ديوان الشاعر مكي جاروط

هل من مزيد توهج الحرف وتبسم القلم وسكبت عبرات العشق
هل من مزيد من حرف ذو شجن وكلمة ذات شجون
هل من مزيد يزيد من التحنان ويلف الروح مع القلب تحنان
لك اقف تحية التحايا يا عاشق المعشوقة وحبيب الغالية

لن اكتب لك شيئا بعد اليوم
ساكتفي بالصمت
و سأترك لعيني حرية الكلام
و سألوذ لقلبك إن شئت
أو
سأذهب انقب في تواريخ العشاق
و سأقرأ شعرهم بيت بيت
و أتأمل كلمات الغزل العذري
و حروف الدوبيت
و اسمع همسهم في السحر
أو في العشيات
إن هم أتوا أتيت
يأميرة الحسان بك
تحصنت
و إليك أويت

13 / 5 / 2024

ما عاد يكفيني الليل
و لا الصبح يكبح أشواقي
إذا أطل النهار تطفو
حرارته نار احتراقي
فأنعم بحديث عن
ايام خوالي تحفل بالتلاقي
اشكو إليها وجدي
فتجيبني لا يدوم فراقي
غدا يجمع الله شملا
و تنعم باللقاء و العناق

أيا عيون الهوى
متى يزور المنام
و يأتي طيف الحبيب
في غفلة الأيام
يبدد وحدتي
ما أجمل الأحلام
حبيب القلب
غني لي و ايقظ الإلهام
يا قدري تبسم
و بدد الأوهام
حبيبي
خذ قلبي و روحي
و جسدي و العظام
ما انا سوى كوكب
يدور على مر الايام
في فضاءات هواكم
مجذوب شده الغرام
فصار يصدح بحبكم
شفه الوجد و الهيام

عجبا !!
كيف تكتب حرفا
و انت مكتوف اليدين
مبتور القدمين
و قد فقأوا العينين
لسانك حشوه جمرا
ملأوا الجوف صديدا
و ضحكوا يا مقطوع الأذنين
اتعرف ماذا تعني
الحرب عند المنتفعين
هل حرقوا قريتك
و اغتصبوا كل ذو خلق ودين
شردوا أطفالك يا
وطني أرض النيلين
و سرقوا
سرقوا ثرواتك كلها
جهرا و نهبوا سنين العمر
دمروا تاريخك العريق
و شوهوا مجدك و القصر
لكن مهما طال ليلهم
سوف يشرق فجر النصر

15 / 5 / 2024

مدت يدها
و خاطرها مد أشرعته. يا ترى نام؟ أم أن الجوع شرد النوم عن عينيه؟ أتراه يسمع توجيهات أخته أم يعصي أمرها و يهرب إلى الشارع؟
هنا توقف خيالها، و جحظت عيناها، و همت بالرجوع في عجلة بين الهروعة و الهلعة خوف ان يخرج الشارع فتدهسه عربة شاردة.
اصدمت يدها بعمود النور المنصوب في الشارع كخيال الجوعى ـ و قد نسيت أن يدها كان مدودة تسأل المارة حسنة.
استوقفها و قد كان يمد يده لها ببعض ارغفة لاكثر من ساعة.
يأختي استهدي بالله. إن شاء الله يحدث خير لا تخافي، إن الله معنا، و هو خير الحافظين.
لأول مرة تشعر بالألم في يدها، كادت أن تصرخ من شدة الوجع
قالت في يقين تام: الحمد لله، اعذرني يأخي.
قال لها: لا عليك. أاستطيع مساعدتك في شيء؟
قالت: شكرا لك، ربنا يخلف لك، و يبارك لك فيما اعطاك.
زرفت عيناه و هو يتابع خطواتها المستعجلة، حمل اغراضه و تتبعها من بعد حتى إذا انتهت المنازل دخلت خباء لها مصنوع من الخيش و بعض الكرتون، اقترب دون أن تحس بها فسمعها تحدث طفليها عن كرم الله و كيف رزقها.
واصل طريقه إليه بيته، زوجه لاحظت شروده فقالت له:
ما بك أبا محمد؟
قال لها: شغلتني إمرأة في طرف الحي.
ـ ما بها؟
ـ لديها طفلين و ليس لها مسكن و الخريف قد أتى
ـ هذه مشكلة بسيطة و محلولة
ـ كيف؟
ـ البيت واسع يمكن أن نبني لها غرفة و تسكن معنا و تكون لي أختا و طفليها يكونا أخوة لمحمد
ـ بارك الله فيك أم محمد
ـ هيا بنا، ماذا تنتظر ـ والله لن أذوق الطعام حتى نأتي بها.
جاروط
16 / 5 / 2024