الصبر وأنواعه وفضيلته

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونشهد ان لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وبعــــد ؛
فإن للصبر فقه على المسلم أن يدركه ويتعرف على حقيقته ، وأن لا يغفل عنه فالايات البينات ، والأحاديث النبوية الصحيحات قد أكدت أهمية الصبر وفضله .
الصبر .. عقيدة وخلق وطاعة وعمل من اعمال البر ، لذلك جعله اهل العلم ضمن أطر ثلاث إن حققها العبد نال سعادة الدارين .
ولقد دعا الله تعالى عباده الى التحلي به فابتلى الأنبياء والمرسلون وأمرهم بالصبر ودعا رسوله محمدا – صلى الله عليه وسلم – الى التأسي بهم فقال : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ } [الأحقاف : 35] ودعا المؤمنين الى ذلك فقال لهم : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران : 200] .
والصبر من العبادات القلبية التي لاتظهر على الإنسان إلا من خلال مقارنتنا بين صنفين من بني آدم وهم .. الصنف القانع ؛ والصنف الجازع ؛ فالقانع لايبدو من جوارحه ما يسخط الله تعالى من اعتراض على امر الله أو ضجر من مصاب أو ألم يصاب به لأنه يعمل بقاعدة التسليم لحكمة الله في قضاءه وقدره كما قال تعالى : {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ } [البقرة : 216] . أما الجازع فإنه نافر ساخط صخب ضجر مما يلم به من الابتلاءات التي يبتلي الله بها عباده ، وهو ذو نزوة لاتصبر على لذائذ الدنيا الفانية التي حرم الله على عباده ، ولقد ضرب الله مثلهم في القرآن بقوله : {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران : 165] .
وجماع فضيلة الصبر قول المصطفى – صلى الله عليه وسلم – " والصبر ضيـــاء" ضياء لأنه سلامة للقلب ، ضياء لأنه نقاء للروح ، ضياء لأنه صفاء للسريرة ، ويتركز هذا الضياء ليكون نورا يشع في القلب فتقوى به البصيرة .
أما ملاكه .. فهو قول المصطفى – صلى الله عليه وسلم – في دعائه : " وأسألك اللهم كلمة الحق وقول الحق في الرضا والغضب " . ولقد بين السلف الصالح عظيم هذه المقولة بقولهم : " لاتكن ممن إذا رضي أدخله رضاه في الباطل ، وإذا غضب أخرجه غضبه من الحق " .

وأما أنواعه التي ذكرنا أن أهل العلم جعلوها للصبر أطراً فهي :
الصبر في طاعة الله ، وهي الإلتزام التام بما أمر الله به من الفرائض التي افترضها على عباده كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها من الواجبات ، قال تعالى : {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة : 45] ، وقال عز وجل : {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران : 146] . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 153] .
الصبر على اجتناب المحرمات : وهذا النوع على شقين : الأول / الصبر على الشبهات .. والثاني / الصبر على ترك الشهوات المحرمات .. فأما الأول فدليله قول النبي – صلى الله عليه وسلم – " فمن إتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه " . وأما دليل الثاني فهو قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " إجتنبوا السبع الموبقات ... " . وجماع الصبر على الشقين المذكورين قول الله تعالى : {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء : 31] .
الصبر على الإبتلاءات المؤلمة التي يصاب بها الإنسان كالفتن والمحن ، يقول الله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 155] . ويقول المولى جل وعلا : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد : 31] . وفي الحديث الصحيح يقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " إن الله إذا ابتلى عبدا بابنه أرسل ملائكته وهو اعلم : أني قد قبضت روح ابن عبدي فلان فانظروا ما صنع عبدي ، فيذهبون فيجدونه صابرا محتسبا ، فيعودون الى الله وهو اعلم ، فيقولون : يارب وجدناه وقد حمدك وأرجع الأمر اليك محتسبا ، فيقول : فابنوا لعبدي بيت الحمد في الجنة " .
فاتقوا الله فيما امر وانتهوا عما نهى عنه وزجر واخرجوا حب الدنيا من قلوبكم ان حبها إذا إستولى أسر.. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد .

اتمني قد وفقت بموضوع






آخِّتٍّﮝمِّ فٍّيِّ آلِّلِّهِّ مِّلِّآﮝ

• 
  

بارك الله فيك
وجزاكي كل خير
وجعلها في ميزان حسناتك
تحياتي

بارك الله بك
على الموضوع المفيد
لروحك بسمة نقيه

نورت اخي ليث تسلم ع المرور

نورتي همس تسلمي ع المرور

نورتي ورد تسلمي ع المرور