ديوان الشاعر مكي جاروط

ﻛﻨﺖ ﺣﺎﺳﻲ ﺑﻲ ﻏﺮﺑﺔ
ﻣﺸﺖ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗﻔﺘﺶ ﻟﻲ ﻭﻃﻦ
ﻟﻘﺖ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﺳﺎﻛﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﺣﺒﺔ
ﺩﻗﺖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﺗﺎﺑﻖ ﺯﻭﻝ
ﻭﺭﺍﻩ ﻧﺎﺱ
ﺗﺤﻠﻒ ﺗﻘﻮﻝ
ﺿﺎﻣﻬﻢ ﻗﺮﺑﺔ
ﺍﺗﺎﺭﻱ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ
ﺳﻮﺍﻟﻮ ﺟﺒﺔ

الصمت لا يجرح إلا الهواة
و الذين لا يجيدون الصمت
لا يجب أن يستخدموه
لأنه سوف يضعف حاسة النطق عندهمو ،
استنطق الصمت
فسوف يحدثك حديثا عجبا
تأمل هذه النجمة
سترسل لك شعاعا من الصمت
يخبر عن أشياء في ثواني
تعجز آلاف الكلامات أن تزخها إليك
في لمحة من زمن
تقص لك حكايات
عن الإسكندر الأكبر
و نابليون
و تربط لك سر العلاقة التي تجمعهما
و هي شاهدة عصر
صادقة النظم و المقال
و تحكي لك
عن قيس و عنترة العبسي
و ترويك في احدى فصولها للاجيال القادمة
و كيف أنك
كنت ترنو
في زهول
لما تقول ‏

ساذكرهم
و إن نسوني
لعل لديهم اعذارهم
و مبرراتهم
فقد تكون اختلفت زاوية الرؤية
و قد يعودون يوما
فإن طال السفر
لا بد من شط امان
ترسو عليه سفن الرحيل

كنت اضحك
كلما رأيتك
طيفا
أو
حقيقة
و اغني للعشاق
في المنافي
و الحروب
حين تزف الأعاصير
نيران البنادق
فتشوي
الوجوه
الجيوب
القلوب
الجلود
و تدق العظام
منازل عاد
عاذت
من افعالنا
اقوالنا
و حججنا الواهية
اطفالنا
لا ادري غدا
عن اي شيء يحكون
عن
ذلنا
تسليم رقابنا للنخاسين
تشدقنا
تشرزمنا
شجبنا
و حينا
نكتفي بالتصفيق
التحديق
التلفيق
و الإدانة
ثم نرمي
دانة من الكذب القاتل
و التستر الفاجر
و نفتح عيوننا
افواهنا
احضاننا
بيوتنا
ثم
نختفي عند حبيبنا
تاجر السلاح
و الافيون
و افلام الاباحة
§
و بعد غياب طويل
صرنا نبكي
الاحزان
الاوطان
و العرض هان
فما عادت الاحزان
احزان

سأكتب
و أخبأ في عينيك كل عناويني
و بعض أيامي الخوالي
شد
بين الجفن و الرمش
حبال صبري
و يقيني
أني سأحيا
ما دام نبضك
ينبضي حبا فيني

ما عاد قلبي يغريني بالحب
أو
يستهويني
فقد صارت شروطه
مجرد ذكريات
سكب كل الألون
على جبيني
ثم قال لي :
القي الالواح
و اثلم فرشاتك
اطرحها
في برد
كانون أو تشريني
و تدثر
أو
اكشف ساقيك
هل تحس
بنبض شرايني
قم توضأ
بضوء القمر
أو
ضوء جبينها
سيان أضواء
عينيها
و الشمسين ‏

ما زلت احكي
للقمر قصصي
و بعض احاجي حبوبتي
اذكره
أن
هذي الرمال
تحدثني عنها
قالت احدى الرملات :
إذا مرت بي
و لم تلامس قدمها جسدي
سوف استجدي السيل
و الغيم
و الرياح
أن احمليني إليها
ضحك القمر
من قولها
و لم يتعجب ! ! !
فأخذت
الغيرة تتصيدني

ساقص لك
حكاية النوم و الاحلام
عندما كنت طفلا
احلام في اليقظة بك
فابني لك
قصورا
و حدائق
و موقف سيارات
و اشتريت لك
لكل ساعة فستانا
و قرطين
و عقد ماس لك
و لصديقتك
عقد ورد
و سافرت معك
لكل المسارح
و دور السينما
و بعض غابات افريقيا
و الشلالات
كل الفنادق
تفتح لك
ابوابها دون إذن مسبق
و تصطف
حشما
كل الحواسيب
لا تصد شفرتك
و لا خطوط الدفاع النارية
;-(
و عندما كبرت
زارتني
كل الدموع

حدثني اليوم ليلي حديثا عجبا
كنت فيما مضى
اشيط غضبا
كلما رأيت ابليسا قد لعبا
و اغرى
من يطلق النار
و من اغتصبا
حينا يتمشدق
سكرا يترنح
و إذا رأئ عمارة تسقط فوق رؤوس الاطفال
طربا
و صفق
ثم ادان الحق
و زيف الحقبا
و طلى عيون
بالتخاريف
فإذا شاهدوا دمارا
نفى ..
و عصبا
لكي لا يشهدوا مدافنا
أو المنافي
بيوتا للمآتم
كم ذا قد نصبا

يدهشني
أن اسعى إليك
فتوصدين الباب
و تقولين لي :
غدا سانتظرك
باسمة الثغر
‏@
فاظل احلم
ليلي يمتد اعواما
و قرونا
اسرج ما شئت
خيلي و مركباتي و سفني
ارتب
حديقتي و غرفتي
انظف
نظارتي و قلمي اعده مرات للكتابة
و اعطر كراستي
انسق دولابي و مزهرياتي
و أشواقي
افتحي نافذتي
ثم اغلقها
و اسدل ستائري
اضيء شمعاتي
و افعل
ثم لا ا فعل
‏@
و لم يأت الفجر بعد ٠