ديوان الشاعر مكي جاروط

و بحث عن عينيك كثيرا
في كل اعين النساء
و الظباء
و ذات الأحداق النجل
و الحوراء
دعجن العيون
و سودها
و البيضاء
بصفاء النيل
و السماء
عن ما قرأت
أو سطر الأدباء
و المنحوتات و اللوحات
و قصائد الشعراء
علني أجد
بعض البعض شبيها
فلامتني النساء

اتذكر أيها القمر
عندما جلسنا أمام ناظريك
كنا ثلة من صحاب
حكينا لبعضنا
قصصا عن الهوى
و السياسة
و عن عشق التراب
و افترقنا
و اتفقنا
أن نعود غدا
عندما ادركنا الصباح
في تلك البطاح
و هفا النيل
زهرات الفجر الندي
تقافزت في ترحاب
شقشقت
و ترنمت
عصافير
صدحن
يا شباب
غنوا
للغد
و أيام السعد
و لكن عند الضحى
تلقفتنا
انياب الذئاب
و القمر
الغد
الفجر
الأمل المجنح
الأماني
الأشواق
الكل غاب
الكل ذاب
فما التقينا
بعد ذا
فما جرى
عجب
و وصفه اعجبا

منذ تلك السنوات
اغفو حينا
اغش النوم بالساعات
لا الهمس اجدى
و لا الأحلام
حتى
اداعب خيالها
طيفها
عيناها
تسكرني
تسحرني
و تشجوني
و هي
ضي عيوني
و افكاري
و دليلي
إذ
تاه الشوق
- فهو دوما يتوه من
قلبي
إلي . . .
قلبي -
فيكسوني
عزا
و شرفا
و يكفيني
عشقها
يكفيني

أيها القمر
ما زلت أسألت
و أنت لا تجيب
و هي
لا تجيب
إلا بمقدار أن ينزل الحليب
من الضرع الخصيب
لذاك الطفل الحبيب
و لكم وقفت محتارا
من الشروق حتى
المغيب
و كثيرا كنت
اخلط بين المغيب و ...
المغيب
و مرت السنين تلو السنين
و شهية للصمت
اضحت تستجيب
كلما نظرت إليك
يا قمري
تبسمت عيناك
و اعتراني شعور ..
كالأطفال إذا رأوا
حلوى
أو حليب
أهذي عيناك
أم أني توهمت
أم هي تخاريف
الحب و الحبيب
آلآن تضحك ؟ !
ما عودتني
حينما أسألك
لاتجيب

يا قمري العزيز
الحبيب ، الصديق
الرفيق الرقيق
بت احلم كل لحظة
في الصحو
و المنام
خذ عني بعض همي
كي انام
فمنذ الف الف
و الف عام
لم اعرف طعم المنام
أصحيح
قد يطول زمن الفطام

هي عيناها
دنيا
تحي فيها زمنا
لا يستطيع أحد أن يحدده
بالحسابات المألوفة
فحديث عينها يختصر كل الزمن
في لحظة
تحمل إليك
كل الرسائل
بشوقها
و حنينها
عطفها
و أنينها
شجوها
و اغنيات الطفولة
و الكهولة و ما بينهما
سحر الفن
و لوحات الغزل العذري
من لدن حواء
و حتى آخر قطرة حب
على الحياة
جرعات
من تواشيح و مزامير
و دفء و زمهرير
و بعض البعض
من سكر الحنين
و جنون العشق
و تصاريف الفراق
و البعاد
و هجر قد يأتي
في سنوات القحط
أو
لقاءات الوداد
في جوف السعادة

كنت اعلم أن
وجهك
مدفون في اعماق
أعماقي
عبثا
بحثي عنه
في اوجه العابرين
و لوحات الرسامين
و تماثلين النحاتين
كنت يقينا
في وجداني
فما جدوى
تلوين الزهر
و تنسيق الفجر
مرتين
حين بزوق
الفجر
و عند شروق
الفجر
فأنت الزهر
و الفجر
و العمر
حاولت ارسم الحقد
فإذ
بعيني فجرك
تدمره
فتسلقت جدار الحب
فجاءني
عشق النبض
و هوى بض
توسدت نور عينيك
و تطمأنت روحي
و نامت هواجسي

حبك
صار مأوى للاحلام الجميلة
و مسرح
تمرح فيه الامنيات الحالمة
فتشربي فجرك
و اخرجني
للكون انشودة
ضاحكة الوجنات
و زهر ربيع

هم الصامتون افواها

الناطقون عيونا

تخبرك افعالهم

أن نفوسهم دونك

تقف

بين المكروه و بينك

يشغلهم غيابك

حتى إذا حضر طيفك

خبروه

و إن شخصت أمامهم

عبثا

يخفون حبهم

أو

هكذا خيل إليهم

يغزلون لك ضوء الشمس

و خيوط المطر

و وشوشات القمر

جبة

و عمة

و شال

يستأنسون بسيرتك

تعويذة

و حرزا

و تميمة

و فال

يتبركون _ كأنما _ يتمسحون خشية البرد

أو

السحر

أو من غيرة

الحساد و العذال

صرت اقرأ
كل عنوان مرتين
و الحكايات
حتى المشاوير
إلا عينيك
تسحرني
فلا املك
حق التكرار
فقد
تسمرت عيني في عي_ _ _