ديوان الشاعر مكي جاروط

ستبقى صورتك عزائي
و سأحبك ما بقي لي من عمر
فما لي سواكي يا أملي
سأبكي كلما لمحت اسما يشبه أسمك
آه
يا عمري
إذا جلست سأقول كلاما حزينا
و لا اريد لك حزنا
يكفيك
ما بك من احزان
و حتما سأعود
اكثر اشراقا
فحبك يقيدني
يسلمني من فرح إلى فرح
و لكن يبقى هذا الحزن
شيئا عارضا
سأعود فينقا جديدا
فحبك أقوى من الأحزان
شيء زرعتيه في وجدان
فالذي في الوجدان
لا يدركه النسيان

مشيت اتسكع فوق ضفاف النيل
جا النسيم اداك شبال
و المراكب
جيت المشرع
شان اشرب
قال لي
السمحة فاتت بجاي
نسيت عطشي
و مسكت دريبا سوساي
اساسق بيهو يوماتي
قبل حبك
شفت الليلة غريب
كأني ما مشيت بيهو
و لا شافني لا شفتو
غنيمات الشفع شردن
سخلاتن شبن رضعن
و اماتن فوق شجر السدر رتعن
و مسك دربي
فوق دربك اقص
اسأل كل رملة
تضحك تهمس لي رملة
و يتغامزن
قال للنملة
الرسول كان توريهو
سكتت النملة
و ما وشحت بالسر
سألت قطرة ندى
عنك
ابت تفك طلسم الحيرة الرنه
و جات من ساعته الونه
تزن في اضني
أظن ظن ابليس
وقت طرد من الجنة
إلا
قلبي ما شك تب أو ظن
عشم في رجا المولى
و مسك الدرب تاني و ادلى
لقى النجمات هناك في الشاطيء
قاعدات لهن في لمه
و نم نمه
و حلق من عطشو لا فتر
لا انجمه
سواليك مواويل جمه
في وصف حسنك
و خلق كتير ضمه
و قبل ما يفرن
قاللي
جيت في آخر القطر يمه

شفت اللهفة و الشوق في عينيك
من سنين مسافر
تجوب كل المدن
القرى و الحقول
تعبر بحار و بحار
تعبرني
ترجع ليك
و من تاني
يملاني
فتبسم عينيك
يبتسم طوب الأرض
تتشابى النجوم لتحت
و تغزل ليك
تنسج
من ضوء عينيك
ليها
عمة و شال
طرحة
و اموت و احيا
انا من الفرحة
و بين كل
ميتة و حياة
كم معشار مليار
من ثانية
و القمر
خجلان حدثني عنك
كان يحكي لي
خلسة يروي لي
عن عينيك
و أنه كان يسرق من
ضي جبينك
ومضة و ومضة
و ذات يوم مطير
روى لي البرق
أن الرعد
هو صرخة الدهشة
لما شاف عينيك

في ليلة انتصاف الشهر
غاب القمر
كل الأشياء تداخلت
الظل و الحر
و النوم و السهر
حتى العيون
لم نعد نفرزها
العين و الأنف
كلاهما يقطر
و لا ندري
قطر ماء
ام قطر دماء
كل المناديل
و الأكف و اكمام الجلباب
لا بل اطراف القميص
لا لا لا
هي بقايا من لحاف
و ملاءة
لا يهم
المهم أن يقف النزيف
و الرعاف
الساعات صارت عجاف
سبع تتلوها سبع
و القمر غاب
و الجرح لا إتأم
و لا وقف الارتجاف
الكل خاف
المطر خاف
فطاش عن الطريق
هدم كل بيوت الفريق
غاب القمر
حين انتصف الشهر
كل الساحات صارت سراب
و المنازل
مثل الشجر
هجرها السكن
و دخلت كل الطيور وكر
غاب القمر
و غارت كل النجوم
الكانت تشاركني السهر

ﻓﺘﺸﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﻲ
ﻣﺎ ﻟﻘﻴﺖ ﻏﻴﺮ ﻋﻴﻨﻴﻚ
ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻟﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ
ﻭ ﻇﻠﻤﺔ ﻋﺘﻤﺔ ﺍﻟﻌﺘﺎﻣﻴﺮ
ﻭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺯﺍﺕ
ﻭ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻧﻴﺲ ﺍﻟﺮﻭﺡ
ﻟﻤﺎ ﻳﻤﺘﺪ ﺑﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ
ﻓﻲ ﻋﺰ ﺍﻟﻬﺠﻴﺮ
ﻭ ﻟﻔﺢ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ
ﻭ ﻛﺘﺢ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻦ
ﻭ ﺳﻒ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﻴﻚ
ﺗﻤﺴﺢ ﻭﺟﻊ
ﻭ ﺗﺮﺟﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺳﻜﺔ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﻭ
ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ
ﻭ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻲ ﺑﺎﺏ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﺏ
ﺍﺳﺎﻓﺮ
ﻫﺎﻧﻲ
ﺳﻌﻴﺪ
ﺃﻏﻨﻲ
ﻻ ﻫﻤﺎﻧﻲ
ﺍﻟﺒﻬﺎﺗﻲ
ﻻ ﺍﻟﺒﺸﺎﺗﻲ
ﻭ ﺍﻟﻌﺎﺫﻝ ﺍﻟﺒﺸﺎﺗﻢ
ﻻ ﺍﻟﺤﻘﻮﺩ ﺣﺎﺳﺪ ﺍﻧﺎﻋﻢ
ﺇﻻ ﻓﻴﻚ
ﺳﻠﻤﺖ ﻟﻴﻚ
ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻢ

قالت وردة لأختها :
تأملي هذه السماء في هذا الليل البهيم الصافي .
فردت عليها :
يا الله ما اجملها من سماء صافية ، تتلألأ النجوم كقطرات الندى على خد زهرة !
قالت لها :
هذه النجوم كالمسلمين في الأرض يرشدون إلى الحق كما ترشد النجمة التائه في البرية ، و بقية الناس كالسديم .
فردت الأخرى :
صدقتي فكلما كان إيمان العبد صادقا قويا كان بريقه و لمعانه علم يهدي من الضلال و الجهل إلى الحق و العلم .
فرجعتا إلى تسبيحهما
سبحان الله العظيم
سبحان الله العظيم و بحمده
سبحان الله
سبحان الله
سبحان الله
و ما نحن إلا من خلق الله

قالت عيناها
و هي تعلم ما تفعل بي
عيناها حين تقول
احفظ سري
صن هواي
بارك حبي
ثم مدت لي مدن عينيها
سحر القول
و شهد من فواق اسوار
حديقتها
يسكر
و هو صعب الوصول
عذب حديث عينيها
شرحه يطول و يطول
و آه من بوح عينيها
حينما ترسلهن لي رسول
يبشرني بهواها
و ينذرني جفاها
و يحفزني وفاها
و يعدني و يمنيني
ثم يخيرني
بين الوصول
و الوصول
فآه من عينيها حين تقول

شكرا لك حبيبتي
فقد علمني حبك كيف أكون رجلا صالحا
شكرا لك حبيبتي
حين عشقتك علمتني أن ليس للحب وطن .
لا و ليس له قانون ،
علمتني
أن الروح تشتاق للروح ، ليس كما يحن الجسد للجسد .
و شتان بين اشتياق الروح ، و شهوة الجسد .
علمتيني
حين هويتك أن الغرام ، عطاء بلا حدود ، بذل دون مقابل ، سخاء يفيض في غير من و لا بخل و لا كبرياء ،
لا تكبر و خيلاء
إنه عطاء الروح للروح
شكرا لك حبيبتي
أن علميني
إذا افترقنا
كيف نحترم مشاعرنا
و أن نحتفظ بحبنا في قلبينا شجنا دفينا
علمتني أن قليلا من الأنانية يكفي
فأسمحي
أن امارسها
و أقول لك
احبك فوق كل الأزمنة ، و الأمكنة .
و أحبك حبيبتي
و ستبقي خالدة بقلبي
كأحلى إمرأة أحببتها
عشقتها ، فهويتها
تيمتني
علمتني
معنى الحياة
شكرا لك حبيبتي

توعدتني عيناها سرا
إن لو رحلت عنها
ستطاردني
في المواقف و الوجوه
المدن و المواني و الرصيف
في ضوء الصباح
و عند السحر
في الأصيل و المساء
في نور القمر
و أشعة الشمس
و في ليالي المحاق
في الصحو
أو حتى في عز المنام
همست لي
عيناها
همسا خافتا
إن هجرتك صاحبتنا
فإنا سنصبو إليك
سنأتيك سرا
إن غلبنا الجهر
فلا تأمن اغارتنا
عليك
فنحن منك و إليك
لا تنخدع
فصاحبتنا
سرا تهفو إليك

ساصبر
و اصبر قلبي
و ساحكي لهواي
أني
قد هويت قلبا و روحا
طهراني
و عرضاني على الفضيلة
ثم شقا صدري
بضوء عينيها
و غسلا قلبي
و دثراني
و قالا لي
أيها المبتلى بحبنا
اصبر
فنهاية الصبر الجميل
جميلة