اهلا وسهلا بكم في منتديات حزن العشاق .. يمنع نشر الأغاني والمسلسلات والأفلام وكافة الصور المحرّمة ويمنع نشر المواضيع الطائفية... منتدانا ذو رسالة ثقافية وسطية

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-24-2013 ~ 05:35 AM
افتراضي اعراب سورة البقرة من الاية 63 الى الاية 134
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 1
 
الصورة الرمزية سندريلا بغداد
 
353718473.png - 2.59 KB
تاريخ التسجيل : Sep 2012
العمر : 10
معدل تقييم المستوى : 62
سندريلا بغداد ادارةسندريلا بغداد ادارة




أع ــــضاء وزوار
ح ـــزن الع ـــشاق


اليوم موضوعنا وطرحنا في القسم الدراسي


بعنوان


اعراب سورة البقرة من الاية 63 الى الاية 134

اعراب آيات سورة ( البقرة )من الآية (134:63){ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُم مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ }
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ..} [63]
قال الأخفش: أي واذكروا {إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم} أي فقلنا خذوا ما آتيناكم. {فلولا فَضْلُ اللهِ} [64] رفع بالابتداء عند سيبويه والخبر محذوف لا يجوز عنده اظهاره لان العرب استغنت عن اظهاره بأنهم اذا أرادوا ذلك جاءوا بأنّ فاذا جاءوا بها لم يحذفوا الخبر، والتقدير فلولا فضلُ اللهِ تَداركَكُم {ورَحمتُهُ} عطف على فضل {لكُنتُم} جواب لولا {مِنَ الخَاسِرِينَ} خبر كنتم.
{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ }
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ..} [65]
في موضع نصب ولا يحتاج الى مفعول ثانٍ اذا كانت علمتم بمعنى عرفتم. حكى الاخفش: لقد علمت زيداً ولم اكن 12/ ب أعلمه، {ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ} صلة الذين {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً} خبر كان {خَاسِئِينَ} نعت.
{ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }
{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً..} [66]
مفعول ثان {لِّمَا بَيْنَ} ظرف {وَمَا خَلْفَهَا} عطف {وَمَوْعِظَةً} عطف على "نَكَالاً" {لِّلْمُتَّقِينَ} خفض باللام.
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ }
{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ..} [67]
كسرت اِنّ لانها بعد القول وحُكِيَ عن أبي عمرو {يَأْمُرُكُمْ} حذف الضمة من الراء لثقلها، قال أبو العباس: لا يجوز هذا لان الراء حرف الاعراب وانما الصحيح عن أبي عمرو أنه كان يختلس الحركة {أَنْ تَذْبَحُواْ} في موضع نصب بيأمركم أي بأن تذبحوا {بَقَرَةً} نصب بتذبحوا {قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً} مفعولان، ويجوز تخفيف الهمزة تجعلها بين الواو والهمزة ويجوز حَذْفُ الضَّمَّة من الزاي كما تَحذِفُها من عَضُدٍ فتقولُ {هُزْؤاً} كما قرأ أهل الكوفة، فأما جُزْءٌ فليس مثل هُزْء لانه على فُعْلٍ من الاصل {قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ} ولغة تميم وأسد "عَنْ" في موضع "أَنْ".
{ قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ }
{قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ..} [68]
حُذِفَتِ الواو لانه طلب ولغة بني عامر "ٱدْعِ لَنَا" بكسرِ العين لالتقاء الساكنين {يُبَيِّن لَّنَا} تُدْغَمُ النون في اللام، وانْ شئتَ أَظهرتَ فاذا كانت النون متحركةً كان الاختيار الاظهار نحو {وزَيَّنَ لهُمُ الشَّيطَان} {يُبَيِّن} جزم لانه جواب الامر {مَا هِيَ} ابتداء وخبر، {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ} خبر اِنّ {لاَّ فَارِضٌ} قال الأخفش: لا يجوز نَصْبُ فارضٍ لانه نعت للبقرة كما تقول: مررتُ برجل لا قَائمٍ ولا جالسٍ، ويجوز أنْ يكونَ التقدير ولا هي فارضٌ، ويقال على هذا: مررتُ برجلٍ لا قائمٌ ولا جالسٌ. {وَلاَ بِكْرٌ} عطف على فارض {عَوَانٌ} على اضمار مبتدأ.
{ قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ }
{.. مَا لَوْنُهَا..} [69]
ابتداء وخبره، ويجوز "مَا لَوْنَهَا" على أنْ تكونَ ما زائدةً وتَنْصبُهُ بِيُبَيِّن. {بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ} لم تنصرف صفراء لأنَّ فيها ألفَ التأنيث وهي ملازمة فخالفت الهاء لان ما فيه الهاء ينصرف في النكرة {فَاقِـعٌ} نعت {لَّوْنُهَا} رفع بفاقع.
{ قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ }
{.. إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا..} [70]
ذكر البقر لانه بمعنى الجميع. قال الأصمعي: الباقر جَمْعُ باقرةٍ قال: ويُجمَعُ بقرٌ على باقورة، وقرأ الحسن {إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهُ عَلَيْنَا} جَعَلَهُ فعلاً مستقبلاً وأَنَّثَهُ والأَصلُ تَتَشابهُ ثم ادغمَ التاء في الشين، وقرأ يَحيى بن يَعْمُرَ {إِنَّ ٱلبَاقِرَ يَشَّابَهُ عَلَيْنَا} جَعَله فعلاً مستقبلاَ وذكرَ الباقرَ وأدْغَم، ويجوز اِنّ البقر تَشابَهُ علينا بتخفيف الشين وضم الهاء ولا يجوز يَشَابُه علينا بتخفيف الشين وبالياء، وانما جاز في التاء لان الاصل تتشابه فَحَذَفْتَ لاجتماع التاءين. {وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} خبر اِنَّ و "شَآءَ" في موضع جزم بالشرط وجوابه عند سيبويه الجملة وعند أبي العباس محذوف.
{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ }
{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ..} [71]
قال الاخفش: "لاَّ ذَلُولٌ" ولا يجوز نصبه. قال أبو جعفر: يجوز أن يكون التقدير لا هي ذلول، وقد قرأ أبو عَبدِ الرَّحمن السُلمي {لاَّ ذَلُولَ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ} وهو جائز على اضمار خبر النفي {تُثِيرُ ٱلأَرْضَ} متصل بالاول على هذا المعنى أي لا تثير الارض {وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ} وزعم عَلي ابن سليمان أنه لا يجوز أن يكون تثيرُ مستأنفاً لان بعده "ولا تَسقِى الحرث" فلو كان مُستَأنفاً لما جَمَع بين الواو و "لا" {مُسَلَّمَةٌ} أي هي مسلّمة ويجوز أن يكون "مسلّمة" نعتاً أي انها بقرة مسلمة من العرج وسائر العيوب ولا يقال: مسلمة من العمل لانه لا يصلحُ سالمةٌ مما هو خير لها. {لاَّ شِيَةَ فِيهَا} الاصل وشِيَةٌ حُذِفَتِ الواو كما حذفت من يَشِي والاصل يَوْشِى. {قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ} فيه أربعة أوجهٍ الهمز كما قرأ الكوفيون {قَالُواْ ٱلآنَ} وتخفيف الهمزة مع حذف الواو لالتقاء الساكنين كما قرأ أهل المدينة {قَالُواْ ٱلآنَ} وحكى الاخفش وجهين آخرين: أحدهما اثبات الواو مع تخفيف الهمزة {قَالُواْ لآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ} أثبتَ الواو لان اللام قد تَحَرّكَتْ بحركة الهمزة ونظير هذا {وأَنه أهلَكَ عاداً لُولا} على قراءة أهلِ المدينةِ وأبي عمرو، وقال أبو جعفر: سمعت محمد بن الوليد يقول: سمعت محمد بن يزيد يقول: ما علمتُ أنَّ أبا عمرو بن العلاء لَحَنَ في صَمَيمِ العربيةِ ألاّ في حرفين أحدُهما {عَاداً لُولا} والآخر {يُؤدّهْ اليكَ} وانما صار لَحْناً لانَّهُ أدغم حرفاً في حرف فأسكن الاول والثاني حُكمُه السكون وانّما حركته عارضة فكأنَّه/ 13أ/ جمع بين ساكنين وحكى الاخفش {قَالُواْ ألآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ} فقطع الالف الاولى وهي ألف وصل كما يقال: يا ألله. قال أبو إسحاق: الآنَ مَبنيّ على الفتح وفيها الالف واللام لأن الألف واللام دخلت لغير عهد تقول: كُنت اِلى الآن ههنا فالمعنى الى هذا الوقت فَبُنِيَتْ كما بُنِي هذا وفُتِحَتْ النون لالتقاء الساكنين. {فَذَبَحُوهَا} الهاء والالف نصب بالفعل والاسم الهاء ولا تُحذَفُ الألف لِخفّتها وللفرق بين المذكر والمؤنث {وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} فعل مستقبل وأجاز سيبويه: كاد أنْ يفعلَ تَشبِيهاً بعسى.
{ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }
{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً.} [72]
"إِذْ" ظرف معطوفة على ما قبلها. {فَٱدَّارَأْتُمْ} الأصل تدارأتم ثم أدغمت التاء في الدال ولم يَجُزْ أنْ تَبتَدِئَ بالمدغمِ لانه ساكن فَزِدتَ ألف الوصل {وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} "مَّا" في موضع نصب بِمُخرج ويجوز حذف التنوين على الاضافة.
فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
{.. كَذَلِكَ يُحْيِي ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ..} [73]
موضع الكاف نَصْبٌ لانها نعت لمصدر محذوف ولا يجوز أنْ تُدْغَم الياء في الياء من "يُحْيِي" لئلا يلتقي ساكنان.
{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ..} [74]
تقول: قسا فاذا زِدتَ التاء حذفت الالف لالتقاء الساكنين {قُلُوبُكُمْ} مرفوعة بقسمت {فَهِيَ كَٱلْحِجَارَةِ} والكاف في موضع رفع على خبر هي {أَوْ أَشَدُّ} عطف على الكاف ويجوز أن "أَشَدُّ قَسْوَةً" تعطفه على الحجارة {قَسْوَةً} على البيان. {وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ} "ما" في موضع نصب لانها اسم اِنّ واللام للتوكيد منه على لفظ "ما"، وفي قراءة أَبيّ {مِنْهَا} على المعنى. قال أبو حاتم: يجوز {لَمَا تَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلأَنْهَارُ} ولا يجوز لما تَشَّقّقُ لأنه إِذا قال: تَتَفجَّر أَنّثَهُ بتأنيث الانهار، وهذا لا يكون في تَشَّققُ. قال أبو جعفر: يجوز ما أنكره يحمل على المعنى لان المعنى وإن منها لحجارةً تَشّققُ، وأمّا يَشققُ بالياء فمحمول على لفظ "ما" وأمّا الكسائي فيقول: هو مذكّر على تذكير البعض ومثله عنده: {نَسقِيكم مِمّا في بطونِهِ} أي مما في بطون بعضه. {وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ} في موضع نصب على لغة أهل الحجاز والباء توكيد {عَمَّا تَعْمَلُونَ} أي عن عملكم ولا تحتاج الى عائد اِلاّ أن تَجْعَلها بمعنى الذي فتحذف العائد لطول الاسم أي عن الذي تعملونه.
{ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
{أَفَتَطْمَعُونَ..} [75]
فعل مستقبل {أَن} في موضع نصب أي في أن، {يُؤْمِنُواْ} نصب بأن فلذلك حَذفتَ منه النون {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ} قال الخليل: قد للتوقع "فَرِيقٌ" اسم كان والخبر {يَسْمَعُونَ} ويجوز أن يكون الخبر منهم ويكون "يَسْمَعُونَ" نعتاً لفريق وجمع "فَرِيقٌ" في أدنَى العدد: أَفْرِقَة والكثير أفرِقاء. قال سيبويه: واعلم أنَّ ناساً من ربيعة يقولون: "مِّنْهُمْ" أتبعوها الكسرة ولم يكن المسكّن حاجزاً حصيناً عِندَهم.
{ وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوۤاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }
قال أبو جعفر: الأصل في {.. لَقُواْ...} [76] لَقِيُوا، وقد ذكرناه في أول السورة والاصل في {خَلاَ} خَلوَ قُلِبَت الواو ألفاً لِتَحرِّكها وانفتاح ما قبلها {لِيُحَآجُّوكُم} نصبٌ بلام كي واِنْ شئتَ باضمار أن وعلامة النصب حذف النون. قال يونس: وناس من العرب يَفتحونَ لام كَي. قال الاخفش: لأنَ الفتح الاصل قال خلف الاحمر: هي لغة بني العنبر.
{ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ }
{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ..} [78]
رفع بالابتداء {لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَابَ} في موضع نصب {إِلاَّ أَمَانِيَّ} نصبٌ لانه استثناء ليس من الاول، ومثله {ما لَهُم بِهِ من عِلْم إلاّ اتّباعَ الظَّنِّ}. وقرأ أبو جعفر {إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ} قال هذا كما يُقال في جَمْع مفتاح : مَفَاتِح. قال أبو جعفر: الحذف في المعتل أكثرُ كما قال:
وهَلْ يُرجَع التَّسلِيمَ أو يَكْشِفُ العَمَا * ثَلاثُ الاثافي والرسُومُ البَلاقِعُ
{وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} ابتداء وخبر.
{ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }
{فَوَيْلٌ..} [79]
مبتدأ قال الاخفش: ويجوز نصبُهُ على اضمار فعل أي ألزمُه الله ويلاً.
{ وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
{وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ..} [80]
رَوَى سيبويه عن بعض أصحاب الخليل قال: الأصل في لَنْ "لا أنْ" وحَكَى هشام عن الكسائي مثلهُ وزعم سيبويه أنّ هذا خطأ وأنّ لن عاملة كأنْ واستدلَّ على ذلك بقول العرب/ 13/ ب: زيداً لن أضربَ. {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ} [مدغماً] وقرأ عاصم {أَتَخَذْتُمْ} بغير ادغام لأن الثاني بمنزلة المنفصل فَحَسُنَ الاظهار.
{ بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
{.. بَلَىٰ..} [81]
بمنزلة نَعَمْ اِلاّ أنها لا تقع اِلا بعدَ النفي، وزعم الكوفيون أنها بَلْ زيدَتْ عليها الياء فَبَلْ يَدلّ على رَدّ الجحد والياء تدلّ على الايجاب لما بعده، قالوا: ولو قال قائل: الم تأخذْ ديناراً فقلتَ نَعَمْ لكانَ المعنى لا لم آخذ لأنك حَقّقت النفي وما بعده واذا قلت: بلى صار المعنى قد أخذت {مَن} في موضع رفع بالابتداء وهي شرط {فَأُوْلَـۤئِكَ} ابتداء ثانٍ {أَصْحَابُ ٱلنَّارِ} خبر الثاني والثاني وخبره خبر الاول.
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ }
{.. لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ..} [83]
قد ذكرناه في الكتاب الذي قبل هذا. {وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} مصدر {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} مبني على فعْل وحكى الاخفش {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنى} على فُعْلى. قال أبو جعفر: وهذا لا يجوز في العربية، لا يقالُ من هذا شيء اِلاّ بالالف واللام نحو الفُضْلى والكُبرى والحُسنَى. هذا قول سيبويه، وقرأ عيسى بن عُمر {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسُناً} بضمتين، وهذا مثل الحُلُم، وقرأ الكوفيون {حَسَناً} أي قولاً حسَناً. قال الاخفش سعيد:
حُسْن وحَسن مثل بُخْل وبَخَل قال محمد بن يزيد: يَقْبُح في العربية أن تقول: مَررتْ بِحَسَن على أن تُقِيمَ الصفة مقام الموصوف لانه لا يُعرفُ ما أردْتَ. {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً} منصوب على الاستثناء والمستثنى عند سيبويه منصوب لانه مُشَبّهٌ بالمفعول وقال محمد بن يزيد هو مفعول على الحقيقة المعنَى استَثنَيتُ قلِيلاً {وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ} ابتداء وخبر.
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ }
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ..} [84]
ويجوز ادغام القاف في الكاف لقرب إحداهما من الاخرى {لاَ تَسْفِكُونَ} مثل {لا تَعبُدُونَ} وقرأ طلحة {تَسْفُكُونَ} بضم الفاء {دِمَآءَكُمْ} جمع دم والاصل في دم فَعَل هذا البَيّنُ وقيلَ أصله دَمْيٌ على {فَعْلِ} اِلاّ أَنَّ الميم تُحرَّكُ في التثنية اِذا رُدَّ الى أصله ليدلَّ ذلك على أنها كانت حَرْف الاعراب في الحذف.
{ ثُمَّ أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِٱلإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
{ثُمَّ أَنْتُمْ..} [85]
فُتِحَت الميم من "ثُمَّ" لالتقاء الساكنين، ولا يجوز ضمُّها ولا كسرها كما جاز في "رُدَّ" لانها لا تَتَصرَّفُ {أَنْتُمْ} في موضع رفع بالابتداء ولا يُعْرَبُ المضمر وضَمَمْتَ التاء من أنتم لانها كانت مفتوحة اِذا خاطبتَ واحداً مُذكراً ومكسورةً اِذا خاطبتَ واحدةً مؤنّثةً فَلما ثَنّيْتَ وجَمعتَ لم تبقَ اِلاّ الضمّةُ {هَـٰؤُلاۤءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} قال القتبِي: التقدير يا هؤلاء. قال أبو جعفر: هذا خطأ على قول سيبويه لا يجوز عنده: هذا أقْبِلْ، وقال أبو اسحاق "هَـٰؤُلاۤء" بمعنى الذين وتقتلُونَ داخل في الصلة أي ثم أنتم الذين تقتلون وسمعتُ عليّ بن سليمان يقول: سمعت محمد بن يزيد يقول: أخْطأ من قال: اِنّ "هذا" بمعنى "الذي" واِنْ كانَ قد أنشدَ:
عَدَسْ ما لعبّادٍ عَليكِ امارَةٌ * نَجَوْتِ وهذا تَحْمِلينَ طلِيقُ
قال: فإِنَّ هذا بُطلان المعاني قال أبو الحسن: هذا على بابه و "طلِيقُ" و "تَحملينَ" خبر أيضاً، قال أبو جعفر: يجوز أنْ يكونَ التقدير والله أعلم أعني هؤلاء و "تَقْتُلُونَ" خبر أنتم "أَنْفُسَكُمْ" مفعولهُ، ولا يجيزُ الخليل وسيبويه أن يتصل المفعول في مثل هذا لا يجيزان: ضَرَبَتُنِي ولا ضَرَبَتَك. قال سيبويه: استَغنوا عنه بِضَربتُ نَفْسي وضَربتَ نفسَكَ، وقال أبو العباس: لم يجز هذا لئلا يكون المخاطَبُ فاعلاً مفعولاً في حال واحدة. {تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ} هذه قراءة أهل المدينة وأهل مكة تُدغِمُ التاء في الظاء لقربها منها، وقرأ الكوفيون {تَظَاهَرُونَ} حذفوا التاء الثانية لدلالة الأولى عليها، وقرأ قتادة {تظّهّرونَ} قال أبو جعفر: وهذا بعيد وليس هو مثل قوله {يَظَّهَّرونَ منكم من نسائهم} لأن معنى هذا أن يقول لها: أنت عَليّ كظَهرِ أمِّي، فالفعل في هذا من واحد، وقوله/ 14أ/ تَظّاهرونَ الفعل فيه لا يكون إلاّ من اثنين أو أكثر. {وَإِن يَأتُوكُمْ} شرط فلذلك حُذفَتْ مِنهُ النون {تُفَادُوهُمْ} جوابه {أُسَارَىٰ} على فَعْلَى هو الباب كما تقول: قَتِيل وقَتْلى وجَرِيح وجَرْحَى ومن قال: {أُسَارَىٰ} شبه بسكرانَ وسُكَارَى فكل واحد منهما مُشَبّهٌ بصاحبه قال سيبويه: وإِنما قالوا: سَكْران وسكْرى لأنها آفة تدخل على العقل. قال أبو حاتم: ولا يجوز أسَارى. قال أبو اسحاق: كما يقال: سَكارى وفَعَالى هو الأصل وفُعَالَى داخلة عليها، وحُكي عن محمد بن يزيد أنه قال يقال: أسير وأسراء كظريف وظُرَفاء {أسْرى} في موضع نصب على الحال. {وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ} وإِنْ شئتَ أسكنتَ الهاء لثقل الضمة كما قال:
فَهو لا يَنْمي رَميَّتهُ * ما له لا عُدَّ من نَفَرِه
وإنْ شئتَ أسكنتَ الهاء لثقل الضمة وكذلك إنْ جِئتَ بالفاء واللام "وَهُوَ" في موضع رفع بالابتداء. وهو كناية عن الحديث، والجملة التي بعده خبر، وإِنْ شئتَ كان "هو" كناية عن الاخراج واخراجهم بدل من هو، وزعم الفراء انَّ "هُوَ" عماد وهذا عند البصريين خطأ لا معنى له لأن العماد لا يكون في أول الكلام. {فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا} ابتداء وخبر. وقرأ الحسن {وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ}.
{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ }
{أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ..} [86] ابتداء وخبر.
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِٱلرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمْ ٱسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ..} [87]
مفعولان {وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِٱلرُّسُلِ} قال هارون: لغة أهل الحجاز الرُّسُل بضمتين مضافاً كان أو غير مضافٍ ولغة تميم التخفيف مضافاً أو غير مضافٍ وأخذ أبو عمرو من اللغتين جميعاً فكان يُخَفّفُ إذا أضافَ الى حرفين ويُثَقّل إذا أضافَ الى حرف أو لم يضِف. وقرأ ابن مُحَيْصنٍ {وآايْدناه}، وقرأ مجاهد وابن كثير {بِرُوحِ ٱلْقُدْسِ}. {أَفَكُلَّمَا} ظرف {بِمَا لاَ تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمْ} حذفت الهاء لطول الاسم أي تهواه {فَفَرِيقاً} منصوب بِكذّبتُمْ {وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ}.
{ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ }
{وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ..} [88]
ابتداء وخبر مُشْتَقّ من قولهم اغلفُ أي على قلوبنا غطاء، ومثله {وقالوا قلوبنا في أكنةٍ}، وكذا {وقال الّذينَ كَفَروا لا تَسْمَعُوا لِهذا القُرآن والغَوا فيه} ومثله {واستَغْشَوا ثيابَهُمْ} وجوز أنْ يكونَ غلفٌ جمع غلاف وحُذِفَت الضمة لثقلها فأما غلفٌ فهو جمع غلاف لا غير أي قلوبنا أوعية للعلم وقِيلَ: أي قلوبنا لا تُجْلى بشيءٍ كالغُلْف.
{ وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ }
{وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ..} [89]
نعت لكتاب، ويجوز في غير القرآن نصبُهُ على الحال، وفي قراءة عبد الله منصوب في {آل عمران} قال الأخفش سعيد: جواب لمّا محذوف لعلم السامع كما قال: {فإذا جاءَ وعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُئُوا وجُوهكُم} أي فإِذا جاء وعدُ الآخرة خلّيناكم واياهم بذنوبكُم ولم نحُلْ بينكم وبينهم، ومثله {وإذا قِيلَ لهُمْ اتّقُوا ما بينَ أيديكُمْ وما خَلْفَكُم} أي وإذا قِيلَ لهم هذا أعرَضُوا ودلّ عليه {فإِذا هُم معرضُونَ}، وقال الفراء: {فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ} كأن الفاء جواب لِلمّا الأولى والثانية ولم تَحْتَجْ الأولى الى جواب.
قال سيبويه: وقال جل وعز:
{بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ..}
{ بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَآ أنَزَلَ ٱللَّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ }
{بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ..} [90]
كأنه قال: بئس الشيء اشتروا به أنفسهم ثم قال: "أنْ" على التفسير كأنه قِيلَ له: ما هو؟ كما يقول العرب: بِئسَما له. يُريدونَ: بئس الشيءُ له، وقال الكسائي: ما واشْتَروا اسمٌ واحدٌ في موضع رفع وقال الأخفش: هو مثل قولك: بئسَ رجلاً زيدٌ. والتقدير عنده بئس شيئاً اشتروا به أنفسهم، ومثلُهُ {إنْ تُبدوا الصَّدقاتِ فِنِعمَّا هِيَ} ومثله {إنَّ الله نِعِمّا يَعِظُكُم بِه}، وقال الفراء: يجوز أن تكون "ما" مع بئس بمنزلة كلّما. قال أبو جعفر: أبْينُ هذه الأقوال قولُ الأخفش ونظيره ما حُكِي عن العرب: بِئسَما تَزويجٌ ولا مَهْرٌ ودقَقْتُهُ دقّاً نِعِمّا. وقول سيبويه حسنٌ يجعل "ما" وحدها اسماً لابهَامِهَا وسبيل بئس ونعم أن لا تَدخَلا على معرفة 14/ ب إلاّ للجنس، فأما قول الكسائي فمردود من هذه الجهة، وقول الفراء: تكون "ما" مع بئس مثل كلّما لا يجوز لأنه يبقى الفعل بلا فاعل وإنما تكون "ما" كافّةً في الحروف نحو إِنَّما وربَّما. قال الكسائي والفراء: أنْ يكفروا إنْ شئتَ كانت "أنْ" في موضع خفض ردّاً على الهاء في بِه قال الفراء: أي اشتَروا أنفسَهُم بأنْ يكفروا بما أنزل الله. قال أبو جعفر: يقال: بَئِسَ ونَعِمَ هذا الاصل ويقال: بِئِسَ ونِعِم على الاتباع ويقال: بِئْسَ ونِعْم تَقْلِبُ حركةَ الهمزةِ على الباء. {بَغْياً} مفعول من أجلِهِ وهو على الحقيقة مصدر {أَن يُنَزِّلُ ٱللَّهُ} في موضع نصب والمعنى لأنْ ينزل الله الفضل على نبِيّهِ.
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }
{وَرَآءَهُ..} [91]
ظرف {وَهُوَ ٱلْحَقُّ} ابتداء وخبر. {مُصَدِّقاً} حال مُؤكّدةٌ عِندَ سيبويه. {لِّمَا مَعَهُمْ} "ما" في موضع خفض باللام ومَعَهُم صلتها ومَعَهُم منصوب بالاستقرار ومن أسكَنَ جعله حرفاً. {قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ} الأصل فلِمَا و "ما" في موضع خفض باللام وحُذِفَت الألف فرقاً بين الاستفهام والخبر ولا يَنبغي أنْ يوقفَ عليه لأنّه إِنْ وقفَ عليه بلا هاء كانَ لحناً فإِنْ وقف عليه بالهاء زيدَ في الشواذ.
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }
{.. وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ..} [93]
ضَمَمْتَ الميم لالتقاء الساكنين لأن أصلها الضم، وإِنْ شئتَ كَسرتَ على أصل التقاء الساكنين. وهو مثل {وسئَلِ القَريةَ} والمعنى وسُقُوا في قُلوبِهِم حُبَّ العِجْل.
{ قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
{قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ..} [94]
شرط {ٱلدَّارُ}. اسم كانت {ٱلآخِرَةُ} من نعتها {خَالِصَةً} خبر كانت وإِن شئتَ كان حالاً وتكون {عِندَ ٱللَّهِ} في موضع الخبر. وقرأ ابن أبي اسحاق {فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ} كَسَرَ الواو لالتقاء الساكنين. قال أبو جعفر: وقد ذكرنا في قوله: {اشتَروا الضلالةَ}.
{ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمينَ }
{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ..} [95]
نصب بلن فلذلك حذفت منه النون {أَبَداً} ظرف زمان من طول العمر الى الموت {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} إِنْ جَعلَت "ما" بمعنى الذي فالتقدير قَدّمْتُه وإنْ جَعَلَتها مصدراً لم تَحتَج الى عائدٍ و {أَيْدِيهِمْ} في موضع رفع حُذِفَت الضمة من الياء لِثِقلَها مع الكسرة، وأجاز سيبويه ضمَّها وكَسرها في الشعر وأنشدَ:
لا باركَ الله في الغَوانِيِّ هَلْ * يُصْبِحْنَ إلا لهُنّ مُطَّلبُ
فإِن كانت في موضع نصب حرّكْتَهَا لأن النصبَ خفيف، ويجوز إسكَانُها في الشعر {وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمينَ} ابتداء وخبر.
{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }
{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ..} [96]
مفعولان {وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ} على حذفٍ أي وأحرص ليعطف اسماً على اسم ويجوز في العربية {وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ}، بمعنى من الذين أشركوا قوم يودّ أحدهم إلا أنّ المعنى في الآية لا يحتمل هذا وإِن كان جائزاً في العربية والأصل في يودّ: يَوْدَدُ. أدغِمَتْ لئلا يُجْمَع بينَ حرفينِ من جنس واحدٍ مُتَحرّكَينِ وقُلِبتْ حركة الدال على الواو لِيدُلَّ ذلك على أنه يَفْعَل، وحكَى الكسائي: ودَدْتُ بِفَتحِها فيجوزُ على هذا "يَوِدُّ" بكسر الواو. قال أبو جعفر: وقد ذكرنا {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ} في الكتاب الذي قبل هذا. {وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} أي بما يعملُ هؤلاء الذين يودّ أحدهم لو يُعَمَّر ألفَ سنةٍ ومن قرأ {بِمَا تَعْمَلُونَ} فالتقدير عنده قل لهم يا محمد: الله بصير بما تعملونَ.
{ قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ }
{قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ..} [97]
فيه خمسُ لغات للعرب: لغةُ أهلِ الحجازِ: جِبرِيل ولغة تميم وقيس {جَبْرئيل} كما قرأ الكوفيون. ولغة بني أسد "جِبْرين" بالنون، وقرأ الحسن وعبد الله بن كثير {لِجَبْرِيلَ} بفتح الجيم بغير همز. قال أبو جعفر: لا يُعْرفُ في كلام العرب فَعْليل بفتح الفاء وفيه فِعْليل نَحو دِهْليز وقِطْمِير وبِرْطِل وليس يُنْكَر أنْ يأتي في كلام العَجَم ما ليس له نَظيرٌ في كلام العرب ولا يُنكر أن يكثر تغييره كما قالوا: إبراهيم وابراهم وابراهَم وابراهَام. واللغة الخامسة "جَبْرئِلِ" ومَن تأول الحديث "جَبْرٌ عَبْدٌ والِ الله" وجبَ عليه أنْ يقولَ: هذا جَبْرُ إل ورأيت جَبْرَالٍ، ومَررتُ بِجُبرإلٍ. وهذا لا/ 15أ/ يُقَالُ فَوجبَ أن يكون معنى الحديثِ أنه مُسمَّى بهذا، والجمع في اللغات الأربع على التكسير جَبَارِيل.
{ مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ }
وفي {مِيْكائِيل..} [98] أربع لغات: فلُغةُ أهل الحجاز {مِيكَالَ} وبها قرأ أبو عمرو وحَادَ عنها نافع لأنه كان يكْرهُ مخالفةَ الخطّ كراهةً شَديدةً فلما رآه في السوادِ بياء ولام بعد الكاف قرأه {ومِيكايل} وذهب الى أنّ الألف حُذِفَتْ كما تُحْذَفُ من الأسماء الاعجمية نحوُ ابرَهيم إسمَعيل فهذه حُجّةٌ بَيّنَةٌ وحجةُ أبي عمرو أنّ حُروفَ المدّ والّلين يَقْلبُ بَعضُها الى بعض كثيراً كما كتبوا ابن أبي طالب بالواو فأبدَلوا من الياء واواً ولا يُقال: إلا ابن أبي طالب ويُقالُ: مِيكائل ويُقال: ميكاأل كما يقال: إسرَأَل بهمزة مفتوحة وهما اسمان أعجميّانِ فلذلك لم ينصرفا.
{ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ ٱلْفَاسِقُونَ }
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ..} [99]
"آيَاتٍ" في موضع نصب وكُسرت التاء عند البصريين ليَسْتوي النصب والخفض في المؤنث لأنه جمع مُسلَّم كما استَوى في المذكَّر، وقول الكوفيين لأن التاء غير أصلية والأصلُ في آية آيّةٌ ولا يُنْطَقُ منها بفعلٍ لِئلاّ تجتمع عِلّتانِ {وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ ٱلْفَاسِقُونَ} مرفوعون بفعلهم. والتقدير وما يكفر بها أحدٌ إلاّ الفاسقون لأنه لا بدّ قبل الايجاب من النفي.
{ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }
{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً..} [100]
قال الأخفش: الواو زائدة دخلَتْ عليها ألف الاستفهام، ومذهب الكسائي أنها "او" حركت الواو منها {كُلَّمَا} ظرف {عَهْداً}. مصدر {بَلْ أَكْثَرُهُمْ} ابتداء {لاَ يُؤْمِنُونَ} فعل مستقبل في موضع الخبر.
{ وَلَمَّآ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }
{وَلَمَّآ جَآءَهُمْ رَسُولٌ..} [101]
مرفوع بفعله {مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ} نعت، ويجوز على الحال. {نَبَذَ فَرِيقٌ} جواب لمّا {مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ} خبر ما لم يُسَمّ فاعله {كِتَابَ ٱللَّهِ} منصوب بنبذ {وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ} ظرف {كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} فعل مستقبل في موضع خبر كأن.
{ وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلَٰـقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }
{وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَاطِينُ..} [102]
هذه آية مُشكِلة وقد تقصينا ما فيها من المعاني في الكتاب الذي قبل هذا. موضع "ما" نصب باتّبَعُوا وتتلو داخل في الصلة وحذفت منه الهاء لطول الاسم والاصل تتلوه الشياطين. "وسُلَيْمَانَ" صلى الله عليه وسلم لا ينصرف لأنه معرفة وفي آخره زائدتان فأشبه سكران {وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيْاطِينَ} نصب بلكنّ وان خَفّفتَ لكن رفعتَ ما بعدها بالابتداء. {يُعَلِّمُونَ} في موضع نصب على الحال، ويجوز أن يكون في موضع رفع على أنه خبر ثان {ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ} مفعولان، {بِبَابِلَ} لا ينصرف لأنه أعجمي معرفة. {هَارُوتَ وَمَارُوتَ} مثله والجمع هَواريت مثل طواغِيت، ويقال: هوارتةٌ وهوارٍ ومَوارتَةٌ ومَوارٍ فاعلم ومثله جالوت وطالوت {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ} مِنْ زائدة للتوكيد والتقدير وما يعلِمان أحداً {حَتَّىٰ يَقُولاَ} نصبٌ بحتّى فلذلك حُذِفَت منه النون ولغة هَذيلٍ وثَقيفٍ عَتَّى. {فَلاَ تَكْفُرْ} جزم بالنهي {فَيَتَعَلَّمُونَ} أحسنُ ما قِيلَ فيه انه مستأَنَفٌ، وقول الفراء: أنه نَسقٌ على "يُعَلِّمونَ" غلط لأنه لو كان كذا لوَجَبَ أن يكونَ فيتعلمون منهم، فقوله منهما يمنع أنْ يكون التقدير ولكن الشياطين كفروا يعلّمون الناس السحر فيتعلَّمون إلاّ على قول من قال: الشياطين هاروت وماروت، وللفراء قول آخر قال: يكون محمولاً على المعنى لأن معنى فلا تكفرْ فلا تتعلّم السحر أي فيأتونَ فَيَتَعلّمونَ، وقيل: التقدير يُعلّمانِ الناس فَيَتعلّمونَ. {مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ} في موضع نصب بِيُفرّقُونَ {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ} "مِنْ" زائدة وقول أبي اسحاق {إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ} إلاّ بعلم الله غلط لأنه انما يقال في العلم: إذن وقد أذنتُ به إذناً ولكن لمّا لم يُحَل فيما بينهم وبينَهُ وخُلّوا يفعلونَهُ كان كأنّه إباحةٌ مجازاً. {وَلَقَدْ عَلِمُواْ} لام توكيد {لَمَنِ ٱشْتَرَاهُ} لام يمين وهي للتوكيد أيضاً 15/ ب وموضع "مَنْ" رفع بالابتداء، لأنه لا يعمل ما قبل اللام فيما بعدها ومن بمعنى الذي. قال الفراء: هي للجازاة. قال أبو اسحاق: ليس هذا موضع شرط ومَنْ بمعنى الذي كما تقول: لقد علمتُ لمن جاءَكَ ما له عقل {مَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} "مِنْ" زائدة، والتقدير ما له في الآخرة خلاقُ. ولا تزادُ مِنْ في الواجب.
{ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ وٱتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ..} [103]
موضع أنّ موضع رفع أي لو وقَع إيمانُهم و {لَوْ} لا يليها إلا الفعل ظاهراً أو مضمراً لأنها بمنزلة حروف الشرط إذْ كانت لا بد لها من جوابِ وأن يليَها الفعل. قال محمد بن يزيد: وانما لم يُجَازَ بها لأن سبيل حروفِ المجازاة كلّها أنْ تقلِبَ الماضي الى معنى المستقبل فلَمّا لم يكن هذا في "لو" لم يجز أن يُجازَى بها. قال الأخفش سعيد: ليس للوهُنَا جواب في اللفظ ولكن في المعنى والمعنى لأُثِيبُوا.
{ يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا وَٱسْمَعُواْ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
{يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا..} [104]
أمرٌ فلِذَلِكَ حُذِفَتْ منه الياء، وأحسنُ ما قِيلَ فيه قولُ مجاهد. قَالَ: لا تقولوا اسمَعْ منّا ونَسمَعُ منك ولكنْ قولوا فَهِمنا، {ٱنْظُرْنَا} بَيّنْ لنا، أمرٌ وأنْ يخاطبوه صلى الله عليه وسلم بالاجلال. وهذا حسنٌ أي لا تقولوا كافينا في المقال كما قال: {لا تَجْعَلوا دُعاءَ الرسولِ بَينكم كدُعاءِ بَعْضِكم بَعْضاً" وقرأ الحسن {رَاعِناً} منوناً نصبه على أنه مصدر أو نصبه بالقول أي لا تقولوا رعُونَةً. قال أبو جعفر: يقال لِمَا نَتأمن الجبل رَعْنٌ والجبل أرعنُ وجيشٌ أرعن أي مُتفرّقٌ ورجل أرعن أي متفرق الحجج ليس عقلهُ مجتمعاً.
{ مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَلاَ ٱلْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَٱللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }
{مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَلاَ ٱلْمُشْرِكِينَ..} [105]
معطوف على أهلِ ويجوز في النحو "وَلاَ ٱلْمُشْرِكونَ" يعطفه على الذين {أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِّنْ خَيْرٍ} "من" زائدة، والتقدير أن يُنَزَّلَ عليكُمْ خَيرٌ اسم ما لم يُسَمّ فاعله.
{ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ..} [106]
شرط والجواب {نَأْتِ} وقوله {أَوْ نُنسِهَا} عطف على ننسخ وحذفت الياء للجزم، ومن قرأ {أَوْ نَنسَأها} حذف الضمة من الهمزة للجزم. {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ} جزم بلم وحرف الاستفهام لا يغيّرُ عَمَلَ العامِلِ. وفُتِحَتْ أنّ لأنها في موضع اسم.
{ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }
{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ..} [107]
ملك رفع الابتداء و {لَهُ} الخبر والجملة خبر أنّ ومُلكٌ مشتقٌ من مَلَكت العجِينَ أي أحكمتُ عَجْنَهُ {وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} ويجوز رفع نصير عطفاً على الموضع لأن المعنى وما لكم من دون الله وليٌّ ولا نصيرٌ.
{ أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ }
{أَمْ تُرِيدُونَ..} [108]
أي أبَلْ وحكى سيبويه إنّها لإِبلٌ أم شاءٌ. {أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ} في موضع نصب بِتُريدونَ. {كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ} الكاف في موضع نصب نعت لمصدر أي سؤالاً كما سُئِلَ موسى وإنْ خفّفتَ الهمزة وجعلتها بين الهمزة والياء فَقُلتَ: سُئِلَ، وقرأ الحسن {سِيْلَ} وهذا على لغة من قال: سِلْتُ اسالُ ويجوز أن يكون على بدل الهمزة إلاّ أنّ بدل الهمزة بعيد {مُوسَىٰ} اسم ما لم يُسَمّ فاعله لم يتبين فيه الاعراب لأنه مقصور ولم يُنوّنْ لأنه لا ينصرف لعجمته. {وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ} جزم بالشرط وكُسِرَتِ اللام لالتقاء الساكنين واختِيرَ الكسر لأنه أخو الجزم، وقيلَ: لأن الضّم والفتح يكونان بغير تنوين اعراباً. وجواب الشرط {فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ}.
{ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْحَقُّ فَٱعْفُواْ وَٱصْفَحُواْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
{وَدَّ كَثِيرٌ..} [109]
رفع بودّ {مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ} خفض بمن {لَوْ يَرُدُّونَكُم} فعل مستقبل {كُفَّاراً} مفعول ثان وإِنْ شئتَ كان حالاً {حَسَداً} مصدر وقال الفراء: هو كالمُفَسّر {فَٱعْفُواْ} أمرٌ والأصل فاعفُوا حُذِفَتِ الضمة لثقلها ثم حُذِفَتِ الواو لالتقاء الساكنينِ.
{ وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
{وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ ٱلْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ..} [111]
أجاز الفراء أن يكونَ هوداً بمعنى يهودي وحذف منه الزائدة وأنْ يكونَ جمعَ هائدٍ، والقول الثاني مذهب البصريين. قالَ الأخفش سعيد: {إِلاَّ مَن كَانَ} جعل كان واحداً على لفظ "من" ثم قال: هوداً فجمَعَ لأنّ معنى مَنْ جَمعٌ. {تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ} ابتداء وخبر ويجوز تلك أمانِيهمْ. {قُلْ هَاتُواْ} والأصل هاتِيوُا حُذِفَتِ الضمة لِثِقَلِها ثم 16/ أ حذفت الياء لالتقاء الساكنين يُقالُ في الواحد المذكر: هاتِ يا هذا، مثل رَامِ وفي المؤنث هاتِي، مثل رَامِي {إِن كُنْتُمْ} شرط أي إنْ كنتم صادقين فبيّنوا ما قلتم ببرهان.
{ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
{بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ..} [112]
على لفظ مَنْ ثم قال: فلهم على المعنى.
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ لَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
{وَمَنْ أَظْلَمُ..} [114]
ابتداء وخبر أي وأي أحدٍ أظلَمُ {مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ} أنْ في موضع نصبٍ على البدل من مساجِد، ويجوز أنْ يكونَ التقدير من أنْ يُذكَر وحروف الخفضُ تُحذَفُ مع أنْ لطولِ الكلامِ، وقيل: لأنّ المعنىَ في الفِعلِ بَعدَها يَتَبَيَّنُ، {وَسَعَىٰ} معطوف على منع {أُوْلَـٰئِكَ} مبتدأ والجملة خبر {خَآئِفِينَ} حال {لَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ} رفع بابتداء وإِنْ شئتَ على معنى وجَب وكذا {وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ} [115] {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ} شرط فلذلك حُذِفَت النون و "أين" العاملة و "ما" زائدة وقرأ الحسن {فَأَيْنَمَا تَوَلَّواْ} بفتح التاء واللام والأصل تَتولَّونَ {فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ} "ثَمَّ" في موضع نصب على الظرف ومعناها البُعْدُ إلاَ أنّها مبنيّة على الفتح غير مُعربةٍ لأنها مُبهَمَةٌ تكون بمنزلة هُنَاك لِلبُعدِ فإنْ أردتَ القربَ قلتَ هنا.
{ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَـٰنَهُ بَل لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ }
{.. سُبْحَانَهُ..} [116]
مصدر {بَل لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ} "ما" في موضع رفع بالابتداء، وإنْ شئتَ بالاستقرار {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} ابتداء وخبر، والتقدير كلّهم ثم حُذِفت الهاء والميم.
{ بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }
{بَدِيعُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ..} [117]
خبر ابتداء محذوف. قال أبو جعفر: وقد ذكرنا رفع {فَيَكُونُ}. {مِّثْلَ قَوْلِهِمْ..} [118] مفعول وإِنْ شئت كان نعتاً لمصدر محذوف.

{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ }
{بَشِيراً..} [119]
نصبٌ على الحال {وَنَذِيراً} عطف عليه. قال الأخفش سعيد: ويجوز {وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ} بفتح التاء وضم اللام ويكون في موضع الحال تعطفه على بشيراً ونذيراً.
{ وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }
{وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ..} [120]
المصدر رضوانٌ ورُضْوان ومَرْضَاة ورضَى ورُضى، وهو من ذواتِ الواو، ويقال: في التثنية: رضوانَ، وحكى الكسائي: رِضيَان وحكى رضاءاً ممدوداً وكأنه مصدر رَاضَى {حَتَّىٰ تَتَّبِعَ} نَصِبٌ بحتّى وحتى بدل من أنْ {وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ} جمع هَوى كما تقول: جَمَلٌ وأجْمالٌ.
{ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ * يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ }
{ٱلَّذِينَ..} [121]
رفع بالابتداء {آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ} صلتُه {يَتْلُونَهُ} خبر الابتداء وإِنْ شئتَ كان الخبر {أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}.
وقرأ الحسن {نِعْمَتِيَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} [122] بإِسكان الياء ثم حذفها في الوصل لالتقاء الساكنين {وَأَنِّي} في موضع نصب عطف على "نِعْمَتِيَ".

{ وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ }
قرأ عبدالله وأبو رجاء والأعمش {قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ} [124] قال الفراء: لأنّ ما نالك فقد نلتَهُ كما تقول: نلتُ خيراً ونالني خيرٌ، وحُكي عن محمد بن يزيد أنه قال: المعنى يوجبُ نصبَ الظالمين. قال الله جل وعز لابراهيم صلى الله عليه وسلم: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} فعهد إليه بهذا فسأل ابراهيم فقال: {وَمِن ذُرِّيَّتِي} فقال جل وعز: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ} لا أجعل إماماً ظالماً، ورُوِي عن ابن عباس أنه قال: سأل ابراهيم أنْ يُجْعَلَ من ذريتِهِ إمامٌ فعلم الله عز وجل أنّ في ذريته مَنْ يعصي فقال: "لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ".
{ وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْعَاكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }
{وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً..} [125]
مفعولان والأصل مَثْوبةٌ قلبت حركة الواو على الثاء فانقلبت الواو ألفاً اتباعاً لثاب يثوب. قال الأخفش: الهاء في "مَثَابَةً" للمبالغة لكثرة من يثوب إليه. {وَأَمْناً} يعطفه على مثابة {وَٱتَّخِذُواْ} معطوف على جَعَلنا. قال الأخفش: أي واذكروا إذ اتّخَذُوا معطوف على "اذكروا نِعمتِي"، ومن قرأ {وَٱتَّخِذُواْ} قطعه من الأول وجعله امراً وعطف جملةً على جملةٍ. قال أبو جعفر: وقد ذكرنا أنه قِيلَ: الأولى أنْ يكون "مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ" 16/ ب الذي يصلي إليه الأئمة الساعة وإِذا كان كذا كان الأولى {وَٱتَّخِذُواْ} لحديث حُمَيْد عن أنس: قال أبو جعفر: وذلك الحديث لم يَرْوِهِ عن أنس إلاّ حُمَيْد إلاّ من جهةٍ فَضَعُف وليس يَبعدُ "وَٱتَّخِذُواْ" على الاختيار ثم يكون قد عمل به على أن حَمّاد بن سلمة قد روى عن هشام بن عروة عن أبيهِ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما صدراً من خلافته كانوا يصلون بازاء البيت ثم صلى عمر الى المقام. قال أبو جعفر: "مَّقَامٌ" من قام يقوم يكون مصدراً واسماً للموضع ومُقَام من أقام وتدخلهما الهاء للمبالغة {وَعَهِدْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} في موضع خفض ولم ينصرفا لأنهما اعجميان وما لا ينصرف في موضع الخفض منصوب لأنه مُشبّهٌ بالفعل والفعل لا يخفض هذا قول البصريين، وقال الفراء: كان يجب أنْ يُخفَض بلا تنوين إلاّ أنهم كرهوا أن يُشبِه المضاف في لغة من قال: مررت بغلام يا هذا: {أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ} يجوز أن تكونَ أنْ في موضع نصب والتقدير بأنْ، ويجوز أن لا يكون لها موضع تكون تفسيراً لقول سيبويه تكون بمعنى أي، ويقول الكوفيون: تكون بمعنى القول {لِلطَّائِفِينَ} خفض باللام {وَٱلْعَاكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ} عطف {ٱلسُّجُودِ} نعت.
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }
{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَٰهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ وَإِسْمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَٱجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ }
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ..} [127]، [128]
الواحدة قاعدة، والواحدة من قوله {القَواعد من النّساءِ}، قاعدٌ {وَإِسْمَاعِيلُ} عَطْفٌ على ابراهيم {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ} قال الاخفش: الذي قال: "رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ" اسماعيل، وغيره يقول: هما جميعاً قالا. قال الفراء: وفي قراءة عبد الله {ويقولان ربّنا تقبّل منّا وأرنا مَنَاسِكنَا} ويبعُدُ {وأَرْنَا} بإسكان الراء لأن الأصل: أرِيْنا، حُذِفَت الياء لأنه أمر وألقِيَتْ حركة الهمزة على الراء وحُذِفِت الهمزة فانْ حذفتِ الكسرة كان ذلك اِجحافاً، وليس هذا مثل فَخِذٍ لأن الكسرة في أرِنَا تدلّ على الهمزة وليست الكسرة في فَخِذِ دالةً على شيء ولكن يجوز حذفها على بُعْد لأنها مُستثقَلةٌ كما أنّ الكسرة في فَخِذ مستثقلة. قال الاخفش: واحدُ المناسكَ مَنْسِك مثل مَسْجِد ويقال: مَنْسَك. قال أبو جعفر: يُقالُ: نَسَكَ يَنْسُكُ فكان يجب على هذا أنْ يقال: مَنْسُك اِلا أنه ليس في كلام العرب مَفْعُل.
{ رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ }
{رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ..} [129]
يتلو في موضع نصب لأنه نعت لرسول أي رسولاً تالياً، ويجوز في غير القرآن جزمُهُ يكون جواباً للمسألة {وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} عطف عليه.
{ وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ ٱصْطَفَيْنَاهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ }
{وَمَن..} [130]
ابتداء وهو اسم تامٌ في الاستفهام والمُجازاةِ {يَرْغَبُ} فعلٌ مستقبَلٌ في موضع الخبر وهو تقرير وتوبيخ وقعَ فيه معنى النفي أي ما يرغب {عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ} وقول الفراء: أنّ {نَفْسَهُ} مثل: ضقتُ بِهِ ذرعاً محال عند البصريين لأنه جَعَل المعرفة منصوبةً على التمييز. قال سيبويه: وذَكَرَ الحال واِنَّها مثلُ التمييز وهذا لا يكون اِلاّ نكرة يعني ما كان منصوباً على الحال كما أنّ ذلك لا يكونُ اِلاّ نكرةً يعني التمييز. قال أبو جعفر: فان جئت بمعرفةٍ زال معنى التمييز لأنك لا تبِيّنُ بها ما كان من جنسها. قال الفراء: ومثله: بَطِرَتْ مَعِيشتَهَا ولا يجوز عنده: نفسَه سَفِهَ زيدٌ ولا معِيشَتَها بَطِرَتْ القرية، وقال الكسائي: وهو أحد قولي الاخفش: المعنى اِلاّ من سَفِهَ في نفسه ويجيزان التقديم. قال الاخفش: ومثله {عُقْدة النِّكاحِ} أي على عقدة النكاح. قال أبو جعفر: وقد تَقصَّينَاهُ في الكتاب الذي قبل هذا. {وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ} يُقالُ: كيف جاز تقديم في الآخرة وهو داخل في الصلة؟ فالجواب أنه ليس التقدير وأنه لمن الصالحين في الآخرة فتكون الصلة قد تَقدمت ولأهل العربية فيه ثلاثة أقوال: منها أنْ يكونَ المعنى واِنه صالحٌ في الآخرة ثم حذف، وقيل في الآخرة متعلقٌ بمصدر محذوف أي صلاحه في الآخرة، والقول الثالث أن الصالحين ليس بمعنى الذينَ صلحوا ولكنه اسمٌ قائمٌ بنفسه كما يقال: الرجل والغلام. الأصل في {ٱصْطَفَيْنَاهُ} اصتفيناه أبدلَ من التاء طاء لأن الطاء مُطبقَةٌ كالصاد وهي من مخرج التاء ولم يجز أن تُدغَم الصاد لانها لا تدغم اِلاّ في اختيها الزاي والسين لما فيهن من الصفير ولكن يجوز أن تُدغم التاء فيها في غير القرآن فتقول: اصَّفَينَاه قَبْلُ.

{ وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ }
{وَوَصَّىٰ..} [132]
فيه معنى التكثير واِذا كان كذلك بَعُدَت القراءة به وأحسن من هذا أن يكون وصّى وأوصَى بمعنى واحد مثل كرّمنا وأكْرمنَا {إِبْرَاهِيمُ} رفع بفعله {وَيَعْقُوبُ} عطف عليه {يا بنيَّ} نداء مضاف، وهذه ياء النفس لا يجوز ههنا إِلاّ فتحها لأنها لو سكنتْ لالتقى ساكنان ومثله "بِمُصْرِ خِيَّ" {إِنَّ ٱللَّهَ} كسرتِ "إنّ" لأن أوصَى وقال 7/ ب واحد، وقيل: على اضمار القول. {فَلاَ تَمُوتُنَّ} في موضع جزم بالنهي أكّدَ بالنون الثقيلة وحُذِفَت الواو لالتقاء الساكنين {إَلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ} ابتداء وخبر في موضع الحال.
{ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ..} [133]
خبر كان ولم يصرفه لأن فيه ألِفَ التأنيث ودَخَلَتْ لتأنيث الجماعة كما دخلت الهاء {إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ} مفعول مقدم وفي تقديمه فائدة على مذهب سيبويه قال: لأنهم يقدمون الذي بيانه أهمُ عليهم وهم ببيانه أعنَى وان كانا جميعاً يهمانهم ويعنيانهم. {مَا تَعْبُدُونَ} "ما" في موضع نصب بتعبدون {قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} في موضع خفض على البدل ولم تصرف لأنها أعجميةٌ. قال الكسائي: إنْ شِئْتَ صرفتَ إِسحاقاً وجعلته من السُحْق وصرفتَ يعقوب وجعلته من الطير. قال أبو جعفر: ومن قرأ {وَإِلَـٰهَ أبِيكَ} فله فيه وجهان: أحدُهُما أن يكون أفرد لأنه كره أن يجعل إِسماعيل أباً لأنه عَمّ. قال أبو جعفر: هذا لا يجب، لأن العرب تُسمّى العم أباً. وأيضاً فإنّ هذا بعيد لأنه يقدر وإِله إِسماعيل وإِله إِسحاق فيخرج وهو أبوه الأدنَى من نسق ابراهيم ففي هذا من البُعْدِ ما لا خفاءَ بِهِ، وفيه وجهٌ آخر على مذهب سيبويه يكون أبيك جمعاً. حكى سيبويه: أبونَ وأَبِينَ كما قال:
* فَقُلْنَا أَسلِمُوا إِنَّا أَخُوكُم *
سيبويه والخليل يقولان: في جمع إِبراهيم واسماعيل بَراهيم وسَماعِيل وهذا قول الكوفيين، وحكموا أيضاً براهمة وسماعلة والهاء بدل من الياء كما يقال: زنادقة، وحكوا براهِم وسَماعِل. قال محمد بن يزيد: هذا غلط لأن الهمزة ليس هذا موضع زيادتها ولكن أقول: أبارِهُ وأَسَامعُ، ويجوز أباريه وأساميع وأجاز أحمد بن يحيى: بَراه كما يقال: في التصغير بُريهٌ وجمع اسحاق أساحيقُ، وحطى الكوفيون: أساحِقةُ وأساحِقُ وكذا يعقوب ويَعَاقِيب ويَعاقبة ويَعاقِب فأما إِسرائيل فَلا نعلم أحداً يجيز حذف الهمزة من أولِه وإنما يقال: أساريل وحكى الكوفيون: أسارلة وأسارِل. والباب في هذا كلّه أنْ يُجمَعَ مُسلّماً فيقال: إِبراهيمونَ وإِسحاقُونَ وإِسماعيلونَ ويَعقوبُونَ والمسلّم لا عملَ فيه. {إِلَـٰهاً وَاحِداً} نصب على الحال، وإِنْ شئتَ على البدل لأنه يجوز أنْ تبدلَ النكرة من المعرفةِ والمعرفة من النكرةِ.
{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
{تِلْكَ..} [134]
مبتدأ {أُمَّةٌ} خبره {قَدْ خَلَتْ} نعمت لأمةٍ وإِنْ شئتَ كان خبر المبتدأ ويكون أمة بدلاً من تلك {لَهَا مَا كَسَبَتْ} "ما" في موضع رفع بالابتداء، وبالصفة على قول الكوفيين {وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ} مثله.




اتمنى لكم الاستفاده
ريماس
:eh_s(17):
  رد مع اقتباس
مــــلــــوكـــه
قديم 03-24-2013 ~ 08:23 PM
افتراضي رد: اعراب سورة البقرة من الاية 63 الى الاية 134
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 2
 
الصورة الرمزية مــــلــــوكـــه
 
1409683700141.png - 46.37 KB
تاريخ التسجيل : May 2012
معدل تقييم المستوى : 111
مــــلــــوكـــه ادارةمــــلــــوكـــه ادارة


يعطيك الف عافيه
ع هاي مجهودك الرااائع
بنتظارجديدك
دووم برعاية الله
  رد مع اقتباس
قديم 04-19-2013 ~ 09:37 PM
افتراضي رد: اعراب سورة البقرة من الاية 63 الى الاية 134
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 3
 
الصورة الرمزية سندريلا بغداد
 
353718473.png - 2.59 KB
تاريخ التسجيل : Sep 2012
العمر : 10
معدل تقييم المستوى : 62
سندريلا بغداد ادارةسندريلا بغداد ادارة


اسعدني مرورك غاليتي
لاعدمت هالطله
سويتوو
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
53 - هل تريد سطح المكتب بالإنجليزي وكل شاشة الميترو بتطبيقاتها بالعربي في وندوز 8 مشاعر حطمتها الخيانه قسم البرامج العامة برامج كمبيوتر Programs 2 01-14-2013 02:34 AM
46 - إدخل وشوف ولا تقولي ولا أقولك وندوز 8 هايقولك البرامج الأنتي فيروس المقبولة لديه مشاعر حطمتها الخيانه قسم البرامج العامة برامج كمبيوتر Programs 3 01-10-2013 06:15 PM
48 - تقسيم شاشة الميترو إلي شاشتين ومشاهدة ما يجري بهم وندوز8 مشاعر حطمتها الخيانه قسم البرامج العامة برامج كمبيوتر Programs 3 01-10-2013 05:39 PM
42 - تصفح تطبيق الأهرام الرقمي منذ 1900 وحتي الأن على وند. Windows 8 مشاعر حطمتها الخيانه قسم البرامج العامة برامج كمبيوتر Programs 1 01-07-2013 12:55 AM
28 - شرح بالتفصيل الموفي ميكر الجديد Movie Maker 2012 الذي يعمل على وندوز 8 مشاعر حطمتها الخيانه قسم البرامج العامة برامج كمبيوتر Programs 0 12-31-2012 08:30 PM


الساعة الآن 10:10 AM