اطفال الظلام
في عصر يوم الجمعه جلست مايا في بقعتها المفضله من حديقه العماره تلفها ظلال شرفه الطابق فوقها وبيدها كتابها،صحيح انها تجد صعوبه في الدراسة بعتمه هذه الزاويه ،لكنها المكان الهادئ الوحيد الذي تفر اليه كل يوم من ضجيج إخوتها التسعه! قرأت قليلا ثم قلبت للصفحه الثانية فتغيرت معالم وجهها واطبقت الكتاب بغضب ووضعته جانباً...
"اووووف...صفحة اخرى ناقصه...كم أكره هذه الكتب المستعمله المهترئه..كيف تنقص ورقه من كتاب؟...لابد ان صاحب الكتاب الاصلي قد صنع منها طائره ليقتل بها ملله... فهو لايطيق الدراسة... مرة اخرى سأذهب بدون وضيفه!"
لابد ان الحياة تتأمر ضدها كي تبقيها عالقه في ظلام الجهل..كي تبقى دوماً..من اطفال الظلام
-ريما ياصغيرتي..ماذا في يد ماما لاجلك ياملاكي الصغير..انظري!
-كتاب جديد... هاهاها..
كان هذا صوت الجاره من الشرفه فوقها،لابد ان الاميره الصغيره استيقظت،والاميره هو الاسم الذي يطيب لها ان تطلقه على هذه الطفله المدللة ذات الاربعه اعوام فالنقود المتزاحمه في محفظه والدتها تضمن العيش بمزايا الامراء
-لنقرأ ذات مره ذهبت سنو وايت
-ماما في المرة القادمه احظري لي ليلى والذئب فأنا احب هذه القصه كثيرا
جاءها صوت امها من بعيد"مايا قومي ساعديني بشطف الارض قبل ان يهبط الظلام"
هرعت مايا خارج ركنها المظلم واخذت دلو الماء من امها واسرعت تصعد درج البناء وبدأت تشطف بعصبيه ،ولما وصلت قرب باب الاميره الصغيرة تناهت الى اذنيها اصوات ضحكاتها مع امها تلعبان وتلعبان.. ما أسعدهما!
دقت عليها الباب ففتحت الام فتحه ضيفه جدا ومدت كيس بقايا الطعام ككل يوم فوجدت فيه بقايا دجاج مشوي،عاده تعطيها بيتزا او همبرغر ،لاكن لابأس بالدجاج المشوي ايضاً،اخذت مايا الكيس وشكرتها ونزلت راكضة الى مدخل البناء ،وصلت اخيرا الى الشقه الضيقه التي خصصت للبواب واسرته
سمع اخوها الصغير اصوات خطواتها ففتح لها الباب..
اخذت مايا قطعه من الدجاج المشوي واعطتهم الباقي وعادت الى حديقه البناء،مكثت قليلا في ركنها حتى هبط الليل...
سمعت صوت جارتها تلعب مع ابنتها ريما في الحديقه تحت ضوء القمر،الـا تمل هذه السيده من اللعب مع ابنتها؟لكن اذا لم تلعب ماذا ستفعل! ليس عليها ان تعمل..ليس عليها ان تدرس...ليس عليها الا ان تتمتع بكل هذه النقود..
كانت فتيات العماره جالسات متأنقات بثيابهن الجميله ،همت بالانضمام اليهن لكنها تذكرت ملابسها البسيطه،تسمرت في مكانها...انها تشعر بالراحه اكثر في ركنها المظلم، لم لا،النقود ترفع اطفالا الى النور، واخرين الى الظلام..!
في عصر اليوم التالي سمعت صوت ام ريما تناديها من شرفه فوقها:مايا...مايا ارجوك تعالى الى هنا بسرعة لدي ظرف طارئ
هرعت مايا الى منزل ام ريما بسرعه دقته ففتح الباب على مصارعه،لأول مرة ادخلتها منزلها الانيق ،كانت تبدوا عليها علامات الارتباك وقالت بسرعه وهي تغلق ازارير ثوبها:مايا ارجوك..علي ان اذهب الان ولن اعود الى بعد ساعه ،ريما نائمه إمكثي هنا ولاتفتحي الستائر ابدا والا سوف تتسببين بمقتلها،ستبقى نائمه حتى عودتي عديني بذلك وسوف اكافئك بسخاء"
لم تغادر الام حتى وعدتها مايا بذلك..ولكن الحيرة اربكتها كثيرا..لماذا لاتريدني ان افتح الستائر؟..اظن انها متورطه مع المافيا..اجل هذا الذي يبرر المال الكثير عندها..خافت مايا واتجهت مسرعتا لغرفه ريما واغلقت خلفها الباب كانت ريما نائمةً كالملاك،ما اجملها،كل شيء حولها يطوف باللون البنفسجي الفاتح،كل ما فيها ناعم كالحرير ، ويفوح بأجوائها روائح الفاكهه المنعشه ياللملابس ياللالعاب ياللكتب ايهم كتاب"سنو وايت"ياترى ،بدأت تقلب الكتب ببطء لكن شيئا ما وقعت عيناها عليه جعلها تحبس الانفاس بصدرها.. ملف بين الكتب مكتوب عليها "اطفال الظلام"
ارتعبت مايا واخذت تتصفح الاوراق ببطئ وبدأت بالقرائه
حضرة الوالده الكريمه:
أطفال الظلام هو لقب يطلقه الاطباء على اطفال مصابون بمرض يدعى(xp) حيث يسبب نور الشمس حروق وسرطانات في الجلد، إنهم لا يستطيعون الخروج الى في الظلام وإن اكثر العلاجات تكلفه لم تفلح لعلاج هذا المرض وأكثر المصابين به يموتون قبل بلوغ العشرين.. يؤسفني ان اخبرك بأن ابنتك"ريما"هي من أطفال الظلام..
لم تكمل مايا القراءة، لقد اعمت الدموع عينيها..
وعندما عادت الأم اعطت مايا ملابس جميله جداً ومبلغا مجزيا من المال، نظرت مايا للمال والملابس ثم اعادتها لام ريما خرجت وهي سعيده جدا لاشيء يمكن ان يمنعا من العيش كباقي الفتيات، فهي محظوظه حقا اكثر من غيرها....مثل اطفال الظلام.