ديوان الشاعر مكي جاروط

يا نهر الدمع
لا انقطع نبعك
يا ذا شجن
تدفق
و فض
أغسلني كل حين
أغسل وجعي
أغسل شوقي
أغسل كل شيء فيني
و اجرفني
اجرف رفاتي
ثم انعني
أعلن موتي
و سكوت دماغي
و سكون النبض

يا ادمعي إن شئتي
و إن لم تشائي
فما انهمارك باختياري
و يا قلب
الشوق فيك
لا يعرف المنام
و لا نعاس
لا سنة
كل ما قلت له
قف
تب في عجل
يفتش عن عينيك
و هي بين جوانحه
يسأل كل المقل
و صياح الديكة
و خرير الجداول
و شذى الجميلات
إن وجد
غيرك جميلة
يا عين
ضاع ضياؤك
و انتشر ليك السرمدي
ابكي
أو
لا تبكي
فقد ازمع الرحيل
فلا ماؤك يشفع
و لا تضرعاتك في السحر
إذا ما نوى
نورك الهجر

أيها الشوق دعني
فإن ما بي من لوعة
يكفيني
لا يصدني
عن ذكرها
لهو
و لا جد الحديث
ينسيني
فأسلو
ما بي من الوجد
يشعل نيران قلبي
فلا برد الدنيا
يطفؤ ما بي
و لا
عذب الماء الفرات
يرويني
فأحمل ظني
أني
اراها في كل احوالي
صحوي
منامي
ضحكي
عبسي
و تجهمي
تبسمي
دندنتي
و ترنيمي
سأشكو للناطق و الصامت
أن ما بي هيام
و استغراق
اذوب فيه
حد الغيبوبة
و لا فواق

هزني الشوق إليك بعنف
أخذ تلاليب قلبي
كأن السنوات تمضي بلا لقاء
حيث توغل عيناك
تغزو فضاءاتي
تحتل غرف القلب عنوة
تفجر براكين وجدي
في عروقي
احاول عبثا
أن اشغل نفسي
بسواكي
فتضحك مني شياطيني
و جني
تهمس كل الورود
للأزاهير
للأنسام
و تخبر
السهل و الجبل
و الوادي
فتتلغف الريح الخبر
فتوشيه للنهر
للمحيط
لموج البحر
للشجر
فتضج كل الدنا
فأسأل
يأتيني الصدى
من سراديب نفسي
أن
قد
تأتي
فيرجع الشوق
يهزني
في عنف
يزلزلني
يثير كامن براكيني
يداعب شفتي
تكاد تفضحني
عيناي
تحدث
العذال
أن بي شوق
لعينيك
اخنق عبرتي
و اوقف دمعتي
و اصبر نفسي
أن
قد
‏....

قالت لي :
الحب جنون
فقلت لها :
ﻫﻮ ﺟﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﻴﻦ ، ﻭ ﻋﻘﻞ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ، ﺟﻨﻮﻥ ﻭﺍﻋﻲ ﺣﻴﻨﺎ ، ﻭ
ﻏﻴﺎﺏ ﺗﻤﺎﻡ ﺣﻴﻨﺎ ﺃﺧﺮ ، ﻣﺮﺍﺕ
ﺗﻬﻴﻢ ﻣﻊ ﻭﺣﻮﺵ ﺍﻟﺼﻲ ، ﻭ
ﻣﺮﺍﺕ ﺗﻜﻮﻥ ﻻ ﻣﻴﺖ ، ﻭ ﻻﻙ
ﺣﻲ ، ﺫﻱ ﻣﺎﺷﻲ ﺑﺮﺍﻙ ﺗﻀﺎﺣﻚ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ، ﻭ ﺗﺴﺎﻣﺮ ﻫﻼﻝ ﻓﻲ
ﺿﺤﻲ ، ﻭ ﻣﺮﺍﺕ ﺗﻀﺤﻚ ﺑﺮﺍﻙ
ﺫﻱ ﺍﻟﻤﻮﺩﺭ ﺷﻲ ، ﻭ ﻓﺠﺄﺓ
ﻟﻘﺎﻫﻮ ، ﻭ ﻣﺮﺍﺕ ﺗﺸﺎﻭﺭ ﺿﻠﻚ ، ﻭ
ﺗﺒﻨﻲ ﺁﻣﺎﻝ ، ﻭ ﺗﺎﻧﻲ ﺗﻀﺤﻚ ، ﻭ
ﺗﻠﻮﻟﺢ ﺭﺃﺳﻚ ، ﻭ ﺗﺘﻠﻒ ، ﻳﺎ ﺭﺑﻲ
ﻓﻲ ﺯﻭﻝ ﺷﺎﻓﻨﻲ

قتلتني
حين اسكرتني بصوتها الناعم
و جرس ضحكتها يرن في أذني
يداعب مقلة خيالي
و كرنفالات الليالي
حين سألتني
أمشيتَ للعرس؟
فاقمتُ عرسي
و احببت نفسي
و جلستُ
بين حلمي و درسي
و أشعلتُ لها
الشموع و الفوانيس
و شيدتُ لها قصوراً من كل جنس
و حشوتها بالأماني
و الحرير
و عرش و كرسي
و تاج عزٍ
و حدائق ذات غرس
و أخفيتها من نفسي
داخل نفسي

قتلتني
حين اسكرتني بصوتها الناعم
و جرس ضحكتها يرن في أذني
يداعب مقلة خيالي
و كرنفالات الليالي
حين سألتني
أمشيتَ للعرس؟
فاقمتُ عرسي
و احببت نفسي
و جلستُ
بين حلمي و درسي
و أشعلتُ لها
الشموع و الفوانيس
و شيدتُ لها قصوراً من كل جنس
و حشوتها بالأماني
و الحرير
و عرش و كرسي
و تاج عزٍ
و حدائق ذات غرس
و أخفيتها من نفسي
داخل نفسي

وضعت رأسي
حيث يضع العاشقين همومهم
و اسرجتُ خيلي

هتفت الشمس
يا مشتهى نفسي و حسي و الخيال

رقص ضوء القمر
يهمس في أذن الليالي
أن تعالي

و احتفت النجوم بالغمام
و دعونَّ الرمال و التلال

في شط البحر الغربي
أشرقت زهور و ورود الجمال

و غنينا
حبيبتي
غنينا
في موكب الكرنفال

غنينا
حبيبتي تعالي
و أنشدنا
سميرتي تعالي

سكن الشوق حيث الفؤاد مقيم
و ليس لقلبي وطن سواكم

اتابع واتامل الابداع
بانتظار مزيدا من مشاعر الشاعر النبيل