منقول - ماذا لو كان عندي أخ!!!!

[أغمض عيني ..فأهيم في عالم من الحزن ..‏
الألم والمرارة ..الحسرة واللوعة ..‏
يداهمني سؤال سرمدي :ماذا لو كان عندي أخ؟؟!!‏
ماذا كنت سأفعل لو أن هناك من يساندني في حياتي ؟؟
منذ أيام طفولتي الباكرة ..أرى الأطفال مع اخوتهم ..‏
في ذهابهم ..وايابهم ..في لعبهم ..ومشاكساتهم ..‏
حتى في معاركهم البريئة ..أرى الأخوة يشجعون ويفتدون بعضهم ..‏
ويعتصر قلبيَ سؤالي الظالم ُ:‏
هل أنا السبب في حرماني من أخ؟؟
هل سأحصل يوما على أملي ؟؟هل سيتحقق حلمي ؟؟
كيف يشعر الأخوة ؟؟سؤال يقتل فرحتي ..ويعتصرأملي ..‏
يملؤني أسى وشجنا ..فأتيه في بيداء المرارة ..‏
وأرى سراب الأخ يبتلع شوقي ..ويغتال حنيني ..‏
أذوب في بحر يفقدني سعادتي ..‏
وكبرت .وكبر سؤالي معي ..وزادت حيرتي ..عندما كنت جالسة ذات فراغ ..‏
فلفتت انتباهي أقصوصة في صفحة من مفكرتي اليومية ..‏
يروى أن رجلا نقلوا اليه نبأ وفاة والدته , فتقبل الأمر واحتسب الله .. وبعد مدة نقلوا اليه نبأ وفاة والده , ففعل ‏ما فعله سابقا ..ولم تمض شهور حتى نعوا اليه أخاه ,فخر مغشيا عليه , وعندما استفاق استنكر الناس فعله ‏‏..فقال لهم ‏
الآن وبرحيل أخي قد قصم ظهري وانفطر قلبي ..‏
فهل الأخ ثمين ؟؟؟وأعود الى نفسي..‏
وأستلقي تحت اغصان ذاكرتي .. لا أجد أحدا يؤنسني ..‏
فأنزف تعبا ..وأغمض عيني بعمق ..وأسافر الى مدينة أخي التي أعشقها ..‏
وأفتح عيني .. وعلى شفتي مرارة الحلم الجميل ..وقبل أن يرعبني ضوء الواقع ..أذكر أنني كنت في لحظة ‏أمنية .. أ سير وحيدة بصحبة نفسي ..وأتظاهر بأن أ خي معي ..يلتصق بحلمي ويثير عبق الحنان من حولي ..‏
يملأ وجودي بفرح وجوده ..يحدثني بلغة الأ مل ..‏
ويرسم أمام عيني جنة فوق الأرض ..‏
فأمسك يراعي ,وأسير به فوق أوراقي , لينزف مداده كاتبا :‏
الى من يهمه الأمر ((أمي و أبي ))‏
وأبحر في أحشاء اللغة لأقتنص كلمات تناسب احساسي المختنق بلوعة حرماني ..وتتعثر الحروف ..‏
وقبل اكتمال رسالتي بكلمتي الأخيرة ..أتردد..أتراجع ..وأمزق رسالتي ..كيلا تكون كلماتي رسولا فاشلا ‏لشوقي ‏
فأعود من جديد ..أشتاق لأخ ما ..يجذبني احساسي الجميل نحوه ..‏
تأخذني خطواتي الى طرقاته ..فيمارس دور البطولة‎ ‎في حياتي ..‏
ويترك بصماته في كل عمري ..ويمثل شطرا رائعا من أحلامي ..‏
وفجأة ؟؟يغيب ..وتغيب خلفه أحلامي ..ويبقى في أعقابه فراغ ممل ..‏
يتجول في نجواي كلما شدني الحنين اليه ..وأرى الحياة توقفت عن النبض ..‏
وتتساوى عندي الأزمنة والأمكنة ..وأبقى وحيدة مع احساسي المغتال ..‏
وأتحدى المشاعر بداخلي ..وأتعامل معها بقسوة متعمدة ..‏
فتغرس سهامها بكل اتجاه في داخل أحشائي ..وأغلق أذني أمام صرخاتي المؤتلمة ..‏
فلا أرى ولا أسمع سوى آهات ألمي وحزني وحيرتي ووحدتي ..‏
فأشعر برغبة في البكاء قاتلة في البكاء ..‏
أعود الى نفسي ..وأتكىء على أريكة حزني ..أستند على جدران حلمي المنهار أمامي ..أجلس فوق أطلال ‏أمنياتي ..وأتجرد من صبري وجلادتي ..وأعود طفلة خائفة ..‏
أرتجف رعبا وألما ..وأبكي بكاء الأطفال المرير..وأبحث عن ذاتي ..‏
فلا أجدها ,وتحزنني مساحة ابتعادي عنها ..وتفجعني الفراغات الممتدة بيني وبينها ..وأفتقد نفسي ووجودي ..و ‏أضع حلمي على أعتاب الطوفان ..وتضيع مني فرحتي ..ويضيق بي الأفق على الرغم من اتساعه..‏
ويتسرب الي الحزن من كل صوب ..وتتوقف أرضي عن الدوران ..وتقترب سمائي لتلتصق بأرضي ..‏
وأتخيل أن شمسي قد أفلت , ولن تشرق من جديد ..‏
ولكنها تشرق , ومع كل اشراقة , يتسع شوقي الى حلمي ..ويزداد حنيني الى أمنيتي ..و أحلم بذكرياتي مع ‏أخي ‏
فأتصل به ..وأ طلب رقمه ..وفجأة ..يأتيني رد قاتل ..كما لو كان طعنة في الفؤاد..‏
يقول :عفوا هذا الرقم من نسج خيالك , ولم يفعل حاليا ..‏
وأعود وأتأكد من الرقم ..فأتأ كد من أن وقتي قد غادرني ..وأن الذكرى قد غادرت ألوانها ..وأقف على بابي .. ‏أرفض شعوري بالحرمان ..وتبدأ داخلي معاناة من نوع آخر ..‏
هي أشد قساوة من معاناتي التي انتهت ..‏
فأستصرخ ..وأنتحب :‏
اشتقت اليك يا أخي

اختيار موفق
و اسلوب جميل
ودي و تقديري
حفظك الله

شكرا وتقديرا لمرورك الطيب جاروط

نورت المكان

طرح في منتهى الروعة
مثل حضورك المشرق
أشكرك على ماخطّه اختيارك
سلمت يداك وسلم لنا طرحك