أولاً لنستمع لهذه الحكايه ونقرأ سطورها جيدا فهي مدخلنا للموضوع
يحكى أن رجلاً كان لديه ولد يفقد أعصابه على ابسط ألأمور فأعطاه يوما كيس من ألمسامير وقال له(بني أطرق مسماراً على سور ألحديقه في كل مره تفقد فيها أعصابك) ذهب ألولد وفي أليوم ألأول طرق أكثر من ثلاثين مسمارا على سور حديقتهم وفي أليوم ألتالي كانت المسامير التي طرقها أقل وهكذا حتى جاء يوم لم يطرق فيه ألفتى أي مسمار ذهب ألصبي ألى أبيه وأخبره ولكن ألأب طلب منه أن يخلع مسماراً عن كل مره لايفقد فيها أعصابه سارت ألأمور على خير مايرام وخلع ألأبن جميع المسامير وعندما أخبر أبيه بألأمر أخذه أبوه ألى ألسور وقال له أحسنت صنعاً ولكن أنظر كيف تركت المسامير أثراً لايُمحى--------
نعم فألكلمه ألجارحه لايمكن لها ان تمحى وأن أعتذرنا بألف أعتذار
وألأن سأخذكم في رحلة قصيره ألى دار ألعداله ولن يتعبكم الطريق فالمسافه قريبه ورحلتنا ستكون ذات فائده ان شاء الله ها قد وصلنا -- أنظروا معي ألى تلك ألمرأه ألتي تحمل طفلاً
جائت لتقيم دعوة نفقه لهذا الصغير والأب يرفض المثول ويرفض أن ينفق على صغيره وليذهب هذا البرئ ألى الجحيم مادام الأب قد أشفى غليله من مطلقته امرأة تعانى ذلاً في تربية هذا الطفل واب يرفض اطعامه والطفل لم يرتكب اي جريمة تذكر كل جريمته ان هذين ابواه --- والان لنترك هذه المرأه وطفلها بملابسه الرثه وصراخه الذي لا ينقطع -- دعونا نجلس هناك ونقترب من ذلك
الرجل لنرى ماهي حكايته وارجو ان لا تقتربوا منه كثيراً فالشرر يتطاير من عينيه لنكون بعيدين عنه فهو ثائر كألبركان
اتعرفون لماذا أتى الى هنا -- جاء هذا ألرجل ألى هنا ليطلق زوجته أتدرون ماهو سبب ألطلاق أنه في يومٍ ما مرت زوجته أمام جهاز ألتلفاز في أللحظه ألتي سجل فيها ريال مدريد هدفاً وهنا بدأت ألشتائم تنهال على ألزوجه ووصل ألأمر كما ترون ألى ألطلاق من هم ألضحيه مؤكد انهم ليس روبينهو ولا راؤول ولا كاسياس ولا حتى مسي بل ألضحيه أطفال صغار سيعانون ألأمرين من فقد أحد ألوالدين وكثير من ألمأسي تحدث والسبب كلمه في لحظة غضب
وألأن نعود من رحلتنا ولكن قبل أن نعود لنلتفت ألى ألوراء سنجد كم من بيوتٍ هُدمت وكم من دولٍ دُفنت وكم من شعوبٍ أُحرقت وكم من حضاراتٌ أنطمرت
سادتي اتدرون لماذا حدث كل ذاك --
حدث كل ذلك وأكثر لأنهم
لم يطرقوا مسامير هذا ألرجل
على سورِحدائقهم
مارأيكم الان
فكلمة واحده تشيد بيتا وأخرى تهدمه
كلمة تشعرنا بالتفاؤل والأمل وكلمة اخرى نتمنى الموت دون سماعها
كلمة قد تبني اسره واخرى تحطمها
كلمة قد نأوي بها ابنائنا بأمان وكلمة قد تشردهم
لماذا لا نلتفت لحكمة هذا الرجل ونطرق مساميره على سور حدائقنا
ماذا يحدث لو أننا لم نتسرع ماذا يحدث لو اننا بدل ان نطلق تلك الكلمه المدمره ان نذهب بعيدا ونشغل انفسنا بأمر اخر حتى تختفي لحظات الغضب ومن المؤكد اننا سنشعر براحةٍ كبيره لأننا لم ننطق تلك الكلمه التي
ستجعل من بيوتنا نارا محترقه
موضوع اطرحهُ لمداخلاتكم والاستماع لكم لأثراء هذا الطرح الذي ارجو ان يكون قد نال رضاكم
اخوكم
شوق الغريب