العمر يمضي والحياةُ قصيرةٌ
والشيبُ يغزُ مفارقي بسخاءِ
قد كنت أغلقتُ الفؤادَ عن الهوى
حتى تهادى في مسامعي هاتفٍ
قلبٌ ينادي القلب في الظلماءِ
قالت لنا أنا في هواك غريقةٌ
قلتُ لها رفقاً بنا وتمهلي
قد زاد من هذا الحديث عناءِ
من أين أنتِ أصدقي يا طفلتي
قولي الحقيقةَ كيف كان لقاءِ
ما كان لي بين النساء قضيةٌ
أنا ليس لي غير التي أحببتها
يا ليتني لم أستمع قول التي
قد كنتُ أحسبها كما هي أبنتي
قولوا لها يا من أثرتِ حفيظتي
إني أراكِ كطفلتي العذراءِ
إن لم تكوني تعلمين حقيقتي
إن كنتُ أنضمُ في النساءِ قصائدي
أنا في النساءِ متيمٌ لكنني
فلتبحثي يا طفلتي عن عاشقِ
ودعي الذي أبقاه عشقه صابراً
عذراً لكي يا طفلتي فلتعذري
الصدق طبعي والوفاءُ رداءِ
ولتعلمي أن السنين قد انقضت
والشيبُ يغزُ مفارقي بسخاء
غريب الزمن
الحصرية 40
عتاب من صديق
٥
قَالَ الصَّدِيقُ كَفَاكَ تَبْكِي يَا فَتَى
يَكْفِي البُكَا إِنِّي أَرَاكَ مُكَابِرَا
أَسْرَفْتَ فِي عِشْقِ الحَبِيبِ كَأَنَّمَا
لَمْ يَخْلُقِ الرَّحمٰنُ غَيْرَهُ سَائِرَا
قُلْتُ كَفَاَك وَلاَ تَزِيدُ تَعَاسَتِي
فَالقَلْبُ أَمْسَى فِي الغَرَامِ مُفَاخِرَا
كَفَاكَ تَنْبِشُ فِي العِتَابِ مُوَاجِعِي
أَنَا لاَ أَزَالُ لَها مُحبا ذاكِرا
قِفْ وَاسْتَمِعْ مِنِّي الحَدِيثَ فَإِنَّنِي
أَرْسَلْتُ قِرْطَاسًا إِلَيْهَا طَائِرَا
يَا جَنَّةُ الدُّنْيَا وَحُبِّيَ الأَوَّلِ
هَذَا كِتَابُ الشِّعْرِ جَاءَكَ عَابِرَا
إِنْ شِئْتِ رِقِّي يَا حَبِيبَتِي وَارْجِعِي
أَوْ مَزِّقِي هَذَا الكِتَابُ الزَّائِرَا
أَمْسَى الفُؤَادُ مُكَبَّلاً فِي أَسْرِكِ
أَمْسَى يُعَانِي مِنْ صُدُودِكِ حَائِرَا
قُولِي إِذَا كَانَ الفُؤَادُ قَدِ اكْتَفَى
قُولِي فَإِنَّ القَلْبَ يَبْكِي صَابِرَا
كَيْ أَنْسَى أَنِّي فِي هَوَاكِ مُعَذَّبٌ
كَيْ أَطْوِي صَفْحَاتَ الليَالِي سَاهِرَا
كَيْ أَنْتَهِي مِنْ غَفْلَتِي وَصَبَابَتِي
أَمْسَى فُؤَادِي فِي جِرَاحِهِ خَامِرا
قَدْ قَالَ لِي يَوْمًا صَدِيقِي يَا فَتَى
قَدْ عِشْتُ فِي وَهْمِ الغَرَامِ مُكَابِرَا
لَكِنَّنِي لَمْ أَسْتَمِعْ قَوْلاً لهُ
بل عشتُ دوماً في غرامكِ ذاكرا
فلترحمي قلبي وعنياي التي
ما سرها منكِ البعادا الجائرا
عذرا ًأيه القارئ الكريم من الأخطاء
كانت على عجل
يتبع الجزء الثالث من خزانة غريب الزمن الشاعر الحكيم