اهلا وسهلا بكم في منتديات حزن العشاق .. يمنع نشر الأغاني والمسلسلات والأفلام وكافة الصور المحرّمة ويمنع نشر المواضيع الطائفية... منتدانا ذو رسالة ثقافية وسطية

الإهداءات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
حنيين الروح
قديم 05-05-2011 ~ 01:53 PM
افتراضي باب المختار من حكم امير المؤمنين عليه السلام
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 1
 
الصورة الرمزية حنيين الروح
 
تاريخ التسجيل : Apr 2011
معدل تقييم المستوى : 18
حنيين الروح ادارة



نهج البلاغة
وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام
وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه

تأليف: الشريف الرضي
أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد
بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

تحقيق: الشيخ فارس الحسّون
. قَال(عليه السلام): كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ(1)، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ.
2. وقَالَ(عليه السلام): أَزْرَى(2) بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ(3)
الطَّمَعَ، وَرَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ ضُرَّهُ، وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ(4).

وَالْبُخْلُ عَارٌ، وَالْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ، وَالفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ، وَالْمُقِلُّ(5) غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ، وَالْعَجْزُ آفَةٌ، وَالصَّبْرُ شَجَاعَةٌ، وَالزُّهْدُ ثَرْوَةٌ، وَالْوَرَعُ جُنَّةٌ(6)، وَنِعْمَ الْقَرِينُ الرِّضَى، وَالْعِلْمُ وِرَاثَهٌ كَرِيمَةٌ، وَالاَْدَبُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ، وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ، وَصَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ، وَالْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ(7) الْمَوَدَّةِ، وَالاْحْتِمالُ(8) قَبْرُ العُيُوبِ.


____________

1. ابن اللَبون ـ بفتح اللام وضم الباء ـ: ابن الناقة إذا استكمل سنتين.
2. أزْرَى بها: حَقَرَها. 3. اسْتَشْعَرَه: تبطّنَه وتخلّق به. 4. أمّرَ لسانَه: جعله أميراً. 5. المُقِلّ ـ بضم فكسر وتشديد اللام ـ: الفقير. 6. الجُنّة ـ بالضم ـ: الوقاية. 7. الحِبَالَة ـ بكسر الحاء، بزِنَة كِتابة ـ: شَبَكَة الصيد، ومثله الاحْبُول والاحْبُولَة ـ بضم الهمزة فيهما ـ وتقول: حَبَلَ الصيدَ واحتبله، إذا أخذه بها. 8. الاحتمال: تحمّل الاذى. الصفحة 770 (1)، وَيَتَكَلَّمُ بِلَحْم(2)، وَيَسْمَعُ بِعَظْم(3)، وَيَتَنَفَّسُ مِنْ خَرْم!!



3. وروي عنه(عليه السلام) أنّه قال في العبارة عن هذا المعنى أيضاً: الْمُسَالَمَةُ خَبْءُ الْعُيُوبِ، وَمَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ، وَالصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ، وَأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ، نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجِلِهِمْ. 4. وقال(عليه السلام): اعْجَبُوا لِهذَا الاِْنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْم 5. وقال(عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ. 6. وقال(عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ. 7. وقال(عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ.
____________

1. يَنْظُرُ بشحْم: يريد بالشحم، شَحْم الحدقة.
2. يتَكلّم بلحم: يريد باللحم، اللسان. 3. يسْمَع بعظْم: يريد عظام الاذن يضربها الهواء فتقرع عصب الصماخ فيكون السماع. الصفحة 771 (1) فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا(2) بِقِلَّةِ الشُّكْرِ.
(3) الاَْبْعَدُ.
(4) يُعَاتَبُ.
(5) في التَّدْبِيرِ.
(6)، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ».
8. وقال(عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ. 9. وقال(عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ 10. وقال(عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاَْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ 11. وقال(عليه السلام): مَا كُلُّ مَفْتُون 12. وقال(عليه السلام): تَذِلُّ الاُْمُورُ لِلْمَقَادِيرِ، حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ 13. وسئل(عليه السلام) وعن قول النَّبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وَآله] وَسلّم: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ فَقَال(عليه السلام): إِنَّمَا قَالَ(صلى الله عليه وآله) ذلِكَ وَالدِّينُ قُلٌّ(7)، فَأَمّا الاْنَ وَقَدِ اتَّسَعَ نِطَاقُهُ(8)، وَضَرَبَ بِجِرَانِهِ(9)، فَامْرُؤٌ وَمَا اخْتَارَ.
____________

1. أطْرَاف النِّعَم: أوائلها.
2. أقْصاها: أبعدها، والمراد آخرها. 3. أُتِيح له: قُدّر له. 4. المَفْتُون: الداخل في الفتنة. 5. الحَتْف ـ بفتح فسكون ـ: الهلاك. 6. غَيِّرُوا الشّيْبَ: يريد تغييره بالخِضاب ليراهم الاعداء كهولاً أقوياء. 7. قُلّ ـ بضم القاف ـ أي: قليل أهله. 8. النِطَاق ـ ككتاب ـ: الحِزام العريض، واتساعه كناية عن العظم والانتشار. 9. الجِرَان ـ على وزن النِطاق ـ: مقدّم عُنُق البعير يضرب به على الارض إذا استراح وتمكن. الصفحة 772 (1) أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ(2).
(3)، فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلاَّ وَيَدُهُ بِيَدِ اللهِ يَرْفَعُهُ.
(4)، وَالْحَيَاءُ بِالْحِرْمَانِ(5)، وَالْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ، فَانْتَهِزُوا فُرَصَ الْخَيْرِ.
14. وقال(عليه السلام): في الذين اعتزلوا القتال معه: خَذَلُوا الْحَقَّ، وَلَمْ يَنْصُرُوا الْبَاطِلَ. 15. وقال(عليه السلام): مَنْ جَرَى فِي عِنَانِ 16. وقال(عليه السلام): أَقِيلُوا ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ 17. وقال(عليه السلام): قُرِنَتِ الْهَيْبَةُ بِالْخَيْبَةِ ____________
1. العِنان ـ ككتاب ـ: سِير اللجام تُمْسك به الدابة.
2. عَثرَ بأجلَِه: المراد أنه سقط في أجَلِهِ بالموت قبل أن يبلغ ما يريد. 3. العَثْرَة: السَقْطَة، وإقالة عَثْرَتِه: رَفْعُهُ من سقطته. والمُرُوءة ـ بضم الميم ـ: صفة للنفس تحملها على فعل الخير لانه خير. 4. قُرِنَتِ الهَيْبةُ بالخَيْبَة: أي من تهيّب أمراً خاب من إدراكه. 5. الحياء بالحرمان أي: من أفرط به الخجل من طلب شيء حرم منه. الصفحة 773 و هذا القول من لطيف الكلام وفصيحه، ومعناه: أنّا إن لم نعط حقّنا كنا أذلاّء، وذلك أن الرديف يركب عجُزَ البعير، كالعبد والاسير ومن يجري مجراهما. 19. وقال(عليه السلام): مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ حَسَبُهُ، 20. وقال(عليه السلام): مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ، وَالتَّنْفِيسُ عَنِ الْمكْرُوبِ.


(1).

18. وقال(عليه السلام): لَنَا حَقٌّ، فَإِنْ أُعْطِينَاهُ، وَإِلاَّ رَكِبْنَا أَعْجَازَ الاِْبِلِ، وَإِنْ طَالَ السُّرَى. 21. وقال(عليه السلام): يَابْنَ آدَمَ، إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ سُبْحَانَهُ يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ فَاحْذَرْهُ. 22. وقال(عليه السلام): مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ، وَصَفَحَاتِ وَجْهِهِ. 23. وقال(عليه السلام): امْشِ بِدَائِكَ مَا مَشَى بِكَ 24. وقال(عليه السلام): أَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ.
____________

1. امْشِ بدائكَ أي: مادام الداء سهل الاحتمال يمكنك معه العمل في شؤونك فاعمل، فان أعياك فاسترح له.

الصفحة 774
25. وقال(عليه السلام): إِذَا كُنْتَ فِي إِدْبَار(1)، وَالْمَوْتُ فِي إِقْبَال(2)، فَمَا أسْرَعَ الْمُلْتَقَى! 26. وقال(عليه السلام): في كلام له: الْحَذَرَ الْحَذَرَ! فَوَاللهِ لَقَدْ سَتَرَ، حتَّى كَأَنَّهُ قَدْ غَفَرَ.

27. وسُئِلَ(عليه السلام) عَنِ الاِْيمَانِ، فَقَالَ: الاِْيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى الصَّبْرِ، والْيَقِينِ، وَالْعَدْلِ، وَالْجَهَادِ: فَالصَّبْرُ مِنْهَا عَلَى أَربَعِ شُعَب: عَلَى الشَّوْقِ، وَالشَّفَقِ(3)، وَالزُّهْدِ، وَالتَّرَقُّبِ: فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلاَ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أشْفَقَ مِنَ النَّارِ اجْتَنَبَ الْـمُحَرَّمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا اسْتَهَانَ بِالْمُصِيبَاتِ، وَمَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ فِي الْخَيْرَاتِ.
وَالْيَقِينُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ، وَتَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ(4)، وَمَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ(5)، وَسُنَّةِ الاَْوَّلِينَ(6): فَمَنْ تَبَصَّرَ فِي الْفِطْنَةِ تَبَيَّنَتْ لَهُ الْحِكْمَةُ، وَمَنْ تَبَيَّنَتْ لَهُ الْحِكْمَةُ عَرَفَ الْعِبْرَةَ، وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الاَْوَّلِينَ.

____________

1. كنت في إدْبَار أي: تركت الموت خلفك وتوجّهت اليه ليلحق بك.
2. الموت في إقْبَال أي: توجه إليك بعد أن تركته خلفك. 3. الشّفَق ـ بالتحريك ـ: الخوف. 4. تأوّل الحكمة: الوصول إلى دقائقها. 5. العِبْرَة: الاعتبار والاتعاظ. 6. سُنّة الاوّلين: طريقتهم وسيرتهم. الصفحة 775 وَالْعَدْلُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى غائِصِ الْفَهْمِ، وَغَوْرِ الْعِلْمِ(1)، وَزُهْرَةِ الْحُكْمِ(2)، وَرَسَاخَةِ الْحِلْمِ: فَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ، وَمَنْ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ صَدَرَ عَنْ شَرَائِعِ الْحُكْمِ(3)، وَمَنْ حَلُمَ لَمْ يُفَرِّطْ فِي أَمْرِهِ وَعَاشَ فِي النَّاسِ حَمِيداً. وَالْجِهَادُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى الاَْمْرِ بالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْي عَنِ الْمُنكَرِ، وَالصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ(4)، وَشَنَآنِ(5) الْفَاسِقيِنَ: فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظُهُورَ الْمُؤمِنِينَ، وَمَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أُنُوفَ الْمُنَافِقِينَ،مَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْهِ، وَمَنْ شَنِىءَ الْفَاسِقِينَ وَغَضِبَ لله غَضِبَ اللهُ لَهُ وَأَرْضَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
____________

1. غَوْر العلم: سرّه وباطنه.
2. زُهْرَة الحكم ـ بضم الزاي ـ أي: حُسْنه. 3. الشرائع ـ جمع شريعة ـ: أصلها مورد الشاربة، والمراد ـ هنا ـ الظاهر المستقيم من المذاهب، وصدرعنها أي: رجع عنها بعد ما اغترف ليفيض على الناس مما اغترف فيحسن حكمه. 4. الصدق في المَوَاطِن: مواطن القتال في سبيل الحق. 5. الشَنَآن ـ بالتحريك ـ: البغض. الصفحة 776 وَالْكُفْرُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى التَّعَمُّقِ(1)، وَالتَّنَازُعِ، وَالزَّيْغِ(2)، وَالشِّقَاقِ(3): فَمَنْ تَعَمَّقَ لَمْ يُنِبْ(4) إِلَى الْحَقِّ، وَمَنْ كَثُرَ نِزَاعُهُ بِالْجَهْلِ دَامَ عَمَاهُ عَنِ الْحَقِّ، وَمَنْ زَاغَ سَاءَتْ عِنْدَهُ الْحَسَنَةُ وَحَسُنَتْ عِنْدَهُ السَّيِّئَةُ وَسَكِرَ سُكْرَ الضَّلاَلَةِ، وَمَنْ شَاقَّ وَعُرَتْ(5) عَلَيْهِ طُرُقُهُ وَأَعْضَلَ(6) عَلَيْهِ أَمْرُهُ وَضَاقَ مَخْرَجُهُ. وَالشَّكُّ عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى الَّتمارِي(7)، وَالهَوْلِ(8)، وَالتَّرَدُّدِ(9)
____________

1. التَعَمّق: الذهاب خلف الاوهام على زعم طلب الاسرار.
2. الزَيْغ: الحَيَدَان عن مذاهب الحق والميل مع الهوى الحيواني. 3. الشِقَاق: العِناد. 4. لم يُنِبْ أي: لم يرجع، أناب يُنِيب: رجع. 5. وَعُرَ الطريقُ ـ كَكَرُمَ ووَعَدَ ووَلِعَ ـ: خَشُنَ ولم يسهل السير فيه. 6. أعْضَلَ: اشتدّ وأعجزت صعوبته. 7. التَمَارِي: التجادُل لاظهار قوة الجدل لا لاحقاق لحق. 8. الهَوْل ـ بفتح فسكون ـ: مخافتك من الامر لا تدري ما هجم عليك منه فتدهش. 9. الترَدّد: انتقاض العزيمة وانفساخها ثم عودها ثم انفساخها. الصفحة 777 والاْسْتِسْلاَمِ(1): فَمَنْ جَعَلَ الْمِرَاءَ(2) دَيْدَناً(3) لَمْ يُصْبِحْ لَيْلُهُ(4)، وَمَنْ هَالَهُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ(5)، وَمَن تَرَدَّدَ فِي الرَّيْبِ(6) وَطِئَتْهُ سَنَابِكُ الشَّيَاطِينِ(7)، وَمَنِ اسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ هَلَكَ فِيهِمَا. و بعد هذا كلام تركنا ذكره خوف الاطالة والخروج عن الغرض المقصود في هذا الكتاب. 28. وقال(عليه السلام): فَاعِلُ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْهُ، وَفَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْهُ.
____________

1. الاسْتِسْلام: إلقاء النفس في تيار الحادثات.
2. المِرَاء ـ بكسر الميم ـ: الجدال. 3. الدَيْدَن: العادة. 4. لم يصبح ليله أي: لم يخرج من ظلام الشك إلى نهار اليقين. 5. نَكَصَ على عَقِبَيْه: رجع متقهقراً. 6. الرَيْب: الظنّ، أي الذي يتردد في ظنه ولا يعقد العزيمة في أمره. 7. سَنَابِكُ الشياطين: جمع سُنْبُك بالضم، وهو طَرَف الحافر; ووطئته: داسته، أي تستنزله شياطين الهوى فتطرحه في الهَلَكة. الصفحة 778 (1) وَلاَ تَكُنْ مُقَتِّراً(2). 30. وقال(عليه السلام): أَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنى(3).

(4) أَسَاءَ الْعَمَلَ.
(5)، فترجّلوا له(6) واشتدّوا(7) بين يديه:
29. وقال(عليه السلام): كُنْ سَمَحاً وَلاَ تَكُنْ مُبَذِّراً، وَكُنْ مُقَدِّراً 31. وقال(عليه السلام): مَنْ أَسْرَعَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ، قَالُوا فِيهِ [بـ] ما لاَ يَعْلَمُونَ. 32. وقال(عليه السلام): مَنْ أَطَالَ الاَْمَلَ 33. وقال(عليه السلام) وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الانبار مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوهُ؟
____________

1. المُقَدّر: المُقْتَصِد، كأنه يقدّر كل شيء بقيمته فينفق على قدره.
2. المُقَتّر: المُضَيّق في النفقة، كأنه لا يعطي إلاّ القتر، أي الرمقة من العيش. 3. المُنى: جمع مُنْيَة، وهي ما يتمناه الانسان لنفسه، وفي تركها غنى كامل، لان من زهد شيئاً استغنى عنه. 4. طول الامَل: الثقة بحصول الاماني بدون عمل لها. 5. الدَهَاقِين: جمع دِهْقان، وهو زعيم الفلاحين في العَجَم. والانْبار: من بلاد العراق. 6. تَرَجّلُوا أي: نزلوا عن خيولهم مُشاةً. 7. اشتدّوا: أسرعوا. الصفحة 779 فقالوا: خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا. فقال(عليه السلام): وَاللهِ مَا يَنْتَفِعُ بِهذَا أُمَرَاؤُكُمْ! وَإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ(1) بِهِ عَلَى أَنْفُسِكْمْ [فِي دُنْيَاكُمْ،] وَتَشْقَوْنَ(2) بِهِ فِي آخِرَتِكُمْ، وَمَا أخْسرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ، وَأَرْبَحَ الدَّعَةَ(3) مَعَهَا الاَْمَانُ مِنَ النَّارِ!

34. وقال(عليه السلام): لابنه الحسن(عليه السلام): يَا بُنَيَّ، احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً وَأَرْبَعاً، لاَ يَضُرَّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ: إِنَّ أَغْنَى الْغِنَىُ الْعَقْلُ، وَأَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ، وَأَوحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ(4)، وَأَكْرَمَ الْحَسَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ.
يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الاَْحْمَقِ، فَإِنَّهُ يُريِدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ.

وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ، فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ.

وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ، فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ(5).

____________

1. تَشُقُّون ـ بضم الشين وتشديد القاف ـ: من المشقّة.
2. تَشْقَوْن الثانية ـ بسكون الشين ـ: من الشقاوة. 3. الدَعَة ـ بفتحات ـ: الراحة. 4. العُجْب ـ بضم فسكون ـ: الاعجاب بالنفس، ومن أعجب بنفسه مقته الناس، فلم يكن له أنيس وبات في وحشة دائمة. 5. التافه: القليل.
الصفحة 780
وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ، فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ(1): يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ، وَيُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ. 35. وقال(عليه السلام): لاَ قُرْبَةَ بِالنَّوَافِلِ(2) إِذَا أَضَرَّتْ بِالْفَرَائِضِ.

36. وقال(عليه السلام): لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ، وَقَلْبُ الاَْحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ. و هذا من المعاني العجيبة الشريفة، والمراد به أنّ العاقل لا يطلق لسانه إلاّ بعد مشاورة الرَّوِيّةِ ومؤامرة الفكرة، والاحمق تسبق خذفاتُ(3) لسانه وفلتاتُ كلامه مراجعةَ فكره(4)(5)، فكأن لسان العاقل تابع لقلبه، وكأن قلب الاحمق تابع للسانه. ومماخضة رأيه ____________
1. السَرَاب: ما يراه السائر الظمآن في الصحراء فيحسبه ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.
2. النوافِل: جمع نافلة، وهي ما يتطوع به من الاعمال الصالحات زيادة على الفرائض المكتوبة، والمراد أن المتطوّع بما لم يكتب عليه لا يقربه إلى الله تطوّعه إذا قصّر في أداء الواجب. 3. ورد في بعض النسخ: حذفات. والخذف: القذف.
وحذفات اللسان: ما يلقيه الاحمق من العبارات العجلى بدون روية ولا تفكير.
4. مراجَعَة الفِكر أي: التروي فيما سبق به اللسان. 5. مُمَاخَضَة الرأي: تحريكه حتى يظهر زُبْده، وهو الصواب. الصفحة 781 1. التافه: القليل. 37. وقد روي عنه(عليه السلام) هذا المعنى بلفظ آخر، وهو قوله: قَلبُ الاَْحْمَقِ فِي فِيهِ، وَلِسَانُ الْعَاقِلِ فِي قَلْبِهِ.
ومعناهما واحد.

(1) الاَْوْرَاقِ، وَإِنَّمَا الاَْجْرُ فِي الْقَوْلِ بِالّلسَانِ، وَالْعَمَلِ بِالاَْيْدِي وَالاَْقْدَامِ، وَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يُدْخِلُ بِصِدْقِ النِّيَّةِ وَالسَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عَبَادِهِ الْجَنَّةَ.
38. وقال(عليه السلام) لبعض أَصحابه في علّة اعتلّها: جَعَلَ اللهُ مَا كَانَ مِنْ شَكْوَاكَ حطّاً لِسَيِّئَاتِكَ، فَإِنَّ الْمَرَضَ لاَ أَجْرَ فِيهِ، وَلكِنَّهُ يَحُطُّ السَّيِّئَاتِ، وَيَحُتُّهَا حَتَّ و أقول: صدق(عليه السلام)، «إنّ المرض لا أجر فيه»، لانه من قبيل ما يُستحَقّ عليه العوض، لان العوض يستحق على ما كان في مقابلة فعل الله تعالى بالعبد، من الالام والامراض، وما يجري مجرى ذلك،الاجر والثواب يستحقان على ما كان في مقابلة فعل العبد، فبينهما فرق قد بينه(عليه السلام)، كما يقتضيه علمه الثاقب رأيه الصائب. 39. وقال(عليه السلام) في ذكر خباب بن الارتّ: يَرْحَمُ اللهُ خَبَّاباً، فَلَقَدْ أَسْلَمَ رَاغِباً، وَهَاجَرَ طَائِعاً، [وَقَنِعَ بالْكَفَافِ(2)، وَرَضِيَ عَنِ اللهِ،] وَعَاشَ مُجَاهِداً. طُوبَى لِمَنْ ذَكَرَ الْمَعَادَ، وَعَمِلَ لِلْحِسَابِ، وَقَنِعَ بِالْكَفَافِ، وَرَضِيَ عَنِ اللهِ.
____________

1. حَتّ الورق عن الشجرة: قَشْرُهُ، والصبر على العلّة: رجوع إلى الله واستسلام لقدره، وفي ذلك خروج اليه من جميع السيئات وتوبة منها، لهذا كان يَحُتّ الذنوب.
2. الكفاف: العيش الوسط الذي يكفي الانسان حاجاته الاصلية. الصفحة 782 (1) الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَاأَبْغَضَنِي، وَلَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا(2) عَلَى الْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي: وَذلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الاُْمِّيِّ(عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ: «[يَا عَلِيُّ،] لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ». 41. وقال(عليه السلام): سَيِّئَةٌ تَسُوءُكَ خَيْرٌ عِنْدَاللهِ مِنْ حَسَنَة تُعْجِبُكَ.




(3).
40. وقال(عليه السلام): لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ 42. وقال(عليه السلام): قَدْرُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ، وَصِدْقُهُ عَلَى قَدْرِ مُرُوءَتِهِ، وَشَجَاعَتُهُ عَلَى قَدْرِ أَنَفَتِهِ،عِفَّتُهُ عَلَى قَدْرِ غَيْرَتِهِ. 43. وقال(عليه السلام): الظَّفَرُ بالْحَزْمِ، وَالْحَزْمُ بِإِجَالَةِ الرَّأْيِ، وَالرَّأْيُ بِتَحْصِينِ الاَْسْرَارِ. 44. وقال(عليه السلام): احْذَرُوا صَوْلَةَ الْكَرِيمِ إذَا جَاعَ، واللَّئِيمِ إِذَا شَبِعَ. 45. وقال(عليه السلام): قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ، فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ. 46. وقال(عليه السلام): عَيْبُكَ مَسْتُورٌ مَا أَسْعَدَكَ جَدُّكَ
____________

1. الخَيْشُوم: أصل الانف.
2. الجمّات: جمع جَمّة ـ بفتح الجيم ـ وهو من السفينة مُجْتَمَعُ الماء المترشّح من ألواحها، والمراد لوكفأت عليهم الدنيا بجليلها وحقيرها. 3. الجَدّ ـ بالفتح ـ: الحظ، والمراد إقبال الدنيا على الانسان. الصفحة 783 (1).






(2).
(3).
47. وقال(عليه السلام): أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ. 48. وقال(عليه السلام): السَّخَاءُ مَا كَانَ ابْتِدَاءً، فَأَمَّا مَا كَانَ عَنْ مَسْأَلَةِ فَحَيَاءٌ وَتَذَمُّمٌ 49. وقال(عليه السلام): لاَ غِنَى كَالْعَقْلِ، وَلاَ فَقْرَ كَالْجَهْلِ، وَلاَ مِيرَاثَ كَالاْدَبِ، وَلاَ ظَهِيرَ كَالْمُشَاوَرَةِ. 50. وقال(عليه السلام): الصَّبْرُ صَبْرَانِ: صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ، وَصَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ. 51. وقال(عليه السلام): الْغِنَى فِي الْغُرْبَةِ وَطَنٌ، وَالْفَقْرُ فِي الْوَطَنِ غُرْبَةٌ. 52. وقال(عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ. 53. وقال(عليه السلام): الْمَالُ مَادَّةُ الشَّهَوَاتِ. 54. وقال(عليه السلام): مَنْ حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ. 55. وقال(عليه السلام): الِّلسَانُ سَبُعٌ، إِنْ خُلِّيَ عَنْهُ عَقَرَ 56. وقال(عليه السلام): الْمَرْأَةُ عَقْرَبٌ حُلْوَةُ اللَّسْبَةِ [57. وقال(عليه السلام): إِذَا حُيِّيْتَ بِتَحِيَّة فَحَيِّ بِأَحْسَنَ مِنْهَا، وإِذَا أُسْدِيَتْ إِلَيْكَ يَدٌ فَكَافِئْهَا بِمَا يُرْبِي عَلَيْهَا، وَالْفَضْلُ مَعَ ذلِكَ لِلْبَادِىءِ].
____________

1. التَذَمّم: الفِرار من الذم، كالتأثّم والتحرّج.
2. عَقَرَ: عَضّ، ومنه الكلب العَقُور. 3. اللّسْبَة: اللَسْعَة، لَسَبَتْهُ العَقْرَب ـ بفتح السين ـ: لَسَعَتهُ، والمرأة ـ في رأي الامام ـ تشبه العقرب، لكن لسعتها ذات حلاوة. الصفحة 784




(1) كيفَ كُنْتَ.


(2)، مَنْ ظَفِرَ بِهِ نَصِبَ(3)، ومَنْ فَاتَهُ تَعِبَ.

58. وقال(عليه السلام): الشَّفِيعُ جَنَاحُ الطَّالِبِ. 59. وقال(عليه السلام): أَهْلُ الدُّنْيَا كَرَكْب يُسَارُ بِهِمْ وَهُمْ نِيَامٌ. 60. وقال(عليه السلام): فَقْدُ الاَْحِبَّةِ غُرْبَةٌ. 61. وقال(عليه السلام): فَوْتُ الْحَاجَةِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا. 62. وقال(عليه السلام): لاَ تَسْتَحِ مِنْ إِعْطَاءِ الْقَلِيلِ، فَإِنَّ الْحِرْمَانَ أَقَلُّ مِنْهُ. 63. وقال(عليه السلام): الْعَفَافُ زِينَةُ الْفَقْرِ، [والشُّكْرُ زِينَةُ الغِنَى]. 64. وقال(عليه السلام): إِذَا لَمْ يَكُنْ مَا تُرِيدُ فَلاَ تُبَلْ 65. وقال(عليه السلام): لاَتَرَى الْجَاهِلَ إِلاَّ مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً. 66. وقال(عليه السلام): إِذَا تَمَّ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلاَمُ. 67. وقال(عليه السلام): الدَّهرُ يُخْلِقُ الاَْبْدَانَ، وَيُجَدِّدُ الاْمَالَ، وَيُقَرِّبُ الْمَنِيَّةَ، ويُبَاعِدُ الاُْمْنِيَّةَ 68. وقال(عليه السلام): مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ، وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالاِْجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَمُؤَدِّبِهِمْ. ____________
1. لا تُبَلْ: لا تكْتَرِثْ ولا تهتم.
2. يُبَاعِدُ الامْنِيَة أي: يجعلها بعيدة صعبة المنال. 3. نَصِبَ ـ من باب تَعِب ـ: وهو بمعناه مع مزيد الاعياء. الصفحة 785 (1). 70. وقال(عليه السلام): كُلُّ مَعْدُود مُنْقَض، وَكُلُّ مُتَوَقَّع آت.
(2).

69. وقال(عليه السلام): نَفْسُ الْمَرْءِ خُطَاهُ إِلَى أَجَلِهِ 71. وقال(عليه السلام): إِنَّ الاُْمُورَ إذا اشْتَبَهَتْ اعْتُبِرَ آخِرُهَا بِأَوَّلِهَا 72. ومن خبر ضرار بن ضَمُرَةَ الضُّبابِيِّ عند دخوله على معاوية ومسألته له عن أميرالمؤمنين(عليه السلام). قال: فأشهَدُ لقَدْ رَأَيْتُهُ في بعض مواقِفِهِ وقَد أرخى الليلُ سُدُولَهُ(3)، وهو قائمٌ في محرابِهِ قابِضٌ على لِحْيتِهِ يَتَمَلْمَلُ(4) تَمَلْمُلَ السَّليمِ(5) ويبكي بُكاءَ الحَزينِ، ويقولُ:
يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا، إِلَيْكِ عَنِّي، أَبِي تَعَرَّضْتِ(6)؟ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ؟ لاَ حَانَ

____________

1. نَفَسُ المَرْء خُطَاهُ إلى أَجَلِه: كأن كلّ نَفَس يتنفسه الانسان خطوةٌ يقطعها إلى الاجل.
2. اعتبر آخرها بأولها: أي قيس، فعلى حسب البدايات تكون النهايات. 3. أرْخَى سُدُوله: جمع سدِيل، وهو ما أسدل على الهوْدَج، والمراد حجب ظلامه. 4. يَتَمَلْمَل: لا يستقرّ من المرض كأنه على ملة، وهي الرماد الحارّ. 5. السليم: الملدوغ من حيّة ونحوها. 6. يعْرِض به ـ كتعرّضه ـ: تصدّى له وطلبه. الصفحة 786 حِينُكِ(1)! هيْهَات! غُرِّي غَيْرِي، لاَ حاجَةَ لِي فيِكِ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاَثاً لاَ رَجْعَةَ فِيهَا! فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ، وَخَطَرُكِ يَسِيرٌ، وَأَمَلُكِ حَقِيرٌ. آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ، وَطُولِ الطَّرِيقِ، وَبُعْدِ السَّفَرِ، وَعَظِيمِ الْمَوْرِدِ(2)!

73. ومن كلام له (عليه السلام): للسائل لما سأله: أَكان مسيرنا إِلى الشام بقضاء من الله وقدر؟ بعد كلام طويل هذا مختاره: طوَيْحَكَ! لَعَلَّكَ ظَنَنْتُ قَضَاءً(3) لاَزِماً، وَقَدَراً(4) حَاتِماً(5)! وَلَوْ كَانَ ذلِكَ كَذلِكَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ والْعِقَابُ، وَسَقَطَ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ.
إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ أَمَرَ عِبَادَهُ تَخْيِيراً، وَنَهَاهُمْ تَحْذِيراً، وَكَلَّفَ يَسِيراً، وَلَمْ يُكَلِّفْ عَسِيراً، وَأَعْطَى عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيراً، وَلَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً، وَلَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً، وَلَمْ يُرْسِلِ الاَْنْبِيَاءَ لَعِباً، وَلَمْ يُنْزِلِ الكُتُبَ لِلْعِبَادِ عَبَثاً، وَلاَ خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً، (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ)

____________

1. لا حَانَ حِينُك: لا جاءوقتُ وصولك لقلبي وتمكن حبك منه.
2. المَوْرِد: موقف الورود على الله في الحساب. 3. القضاء: علم الله السابق بحصول الاشياء على أحوالها في أو ضاعها. 4. القَدَر: إيجاد الله للاشياء عند وجود أسبابها، ولا شيء من القضاء والقدر منهما يضطر العبد لفعل من أفعاله. 5. الحاتم: الذي لامفرّ من وقوعه حتماً. الصفحة 787 (1) فِي صَدْرِهِ حَتَّى تَخْرُجَ فَتَسْكُنَ إِلَى صَوَاحِبِهَا فِي صَدْرِ الْمُؤْمِنِ. 75. وقال(عليه السلام): في مثل ذلك: الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَخُذِ الْحِكْمَةَ وَلَوْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ.

74. وقال(عليه السلام): خُذِ الْحِكْمَةَ أَنَّى كَانَتْ، فَإِنَّ الْحِكْمَةَ تَكُونُ في صَدْرِ الْمُنَافِقِ فَتَتَلَجْلَجُ 76. وقال(عليه السلام): قِيمَةُ كُلِّ امْرِىء مَا يُحْسِنُهُ. وهذه الكلمة التي لاتُصابُ لها قيمةٌ، ولا توزن بُها حكمةٌ، ولا تُقرنُ إِليها كلمةٌ. 77. وقال(عليه السلام): أُوصِيكُمْ بِخَمْس لَوْ ضَرَبْتُمْ إِلَيْهَا آبَاطَ الاِْبِلِ(2) لَكَانَتْ لِذلِكَ أَهْلاً: لاَ يَرْجُوَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلاَّ رَبَّهُ، وَلاَ يَخَافَنَّ إِلاَّ ذَنْبَهُ، وَلاَ يَسْتَحْيِيَنَّ أَحَدٌ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لاَ يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: لاَ أَعْلَمُ، وَلاَ يَسْتَحْيِيَنَّ أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعَلَمِ الشَّيْءَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ. وَبِالصَّبْرِ، فَإِنَّ الصَّبْرَ مِنَ الاِْيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، وَلاَ خَيْرَ فِي جَسَد لاَ رأْسَ مَعَهُ، وَلاَ في إِيمَان لاَ صَبْرَ مَعَهُ.

____________

1. تَتَلَجْلَجُ أي: تتحرك.
2. الابَاط: جمع إبْط، وضَرْب الاباط: كناية عن شدّ الرِّحال وحثّ المسير. الصفحة 788 (1) أَبْقَى عَدَداً، وَأَكْثَرُ وَلَداً.
(2).
(3).
78. وقال(عليه السلام) لرجل أفرط في الثناء عليه، وكان له مُتَّهماً: أَنَا دُونَ مَا تَقُولُ، وَفَوْقَ مَا فِي نَفْسِكَ. 79. وقال(عليه السلام): بَقِيَّةُ السَّيْفِ 80. وقال(عليه السلام): مَنْ تَرَكَ قَوْلَ: لاَ أَدْري، أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ 81. وقال(عليه السلام): رَأْيُ الشَّيْخِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَلَدِ الْغُلاَمِ وَروي: مِنْ مَشْهَدِ الْغُلاَمِ(4).


82. وقال(عليه السلام): عَجِبْتُ لِمَنْ يَقْنَطُ وَمَعَهُ الاسْتِغْفَارُ. 83. وحكى عنه أبو جعفر محمد بن علي الباقر(عليهما السلام) أَنّه قال: كَانَ فِي الاَْرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الاْخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ: أَمَّا الاَْمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللهُ(صلى الله عليه وآله).
وَأَمَّا الاَْمَانُ الْبَاقِي فَالاْسْتِغْفَارْ، قَالَ اللهُ عزّوجلّ: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)

وهذا من محاسن الاستخراج ولطائف الاستنباط.
____________
1. بَقِيّة السيف: هم الذين يبقون بعد الذين قتلوا في حفظ شرفهم ودفْعِ الضَيْم عنهم وفضلوا الموت على الذلّ، فيكون الباقون شُرَفاء نُجَدَاء، فعددهم أبقىولدهم يكون أكثر، بخلاف الاذِلاّء، فإنّ مصيرهم إلى المحو والفناء.
2. مَقَاتِلُه: مواضع قتله. 3. جَلَد الغلام: صبره على القتال. 4. مَشْهَد الغلام: إيقاعه بالاعداء. الصفحة 789 (1)، وَلَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَكْرِاللهِ(2).
(3) مَا وُقِفَ عَلَى اللِّسَانِ(4)، وَأَرْفَعُهُ مَا ظَهَرَ فِي الْجَوَارِحِ وَالاَْرْكَانِ(5).
(6).
84. وقال(عليه السلام): مَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ أَصْلَحَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتِهِ أَصْلَحَ اللهُ لَهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظٌ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ حَافِظٌ. 85. وقال(عليه السلام): الْفَقِيهُ كُلُّ الْفَقِيهِ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَلَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللهِ 86. وقال(عليه السلام): أَوْضَعُ الْعِلْمِ 87. وقال(عليه السلام): إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الاَْبْدَانُ، فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ ____________
1. رَوْح الله ـ بفتح الراء ـ: لطفه ورأفته.
2. مَكْرُالله: أخذه للعبد بالعقاب من حيث لا يشعر. 3. أَوْضَع العلمِ أي: أدناه. 4. ما وقف على اللسان أي: لم يظهر أثره في الاخلاق والاعمال. 5. أركان البدن: أعضاؤه الرئيسة كالقلب والمخ. 6. طرائف الحكمة: غرائبها المستطرفة. الصفحة 790 (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ)، وَمَعْنَى ذلِكَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُهُمْ بِالاَْمْوَالِ وَالاَْوْلاَدِ لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِط لِرِزْقِهِ وَالرَّاضِي بِقِسْمِهِ، وإِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلكِن لِتَظْهَرَ الاَْفْعَالُ الَّتي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ، لاَِنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ الذُّكُورَ وَيَكْرَهُ الاِْنَاثَ، وَبَعْضَهُمْ يُحِبُّ تَثْمِيرَ الْمَالِ(1) وَيَكْرَهُ انْثِلاَمَ الحَالِ(2). وهذا من غريب ما سمع منه(عليه السلام) في التفسير. 89. وسئل(عليه السلام) وعن الخير ما هو؟ فقال: لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ، وَلكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ، وَأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ، وَأَنْ تُبَاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ، فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللهَ، وَإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللهَ.
88. وقال(عليه السلام): لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الْفِتْنَةِ، لاَِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِتْنَة، وَلكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: وَلاَ خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ لِرَجُلَيْنِ: رَجُل أَذْنَبَ ذُنُوباً فَهُوَ يَتَدَارَكُهَا بِالتَّوْبَةِ، وَرَجُل يُسَارِعُ فِي الْخَيْرَاتِ.
____________

1. تثمير المال: إنماؤه بالربح.
2. انثِلام الحال: نقصه. الصفحة 791 وَلاَ يَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ التَّقْوَى، وَكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ؟ 90. وقال(عليه السلام): إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالاَْنْبِيَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاؤُوا بِهِ، ثُمَّ تَلاَ(عليه السلام): (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا واللهُ وَليُّ الْمُؤْمِنينَ)
ثُمَّ قَالَ(عليه السلام): إِنَّ وَلِيَّ مُحَمَّد مَنْ أَطَاعَ اللهَ وإِنْ بَعُدَتْ لُحْمَتُهُ(1)، وَإِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّد مَنْ عَصَى اللهَ وَإِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُهُ!

(2) يتهجّد(3) ويقرأ، فقال: نَوْمٌ عَلَى يَقِين خَيْرٌ مِنْ صَلاَة فِي شَكّ.

(إنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
91. وقال(عليه السلام) وقد سمع رجلاً من الحرورية 92. وقال(عليه السلام): اعْقِلُوا الْخَبَرَ إِذَا سَمِعْتُمُوهُ عَقْلَ رِعَايَة لاَ عَقْلَ رِوَايَة، فَإِنَّ رُوَاةَ الْعِلْمِ كَثِيرٌ، وَرُعَاتَهُ قَلِيلٌ. 93. وقال(عليه السلام) وقد سمع رجلاً يقول: فقال: إِنَّ قَوْلَنا: (إِنَّا لله) إِقْرَارٌ عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْمُلْكِ(4)، وقولَنَا: (وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) إِقْرَارٌ عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْهُلْكِ(5).
____________

1. لُحْمَتُهُ ـ بالضم ـ أي: نسبه.



(إنّا لله) هي لام التمليك.

2. الحَرورِيّة ـ بفتح الحاء ـ: الخَوَارج الذين خرجوا على عليّ بحَرُوراء. 3. يتهجّد أي: يصلّي بالليل. 4. إقْرَار بالمُلْك: لان اللام في قوله تعالى: 5. الهُلْك ـ بالضم ـ: الهلاك. الصفحة 792 (1) لِتَعْظُمَ، وَبِاسْتِكْتَامِهَا(2) لِتَظْهَرَ،بِتَعْجِيلِهَا لِتَهْنَأَ(3).
(4)، وَلاَ يُظَرَّفُ(5) فِيهِ إِلاَّ الْفَاجِرُ، وَلاَ يُضَعَّفُ(6) فِيهِ إِلاَّ الْمُنْصِفُ، يَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ
94. وقال(عليه السلام) وقد مدحه قوم في وجهه: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لَنَا مَا لاَ يَعْلَمُونَ. 95. وقال(عليه السلام): لاَ يَسْتَقِيمُ قَضَاءُ الْحَوَائِجِ إِلاَّ بِثَلاَث: بِاسْتِصْغَارِهَا 96. وقال(عليه السلام): يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُقَرَّبُ فِيهِ إِلاَّ الْمَاحِلُ ____________
1. المراد استصغارها في الطلب لتعظم بالقضاء.
2. اسْتِكْتَامُها أي: الحرص على كتمانها عند محاولتها لتظهر بعد قضائها، فلا تُعْلَم إلا مقضية. 3. أي: تصير هنيئة فيمكن التمتع بها. 4. الماحِل: الساعي في الناس بالوشاية. 5. يُظَرّف ـ بتشديد الراء مبنياً للمجهول ـ: يعدّ ظريفاً. 6. يضعّف ـ بالتشديد مبنياً للمجهول ـ: يعدّ ضعيفاً. الصفحة 793 فِيهِ غُرْماً(1)، وَصِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً(2)، وَالْعِبَادَةَ اسْتِطَالَةً عَلَى النَّاس(3)! فَعِنْدَ ذلِكَ يَكُونُ السُّلْطَانُ بِمَشُورَةِ الامَاءِ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ، وَتَدْبِيرِ الْخِصْيَانِ! 97. ورُؤيَ عليه إزار خَلَقٌ مرقوع، فقيل له في ذلك.
فقال(عليه السلام): يَخْشَعُ لَهُ الْقَلْبُ، وَتَذِلُّ بِهِ النَّفْسُ، وَيَقْتَدِي بِهِ الْمُؤْمِنُونَ.
98. وقال(عليه السلام): إِنَّ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةَ عَدُوَّانِ مُتَفَاوِتَانِ، وَسَبِيلاَنِ مُخْتَلِفَانِ، فَمَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا وَتَوَلاَّهَا أَبْغَضَ الاْخِرَةَ وَعَادَاهَا، وَهُمَا بِمَنْزِلَةِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَمَاش بَيْنَهُمَا، كُلَّمَا قَرُبَ مِنْ وَاحِد بَعُدَ مِنَ الاْخَرِ، وَهُمَا بَعْدُ ضَرَّتَانِ! 99. وعن نوف البِكاليّ، قال: رأيت أميرالمؤمنين(عليه السلام) ذات ليلة، وقد خرج من فراشه، فنظر في النجوم فقال: يا نوف، أراقد أنت أم رامق؟ فقلت: بل رامق(4) يا أميرالمؤمنين.
قال: يَا نَوْفُ، طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا، الرَّاغِبِينَ فِي الاْخِرَةِ، أُولئِكَ

____________

1. الغُرْم ـ بالضم ـ أي: الغَرَامة.
2. المَنّ: ذكرك النعمة على غيرك مظهراً بها الكرامة عليه. 3. الاستطالة على الناس: التفوّق عليهم والتزيّد عليهم في الفضل. 4. أراد بالرامق: منتبه العين، في مقابلة الراقد بمعنى النام، يقال: رَمَقَهُ، إذا لحظه لحظاً خفيفاً. الصفحة 794 قَوْمٌ اتَّخَذُوا الاَْرْضَ بِسَاطاً، وَتُرَابَهَا فِرَاشاً، وَمَاءَهَا طِيباً، وَالْقُرْآنَ شِعَاراً(1)، وَالدُّعَاءَ دِثَاراً(2)، ثُمَّ قَرَضوا الدُّنْيَا(3) قَرْضاً عَلَى مِنْهَاجِ الْمَسِيحِ(4). يَا نَوْفُ، إِنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَامَ فِى مِثْلِ هذِهِ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: إِنَّهَا سَاعَةٌ لاَ يَدْعُو فِيهَا عَبْدٌ إِلاَّ اسْتُجِيبَ لَهُ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَشَّاراً(5) أَوْ عَرِيفاً(6) أَوْ شُرْطِيّاً(7) أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَة (وهي الطنبور) أَوْ صَاحِبَ كَوْبَة (وهي الطبل، وقد قيل أيضاً: إنّ العَرْطَبَةَ: الطبلُ، والكوبةَ: الطنبور).

100. وقال(عليه السلام): إِنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْكُمُ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ لَكُمْ ____________
1. شِعاراً: يقرؤونه سراً للاعتبار بمواعظه والتفكّر في دقائقه، وأصل الشعار: ما يلي البدن من الثياب.
2. دِثاراً: أصل ادِثار ما يعلو البدَن من الثياب، والمراد من اتخاذهم الدعاء دِثاراً جهرهم به إظهاراً للذلّة والخضوع لله. 3. قَرَضوا الدنيا: مزقوها كما يمزّق الثوب المِقْراضُ. 4. على منهاج المسيح: طريقه في الزهادة. 5. العَشّار: من يتول أخذ أَعْشار المال، وهو المَكّاس. 6. العَرِيف: من يتجسّس على أحوال الناس وأسرارهم فيكشفها لاميرهم مثلاً. 7. الشرْطي ـ بضم فسكون نسبة إلى الشُرْطة ـ: واحد الشُرَط ـ كرُطَب ـ وهم أعوان الحاكم. الصفحة 795 حُدُوداً فَلاَ تَعْتَدُوهَا، وَنَهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا(1)، وَسَكَتَ لَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ وَلَمْ يَدَعْهَا نِسْيَاناً فَلاَ تَتَكَلَّفُوهَا(2). 101. وقال(عليه السلام): لاَ يَتْرُكُ النَّاسُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ لاِسْتِصْلاَحِ دُنْيَاهُمْ إلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْهُ.

(3) هذَا الاِْنْسَانِ بَضْعَةٌ(4) هِيَ أَعْجَبُ مَا فِيهِ: وَذلِكَ الْقَلْبُ، وَلَهُ مَوَادّ مِنَ الْحِكْمَةِ وَأَضْدَادٌ مِنْ خِلاَفِهَا، فَإِنْ سَنَحَ لَهُ(5) الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ الطَّمَعُ، وَإِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَكَهُ الْحِرْصُ،إِنْ مَلَكَهُ الْيَأْسُ قَتَلَهُ الاَْسَفُ، وإِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشتَدَّ بِهِ الْغَيْظُ، وَإِنْ أَسْعَدَهُ الرِّضَى نَسِيَ التَّحَفُّظَ(6)،إِنْ غَالَهُ الْخَوْفُ شَغَلَهُ الْحَذَرُ، وَإِن اتَّسَعَ لَهُ الاَْمْنُ
102. وقال(عليه السلام): رُبَّ عَالِم قَدْ قَتَلَهُ جَهْلُهُ، وَعِلْمُهُ مَعَهُ لاَ يَنْفَعُهُ. 103. وقال(عليه السلام): لَقَدْ عُلِّقَ بِنِيَاطِ ____________
1. أي: لا تنتهكوا نهيه عنها باتيانها، والانتهاك: الاهانة والاضعاف.
2. لا تتكَلّفوها أي: لا تكلّفوا أَنفسكم بها بعد ما سكت الله عنها. 3. النِيَاط ـ ككِتاب ـ: عِرْق معلّق به القلب. 4. البَضْعة ـ بفتح الباء ـ: القطعة من اللحم، والمراد بها ها هنا القلب. 5. سَنَحَ له: بدا وظهر. 6. التَحفّظ: هو التَوَقّي والتّحرّز من المضرات. الصفحة 796 اسْتَلَبَتْهُ الْغِرَّةُ(1)، وَإِن أَصَابَتهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ، وَإِنْ أَفَادَ مَالاً(2) أَطْغَاهُ الغِنَى، وَإِنْ عَضَّتْهُ الْفَاقَةُ(3) شَغَلَهُ الْبَلاَءُ، وَإِنْ جَهَدَهُ(4) الْجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ، وإِنْ أَفْرَطَ بِهِ الشِّبَعُ كَظَّتْهُ(5) الْبِطْنَةُ(6)، فَكُلُّ تَقْصِير بِهِ مُضِرٌّ، وَكُلُّ إِفْرَاط لَهُ مُفْسِدٌ. 104. وقال(عليه السلام): نَحْنُ الُّنمْرُقَةُ الْوُسْطَى(7)، بِهَا يَلْحَقُ التَّالِي، وَإِلَيْهَا يَرْجِعُ الْغَالِي(8).

____________

1. الغِرّة ـ بالكسر ـ: الغفلة، واسْتَلَبَتْهُ: أي سَلَبَتْهُ وذهبت به عن رُشْدِه.









دعــــواتكم الى عراقنا الجريح
منـــــقول





2. أفَاد المال: استفاده. 3. الفاقة: الفقر. 4. جهَده: أَعْياه وأتعبه. 5. كَظّتْهُ أي: كربته وآلمته. 6. البِطْنَة ـ بالكسر ـ: امتلاء البطن حتى يضيق النفس. 7. النُمْرُقَةُ ـ بضم فسكون فضم ففتح ـ: الوِسادة; وآل البيت أشبه بها للاستناد إليهم في أمورالدين، كما يستند إلى الوسادة لراحة الظهر واطمئنان الاعضاء،وصفها بالوسطى لاتصال سائر النمارق بها، فكأن الكل يعتمد عليها إما مبشارة أو بواسطة ما بجانبه، وآل البيت على الصراط الوسط العدل، يلحق بهم من قصر، ويرجع إليهم من غلا وتجاوز. 8. الغالي: المبالغ المجاوز للحدّ.
 
قديم 05-05-2011 ~ 01:58 PM
افتراضي رد: بَابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 2
 
الصورة الرمزية هدوء وعواصف
 
مشرفة الاقسام الادبية
تاريخ التسجيل : Jul 2010
معدل تقييم المستوى : 35
هدوء وعواصف ادارةهدوء وعواصف ادارة


حنين
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ودي ملوكه
 
شجون عاشقة
قديم 05-05-2011 ~ 02:00 PM
افتراضي رد: بَابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 3
 
الصورة الرمزية شجون عاشقة
 
مشرفة سابقه
تاريخ التسجيل : Aug 2010
معدل تقييم المستوى : 57
شجون عاشقة ادارة


ليس هناك ابلغ من امير المؤمنين عليه السلام بارك الله فيك وجعله بميزان حسناتك
ودي قبل ردي
 
حنيين الروح
قديم 05-05-2011 ~ 02:19 PM
افتراضي رد: بَابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 4
 
الصورة الرمزية حنيين الروح
 
تاريخ التسجيل : Apr 2011
معدل تقييم المستوى : 18
حنيين الروح ادارة


شكرا على ذوق كلامكم وعلى الاطلاع
 
D.M
قديم 05-05-2011 ~ 02:55 PM
افتراضي رد: باب المختار من حكم امير المؤمنين عليه السلام
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 5
 
الصورة الرمزية D.M
 
مشرف سابق
تاريخ التسجيل : Aug 2010
العمر : 31
معدل تقييم المستوى : 20
D.M is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر MSN إلى D.M إرسال رسالة عبر Yahoo إلى D.M


مًـِِّشًِْـِِّكَـِِّوٍـِِّر عًٍـِِّ آلـِِّمًـِِّجًِْـِِّهٍَـِِّوٍـِِّدًٍ عًٍـِِّيَـِِّوٍنْـِِّيَ

وٍدًٍـِِّيَ
 
ابن الرافدين
قديم 05-05-2011 ~ 03:31 PM
افتراضي رد: باب المختار من حكم امير المؤمنين عليه السلام
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 6
 
الصورة الرمزية ابن الرافدين
 
تاريخ التسجيل : Apr 2011
معدل تقييم المستوى : 18
ابن الرافدين will become famous soon enough


موضوع رائع تقبل مروري البسيط
 
قديم 05-05-2011 ~ 04:13 PM
افتراضي رد: باب المختار من حكم امير المؤمنين عليه السلام
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 7
 
الصورة الرمزية ورد الملائكه
 
http://www.chat-hozn3.com/up/uploads/1416837935791.gif
تاريخ التسجيل : Jul 2010
معدل تقييم المستوى : 10
ورد الملائكه has a reputation beyond reputeورد الملائكه has a reputation beyond reputeورد الملائكه has a reputation beyond reputeورد الملائكه has a reputation beyond reputeورد الملائكه has a reputation beyond reputeورد الملائكه has a reputation beyond reputeورد الملائكه has a reputation beyond reputeورد الملائكه has a reputation beyond reputeورد الملائكه has a reputation beyond reputeورد الملائكه has a reputation beyond reputeورد الملائكه has a reputation beyond repute


تسلم الانامل
وبارك الله بيك
وردى
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هاك من اقوال امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام + دعاء اليوم v 2.1 مــــلــــوكـــه قسم تطوير منتديات الجيل الثالث 3.6 3.7 3.8 0 07-07-2013 05:00 PM
من اقواال اامير المؤمنين عليه السلام مشاعر حطمتها الخيانه منتدى الحِكم و الأمثال 7 04-07-2013 11:00 AM
تكلم امير المؤمنين عليه السلام على برنس المنتدى الاسلامي العام 9 09-14-2012 02:16 AM
حقائق تفرد بها امير المؤمنين علي عليه السلام همس الاحزان قسم المواضيع المحذوفه والمكرره - Archive 1 10-23-2011 12:24 AM
كم اسم تعرف للا مام أمير المؤمنين عليه السلام المصلاويه قسم المواضيع المحذوفه والمكرره - Archive 6 05-15-2011 11:30 PM


الساعة الآن 01:31 AM