لِص بارع ... استطاع خطفها من بين الجموع .. اختارها هي صديقة للدموع . يبحث عن عشيقة يحيــا بهـا .. ليصل هذيانه حد الجنون ..
ومرّت الايام والسنون .. وتألقت بانوثتها .. ووجدت نفسها تسكن في احضان الحزن .. وفي قلبه المكنون !!
هي تحيا بحزنها .. وحزنها يحيا بها .. تعشق دمعها .. ودمعها يعشها ..
فسُّجلت مملكة الحـــزن باسمها ..
فمملكته موطنهــا .. استوطنها منذ سنين ..
وتعايشت في ظله وقد نست الانين ..
فالحزن تبنّاها .. وسرقها لعالمه واصبح بها مفتون ..
وفي لهفة ممزوجة بالألم .. يسترق الفرح النظر اليها من بعيد .. فتعصف به ذكرياته الجميلة القديمة معها حين كانت طفلة ..
الابتسامة الرقيقة لا تفارق ثغرها ..
والسعادة تملأ حياتها .. فآهٍ يا وجعي عليك ِ يا صغيرتي .. !!
كلّ تلك الاحداث حولها .. والحدث الاكبر يعبر زمنها ..
ها هو العاشق الهاذي بين طيّات كتاب الحب .. يريد ان يواسيها لحزنها ..
يظنّها ملّت وضعها .. !!
مسكين .. دعيه يحاول !!
راح ينزل الى اعماق البحار ويرسم خيالها ..
يفتح الطريق امامها .. ليرّحب بدخولها..
يدعوها للدخول بمحرابه .. وينصّبها ملكة احزانه ..
هيأ امبراطورية الحزن الكبيرة ..
ونادى من بعيد على مقوّماته البليدة ..
وهي تقف حائرة بين الكلمات ..
وخجولة تجلس خلف عرش الآهات ..
تقبل ام ترفض دعوة الصداقات .. !!
لا ..
تريد ان نبقى وحدها .. وغرور حزنها يرافقها ..
فكــفى !!
ليست احزاني من تنتظر شعر احد ليواسيها .. فاحزاني تأنس بخواطري التي تحاكيها ..
فلملم بقايا محاولاتك الممّزقة .. فقد قطعت علي وحدتي .. وسرقت مني خلوتي .. !!
عذرا .. فلست انت فارس حزني وانوثتــــي !!