خاطــرة بعنـوان : في معبــــــدي

ملاحظـة : على أي أنثي عّرّجت على هذه الخاطرة أن تصنّف نفسها بنفسهـا وتحتفظ به لنفسهـا

خاطــرة بعنوان:في معبـــــدي

أعــود اليــك حافي القدميــن ، عاري الجسـد من رداء النفاق والرياء ، الذي ألبسـه كلما بزغت شـمس نهار
جـديد ،،، أعود اليـك وسط جـو كئيـب ،،،جوّ تسكـنـة ذكريات مِؤلمـة ، تذكرتـها الليلـة وطفت بزواياها المعتـمة ،،،آبتـدأت طوفاني
بأول رحلـة تكسـرت فيها قواربي ، ودمــرت أوتار أحاسيسي وجيوش عواطفي ،،، وآختــتـمـتهـا يذكــرى غيـر بعيـدة ، كان آخـــر
آبحار للسفينــة قبل ألابحــار معـك ،،، مـع هذه الذكريات قضيـت بدايـة الليـل حتى آنتصــف ، ومع آنتصافـه أجبـرت على أن أترك
ماضي القريب والبعيـد وأعود الى ما هــو أهم منه ،الى حاضـري ،،،أجبرت أن أعود اليك لآن شبحـك آمتثــل على مكتـبي فحجب
عني ظـلام المـاضي ،،،قبع على مكتبي وراح يبـرز لي أشياءا جميلــة فيـك ،ولقـد وُفق الى إعادتي الى زرافتي الجميلة ونخلتــي
الباسقــة ومنارتي العتيقـــة ،،،
أكون معك صادقا ، إذا قلت لـك أنني في كـل مــرة أهـزم ،،، أظلم ،،،أحطـم ،،،فياترى نهايتي معك كيــــف
ستختـم ،،؟ هـل ستكون على نفس المنوال ،،؟أم أنك آمرأتي التي فتشت عنهـا في كل رحيق زهـرة ,,,في كل خليـة من خلايا نحـــل
الربيـع ،،،كيف تكون معك نهايتي ،،؟كيف يكون لون رمادهــا،،؟ شكـل تابوتهـا ،،؟ موقع مقبرتهــا ،،؟هذا لايعني بأنني متشائمـــا ،
لا ،، بل مـن شيمي التفاءل حتى ولـو كنت أغــرق وسط بحـر مـن الشكوك والظنـون ،،، ذلك لآنني أملـك من قـوة التحمـل أكثــــر
مما تتصوريـن ،،،بل إنني من صنف غريب ،أجـد في بعض ألآحيان لـذه لا تعادلها لـذة في الهزيمــة ، والسـر في ذلك أنني أملــــك
مناعـة ضد الكوارث والتقلبات ألا وهي تسامحي مع ألآخريـن ، والعطف على الذيـن كانوا السبب في تدميــري ،،،
ألآن أنا لـك ، وللنغمـة التي تنبعث من مذياعي والتي تشق سكون الليل المريب ، وتبعث في ألآمـل والتـفـاءل
في الغوص في بحارك مـن جديد ،،، فلنبحر الى أعماقـك ،،، بألآمس كتبت لك شيئا وأخفيتـه في درج مكتبي ، وإنني أخاف حتى من
أطلع نفسي عليـه اليوم شيئ مريب تجرأت على أن ألفظــه لآوراقي نتيجـة هيجان عاطفي ألمّ بي ، فحمـل شراع الســفــــــــينة
وضربها عرض الحائط ،،،اليوم أشياء جميلــة وغير جميلـة تتسابق الى أناملـي لكي أخطــها على هذا الورق ،،،أشياء في صالحك
وضـدك في آن واحـد ،،،
في هذه اللحظـة بالذات ، أرغب في أن أصلح مـن حاضـرك شيئا ميســورا ، علك إن بنيت عليــه مستقبلــك
سيجديك نفعــا ،،،أمّــا أن أنزع البذرة الخبيثـة بالجذور فهذا مستحـيل،،، لآّنك يابنيتي مهما آصطنعت البراءة والسذاجـة ، فالمجتـمع
ككل ضدك أنت وغيـرك ،،، المجتمـع المعتـوه الذي صنعتــه آمرآة اليـوم غير قابـل للزوال لااليــوم ولا غــدا ولا حتـي بعـد غــد ،
ذلك لآن جذورالفسـاد قد آمتدت وعمرت في نفوسـنا طويلا ،،،جذورآمتدت نحو ألآعماق ولا يمكننا بترهـا ولا حتي الحد من غوصها
في نفوسنا ،،،والخطأ ليس خطأك ولا خطأ غيــرك ممن يعيشـون نفس الوضع ،فالمرأة والرجل سببان مباشران في إمـتـداد الفسـاد:
ــ لاتنجـرى وراء أنثى اليوم، ممن يفضـلن أن تكن بدايتهـن عروسـة ونهايتهـــن فريســــــة .
ــ عليـك بعدم التهـور وألإنقـياد وراء ماديات اليوم ، وبالتالي مغالطـة نفسـك وغيـرك ، ذلك لآنها ماديــــات
زائلـة ، تمّسكـي ماآستطعت بأشيـاء معنويـــة ذات قيـم أخلاقيـة عاليـة وباقيــة بقاء الزمـــن .
ــ قيمـك ومبادؤك آجعليـها نصـب أعينـك ، فهي غير قابلــة لا للتفريـط أو المساومــة ، وذلك بأن تجعلـــــي
لنفسـك ولنزواتـك وغرائـزك حدودا لاتتمـردي عليـها ولو مـرة ، لآن مـن تمـرد مرة ستليـها مـرات .
ــ آستقيمــي ماآستطعت الى ذلـك سبيــلا .
لاتتعجبي مـن كلامي هذا ، قد يبـدو لك كـلام راهب قابــع في الديــر ،،،ولكنهـا الحقيقـة كـــل الحقيقــــــة ،،،
حقيقـة توصلت اليها بعد فوات ألآوان ،،، بعد أن آمتـدت جذوري مع جذور ألآخريـن مثلك تماما ،،،كلانا لايملك القـوة على العودة
الى نقطــة الصفـر ، ولا يملك حتى قوة التوقف وسط الطريــق ،،، لآن التراجـع أو التوقف أصبح في لغة البشريـة الحالية ضعــــف
مهيــن ،،،أصبح في القاموس الحديث صنف مــن الجنون وضرب من ألإنهيــار،،،فكلانا محكـوم عليـه مسبقـا بالاعـدام ، لآنـه غيـر
مستعـد لآن لايرتكـب الجريمـة ،،،الجريمـة أصبحت غذاءنا ولباسنا ،،،مأوانا ونهايتنـا ،،،نرتكبهـا اليوم وغـدا وبعـد غـد ،،،وننـدم
عليها على إثــر آقترافهـا ،،، نرتكبـها رغم أننا ندعــي بيـن الحين وألآخـر الطهــر والعفــة ،،،
ماذا نملــك ،،؟ أنملـك الحل ،،؟ أنملك القوة والسلطة لإجهاض الجريمـة قبل أن تكون جريمــة ،،؟ لا، لا،
والف لا ،،،لانملك لاهذه ولا تلك ،،، فقط نملك ألإنقياد وسط غموض لا نعرف له تأويلا ولا حتى تفسيـرا ،،،قد تسأليـنني الى أين،،؟
والى متى ،،؟ وأجيبك بسرعـة وبدون تفكيـر ، الى أجل مسمى نحن نجهـله ، ولانعلـم له نهـايـة ،،، وقد تسأليـن من يحق لـه العلاج
لهـذا الموقف ،،؟ وأجيبـك ، لاأنت ولا أنا ، ولا غيـرنا يستطيع معالـجة الموقف ،،، ذلك لآن السفينـة أبحـرت بالجمــــيع ولامـكـان
لليابس وسط المـاء ،،،فالكـل منّا يسبـح في دوامـة مغلقــة ،،، في حيز ظيــق ،،، وهنـا فقط ألإختـــلاف الجوهري بين النـــاس :
فمنهـم وهي الفئـة ألآولـــــــى : من وجـد زورقـا مـن حرير ركبــه وحمى نفســـه مــن الغرق ،،،
ومنهــم وهي الفئـة الثانيـــــــة : من وجـد مجـداف صلب وقد يكون هـش حال دون غرقانـــه ، فهو يسبـح بواسطتـه ويطمئـن اليه،
وأمـله كبير في أن ينجـيه من الغرق لمـا يثـور البحــر .
ومنهـم وهي الفئـة الثالثـــــــة : من لايملـك لاالزورق ولا المجداف ، فهـو في المــاء بدون ســلاح بـدون أداة سباحــة ، ينتظـــر
فقـط موجـة ما ، ليتـوارى تحت المـاء، لما يكـل ساعـده .
والفئـة الرابعـــــــــــــــــــــة : مـن غـرق وآنقضى أمــره ، ولا سبيل لنجـدتـه فهو راض وغيـر ساخـط عن الوضــع ، يسكـــــن
قاع البحر ويأكـل من فضلات البشـر والحيـوان ، في آنتظــار يوم الميـعـاد ،،،
هذا هو وضعنـا بإيجـاز كبيـر ، وهذا هـو أنت وأنـا وألآخـــر ، وسأحاول في ألآخيـر أن أصنفـك من ضمــن
الفئـات الاربعــة ،،، هـل تملكيـن الزورق ،،؟ لست أدري ،،، هل تملكيـن المجداف ،،؟ لست أدري ،،،هـل أنت بدونهـما،،؟ لســـت
أدري ،،، هـل غرقت وآنتهى أمــرك ،،؟ لا ،،،أنا متأكــــد من أنك ما زلت على وجـه المــاء ، وأنـك لست من الفئة الرابعـة علـــى
ألإطلاق ،،،هيا لتحسـم ألآمـر أنت وتصنفيـن نفســك ضمن الفئا ت الثلآث المتبقيـــــة .
هذه بعض ألآفـكار التي راودتـني ,وأنـا ألاطف ملامـح وجـهك الجميـل هذه اليلــة ،،، هي في الحقيقـة لـي
وليسـت لك ، كونهـا بعض من ألاسرار التي على الرجل أن لايبوح بها للمرأة ،،، لكننـا {أنا وأنت} نشكـل ألإستثنـاء ،،،أنا لاأملــك
قوة أمام نبال عينيـك القاتلــة لهذا فكلمـا سلطتيهـا علي أخرّ راكـعا وراكنـا لسلطتهــــا الجبارة علــي ،،،
إلـى اللقــاء في الموعـد القادم فالساعــة نايفت على الثانيــة صباحا ، علي أن أستسلــم لسلطـان النـوم لآنـه
مثـل سلطانـك علي تمـاما ،،،

... آنتــهى...