ديوان الشاعر مكي جاروط

قالت لموج البحر
خذني إلى شاطئيه
ضحك الموج طربا
و قال شاطئيه عند رمال قدميك
فانظري رمالي في حنينها إليك
تبلغك شوقه فقد ارسل إليك
فقبليني ، و الثميني ، إني اجثو لديك
ابثك حنينه ، و سؤاله ، و خوفه عليك
يوصيني صبح مساء و يحملني إليك
قلبه ، و روحه ، و خاطره ، و نجواه إليك
و يمد ازرعا ملأئ بالحب
يا مرحى
يا سعدي
يا نعمي
يا ...
يا..
إليك
كلي
إليك
إليك
كلي
إليك
إليك
إليك
‏

سعيد أيها القلب
و قد كنت من قبل صفيا
حتى بعتني للهوى
و اسلمت روحي له هديا
أما علمت يا قلب
أن نار الجوى وقادة صليا
و عشمت في حب الجمال
فارداك الحسن و قد كنت حيا
صداحا ، من زهر لروض
تغزل خيوط الفجر حليا
و تهدها الفراشات ، فيلثمن
كل وردة غضة الطرف نديا
و يعدنا لك بالأماني المسرجات
و عيون شوق رويا
يا سعد العصافير الشوادي
يزقرقن في أذني لحنا شجيا
فما لي و الغرام أذ كانت
هذي دنيتي و دنياي ذيا
حتى تبدت ليا ذات حسن
ضحى ، و قد كنت صافيا خليا
نشرت حولى جمالها عطرا
غضة الطرف ، صبيحة ، وضيا
تشرق ، فيتسرب ضوء حسنها
فجاج الروح ، فلا ترى شيا
إلا و قد زانه حسن نورها
فيتمثل فيه الجمال سويا
فتعد الخربشات من لوحات
دافنشي ، و حكايات ورديا
كل ما تراه عينك بعدها
ترى فيه لمسات الحسن جليا
فتمرح مع الاطفال ، و تغني
مع العشاق صبحا و عشيا
يا قلب ألم انهك من ذا
الغرام ، و ما عدت سماعا نجيا
أترى بعد ذا أن الشهد
لا ينالك ابره ، فتحرقك حيا
ساصبر عليك يا قلبي
عساها تسمع شجوك مليا
فتعود وفية ، و هذا عهدنا
بها ، فهي عفيفة ، صادقة وفيا
عشقناه ، و لم نزل ، و لن
نصرم حبلها ، و نودها حفيا
فهي الروح ، فكيف نجفوها
فإن اعرضت ، أو جادت ليا
سنظل نعطر ذكرها
كل ما امطر غيم ، و برق سنيا
لك الله حافظا ، يديم
سعده عليك ، ما دمت حيا
فإن انقضى اجل ، فادعو
لك الخلود بجنات خلد عليا

جلست عصفورتان على غصن وسط الخميلة ، في منتصف النهار ، و بالقرب من الغدير ، تتناجيان .
الحمد لله ، لم نطر كثيرا اليوم ، فقد هدانا الله إلى حقل حبوب نضرة ، ذات قيمة عالية من الغذاء .
رد عليها إلفها في امتنان : رحم الله ذاك المزارع ، و جزاه الله الجزاء الأوفى ، فقد قام بعمله باتقان جم ، فنظفه ، و اهتم به بعناية شديدة .
ردت عليه : غفر الله له ، فلم ينهرنا ، رغم أنه قد رآنا ، و كأنه يدعونا إلى مشاركته نعمة عليه .
رددتا معا :
ربنا زده و لا تنقصه ، و بارك له فيما آتيته ، و افض عليه نعمك ،
يا رب
يا رب
يا رب

هناك دمعة في الاحداق ، تجول بين العين ، و العين ، تود النزول ، و الانسياب على خد الدمع ، و تنحدر ، في طريقها لأن تترك المجال لدمعة أخرى .‏

كلما اقتربت خطوة نحوك ترتجف افكاري ، و تتوه خواطري ، و تذهب نفسي في اودية من السحر ، و يطوف بي الخيال إلى حدائق ، و جنات ظلالها وارفة ، و حكايا تفوق التصور .
و ما زالت بيننا خطوة
بين عينيننا
الف حكاية
لم تبدأ

فوق هذه الغيمة
أوتذكرين
مجلسنا عليها
و كيف كنا نلهو
نستمد من البرق رحيقنا
و شعلة ليالينا
و ابتسامنا
نشعل من ضوء النجيمات
اشواقنا
و مشاعرنا
في هذه الغيمة
كم شيدنا الأماني
و زرعنا حبنا
و غسلنا قلبينا
بالماء
و طهرناه بالثلج
و نقيناه بالبرد
أوتذكرين
ضحك معنا كل نور
و الفراشات
و حكن لنا الزهيرات
عن شوقها للندى
و لنظرات عينيك
و ضحكتي
و نزلت دمعات الفرح
مطرا
قطرا
و طلا
و تفتحت
كل عيون الحب
و مددت لي يدا باسمة
فهطلت الغيوم
على الأرض
بردا و سلاما
و سيلا يوسم الأرض وسما
فاحيا ميتها
بعد جدبا
و هامت العصافير
في كل واد تشدو
الكل في دعاء
غنت حبيبتي
غنت
و غنت

قعدنا على شط الحب
تحدثنا امواجه
و تداعبنا نسماته
و يضحك الزهر
لاعيننا
و نضاحكه
صفقت لنا فراشة
و جرت تهمس للورد
تسامره
و اهدتنا نحلة خلاصة
كأسها
فانتشينا حين شربناه
فلما رأتنا القماري
هتفت وارقة دوحه
يا سعدنا
فردد الكنار نغمات القماري
و جاءت كل اطياره
فاحتفلنا بمجلسنا

حبيبي القمر
اليوم استثرت بك الغيوم
و حجبتك عني
كما توارت خلف الظروف
حبيبتي
فمن يعلمها اليوم بوجدي
و اشتياقي لعينيها
حتى هذي الزهيرت احتفظت بعبيرها
و ضنت الرياحين
و النسيم اليوم قد صرف النظر عني
إني سانتظر
ساصبر

ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﻭ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻲ ﺍﻧﺎﺟﻴﻪ
ﺣﺒﻴﺒﻲ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﺷﻜﺮﺍ ﻟﺪﻋﻮﺗﻚ ﻟﻬﺎ
ﻭ ﺃﻧﻚ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻤﻜﻮﺙ ﻟﺪﻳﻚ
ﻣﺎ ﺍﺣﻼﻛﻤﺎ ﻣﻌﺎ
ﻭ ﻣﺎ ﺍﺳﻌﺪﻧﻲ ﺑﻜﻤﺎ
ﺃﻥ ﺍﺟﺘﻤﻌﺘﻤﺎ
@ @
ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺳﻤﺮﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻗﺼﻴﺮ ﺟﺪﺍ
ﺃﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻴﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺳﺎﺳﺘﻤﻊ
ﻭ ﺍﺳﺘﻤﺘﻊ
ﺗﺒﺴﻢ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﻭ ﻫﻤﺲ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ
ﺳﺎﺳﺎﻓﺮ ﺑﻴﻦ ﻏﻤﺎﻣﺘﻴﻦ
ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺨﻒ
ﻟﻦ ﺃﺧﺬ ﻣﻌﻲ ﺣﺒﻴﺒﺘﻚ
ﺳﺎﺟﻠﺴﻬﺎ ﻟﻚ
ﻓﻮﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻴﻤﺔ
ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺍﻋﻮﺩ
@
ﻭ ﻟﻢ ﻳﻤﻬﻠﻨﻲ ﺑﺮﻫﺔ
ﺇﺫ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ
ﺗﺤﺠﺒﻪ ﻋﻨﻲ
ﻭ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻲ
ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻇﻔﺮﺕ ﺑﺎﻏﻠﻰ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ
@
ﺍﺭﺳﻠﺖ ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺲ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ
ﻣﻦ ﻭﻣﻴﺾ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ
ﻭﻣﻀﺔ
ﺍﻇﻬﺮﺕ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ
ﻓﻲ ﺍﺟﻤﻞ ﺣﻠﻞ
ﻋﺮﻭﺳﺔ
ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻝ ﺍﻟﺴﺤﺮ
@ = @
ﻋﺎﻧﻘﺖ ﺍﻟﺮﺯﺍﺯ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺳﻠﺘﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻐﻴﻤﺔ
ﺗﺒﺸﺮﻧﻲ ﺑﺴﻌﺎﺩﺗﻬﺎ
ﺃﻥ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ
ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻬﺎ
ﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﻘﻴﻬﺎ
ﻃﻼ ﻭ ﻧﺪﻯ
ﻭ ﺳﺘﺮﻭﻳﻬﺎ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻋﺸﻖ ﺍﺑﺪﻳﺔ

على باب الريح
كفت الكورا
و ندهت
يا رب
جف الحلق
يبس الجلد
بعدت مستشفى
نظرت
داخل الخيمة
كم طفل
مجدوع علي التراب
لا فرشة
و لا فراش
و وجعة بين الضلعا
و الضلعا
يبس شرشوف الدمعا
بهتت البحا
نهبت عصابة
ذات ليلة
أو ضحا
لا تذكر
فكل الأشياء استوت عندها
النور و الظلما
افرغوا
كم خزنة على رأس العائل و الجسدا
لا ذنب له إلا أن قال لا
نهبوا كل معين
و تركوا الرماد و الحسدا
نسفوا المنزل
و اهدوها خيمة
قالوا لها
أيتها النازحة
سيأتيك الغوثا
و سنعطيك بطاقة
و ناموسية
و بعض ادوات الطبخ
و فرشة
و بعض غطاء
أن ستر القدمين
لا يشمل الرأسا
و جرعة ماء
و حفنة غداء
و لم يشفعها الاستجداء