جئتني وفي عينيك مقدار براءة، ورشّةٌ من خُبث تشوب ابتساماتِك..
جئتني و بين أصابعك جوريّة خمريّة.. جفّ نَداها لسُخرية انتصاراتِك..
جئتني بدمٍ باردٍ يشيّع جنازة رجولاتك..
جئتني كأفعى، كثعلب، لا بل كأرنب..
فكيف – قل لي – تبرّر كثرة علاقاتك..!؟
جئتني نافثاً سمّ غَزَلِك اللذيذ..
و شهد كذبك المفضوح..
خاتماً حكايتنا بنكهة السخرية..
وكابتاً قدرتي عن البوح..
جئتني.. ولا زلت لا أفقه كيف جئتني..
و بأي قناعٍ من أي حاويةٍ جئتني..
كيف تجرؤ – قل لي – بعد أقذر خياناتك
يا أيها الغريب..
أَسحرٌ أنت أم مرض..!؟
قلْ.. اصرخ.. اكسر.. اقتحم.. ابتلع..
افعل ما شئت فلن أعترض..
ماذا تكنّ لي الأيام..
على ماذا ترسم وتخطّط..
الغموض.. البوح..
كشف الكذب..
الغرق حتى استنشاق الموت..
الانصهار حد التدفق..
تذوّق رياح المرض..
ابتلاع غيوم الادمان..
يا أيّها الغريب..
أوهم أنت أم حقيقة..!؟
اختفي ثم اظهر.. انفجر ثم اسخر..
تناقض.. تلوّن.. نم ثم اصحو..
فقد حدث ما حدث.. في دقيقة..
أفكاري.. مجنونة.. ثائرة.. متمرّدة.. هادئة..
جنوني حكيم..
ثورتي مدفونة..
تمرّدي مكبّل..
هدوئي صاخب..
ف هل لك أن تتفهّمني..!؟
يا أيّها الغريب..
أعد مشهد تلك النظرة اللاّمبالية.. التي لا تحمل أي معنى..
أعد ذلك المشهد أمامي الآن..
و انتقم من سيجارتك أمامي..
احرقها بنهم..
ثمّ اطفئها بحقد..
و تجاهل كوب الماء أمامك..
يا أيّها الغريب..
لست أُسطورة..
إنّما خيالي رسمك ك أُسطورة..
و بناك ك حُلُم..
و خطّك ك لوحة ب الأبيض و الأسود..
و كتبك ك رواية صفحاتها صفراء..
و لكن لا تخف..
ف إني س أعطي خيالي هذا منوّماً..
و أقتل الاسطورة..
و أرقُص على أنقاض الحلم..
و أُمزّق تلك اللوحة..
و أحرق تلك الرواية.. و أُبعثر رمادها..
يا أيّتها الحياة..
سامحيني لأنّي س أكون أكثر قسوة منك..
و أكثر شراسة..
و أكثر وحشية..
و أشد همجية..
و ربما…
أكثر جمالاً..
و أكبر حناناً..
و أعظم طيبة..
يا أيّها الغريب..
ف لتعجن مزيج ما تُحب…
و لتخبز عجينتك التي صنعت..
ف الخبز حلمك و اختيارك..
أمّا أنا.. ف الماء..
كل خُبزك و اعطش..
وتذكّر أنك تجاهلت الماء في ذاك المشهد..
الكون.. العالم.. الفضاء.. النّاس..
ما يكون هؤلاء..!؟
ب الأبيض والأسود..
مع السّمّ ذاته..
و الاقتضاب ذاته..
و وداع سريع..
ولمعة عينٍ مربكة..
تدفع ثمنها ذات الرّداء الكحلي..
سهرة طويلة..
بال مشغول..
صداع مداوم..
و فكر في تأهب..
فلتسحقني تلك الفكرة..
و لترمي ب ذرّاتي أمام ذاك الباب السكريّ العريض المغلق..
و لتجعلني أنحني متفقّدة تلك الأُحفورة..
ثمّ أَذهب حيث تأخذني هي..
و أحلم ب تلك المغامرة..
كان مجرد حلم..