ديوان التميمي سلمان

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التميمي سلمان

أخذت العين بلا خجلٍ

ولا شيء من كبريائي

وعلمت أني إليك آتٍ

فملأت بالطيب أحشائي

وودت لقياكِ بي مهللةً

يا جنةً تزهو بها الأرجاءِ

يا واحةً خضراء ياقمراً

يا رانية الأحلام إمضاءِ

يا غائبة ألا تسمعينني؟

فقد جف من الصوت ندائي

يا دواءاً كنت لعلتي

يا بلسمي ويا طيب شفائي

يا رافضةً كل الرجال تكرماً

عل الزمان يبقيك عذرائي

لو أن عصور الحب تزاوجت

ما أنجبتك بعد مخضاءِ

يا نكرةً عند الآخرين لكنما

بين أضلعي أنت أنفاسي

يا غائبة بين الباقين لكنك

حاضرة في أعماق وهواسي

ومجنون بك القلب يا أملي

يا طوقاً من الياقوت والماسِ

يا بلبلاً يغرد في أذني طرباً

فيعلو معه السماوات إحساسي

إن قلتِ لي يوما كيف رؤياك

جئتك مسرعاً مشياً على الراسِ

ألفت الناظرات إليك توسلا

علّى أراك من دون مقياسِ

وإذا بي إلى سراب منك مهرولٌ

علي أخفي بعض أوجاسي

فلم أجد منك إلا خيالا ولم

أجد أشد من أحلامي علي قاسي

جنتي وسمائي
وهل أكثر من الأحلام إيلاماً؟

إذا كان جريها عكس أحداسي؟

قصة عاشق

قصة للمحزونين أتلوها

فاصغوا اليها وافهموها
فقصتي قصة طويلة
ولكنها للعشاق جميلة
أبدأها بحب ومحبوب
وحبيبة به تذوب
توسدت وسادتي ذات يوم
وكأني خالد إلى النوم
فأتى على بالي حبيب قديم
لكنه لجرحي نديــــم
فتذكرت خطواتنا معا
وكيف يلقي علي الأدمعا
وتسامرنا بين الدروب
وكيف بعضنا في بعض يذوب
وتذكرت يوم الفراق
يوم جائني جائني بلهفة المشتاق
فقال لي اليوم عندي خبر
يحزنني ويحزنك ... لا يسر
فقلت له هات ما في جعبتك
فانني في الأشواق منهمك
فقال لا شوق بعد الآن
فان وقت الفراق قد حـــــــــــــان
فقلت له ماذا تقول
أفي كلامك شيء من المعقول
أإنني وأنت سوف نفترق؟
وكان جل اهتمامنا أن نتفق؟
أقلت لي أنك غادي
وهل تصبر يوماً على بعادي
فقال لي هذا ما يكون
وبهذا القول أنا محزون
لكنني ليس في موقف المختار
بل إنني جد محتار
لأن أهلي اليوم كلموني
وفي زواجي من فلان أعلموني
فزواجنا يوم الغدِ
وودت قبل الغد أنا ردي
فقلت له بعين البكاء
أهكذا نفارق الأوفياء
أفي الزمان رغم على القلوب
وفي أيام إجبار عن المحبوب؟؟؟
فانهملت عينينا بالدموع
وأصبحت أحزاننا كالجموع
فتشابكنا من أجل الوداع
وفر قلبيي مني مراع
لم يكن ليرى الهموم
ولم يكن عن المحبوب يصوم
فتركتها ولم أشاء
وأحسست نفسي دون انتماء
وها أنا اليوم حزين
وعلى حالي منذ تلك السنين
فصحوت من خيالي فزعاً
ووسادتي امتلأت أدمعاً
وودت أن أروي لكم قصتي
علكم تقدرون دمعتي

سعداً لكِ إذا حلت وفاتي

لكِ يا من تفطر الفؤاد برؤياكِ

وأفزعتِ جميع شراييني بلقياكِ

يا صوتاً يغرد في أذني فيملئها

طرباً ... ويقتلني بإرباكي

يا واحة خضراء قد جئتك اليوم زائرا

علّي أرتوي من ماء خلته أرواكِ

يا سهلا أراه قد امتدت مطاربه

وبيداء قلبي قاحلة تحت سماكِ

فأمطري عليَ ودقاً لتروى به

بعض أطرافي فأزهو كما مرعاك

وأضفي على ضفافي لوناً أخضراً

لأصبح بماءك المسكوب ... وهواكِ...

شيئا في هذا الكون له معنى ...

وعطاء سخيا ... وطربا ومغنى ...

ويصبح لقلبي المسكين داراً يسكنها

فيحيا لها ... وبها يفنى

ويشجو لأناته الصارخات طرباً

ويقطع أوتار الحزن الذي أضناه

وتضحي جراحه العظام سبل نهرٍ

يسيل بمائك الذي أرواه

ويصحو في فجر يوم ولو ساعةً

فَرِحَ الفؤاد ... لا هم يلقاه ...

ألا لبيتي ندائي غاليتي ؟

فنداءات قلبي ... وصراخه .. أفناه

ولا تردي عليَّ صوتي قانطاً

فصوت العود كل الناس تهواه

لكنَّ صوتي كناي في فمٍ محزونِ

ينحب ... ينظر من ذا الذي آتي؟

فإذا بالمنايا السارحات له مضيفةً

وإذا بك تستقبلين بالأفراح أناتي

وكأن موتي صار لك حياةً

فوالله ما كانت حياتك إلا حياتي

وصدقاً إذا متُّ وحادي النعش يرفعني

ورأيت وجهك الشفاف نحوي آتي

لقمت من نعشي أحيي لك قلبا...

وأقول له أسعِد أيها قلب فقد حانت وفاتي

لقاء في الأوهام


قال الحبيب:
أين أنت مني أين؟ ××× وما الذي عني أشقاكا
فقلت:
كيف لا تعرف عني وأيني ××× وأنا الذي يجري في دمماكا
قال:
وأين القلب مني وأين ××× أنت يا وأين هواكا
فقلت:
كيف للناظرين رؤيا الدماء ××× وبين العروق جريها انهماكا
لكن رؤياها شعوراً بها ××× فلولاها ما الذي أحياكا
قال :
ومتى لقيانا للعتاب معا ××× ومتى يا عاشق السراب ألقاكا؟
فقلت:
وهل اللقاء إلا في دنيا الفنا ؟ ××× وهل للسمو أن يكون بها ذاكا ؟
قال:
إن كنت لا ترجو الرؤيا هاهنا ××× فرجائي يوم الحساب أراكا
فقلت:
لا تذكريني بما أرجو نواله ××× فجلَّ نوالي بعد الممات ألقاكا
وجلَّ أدمعي سالت طامحةً ××× علَّ دنياي تفنى من أجل رؤياكا
قال:
كفاك أيها المعتوه توهماً ××× وكفى أمضيت بالأحلام دنياكا
فقلت:
من في الكون هذا أوهمني ××× وأملني بالأحلام إلاكا ؟
من في الكون هذا أوهمني ××× وأملني بالأحلام إلاكا ؟

كلمات حاقدة
كلما تخيلت تلك الليلة الظلماء
ما وجدت فيها غير كلمات جلها صماء ...

أجبرتها في حينها للكلام معي ...
وتوسلتها ... لا تفارقين مضجعي ...

كلماتي ... إجعلي الليل علي نور ...
ألقي على مسامعي ما بداخلك يدور ...

إجعلي الصمت ... أصوات وضوضاء ...
أطلقي العنان لقصيدة عصماء ...

فقالت لي ... أرجوك لا ترميني
بما جل إهتمامي ... به تغويني؟

لن أطلق صوتي الغالي إلا ...
لمن عن حبك المجنون تعلى ...

فقلت لها يا ترى من يكون ...
ومن في هذه الدنيا بهذا الجنون ...

أفي الكون أحد لا يهواني ؟؟
وإن كان يبكي ... فمن يبكيه سوى أحزاني؟

قالت: أرجوك كف عن الكلام ...
كفاك إعتماداً على الأوهام ...

من يا ترى له قلب ليهواك ...
حتى كلماتك ملت ... لا تريد سماع فحواك

فقلت لها ... رجاء اصمتي
يا جارحةً بكلامك .. أسكتي ..أسكتي

قالت ألم أقل لك أنني لا أريد الظهور ...
لأنني ... أجرحك أيها المغرور ...

فقلت لها والدنيا بأوهامي تدور ...
زور ما قاله الناس لي ... وكلامك كله زور

قالت أهذا الذي تنويه في مناجاتك ؟
أما وجدت غيري ... تسمعه من تفاهاتك؟

يميناً لألتزم بعدك السكوت ...

علك من سكوتي ... بعد دهر تموت

لقاء يغداد
جئتك والمــــنايا الطــــــامحات تغويــــــــــــــني
وأنتي أمل الحيــــــــــــاة فيـــــــــــــــــه ترويــــــــــــني

فإذا بي أهفو إلى الأفراح في حــــــــزني
وإذا بها تهفــــــــــــو إلى قلــــــــــبي لتأويـــــــــــــــــــني

تلقتني وكأنها أم مشـــــــــــتاقة لـــــــــــــــــــي
وأحتظنتــــني بما احتضنـــــت فيه السلاطـــين

ولا أدري مـــــــــــــاذا جـــــــــــــــرى بـــــــي
تلقيتها لقيـــــــــــــا التي كانــــــــــت لترضيـــــــــــــني

وأودعـــــــت في راحـــــــــــتيها حـــــــــزني
وأنزلت أمتعــــــــتي في مــــــن بها كان تأبيني

فـــوالله ما كنــــــــــــت عالمـــــــــــا بالـــــــــــــذي
جــــــــــــرى لي ومـــــــــاذا حــــــــــل في أمــــــري

أمجنــــــــــــون بلقياهــــــــــــا وأحضــــــــــــــانها
أم أني بلقيـــــــاها قد ضــــــــــاق صــــــدري

أم أن المجـــــــــــانين من فارقــــــــوهــــــــــــا
وتحمـــــــلوا الـــــــــــــذل دهـــــــراً على دهــــرِ

أيا رب مــــــــــــا كنت أرجـــــــو غيرهـــــا
فرحمـــــــــــاً بهـــــــــا يارب ورحـــــماً بصـــبري

أكنـــــــــت كالثكـــــــــــلى على ضناهـــــــا
وإذا بــــــها لاقــــــــــــــت مـــــــن بـــــــــه تــزري

فسعـــــــــــدا لقـــــلب نال المــــــراد نهــــايةً
وسعـــــــــــــــــدا لعين بها الدمــــــــوع تـــــــذري

فمـــــا رجوت بلقياهــــــا غير مطمــــــــــح
وأوهمــــــت نفســـــــي أنه غــــــــــاية العمــــــــرِ

رجوت الحيـــــــاة طـــــــــــويلاً بها منعـــــــــماً
وما شعرت إلا وموتي في العروق يجري

أكان الممات في من طال الفراق لها
فيا فرحــــــــــــي وفي بغـــــــــداد يشـــــــق قبري

صفحة التاريخ
أريد أكتب عالوطن عن الوطن بالوطن
قصيدة بلا قوافي ولا وزن
قصيدة أكتبها بصفحة التاريخ
ما أحتاج بيها رقة ولا حزن
أكتب وطن شالو من الضريح
وجوة نفس الضريح لكوه مندفن
أكتب وطن شافو من بعيد
وطن مجروح ميت من زمن
يمكن وطن لو يوصلنا لو لا
وتالي وصل وتعدى بينا الزمن
وتعدى علينا وراح للباقين
وطش عليهم خير وأفراح وشجن
قصيدة أكتبها والجروح أقلام
ومن دمي من الصغر عبيت القلم
وتسئلني عالصفحة هاي منين ؟
صفحة التاريخ الما ترفع علم
صفحة التاريخ الما ترفع علم


تحياتي إلى الوطن النازف من جراحه
التي بدأت بالالتآم رغم أنف من عادوه

l