في سريري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كنت قد أنهيت مذاكرتي التي لا تنتهي أبدا لأنني في ثانوية عامة يعني سنتين من المذاكرة والدروس والهري ، المهم قلت في نفسي قليل من (الفيس بوك) يريح الأعصاب ويجعلني أعرف الدنيا حصل فيها إيه ، طالت الجلسة كالعادة وتجولت في حوارات مع الصديقات وتعليقات وتسجيل إعجاب ولف في الجروبات وشاهدت كل (الكوميكس) الجديد خاصة (آساحبي) الذي أعتبره تعبيرا حقيقيا عن جيلنا ، جيلنا يحب الاختصار والسرعة والمعلومة الحراقة التي تجمع بين الضحكة والطرفة والسخرية والحقائق أيضا ، جيلنا لا يريد المطولات ولكنه يريد المعلومة التي تنطلق كالرصاصة إلي قلب الحقيقة مباشرة.

باقي القليل علي الفجر وأنا خلاص تعبانه جدا وعندي صداع ورغبة في النوم لمدة ثلاثة أيام متواصلة ، توضأت وارتديت إسدال الصلاة وفتحت المصحف واستغرقت في التلاوة بكل جوارحي وختمت بسورة (يس) كل فترة يتعلق قلبي بسورة من القرآن الكريم الذي لا تنتهي عجائبه ولا تنضب فتوحاته حتى حانت صلاة الفجر ، في تلك اللحظات النورانية أشعر فعلا بتحليق روحي في سماء الرضا والنور ، نظرت من الشباك علي حينا المكتظ يا سلام علي الروعة هدوء في شارعنا الصاخب المنفلت ونسمة هواء طبيعية ندية وضوء الفجر الفضي يظلل الأشجار الخضراء فيعطيها رونقا جميلا، أخذت أتنفس هواء الصباح النقي وتذكرت نصيحة أبي بضرورة استنشاق هواء الفجر قبل أن يتلوث.
خرجت من حجرة المكتب راضية مطمئنة مبتسمة وتذكرت نصيحة أمي الدائمة لي (افردي وشك وابتسمي ، البسمة أحسن وسائل تجميل الوجوه والوجه الحسن هو المبتسم) وصلت بهدوء إلي سريري في غرفتي التي أتقاسمها مع أختي طالبة الإعلام النائمة منذ ساعات في سريرها الصغير وهنا كانت المفاجأة أمي تنام في سريري !

لا يا أمي لا ، مش وقته أبدا أن تغضبي من أبي ويأتي ذلك فوق دماغي وتحتلين سريري !
قلتها بصوت هامس ومؤثر (أنا. أنا نفسي أعيش).
أقصد نفسي أنام تأملت مخدتي الرقيقة وملاءة السرير ذات الفيونكات ، يا سلام يا أمي عندما تكونين في سلام ومودة مع أبي لا أري منك سوي التحيز الكامل له والإشادة بدوره في رعايتنا والإنفاق علينا وإذا وجه لأحدنا تأنيب تلقين علينا باللوم وتعطينا محاضرات في احترام الأب وحبه وتبدين كأنه هو الرئيس وأنت المشير ، وعندما تغضبين فإنك تتكلمين عنه وقد قلبت فجأة (توفيق عكاشة في الفراعين)
عموما أنت حرة مادمت بعيدة عن سريري ، أخذت (الكوفرته) والمخدة الصغيرة وعدت لحجرة المكتب ، وأخذت أتقلب بين الكنبة غير المريحة والأرض علي السجادة ، استيقظت مبكرة بسبب آلام ضلوعي و عندما سمعت صوت أمي تتحدث في التليفون مع خالتي لتشكو لها ما حدث ، بأقصى سرعة لحقت السرير وأنا أدعو بحرارة ، اللهم اهدي أمي و اهدي أبي واجمع بينهما في خير ولا تجعل الشقاق يعرف طريقه لبيتنا أبدا ، هذا البيت هو العالم كله بالنسبة لي ولإخوتي جميعا ولوالدي ووالدتي أيضا ، وهو مصمم ومنظم بشكل لا يقبل أي اختلاف ولا يحتمل أي هزة ، ولكل واحد فيه دور ولكل واحد فيه مكان ومكاني هنا في سريري ،وأنا أعرف أن أمي هي ضلع أبي المكمل له و أنه لا غنى لأحدهما عن الآخر ولكنها أعراض العشرة الجانبية التي تفرز نفاياتها أحيانا ، غامت الدنيا في عيني والنوم يداعبها بأجنحته المخدرة وقبل أن أروح في النوم تماما سمعت مناوشات علي مائدة الإفطار تدل على أن الصلح في الطريق وأنه من الممكن أن أستغرق في نوم آمن تحت مظلة الحب والرحمة التي تجمع والدي وتجعلهما السقف الحقيقي الذي يحمينا ويرعانا ويمنحنا الأمان ،تسللت الابتسامة الهادئة إلي وجهي و أنا أهمس : أحبك يا أمي ، أحبك يا أبي ولكن أحبكما معا.

روعه ما نقلت
سلمت يمناك مع كل جديد
لا خلى ولا عدم هالتعب
كل الورد الك

ورد

واليوم مزاجهااا

:a_048:

لك ودي وجل تقديري,,

سأكتبُ كل العباراتِ في ورقٍ مخطوط ْ

لأجعل منها أروع أكليل من الحروفِ والكلماتِ

والزهور والأنغامْ

وألحانِ الشكرِ والاحترامْ

لأقدمها لكِ تعبيراً عن شكري وإمتناني لردكِ الكريم ,,

تحياتي الوردية ...

لكـ خالص احترامي

عاشت الايادي
لا تحرمينا من جديد
وطرحكِ الهادف والمفيد
تحياتي واحترامي

سلمت اأناملك على طرحك
راقً لي جداً لاعدمنا جديدك