عبد الكريم حافظ ( الصديق المقرب):
كان عبد الكريم شابا مسلما لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره عندما حط رحاله في بريطانيا قادما من ولاية أجرا الهندية. وكانت المهمة التي وفد من أجلها هي خدمة المائدة الملكية في حفل اليوبيل الذهبي للملكة فكتوريا عام 1887.
فكر عبد الكريم في الاستقالة من وظيفته بعد وقت قصير من الالتحاق بها، لأنه كان يعتقد أنها وظيفة دنيا ، ولكن الملكة طلبت منه البقاء. وفي غضون عام واحد نجح الشاب في ترسيخ أقدامه كواحد من اهم المتنفذين في البلاط الفكتوري، وأصبح معلم الملكة ومستشارها لشؤون الهند.
أصبح عبد الكريم صاحب نفوذ واسع في حياة الملكة التي استخلصته وجعلته موضع ثقتها وكاتم أسرارها. ونجح من الخروج من دائرة الخدم إلى دائرة الحاشية المقربة من الملكة.
وقد بلغ نفوذ عبد الكريم في حياة الملكة فكتوريا حدا جعلها توصي بمنحه شرف المشاركة ضمن صفوف النبلاء وكبار رجال الدولة في مراسم دفنها في قلعة ونزور.
وقد أمرت الملكة التي كانت تبلغ الستين من عمرها في ذلك الوقت بذلك المرسوم رغم علمها أنه سيلقى معارضة قوية من داخل البيت الملكي نفسه. فقد كان أفراد العائلة الملكية شديدوا البغض لعبدالكريم.