:152: صباحات الخير :152:
أضْرَمْتَ نارَ الوجدِ في أشعاري
وحَملتَني شوقاً إلى سمَّاري
لدمشقَ ، للبلدِ الأنيقةِ ، تستقي
بردى ، وترقدُ في عيونِ هزار
ألفيتها : عطشى ، تموت من الظـَّما..
ثكلى تعاتبُ قسوةَ الأقدار
وعلمت أنَّ نزارَ أخلد مُتـْعـَباً ،
واختارَ للإغفـــاءِ خيرَ جوارِ
فذهبت أندبُ للمحافل شاعراً
ملِكاً ، تسنَّم سدرةَ الأشعارِ
ومضيت أبحثُ عن خرائطه التي
يهوى ، وعن قاموسه الثرثارِ
عنْ بلبلٍ ، صدَحتْ بلكنتِه الطيـ
ورُ ، و ناغمتهُ قلائدُ الأفكار
عن غوطةٍ ، كانت تشدُّ ضميره ،
لدمشقَ ، عن حوريَّةٍ وكناري
عن نمنمات الشرق ، عن محبوبةٍ
تختالُ في إشبيليا ، بخمارِ
عن عاشقٍ ، كانت خريطتُه : النسا
ءَ ، بخصرِهِنَّ يُشيدُ ألفَ مَزارِ
عن مُدنفٍ ، غرِقتْ مشاعرُه
ببحرٍ ، لا يُجيدُ به سوى الإبحارِ
عن قطَّةٍ ، ألِفتْ معالمَ كفِّهِ
وكتابِهِ المفتوحِ ، والقيثار
أثرت يداهُ الياسمينةَ فانتشتْ
وتسلَّقتْ كالشَّمسِ وجهَ جداري
فغدوت أنظم حِليَتي ، في ظلِّ با
سقةٍ ، تظلِّلُ كلَّ من في الدارِ
أزهو بها نظماً ، وأرمي زورقي الـ
ـورقيَّ في بحرٍ من الأعصارِ
نزار قباني