السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في جلال الله
اهلا ومرحبا بكم
بالرغم من عدم توفر الكثير من المعلومات والإحصاءات الرسمية عن المسلمين في الأرجنتين، يعود تاريخ وجود المسلمين بالأرجنتين إلى عام 1850، وذلك بعد وفود المهاجرين من سوريا ولبنان، فارِّين من السلطات الحاكمة في ذلك الوقت، وكانوا يقيدون أنفسهم على أنهم أتراك؛ نتيجة حملهم لأوراق سفر تركية، نتيجة الخضوع للحكم العثماني.
وقد شهِد عام 1899 أوَّل تسجيلٍ رسمي للمهاجرين السوريين على أنهم من أصول عربية، وبحلول منتصف القرن العشرين أشارت التقديرات إلى وجود نحو 100 ألف مسلم عربي يعيشون في الأرجنتين، ونتيجة ارتفاع معدلات زواج العرب من أهالي الأرجنتين، والرغبة في الاندماج بالذوبان في المجتمع، تحوَّل قطاع من العرب إلى الكاثوليكية، ونتيجة لذلك هبطت نسبة المسلمين من الجيل الثاني من العرب المهاجرين إلى الأرجنتين إلى 60%.
وهذا إلى جانب اختفاء استخدام اللغة العربية غالبًا بين صفوف الأسر العربية الأرجنتينية، وذلك بميلاد الجيل الثالث، وينتسب إلى المسلمين في الأرجنتين العديد من الطوائف التي تضم السنة والشيعة، فضلاً عن العَلويين والدروز، وبعض المجموعات الصوفية.
ويُقدِّر القادة المسلمون أعداد المسلمين بالأرجنتين بنحو مليون مسلم، وذلك على الرغم من إشارة بعض المصادر الأخرى إلى أن العدد أقل من ذلك بكثير، ويعيش أكثر المسلمين حول بوينس آيرس، ويشكل المسلمون غالبية سكان مدينة لا أنجيليتا.
وقد تأسَّس المركز الإسلامي الأرجنتيني عام 1931، وذلك بعد مرور 80 عامًا من وفود المسلمين إلى الأرجنتين؛ حيث يقوم المسجد بدور ديني وثقافي وتعليمي، مثل الجمعيات غير الربحية، وفي عام 1981 أعرب المجلس الإسلامي عن سعادته باستكمال بناء أول مسجد على الطراز الهندسي الإسلامي في الأرجنتين.
ومن الجدير بالذكر بيان أن المجلس الإسلامي بالأرجنتين يتكوَّن من ثلاث هيئات: مسجد الحمد، وجمعية عمر بن الخطاب العربية الأرجنتينية، والمقرات الاجتماعية والإدارية، ووَفقًا لتصريحات القيادة، فإن المجلس يُمثِّل المسلمين الموجودين بالأرجنتين، ويفتح المركز الإسلامي أبواب مساجده لكل مَن ينتسب للإسلام لممارسة الشعائر.
وقد شغل الإمام "عمر عبود" المشارك في الوفد المسافر إلى القدس منصبَ مسؤول المركز الثقافي التابع للمركز الإسلامي، وأثناء عمله في المنصب كان مهتمًّا بالتأكيد على دور المركز الإسلامي في تنشئة المجتمع على ما يجمع بين الهُوِيَّة الإسلامية وخصائص الشخصية الأرجنتينية.
ومما كان يقوله:
"المجلس الإسلامي بالأرجنتين يُمثِّل المؤسسة الرئيسة لجميع المسلمين"، وأنه يمثل المسلمين أمام الدولة، وفي ديسمبر عام 2013 التقى أعضاء مجلس إدارة المركز الإسلامي مع الرئيسة كرستينا فيرنانديز لمناقشة مساعدة اللاجئين السوريين في الأرجنتين.
ووفقًا لتصريحات "عبود"، "فقد جاء الجيل الأول بحثًا عن المال، وكرَّس الجيل الثاني حياته لإنفاقه، بينما قرر الجيل الثالث الذي يحمل الجنسية الأرجنتينية العودة للإسلام بقوة".
ويرجع البروفيسور "ريكاردو شمس الدين" الرغبةَ في العودة إلى الإسلام إلى الصحوة الإسلامية التي حدثت بمنطقة الشرق الأوسط في العقدين الأخيرين من القرن العشرين.
وتوجد بعض دُور العبادة التي تخص الطوائف العَلوية والشيعية في الأرجنتين، وفي عام 1996 تأسَّس مركز الملك فهد الإسلامي الثقافي، والذي يُعد أكبر المراكز والمساجد بأمريكا اللاتينية، وقد منحت الحكومة الأرجنتينية الأرض لبناء المركز والمسجد، وذلك بعد زيارة الرئيس كارلوس منعم للمملكة العربية السعودية.
ومن الناحية التاريخية يعزف المسلمون في الأرجنتين عن المشاركة السياسية والشهرة، ولكن ساعد عاملان في تغيير موقفهم؛ وهما:
الانتخابات الملهمة التي جاءت عام 1989 بالرئيس كارلوس منعم ذي الأصول السورية إلى سُدَّة الحكم.
والهجمات التي استهدفت السفارة الإسرائيلية ومركزًا يهوديًّا عام 1992، والتي أثارت حملة ضخمة من اتهام المسلمين وإخضاعهم للتحقيقات.
وفي الوقت الراهن ليس لدى المسلمين منظمة عامة واحدة تضم شتاتهم، ولكن تعد مهمة المنظمة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، التي يقع مقرها الرئيس في بوينس آيرس، بذل الجهود لدعم توحيد المسلمين الذين يعيشون في أمريكا اللاتينية.
07-27-2015 ~ 05:38 PM
المسلمون في الارجنتين منذ 1850
العرض العادي
