قيل في الماضي : ( في ذهن الصياد حيلة ،، وفي ذهن الصيد حيلة أخرى ) .. وتلك معارك الحيل تجول في الأذهان .. لا يتراجع الصيد عن مطالب الرزق .. كما لا يتراجع الصياد عن مطالب الصيد .. وذلك رغم أن الكل مقيد بمشيئة الأقدار .. تلك المحصلة الأكيدة التي تكون في نهاية المشوار .. ويعلم الكل بحتمية المصير والقرار .. ومع ذلك هو ذلك الإنسان الذي يرى الذات أذكى وأدهى .. يدبر في الأعماق ثم يخفي النوايا بأغطية المظاهر .. تلك الخواطر التي تجيش في الصدور وتمثل الداء الذي يهلك السرائر .. هي نزعات تتوارى خلف أغطية النوايا .. وتحتمي بسياج الصدق أو الرياء .. تلك النوايا التي تميز الخبيث من الطيب .. إشارات بارزة وهامة تكشف معادن الإنسان .. وهي الصبغة التي تصبغ النوايا وتشوبها بالبياض أو السواد .. وكم تتلون صفات البشر حيث المظاهر التي تخالف البواطن .. وحين تتجرد صفات البشر من أقنعة التمثيل والتحايل تتجلى الحقائق .. فالذي يدعي الطيبة والشهامة نجده يتلون بالمظاهر الخادعة ويحتمي بالبسمات الزائفة .. كما أن الذي يجتهد في إخافة الناس بالوعد والوعيد نجده ذلك الرعديد عند المخاطر .. وتلك المظاهر قد لا تجدي عند لحظات المصداقية والجدية .. ورب وعد ووعيد قد لا يجدي لمجرد التكشير بالأنياب .. كما أن مجرد الوعد والوعيد قد لا يجبر الناس على التركيع خضوعاَ .. فتلك العدة قد تفقد مفعولها عن المحن والشدائد .. وكم في الأرض من ناصح يدعي الأمانة ثم ينادي ويقول : ( لكم الخيرات عند الطاعة ولكم السخط عند العصيان ) ..