اخبار كأس اسيا

خطر"

كرة القدم - كأس آسيا


ضربة البداية تكشف حاجة قطر إلى "منتخب".. المدرب ميتسو سيكمل المشوار منزوع الروح والإرادة.. فهل يواصل القطريون مغامرتهم ليصبحوا فريسة سهلة لوسائل الإعلام الغربية أم أن التصحيح قادم أمام التنين الصيني؟


AFP
دبي- خاص (يوروسبورت عربية)
لم يتوقع أكثر المتشائمين العرض الهزيل الذي ظهر عليه المنتخب القطري أمام نظيره الأوزبكي في المشهد الأول لبطولة أمم آسيا بكرة القدم التي تحتضنها الدوحة حتى 29 كانون الثاني/ يناير الجاري، فلم يلعب العنابي بروح صاحب الأرض وعزيمة البلاد التي خططت لإقناع العالم فنياً وتنظيمياً في بروفة مصغرة تسبق استضافتها لمونديال 2022 الذي نالت شرف استضافته.
لكن الأجواء الاحتفالية ونشوة الفرح بالمكتسبات الإدارية الأخيرة عكرها لاعبو المنتخب القطري بعد خروجهم من استاد خليفة الدولي بوجوه تكسوها الخيبة متنمنين لو انشقت "أرضهم" لتبتلعهم بين 50 ألف متفرج تابعوا بأم أعينهم قصة حزينة بطلها المدرب الفرنسي برونو ميتسو وثلة من اللاعبين لا تصلح معطياتهم الفنية حتى لخوض حصص تدريبية، فكانت الخسارة أمام الأوزبك بهدفين مع الرأفة.
خسارة قطر فتحت الباب على مصراعيه للعديد من التساؤلات، أهمها ماذا كان يفعل المدرب ميتسو منذ استلامه دفة القيادة الفنية للعنابي قبل نحو عامين؟ فالمنتخب ينقصه جرعات بدنية وتكتيكية، وتسيطر عليه الروح الانهزامية ويعاني من قلة الحيلة الذهنية، فضلاً عن افتقاره لأساسيات اللعب من حيث الاستلام وتسليم الكرات، ولا وجود لصانعي ألعاب يربطون الخطوط الثلاث، ولم نشهد فرصاً ملعوبة أو ضربات حرة متفق على تنفيذها مسبقاً، ناهيك عن الأخطاء الدفاعية القاتلة والثغرات على الجناحين والعمق!.
والغريب ما ساقه ميتسو بعد المباراة بإعلانه تحمل المسؤولية وإن كان عاتباً على الجمهور القطري الذي شكل ضغطاً على اللاعبين وفق تبريراته!، ولكنه اعتذر للجميع على المشهد القطري المؤسف، فهل يعفيه ذلك من المساءلة في قفص الاتهام الذي من المفترض أن يضعه فيه الاتحاد القطري للعبة؟.
وما يثير علامات الدهشة ويضع العديد من علامات التعجب ذلك التصريح الذي أطلقه في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة وقال فيه: "الآن يجب على العنابي أن يركز في المباراة المقبلة أمام الصين، ولكني أضع احتمالية فوز الصين على قطر في المباراة!".

الرجل الفرنسي ذو العينان الزرقاوان يمهد لخسارة جديدة تخرج قطر مبكراً من عرسها القاري وتجعلها فريسة سهلة أمام وسائل الإعلام الآسيوية والعالمية أيضاً، خصوصاً أن الأخيرة تترصد لكل ثغرة صغيرة أو كبيرة في دولة قطر لتجعل منها وجبة دسمة في صفحاتها لتشفي غليلها من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الذي صوت على فوز دولة صغيرة لتنظيم حدث عالمي كبير مثل المونديال.
ميتسو لم يجلب إلى الكرة القطرية سوى الهوان والإخفاق العريض في كأس الخليج الأخيرة التي جرت في اليمن بنسختها العشرين ووداعه المنافسة منذ الدور الأول خير دليل على حاجة العنابي لمدرب جديد ينقذ ما يمكن إنقاذه في المرحلة الصعبة والتوقيت الضيق، فهل نكون على موعد مع إقالة سريعة للمدرب الفرنسي أم أن الاتحاد القطري سيتحلى بالصبر ويواصل منح الثقة به مباراة أخرى؟!.
خسارة قطر من أوزبكستان جعلت الجمهور العربي عموماً يلمس التطور الهائل في مستوى أحد المنتخبات الآسيوية على الحدود المتاخمة للدول العربية، فبدأ المشجعون يرتعشون خوفاً من المجهول في بطولة الدوحة كلما اتجهت الأنظار شرقاً وصولاً إلى اليابان والصين وكوريا الجنوبية، لا سيما أن ضربة البداية وضعت قطر في "خطر" ليس حسابياً -لأن هناك ست نقاط في الملعب ستحددها المواجهتين المقبليتن مع الصين والكويت- وإنما من الناحية الفنية التي لا تؤهل القطريين للمنافسة على اللقب الذي يبحثون عنه للمرة الأولى في تاريخهم.
ويمتد القلق على العرب في المباراة الثانية للمجموعة الأولى حين يلتقي الأزرق الكويتي مع التنين الصيني، قبل أن يتواجه المنتخب الأردني مع الساموراي الياباني والبحريني مع الكوري الجنوبي.. فليس هناك مفر من مقابلة الكبار والخوف من نتائج فضائحية قد تثبت تفوق شرق القارة وجنوبها على جبهة الغرب