التمثيل بين الجنسين الى متى ؟

كلما سألت شخصاً لماذا تفشل علاقات الزواج بعد الحب؟ .. يقول لك لأنهم يمثلون دور الملائكة قبل الزواج...وهذا أيضاً ينطبق على الزواج التقليدي ، فلماذا نمثل ؟.. وهل نعرف حقاً نهاية التمثيل؟


أعرف شاباً يبدو جيداً للأخرين ، ومن الأسئلة الشائعة بين أي شاب من دون زواج وفتاة أخرى " ما هي مواصفات الفتاة التي تبحث عنها؟" ... وهذا ما حدث مع الشاب الذي أعرفه ، فأجاب فتاة معرفته بها حديثة بشكل تلقائي وفطري بكل صدق...

مرت الأيام...

بدأت هذه الفتاة تلبس كل هذه الصفات ... تحولت لقارئة كتب وتزور معارضها...

حتى الأماكن التي يزورها كانت وسبحان الله تحبها...

ساعات النوم ..

أنواع الطعام ...

كل شيء ...بمعنى كل شيء!

فما كان من هذا الشاب الذي يصف نفسه بالساذج إلا أن أحبها لأن فيها كل شيء يريده..

بدأت العلاقة وحدث الأمر الصعب ، كل تلك الأشياء لم تعد موجودة ... الكتب باتت بنظرها سخافات ، والأحلام أوهام ، وأماكن قضاء وقته مملة وقديمة ... كل شيء تغير ، هو كان واضحاً للغاية معها وقال لها : " لست أنت من أحببتها"....اعترفت له ضمنياً أنها مثلت عليه لأنها تحبه ، لكنه تركها في النهاية.

مشكلة التمثيل أنه ممتع وسهل جداً ويشعرك بالراحة النفسية ، فليس منا من يحب أن يقول عن نفسه جباناً أو غير مثقف أو كذاب ، فنظهر بأفضل ما لدينا من صفات لتكون النهاية إما طلاق صامت بين زوجين يستمران معاً لإرضاء الناس ، أو طلاق حقيقي أو انفصال ما قبل العلاقة.

المسألة التي يجب أن نعرفها أن نهاية التمثيل وخيمة مهما حاولنا بعد ذلك ...

فالنهاية كما قلنا إما حزن مبطن ...أو حزن معلن!

هناك من يعتقد أن شخصيته لن تجد لها من يحبها وهذا خاطىء ، فقد علمتني الحياة أن هناك رجال يبحثون عن صفات أقل مما تتوقع أي امرأة ، وفاجأتني سيدة كاملة بالمعنى الحقيقي للكلمة مرة بأنها لا تريد إلا صفة واحدة في رجلها المنتظر وهي متوفرة في غالبية رجالنا وهي أن لا يكون قد ارتكب الزنا في حياته.

نظرية تؤام الروح هي نظرية أؤمن فيها ، فهناك شخص في هذه الأرض لا يجد سعادته إلا معنا ولو لم نكن نملك أي صفة جميلة بنظر الأخرين أو حتى بنظر أنفسنا ، لذلك فلنبتعد عن المقامرة بمستقبلنا من أجل ملاحقة أوهام ولنكن على طبيعتنا حتى نجد من يريد هذه الطبيعة فالتمثيل للأبد مستحيل.



تح ــــياتي