ديوان الشاعر مكي جاروط

كنت بين الحلم
و الحلم
انتظر
رنة صوتك
فروحي تحدثني دوما
أنك خلف الغيوم
ستكون طلتك
تغسلين بور الأرض
و حب الوجد
و وجد الصد
هذي التي اظلت
غيمتك
‏@ €
ايتها الماسة
ما لهذا البرونز يضج
ألن بريق عينيك
اطفأه ؟
أم أن لونك الوهاج
اعمى جوهره ! ؟
أو ضوءك الوضاح
خلب مزنه فخيبه
‏@ =
أضحكي
ابسمي
تغلغلي
في كل نفس
كل طفل
فما زلت
انتظر
شائق همسك
فاقدمي
حبيبتي

ما ليا
و عيناك تغمرا مطر الغيم
أن
انزل بردا و سلاما على العالمين
و عشقا و هياما على الحالمين
و فرحا و سرور على العاشقين
المحبين
للطهر و النقاء
لعذارى الحي
للصبايا
و النجباء الأوفياء
إلا يايا ...
شفق الصباح
و فجري الوضاح
وحدي
لبست شوقك طوقا
و وشاح

منذ عام
كل رسالة في ايميلي كنت اخالها منك
منذ عام
و كل الحروف في انتظار
تتحرق لدفء الشمس
لهمس الربيع
علها تحس
بوجود الارواح
أو
أقله طيف
شبح
شبه
شيء يوحي بأنك حي
و أني حي
منذ عام
صرت أخشى ايميلي
فكل رسالة ليست منك
تزيدني جفاء
بيني
و بين ايميلي
منذ عام
تراودني احلامي
و هواجسي و ظنوني
أن اغلق إيميلي
فلا اجرؤ
لا اقوى
اخاف أن تأتي و لا تجدني
فتتبدد احلامي
تتناثر شظايا
بين حطام مزهريتي التي كسرتها ذات يوم ، و انا افتح ايميلي
منذ عام
و أنا و حبائل صبري ننتظر
أنا و شوق و حروف نصطف و ننتظر
أنا و حديقة النرجس و الفلة التي غرسناها
ننتظر
أنا و ايميلي و شبكتي
نن.....
منذ عام

همسك يقتلني حينا من الدهر ثم يحييني
لأجلك
‏ لأجل عينيك
فلا يخدعك همسي
فقد بت على اعتاب الستيني
لا ينفع فيني ترميم
و لا سجع المحبين
وتري معطوب من زمن تكويني
فما عدت
‏ ... ادري ما تكتب
يساري ... أم يميني
قلب من ضعف صار
رقيق القول يرديني
فراش ناداه شذى
الزهر فطاف بالمحراب
‏ يصليني
لا نار الهوى تفتق جراحه
و لا تسكت شجو تلحيني
و هل هام الفؤاد بكم
أم تلك هواجسي و ظنوني
أم قصة التاريخ قد عادت
يا ( حبي ) فاكتمي وحي جنوني
همي كل يوم زيارة حرف
أو بعض وجود يكفيني
كلما جئت انظر اركان
الحوش حيث يكون تدويني
الكل قد حضر إلا أنت
فاصبح واجب ترك الميادين
و ابحث ما شئت . فإذا عدت
عاد السرور و عطر رياحيني
أمسكي إن شئت قلبك
و نبض اوردتي و شراييني
بل قيدي صوتي
و كتاباتي و احبار تدويني
و كممي فاهي و انفاسي
و اغلقي اسماعي و جفوني
و أوقفي الزمان فلا ابرحكي
ثانية برهة من الحين
فإذا يمم الزمان شطرك
صحبته صحبة مجنون
يمشي حيت تمشي هواه
فيلهو تارة بتفانين
و تارة يسلك درب الهوى
فيتلبسه مس الشياطين
فتتندر العذارى به
مثل قصص الطفيليين
يا أنت يا سحري و فتوني
و عشقي و رحيق عيوني

ضحكت و قالت لي :
أيعجبك حزني و زعلي ؟ ! !
ما لي أرى أنك
تجيد البعد و عذلي
كلما اقتربت خطوة
تسارعت انفاسك عني
لا تكتب
ما أقسى حرف توقعه
حينا و احيانا ترسمه
يقربني إليك فألثمه
فإذا بي أعشق تنسمه
فيرديني و يصرعني
قف
حبيبي هنيهنة لأروي عينيي
و أعلم شباكي شفرة ترسلها إلي
و قد احسده ما دمت حيي
أن استقبلك قبلي
ثم دعاني
انتبه
ما لهواك من بحور و انهار
يرسو حيث شاء انتظاري
و تيقن أن الحياة بعض اوتاري
فاعزف لحنك الشجي و غنني

ما ليا مما ليس لي منه بد
تشدني عيناك إليك من امد
و الروح ترى ما لا يرى في الأمد
تحس همسك إذا اردت أم لم ترد
مهما بعدت بك المسافات و النجد
فما ينفع فيها و معها و بها و إليها نكد
عليها ما عليك من زورة و من وجد
صب قال ، قالت لا تحكي إلا ما اجد
فلما الإعتذار إذن ، و فؤادك غد
مثل حمامة خلها صاد من يصد
لا يجديها البكاء و لا سهل أو نهد
كل البلاد سيان طليقا أو من قيد
عندي نصف هواكي واخر إليك رفد
حتى إن حلا لديك قلت لا أجد

سكن الليل
أم
طلع النهار
لست ادري
فكل الأضواء عندي حضور
و كل المساءات تعبق بالبخور
يزفني
شوق
يحدوني
نغم الحب
و لحن الغرام
و للموسيقى اوتار
و طبول
دفوف تهمس ايقاعاتها للفجر
فيبسم للكون
و يهديه نسمات الصباح
‏@
غني
فالغناء ها هنا مباح
و ارقصي
ترنمي ... تمايلي
ترتبي الخطوي تلو الخطوي
حين يشرق الاصباح
هزي معاطفك اللدن
و اسدلي عليك الوشاح
‏@
وقع الطار
يخاطب صوت النوبات
عصيها تنهال برفق حيانا
و احيانا .
و العشاق
قد تغشاهمو الوجد
فتراهم في شغل
طلقوا اجسادهم
و تشابت الارواح
تصعد تارة
و تتوه
‏@
حين عشقتك
اختلط الليل بالصباح
فما عدت افقه شيئا
إلا
وجهك
و ليلك
و الصباح

بعد الفين عام
اخرجت ماردي
فإذا صار حرا
طليقا
يجوب عالم الجمال
و عوالم الخيال
و اغلق طرق المحال
من كل فج
جاء
يحمل ازميلا
و فرشاة و علبة الوانه
يمتشق
لوحات النحاتين
يرسمك
عند كل كهف
و في حدائق القصور المترفة
في الطرقات
عند كل منحني
و اهداك لحنا .. فلحنا
فغنتك الترانيم
و التراتيل
المسارح ... القاعات
و رقص كل من له ساق
و عطروك
و عمدوك
أي امروك
اميرة للغناء و الموسيقى
أميرة للفنون الجميلة و للنساء
أميرة للشوق و الأشواق و البهاء
أميرة للعصور و الفصول و اللقاء
أميرة
حتى إذا تمكن الهوى منى
قالت لمارد الهوى
عد كما كنت
مذ آلاف السنين‎ ‎

و من فرحي
أني عشقتك
و مارست الحب علنا
عشقت في حياتي
ثلاث نساء
هن زخري و سندي
و ملاذي عند المحن
و كهف إذا ما الشتاء
المر
مر
بي
عشقت خدك
فهو انثاي الأولى
و فيه
اقرأ أمسي
و يومي
و غدي
و اسطر عليه
تاريخي
و ادون كتبي
و آنس به في صحوي
و في وسني
فهو
مرآتي
يهندسني
و يهندمني
عشقت قلبك
يا أنثاي الأخرى
و مصدر قبطتي
و سكن افكاري
و صحن داري
و غاية مشواري
في الحياة
يدللني
و عند ذلاتي
يعفو
عني
يا أيتها الساحرة
يا عرافتي
ابقيني
زمنا
بين عينيك
فهما وطني
و ثالتة نسائي
فإذا كان لا بد من رابعة
جمعت نسائي الثلاثة
فكن
أنتي

اعتدلت في جلستها
و تأملتني برهة
بعين شاردة ، حالمة .
كأنما تستجمع كل ذاك الماضي الجميل أمام ناظريها .
رأيت في عينيها بريق عجيب ، يمزج بين الحان الغروب و الشروق ، يتجول طربا .
ارسلت إلي ابتسامتها . فارتني بدورا تدور حول بدور .
همست في نفسي .
قطعت همسي .
تعرف يا صديقي -
هكذا قطعت حبلي - :
كنت عندما التقيه في مناسبات قومي ، يشعرني بأني أنثى من وحي الجمال ، تنزلت لعالمه ، كان يقول لي :
كلاما لا استطيع أن افهمه ، و لكني استوعبه دفعة واحدة ، و ذلك لأني كنت أتأمله ، و اتخيله ، و هو يحدثني .
كنت استشف حديثه ، و استعذبه ، و يدهشني ، و يملأني زهوا ، حتى اكاد أن اذوب فيه ، و هو يعزف لي كلماته .
و سرعان ما ينقضي الوقت ، و تحين لحظة الفراق ، و كأننا لم نكمل جملة السلام بعد .‏