صب فينام
و تنامين ملأ جفونك

ايها الورد عطر اناملها
و لياليها و اسعد نهاراتها بعبيرك
و انفحها شذى
في السحر
و عند الاصيل قبل قدميها
أيها الورد
لا تجرح خديها
فحبيبتي ناعمة الخدين
كطفل غرير
في اسبوعه الأول
و لا تداعب وجنتها
فحبيبتي تموت حياء
من لمس المشاعر
تتورد
بكل الوانك عند الأصيل
إذا سمعت همسي
أيها الورد حنانيك
إذا أتاك الفراش
بحديث عذب عن حبيبتي
فازجره
و قل له
أني قد امنتك حبيبتي
و اوصه إذا ما الحر جاء
يرفرف حولها
و يحدث النسيم أن يغشاها
و يبلل بالندى اجواها
فتنتشي
و تنام في أمان
أيها الورد الرقيق

تسألني
لماذا
و كيف
و متى
و أين
و هل مات الحب فيني
أم انتحر
و هل قيدته قسرا
و اقمت عليه المتاريس
و الحجر
فوسته كفي
و قلت يا عقل كف
أم
اسكنته بواد غير ذي زرع
عند قبر الغروب
قبل أن يطل المساء فجأة
محملا بالغيوم
و هل صحيح أن الغيمات حدثت عنك القمر
و اخبرنه أنك قد لا تأتي
و أن الذي سيغزوك يوما
مجرد شبح
و اطلال ذكرى
و أن الدي كان بيننا
مزن خلب
ستمطر هواء هواء
و قد تبكي ريحا عقيما
و تشد الأماني حبالها
و تسرج صهوة خيلها
و ترحل
متى كان ذاك الذي كان
يهتز الفؤاد له طربا
متى صار رمادا
متى امسى مجرد خفقات
تهمس للفجر أن ابتعد
و لنجم القطب الهادي
للسارة أن قف
قد ضللنا الطريق
و مات الحريق
و القلب أما صريع
أو جريح
او غريق
رفيقا يا حبيبي الصديق
أين فات ذاك الشهيق
إذ حدثتك
قد جف الحلق
و انعدم الريق
و الاعضاء اعياها الحريق
فارتجفت اليدان
و الصوت
هبطت الدماء
و اختلط الشريان بالوريد
و الدمع انحبس في المآقي
و تيبست الانامل
و هتفت الارواح
لا نطيق
لا نطيق
فإذا الهمس جاء من بعيد
متى
كيف
أين
لا جواب و لا بريق
عش سعيدا
أيها الرفيق
عش عزيزا
حبيبي الصديق

ﻛﻠﻤﺎ ﺟﻠﺴﺖ ﺍﺗﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻚ
ﺗﺪﻋﻮﻧﻲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﻟﻴﻚ
ﺗﺸﻮﻗﻨﻲ
ﺃﻥ ﻻ ﻧﻔﺘﺮﻕ
ﺃﻥ ﻧﺒﻘﻰ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ
ﺃﻭ ﻧﺘﻌﺎﻧﻖ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﻭ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ
ﻭ ﻣﻦ ﻧﺸﻮﺗﻲ
ﻭ ﻓﺮﺣﺘﻲ
ﺑﻞ
ﻣﻦ ﻗﺒﻄﺘﻲ
ﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺌﺖ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ
ﻭ ﻳﺤﺘﺎﺭ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻴﻨﻲ
ﻭ ﺍﺿﺤﻚ
ﻓﻴﻀﺤﻚ ﻓﻲ ﻏﺒﻄﺔ
ﻭ ﻳﺴﺘﻐﺮﺑﻨﻲ ﺑﺴﺆﺍﻝ
ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﻳﻬﻮﻧﻲ
ﻳﻨﺎﺩﻭﻧﻨﻲ
ﻳﻨﺎﺟﻮﻧﻲ
ﻭ ﻳﺘﻌﺠﺒﻮﻥ ﺣﻴﻦ ﺍﺭﺣﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ
ﻣﻜﻮﺛﻲ ﻳﺸﺘﻜﻮﻥ
ﻣﻦ ﻗﺼﺮ ﻣﻼﺑﺴﻲ
ﻭ ﻋﺪﻡ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﻼﻣﺤﻲ
ﻭ ﺃﻥ
ﻗﺪ ﻭﻋﺪﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﻫﺪﺍ
ﻭ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ
ﺗﺪﻋﻮﻧﻲ
ﺃﻻ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﺃﻻ ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻨﻲ ﻗﻠﻴﻼ
ﻓﻤﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺗﻜﻔﻴﻨﻲ
ﺃﻡ ﺍﺣﺪﺙ ﻟﻚ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ
ﺳﺘﻬﺰﻣﻚ ﺑﻨﻮﺭ ﻭﺟﻬﻬﺎ
ﻭ ﺑﺴﻤﻮ ﺧﻠﻘﻬﺎ
ﻭ ﻧﺒﻞ ﻃﺒﻌﻬﺎ
ﻭ ﺛﻐﺮﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﺳﻢ
ﻓﻜﻞ ﺣﺒﻴﺘﻲ
ﺇﺫﺍ ﺍﻃﻠﺖ ﺷﻤﻮﺱ
ﻓﻀﻮﺀ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ
ﻧﺠﻤﺎﺕ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ
ﺍﻓﻼﻙ ﻭ ﺍﻓﻼﻙ
ﺳﺎﺯﺭﻉ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﺐ
ﻭ ﻧﺴﻘﻴﻪ
ﻓﻲ ﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﻓﺎﺑﺘﻌﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻨﻲ
_

ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ
ﺃﻥ ﺍﻛﺘﺐ ﻟﻠﺤﺮﻑ
ﻭ ﻣﺎ ﺩﺭﻳﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺣﺮﻓﻲ
ﻭ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻱ
ﻭ ﻧﻌﻤﺔ ﻛﻮﻧﻲ
ﺣﻴﻦ ﺍﻫﺪﺍﻧﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻴﻨﺎﻙ ﺗﺤﺪﺛﻨﻲ
ﻭ ﺗﻔﻀﺤﻚ ﻟﻘﻠﺒﻲ
ﻓﺄﻧﺖ ﻟﻐﺔ ﺍﺷﺎﺭﺗﻪ
ﻭ ﺗﺮﺟﻤﺎﻧﻪ
ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺍﺻﻐﻰ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ
ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ
ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ
ﻳﻨﻘﻞ ﻣﺠﺴﺎﺕ ﻧﺒﺾ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ
ﻳﻮﺯﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ
ﻓﺘﻨﺘﻌﺶ
ﻭ ﺗﻤﺪﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺫﺍﻙ ﻋﺒﻴﺮﻙ ﻳﺴﺮﻱ
ﻋﺒﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﻮﻳﻜﺒﺎﺕ
ﻓﺘﻔﺘﻖ ﻭﺣﻲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﻃﻨﻴﻬﺎ
ﻓﺮﻣﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺴﻌﺮ ﺣﻴﻦ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ
ﺍﻟﺸﻌﺮ
ﻭ ﺍﻭﻗﺪﻭﺍ ﻟﻲ ﻧﺎﺭﺍ
ﻭ ﺭﻣﻮﻧﻲ
ﻓﺎﻧﺘﺸﻠﺘﻨﻲ ﻋﻴﻨﺎﻙ
ﻓﺤﺪﺛﺘﻬﺎ ﻋﻨﻚ
ﺿﺤﻜﺖ ﻋﻴﻨﺎﻙ
ﻭ ﺑﺮﻗﺖ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺘﻴﻚ
ﻣﺰﻥ
ﺑﻼ ﺭﻋﺪ ﻭ ﻻ ﺭﻳﺎﺡ
ﻧﺴﻤﺎﺕ ﻋﻠﻴﻼﺕ ﻫﻦ
ﺍﺗﻴﻨﻨﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻚ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ
ﻭ ﻋﺒﻴﺮ
ﻓﺪﺧﻠﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﻬﻴﺎﻡ
ﻓﻤﺎ ﺩﺭﻳﺖ ﺷﻤﺎﻟﻲ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻲ

لما
اشتاق لعينيك
بعاين للقمره
تضحك لي
و تقول هي بتعاين لي
و احلفها بخالق الكون
تجيب لي صورة
تضحك مني
تاني
و تتخف ورا الغيمات
تلعب معاي شليل ما مات
و كم غنوات
و الفات الفات
اجري عليها بي لهفة
اقول يمكن امسك طرفها في لمحة
تضحك لي من تاني
و تسرح مع النجمات
و اقعد انا
اعاين لعينيك
و عينيك
تتوغل في حشاي
تنزل جوا الجوف
و احس بالنار
و نار الحب
لا بتحرق و لا بتموت
و لا بتفوت
للبيوت
ساكن الجوف
لا بتعرف الخوف
و النار الحب
دايما موقدة
تأكل في عضاي
قسمتني نصفين
نصف لعشقك
دوام بسوي الفوت
و نصف لهواك
و ريدك زي حجا الأمات
لا بتملوا
و لو عادوه كم مرات
كل مرة تشوفو احلى مما فات
و رغم إنك حافظو
تقول يا يمه عيديهو لي
و امك تشيل و تعيد
لا بتكل و لا بتمل
و تاني
تضحك لي
و انا و عينيك و القمره
بقينا حكاية
تروى للأجيال

لم يزل بعيني بقايا دمع
ساسكبه وحدي
و ألملم اطراف حبي
و احصره على قلبي
لا تكترثي
فالحب نعمة
كما الدموع
تغسل حزني
و يسمو شجني
و تعلو هامتي
بأن صار حبك وطني
سأكتب داخل غرف قلبي الأثني عشر
أن هذا القلب قد تفتت
و انبجست منه أنهار وجدي
كل قد علم مسراه
كل قد شرب بيمناه
فما ارتوى
و هل يبلغ فاه
من بسط للحب كفاه
و ما كفاه
أيكفيه
قمر
إذا غابت الأقمار
كان في يمناه
أو يسراه
وطنا حبك
و هل يدفن في غير وطن تمناه
إذا مات
أو حيي
لا عشق إلا هو
و عشق الأوطان منبعه
قلب محب يهواني و اهواه
فيا قلب
قم حيه فلا حياة لولاه
علمني حبك تقديس الأوطان
فيا حبا علمني
كيف لي أن انساه
دلوني يا سماري
و خبروا العاشق اياه
أني قد هويته صدقا
فدعوني ابكي ذكراه
فبدري دوما محياه
و هل علمتم بدر هل ضحى سواه
فما بكائي بدعة في الحب
فكم من صب غرامه ابكاه
و ابكى
الحسون
و الشحرور
و زرياب غناه
فإذا عز المزار
تكفيني من الحب ذكراه