تائهين غارقين في بحور الظلمات

محيت سنين العمر كلها
محيت السطور والكبرياء
أطفئت النور في هذا المساء
ومزقت أوراقي كلها أتى الشتاء
فجعلت الحبر وقودا لي بعد الشقاء
والأوراق والدفاتر والأقلام أشعلتها
وقدت نارا لي لأدفئ صدري
ونمت على وسادتي
وسرحت في خواطري
فأتاني في الحلم شخصا يحاورني
قال لي لماذا هذا الحزن
لماذا هذه المشقة والعناء
ألم تنم يوما بكل هناء
والخوف والحيرة تراودني
أعرف وأحس بالإجابة لكن
كيف أصف له كيف أبدأ معه
فأبقيت بصمت وأغمضت الجفون
وسرحت في نومي ورأيت في العيون
وهي نائمة رأيت البحر تحت جسدي
وأنا نائم فوقه ولا أجده يغرقني
ورأيت من حولي الناس يصرخون
إلى ما أنا عليه ينظرون ويبكون
وبعضهم يريدني أن أنقذه فيناشدون
أتاني أحساس مخيف من أنقذ ومن أختار
أطفال ونساء شيوخ وشباب كلهم يغرقون
فتركتهم كلهم ولم أنقذا أحدا إلا شخصا واحدا
لم يبكي ولم يشكي ولم يخاف الموت
فرأيت في عيناه الابتسامة وهو راضيا لما يلقيه
أذن كل الذين يستنجدون
في حياتهم ظالمون ؟؟؟
هل أنهم مذنبون ومخطئون !!
نعم حقيقة أدمتها الظنون
وأفزعت من نومي والعرق يملئ جسدي
ودقات القلب تخفق بخوف فتعلمت من الحلم
أننا مذنبون نتبع ما تهواه النفوس والوهم
أننا نكرم اللئيم ونصفق من يعذبنا بجحيم
مقصرين بحق الأب وألام
وكل كائن يعيش على الأرض
نظلم بعضنا البعض ونخدع من يوفي لنا
ونخلص لمن ينافق ويكذب في حبنا
هكذا هو يومنا هذا والغرق مصيرنا
تائهين غارقين في بحور الظلمات



بقلم هوبي المحبه
بتاريخ 2011-11-03