وظِّف ذنوبك
اخي المسلم
لا تيأس إن كان الشيطان قد استزلك، وتعلم من ذنبك، واستخدمه في بناء صرح إيمانك، فالإخفاق أساس النجاح، وربما كان الذنب سببا في العودة إلى الله وتصحيح المسيرة، مثلما حدث مع الكثيرين، ومنهم خامس الخلفاء عمر بن عبد العزيز الذي روى عنه ابن كثير أنه «ضرب خبيب بن عبد الله بن الزبير خمسين سوطا بأمر الوليد له، وصُبَّ فوق رأسه قربة من ماء بارد في يوم شتاء بارد، وأقامه على باب المسجد يومها، فمات رحمه الله، وكان عمر بن عبد العزيز بعد موت خبيب شديد الخوف لا يأمن، وكان إذا بُشِّر بشيء من أمر الآخرة يقول: كيف وخبيب لي بالطريق!! ثم يصيح صياح المرأة الثكلى، وكان إذا أُثني عليه يقول: خبيب وما خبيب؟ إن نجوت منه فأنا بخير، وركبه الحزن والخوف من حينها، وأخذ في الاجتهاد في العبادة والبكاء، وكانت تلك هفوة منه وزلة، ولكن حصل له بسببها خير كثير من عبادة وبكاء وحزن وخوف وإحسان وعدل وصدقة وبر وعتق وغير ذلك 1.