ديوان نزاع النفس

المقدمـــــــــــــــة

أبحرت في آفاق المشاعر ، وطفت في أطر العقل .
لم أجد حلاً لحب سقيم ذاق نفسي حنضلاً قاسياً . بحثت في كتب العاشقين وكتابات المحبين لأجد حلاً
لمرضي الغريب حب مستحيل دار في خلجاني واحتل وجداني .

بحثت كثيراً فلم اجد ما يروي ظمأ سؤلي ، فقررت ان اصارع نفسي (انازعها) فأخترت عنواني (نزاع النفس)
وسوف ابقى انازعها نزاع العقل والروح ، نزاع العقل والعاطفة ، نزاع الجسم والاثير

هنا سأطر القديم والجديد عسى ان يروق للجميع.

نزاع النفس

(( أرجوك عوفني ما اكدر بعد افكر بيك دا اتعذب ))
جلست في إحدى الليالي متذكراً ما قالته لي وقطرات دموعها الذهبية على خديها بسبب انعكاس أشعة الشمس وشعرها كالحرير تتلاقفه موجات الهواء الرقيقة ، فجلست سامعاً أغنية لا ترحلين لرائد جورج وكتبت :

لا ترحلين ...!!
في ليلتي هذه ... أتسمعين صوت الأنين ؟!
أتسمعين صرخاتي ، شجوني ، آهاتي ...؟!!
عبارتك قد أصبحت في أذني كالطنين
لم أستطع يوماً أن أتجرى في تفكيري بأنك ستقوليها ... ستبتعدين ، سترحلين
كلا !! لا ترحلين ...
من بعدك يموت ورد الياسمين ..
لأني ... لأني لا استطيع مقاومة ذاك الحنين ..
أُحبُكِ .. يا ضعيفة ، يا قوية ، يا مجنونة
عيونك قد رأيتها في السماء باكية حزينة
و مشاعري مكبلة فيها رهينة
أحبك .. يا جنوني ، قلقي ، روحي
بصوتك الرقيق تشفى كل جروحي
اجعليني بقربك لتعلى بك صروحي
لا تغربين ..
لا ترحلين..

"مـــحاورة مع سـقراط"

لطالما أردت محاورة هذا المفكر اليوناني العريق بطريقة فيها نوع من الغرابة ، سقراط محب الحكمة الفيلسوف المثير للجدل ، الغريب الاطوار :

- يا أستاذ ؟؟ هل لي ببعض الكلمات معك ؟
- نعم ، بكل تأكيد.
- قد سمعت عنك الكثير وقرأت القليل ، ولكن لطالما أعجبت بغرابة أفكارك بوقتك .
- شكراً على الاطراء.
- في الحقيقة قرأت أنك لك آراء في الحب ، اليس كذلك ؟
- نعم ، ولدي آراء في المنطق فانا أول من استخدم التفكير الاستقرائي في نقاشات أثينا وكم فزت بالنقاشات بسبب الدليل المنطقي حسب العمليات الاستقرائية .
- امممم، في الحقيقة يا سقراط ، أنا قد أحببت ولكن أردت ان أعزف عن ذلك لانني من انصار العقل.
- ومن قال لك ان الحب ضرب من الجنون .
- سقراط!! لك أن ترى بهاتين العيون ، وتنظر ما حدث بهما من آهات الظنون.
- أي ظنون؟
- ظننت أني حبيبها , وظنت هي ، وبعد التواصل والانقطاع قد ضاعت بنا السبل وثار النزاع .
- إهدأ ، الحب في رايي وماذكره آرسطو عني و الاخرون ، ليس كما تراه انت.
- نعم .
- ان اردت الحب بالعقل فلن تصل للذه الحب والسعادة الابدية ، وإن اردت الحب بالقلب فستسير هائماً حالماً وستسقط يوماً وتتعذب ولا أرى منك غير العذاب والهوان .
- ماذا أفعل ؟
- الحب ما يجمع بين العقل والقلب ، بين الحكمة و الرغبة ، بين التعقل و الغور هائماً بالعاطفة .
- ولكن !!
- كلا لا تقل شيئاً ، إنك محب وأرى هذا في عينيك فلا تهرب من الحب . هل قرأت ما كتب تلميذي آرسطو عني بالحب ؟
- كلا
- هناك جمال نريد ان نستمده من الحب ؟ أتعلم ما هذا الجمال .
- لا
- هذا الجمال هو الشجاعة و الشرف ومساعدة الاخرين وإحترام احساس الناس و الحكمة والفضيلة، وبالحب نحصل على هذا الجمال .
- شكراً لك يا سقراط قد أرحتني .

بعد هذه المحاورة القصيرة مع الفيلسوف الامي الاول سقراط ، قد راقني كلامه وتعريفه للحب ، أحببت ما قاله.

"قررت هي ان تفتح الاوراق"

سبب الكتابة :
(( العاشقة: أني احبه ، بس اني خايفه ، خايفه من أهلي ومنه وعليه ومن الزمن ، راح اكله ))

يا حبيبي ... سألتني أسئلة
دق قلبي لما فيها من صفاء
ولكن قد أرهقني التفكير بها...
لما تبقيني بهذا العناء
هو: حبيبتي ...!!! جاوبيني أولاً!!
أنت جاوبني أولاً ، أنا فتاة مقيدة
كسر قيودي وطلق لي العنان
محتاجة لبعض الهناء
ابعدني عنك ، قربني منك ، آه ... زماني ظلمني ، أهلي ، والاصدقاء
لا أعرف أين أذهب،
فذهبت اليك ونعتك بملاك من السماء
انقذني من خوفي ، تزوجني طمني لا تبتعد عني
جاوبني..!!
هو : حبيبتي .. اهدئي .. اهدئي ، إني احبك و...
ليس بالكلام المراء
هو : إني اريدك ...
ليس للقول دواء
هو : ماذا تريدين؟!
اريدك ان تمليء علي الفضاء
وتسعدني وتنقلني من الشقاء

"قصة حبيببـــين وشاهــد"
الحبيب
لا أستطيع محاورتها ، إنها ... إنها بعيدة عني

الشاهد :
كيف إنها بعيدة عنك ؟ وهي القريبة المحبة الواضحة معك

الحبيب :
لا أعلم ، رأيت فيها الجمال والغيرة وشموخ الجبال
كلامها يأسر قلبي ويجعله يخفق بنبضات بطيئة تتقارب إلى الموت
وبكلمة أحبك التي تخرج منها تعيدني إلى الحياة
وتوقظني من السبات
سأقولها لها سأقول لها أحبك بلغة تختلف عن ماقالها الأدباء والمفكرين والرواة

الشاهد :
قلها ولا تخف ، قلها في العلان
وأطلق لروحك العنان
وصارحها بحبك الولهان

الحبيب:
ولكن يا شاهد قف أريد أن أكلمك ، أحببتها ولكن بوقت وزمان ... فيه المحب مهان
أحببتها ولكن صعب علي قولها صعب علي أعلمها لانها بعيدة عني ، بعيدة عن واقعي ، آني مقيد

الحبيبة:
يا شاهد إني أنا المقيدة ...
وأندب حظي لانني أحببت شخصاً بوقت يعذبني
وقت لا أستطيع أن أبيح بحبي له .. أحبه ... ولكن ماذا أفعل أنه بعيد عني

الشاهد:
كيف يكون بعيد عنك؟ وهو قريب المحب العاشق الولهان الغارق

الحبيبة:
زماننا يمنعنا ... وقتنا يقتلنا ... مجتمعنا عدونا
أنظر في المرآة ... وأتخيل صورته خلفي
يضع يديه الرجوليتان على كتفي
ويخضع خده على خدي ، وكفه على كفي
فنحس الحب وبحرارة العواطف
وتهيج العواصف وتغرق السفن وتغمض الطوارف

الشاهد :
لماذا لا تتجرأي ويتجرأ وتقولينها ويقولها أمام الجميع
وتعيشون بسعادة وقلب وديع

الحبيبة:
كلامك بديع ولكن زماننا وضيع ، يخيب آمالنا وأحلامنا الوردية ويشري بنا ويبيع

الشاهد :
لا أعرف ما أقول ، قصتكم كقصتي بل أكثر حزناً وتقيداً ، أكثر حلماً وألماً


يا من تسمعوني إفتحوا الأوراق مع من تحبون وأتركوا الزمن الملعون
وانطلقوا ولا تتقيدوا بالاخرين كونوا واقعيين لا حالمين ، إن أحببت فلا أحد يكون قادراً على منعك مع من تحب حتى ولو كان مجتمعك أجمعه

"ناعمـــة أنتـــي"
ناعمة أنتي
بكلماتك الوردية التي تملأ آفاقي
وتسعدني وتفتح أوراقي

ناعمة أنتي
بشعرك وهمسك والعبير
فتجعلين من الصرير أثير

ناعمة أنتي
بذوقك الأخاذ الراقي
الذي دائماً يأخذني فأطير
مشاعري اتجاهك شلال هائج ليس له نظير

ناعمة أنتي
وأقولها من أعماقي
وبحبك قد أصبحت الأسير
ودموعك لا تستحق الحقير
اتركيني أرتوي من رحيقك
واجعلي من دربي منير

"مجنــونة أنتــــي"

ايتها المجنونة
ملكتيني بحبك الوردي وغيرتك الساحقة
وكم كنتي علي حنونة
ايتها المجنونة
اسلبيني نفسي ومزقي دواخلي وعيشي ملكة
وعيوني ستكون لك يا سيدتي مرهونة
مجنونة ، قلتها لك بكل مشاعر الحب والرومانسية العمياء
فلم اقل ذلك قصدي الاهانة ، ولا قصدي الادانة
يا جميلتي ارفقي بعيون قد عشقت رموشك الطويلة
وبشخص نام حلماناً بالوسادة
متخيلاً شفتيك الرمانيتان ترويني بكل سعادة
يا جميلة الاوصاف ، ورشيقة الارداف
شغلتني عن صلاتي والعبادة

ذوبي بين فرائصي ونامي بحزن على صدري
واذرفي دمعك الدري على جسدي العاشق لجمالك الالهي
وتعالي حلقي معي في عالمي الخاص
واستنشقي لحظاتي التعيسة
فاسعديها وحوليها وعلميني
علميني كيف احبك
يا مجنونة

"امتلكي مشاعــــري"
ساقت بي المشاعر كالأسيرا
فحبي لك يا سيدتي كثيرا
دارت بي الدوائر والمربعات
وبحبك قد أصبحت الاميرا
وشوقُ قلبي لك لا تناله القصور
ويظل ذا الشوق مضطربٌ فقيرا
نلت مني ودنت نفسي إليك
وسحرت باسودك الحريرا
دنوت منك وانتي بعيدة
فرجفتي بكل رقةٍ واثيرا
سمعت منك همساتُ حبٍ
وكلماتٌ سرقت قلبي الكبيرا
هدئيني وتعالي قربي بكل شوقٍ
ونامي على صدري والسريرا
وهيمي بحبي وكوني قريبة
واسمعي همسي العبيرا
لوح جسمك ناراً تلوذ خواطري
والصمت افضل اذ شعري صغيرا
نامي بعيني ليظمك جفني الظمان
ويغطيك بكل عشق غائراً مستغيرا
وسوقي مشاعري وهدميني
واحتلي دموعي وراقبيني
وأشعلي بي الحب السؤددي
وقومي عانقيني وارضخيني
فأنتي يا حبيبتي الحب الأخيرا

" حلم في رسالة من حبيبة قديمة"

إلى من سرق قلبي ووضع بدله قلبه
اني الحبيبة القديمة
تحية عطرة ...
قد سالت مني دموع كثيرة
واحتلت عينيك قلبي أجمل احتلال
واستغلت عينيّ وراح شجوني
فقلت يوماً سوف لن أنساك محال

*****
سأتذكر لك يوماً صعدت فيه المصعد
آتية إليك بكل جوارحي وشهواتي
صعدت إليك سعيدة بنفسي ناسية آهاتي
قلت سالتقيه
فقرعتُ بابكَ بكل سعادة
سالتقي باعث آمالي وحياتي
ففُتحتْ الباب !!!
للحظة سالت دموعي وصار مماتي
وقفت هي قائلة لي وصوت التلفزيون تتهاوى موجاته ، وشعرها المحلول بكل قوة
ومكياجها البشع أمامي ووقفتها وعلكها الزائف يطقطق :
"نعم ، تفضلي سويت السيد فلان؟ هل من شيء"

*****
فصرخ داخلي ، وهدئ كلامي
ووقعت أحلامي ، ورفعت راسي
ونزلت دمعتي ، وابتسمت
شكراً اخطأتُ العنوان


****
من هنا رسالتي رسالة حبيبة قديمة
اتعلم في ذلك المصعد ماذا كتبت لك؟
" حبيبي ، حلق بسمائي طائراً ومزق لوحاتي القديمه التافهه ، واحلل شعري واخترقني
والعب معي وارقص حتى الصباح ، فاني مملوءة بك .
واركب سرج فارسي ، واخطفني من بين الجدران ،
خذني إلى البحيرة الغربية ونضع ارجلنا على الموج الهائج ونهيم معاً باحلى لون ازرق
واخضر وابيض واحمر ،
فنلون حبنا بحبنا
فتسير انت امامي ناظراً خلفك بكل ما في الابتسامة من جمال تحت ضوء الشمس الساحر وتقول لي مجنون بكي وترقص امامي وانا ضاحكة"



هذا كان حلمي في هذه الرسالة من حبيبة قديمة .

"اختر انت العنــــوان"

روحٌ صافية ، اختلطت بعذوبة الهدوء
جاء الزمان عليها فانحنت خاوية كغصنٍ مكسور
وتلعثمت وانهمرت ببكاء مريــمي
****
باح الزمان طهرها... ووسخ جسمها النقي
شَرِبتْ من الخمرِ المعتق بكل قسوة
واغتُصِبتْ مراتٌ مرات..
غرقت في خطيئةٍ عمياء
****
وأهدت ريعان شبابها لشابٍ مريض لم يكن يستحقها..
فحرمها، وهجرها ، فأحمضَ قاعديتها
وتحولت كرياتها حمرٌ
وقُتِلتْ ما فيها من بيض
****
اغتُصِبتْ بماءٍ سقيم أخسرها الأمل
فنامت متعرقة في ليلة حارة
فامتضغت دموعها بعرقها الغير طاهر
****
اغتُصِبتً العذراء..
وراح الصفاء
وانتُشِلَ البهاء..
ونامت عمياء
رغم ما حولها من الضياء
مظلومة مكسورة قد ظلمها أسفهُ السفهاء..