الى رووح والدي الحبيب...
هاقدْ اقتربَ رحيلهُ من عامه السادسه عشر !!!
وما ازددتُ في رحيلهِ , إﻻّ شوقاً وحنينا ً .
فإذا ما قيل أين هو ؟؟؟ أرجوكم , ﻻ تقولوا لي : إنه في قبره !!!
انظروا في عيني ّ لتعرفوا أين هو ..
سكن عيوني وحده , وﻻ يشاركه فيها اﻻ عَبَراتُ الحنينِ اليه ..
في كلِّ ليلةٍ أنتظره
و أنتظرُ لحظةً أﻻقيه فيها , ونذهب معاً في مشوارنا
وأسمعُ خفقانَ قلبه يسرع مع سرعة جرينا في وجه الرياح ,
وأراه مشعّاً نوراً , ومزهراً ياسمي
أتصدقون ؟؟
رأيته بين الزهور . كان أكثرَ منها ربيعاً , و أينعَ منها بريقاً , وأعطرَ منها شذىً .
وركضنا وهربنا . ذلك كان غنيُّ النفس ,, عزيزٌ في زمنٍ ذلّتْ سﻼطينُه !!
فلو صرختُ اﻵآآآآآآآآآآآآآآآآه .. وضاقت بي الدنيا .. ﻻ تعذلوني ..
يا لكبر همي في فراقه !!!
ﻻ يموتُ هو وحبه في قلبي و لو حال الفراق بيني وبينه ..
أيا ليت قبراً ضمَّ جثمانه روضةً من رياض الجنة تُكَحَّلُ بها عيناه ..!!!
أيا ليت جنة الخلد من حصاده !!
أيا ليت صالح اﻷعمال تثقل موازينه !!
يا غالي عمري .. !!
أنتظرك كل ليلة , علَّني أراكَ مرةً اخرى ,
وأقول لك كم اشتقت إليك !!
وكم أنا أحبك !!
ربما لم أعترف بهذا لك من قبل .. لكنني لم أكن أعرف أنَّ الفراقَ سيكون أسرع إليك مني !!
وها أنا ذي اﻵن أنتظر زيارتك ,ﻷعترف لك بكلِّ ما اعتقدتُ أن الوقت مبكر عليه ..
فأخاف أن يداهمني الفراق قبل زيارتك الجديدة لي
أنتظرك يا أبي ..
أنتظرك وشوقٌ إليك سكنَ الفؤاد , وحنينٌ إليك مﻸ الروح !!!
أنتظرك يا أبي !!!