تجارة

اعلم يقيناً
أن عشقك بعض تكويني
لون حروفي الأولى
زخرف لوحة فرحي
و أن الحزن الذي يسكنني
يمد بحوره فيني
من جوف صخورك
و من صبر المساكين
وجعاً يرشفني
ينوم تحت وسادتي
و في احلامي
و قبل الفجر يصحيني
نشهدوا
على المشردين
و المنبوذين
و طفلة لا تدري ما المعاجين
تستاك بالجوع
و تجاهد صوت المصارين
لا تعلم أين اباها
و لا ذاك القلب الذي يفيض بالحنين
ذات مساء افزعها رعد المجانين
تجار الحرب
سارقي خبز الملايين
خلفت وراءها
بيت
و أخوة ميامين
و شيخاً
كان يملأ حب قلبه
رؤوفاً بالمساكين
تموج خلوته 1
بالأضياف و الإلفة و بالحنين
فصاروا
اليوم طيوفاً
كلما رأت مسكيناً حزيناً
تزرف دمع العين
أن لو كانت في قريتها
لما احتاج لمعين
#####
1. الخلوة في الريف السوداني هي بمثابة الديوان في المدن
غير أن الديوان المعد للضيوف في المدن له باب. و الخلوة ليس لها باب و لا حوش
فإذا دخل الخلوة ضيف يرى الكرم يمشي على قدميه.
******
جاروط
24 ـ 1ـ 2017