اهلا وسهلا بكم في منتديات حزن العشاق .. يمنع نشر الأغاني والمسلسلات والأفلام وكافة الصور المحرّمة ويمنع نشر المواضيع الطائفية... منتدانا ذو رسالة ثقافية وسطية

الإهداءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
همس الربيع
قديم 01-21-2013 ~ 08:29 PM
Post أحوال النفس في القرآن الكريم
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 1
 
الصورة الرمزية همس الربيع
 
مشرفة سابقا VIP
تاريخ التسجيل : Apr 2011
معدل تقييم المستوى : 72
همس الربيع will become famous soon enough


بسم الله الرحمن الرحيم
أحوال النفس في القرآن الكريم



كلما ظننت أني قد تعرفت على نفسي واصطلحت معها، أجدها تخفي عنّي أكثر ممّا تبدي لي، وأراها تشحّ عليّ بهويّتها. من هنا، كان لا بدّ لي أن أبحث في أنواعها، عَلّي أفهم بعضاً من أسرارها.

لقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالنفس الإنسانية لأنها أعظم ما خلق وأبدع، وجعل قَسَمَه بها سابع قسم شمل خلق السموات والأرض. قال تعالى: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴾ [الشمس: 1 - 7]. ثم بيّن الله تعالى أنّه ألهم نفوسنا دوافع الخير ونوازع الشر: ﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [الشمس: 8]، ولكنّ هذا الخير وهذا الشر ليسا قدراً مسيطراً على شخصية الإنسان لا مندوحة عنه، بل بإمكان الإنسان أن يزكو بنفسه ويرقى بها، وبإمكانه أن ينحطّ بها ويتدهور بشأنها ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]. لذا كان النبي (يُكثر من هذا الدعاء: "اللهم آت نفسي تقواها وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها".

أمّا أنواع النفوس التي عرضها القرآن الكريم فهي:
1- النّفس الأمّارة بالسّوء:
وهي النفس التي تأمر الإنسان بفعل السيّئات والتي أخبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [يوسف: 53]. فهي تأمر صاحبها بفعل كل رذيلة، تسيطر عليها الدوافع الغريزية، وتتمثل فيها الصفات الحيوانية، وتبرز فيها الدوافع الشريرة، فهي توجّه صاحبها بما تهواه من شهوات. وأخبر سبحانه وتعالى عن تلك النفس أنها أمّارة - بصيغة المبالغة - وليست آمرة لكثرة ما تأمر بالسوء، ولأنّ ميلها للشهوات والمطامع صار عادة فيها إلاّ إنْ رحمها الله عز وجل وهداها رشدها.

2- النفس اللوّامة:
هي التي أقسم بها الله تعالى: ﴿ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ [القيامة: 2]. فاللوامة نفس متيقّظة تقيّة خائفة متوجّسة، تندم بعد ارتكاب المعاصي والذنوب فتلوم نفسها. تبرز فيها قوة الضمير فتحاسب نفسها أولاً بأوّل، وهذه كريمة على الله، لذلك أقسم بها في القرآن. ومن أحسن أقوال التفاسير عن النفس اللوامة قول الحسن البصري: "إنّ المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه؛ ما أردت بكلمتي؟ ما أردت بأكلتي؟ ما أردت بحديث نفسي؟ وإن الفاجر يمضي قُدُماً ما يعاتب نفسه".

3- النفس المطمئنة:
هي التي اطمأنت إلى خالقها، واطمأنت في بسط الرزق وقبضه وفي المنع والعطاء. وهي النفس المؤمنة التي استوعبت قدرة الله، وتبلور فيها الإيمان العميق والثقة بالغيب، لا يستفزها خوف ولا حزن، لأنها سكنت إلى الله واطمأنّت بذكره وأَنِسَت بقربه فهي آمنة مطمئنّة، تحسّ بالاستقرار النفسي والصحة النفسية، والشعور الإيجابي بالسعادة، رضيتْ بما أوتيتْ ورضي الله عنها فَحُق لها أن يخاطبها رب العالمين بقوله: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30].

نفسٌ تمسّكت بالحق وسارت عليه هدىً ونبراساً لها في شؤون الحياة على الأرض. ولا يمكن حصول الطمأنينة الحقيقية إلا بالله وذكره كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد:28]، فإنّ طمأنينة القلب سكينة واستقرار بزوال القلق والانزعاج والاضطراب عنه، وهذا لا يتأتّى بشيء سوى بالله تعالى وذكره.

أخيراً: يمكن أن ننظر إلى النفس مثل كائن حيّ يتطور ويتغيّر، ولذلك يجب أن نغيّره باتجاه الأفضل، وينبغي أن نعلم أن التغيير يبدأ من الداخل، وعلينا أن نحفظ قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد:11]. فالنفس قد تكون تارة أمّارة وتارة لوّامة وتارة مطمئنّة في اليوم الواحد، بل في الساعة الواحدة يحصل لها هذا وهذا، وها هنا موضع مجاهدة النفس وتزكيتها؛ التي تعني أن تنقل نفسك من حمأة النفس الأمّارة إلى إفاقة النفس اللوّامة ثم إلى نقاء وطهارة النفس المطمئنّة والثّبات على ذلك، وحتى تعرف أين موقع نفسك أمام هذه الدرجات وأين يقف المؤشر فانظر إلى الصفة الغالبة.

هذه هي أحوال النفس التي تتردد عليها فهل نراجع أنفسنا؟ اعرف نفسك، "ومن عرف نفسه عرف ربه"، هنا يكمن سرّ السّعادة، ففي القرآن الكريم نجد الدّواء النّاجع: ﴿ فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38].


تحياتي
  رد مع اقتباس
No one loves me
قديم 01-21-2013 ~ 08:43 PM
افتراضي رد: أحوال النفس في القرآن الكريم
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 2
 
الصورة الرمزية No one loves me
 
تاريخ التسجيل : Dec 2012
معدل تقييم المستوى : 0
No one loves me is on a distinguished road


شكرا على الطرح
احترامي
  رد مع اقتباس
مــــلــــوكـــه
قديم 01-22-2013 ~ 12:16 PM
افتراضي رد: أحوال النفس في القرآن الكريم
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 3
 
الصورة الرمزية مــــلــــوكـــه
 
1409683700141.png - 46.37 KB
تاريخ التسجيل : May 2012
معدل تقييم المستوى : 111
مــــلــــوكـــه ادارةمــــلــــوكـــه ادارة



شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر

كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير
  رد مع اقتباس
همس الربيع
قديم 01-22-2013 ~ 01:16 PM
افتراضي رد: أحوال النفس في القرآن الكريم
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 4
 
الصورة الرمزية همس الربيع
 
مشرفة سابقا VIP
تاريخ التسجيل : Apr 2011
معدل تقييم المستوى : 72
همس الربيع will become famous soon enough


شكرا لمروركم العطر
اسعدني تواجدكم
ودي وورودي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مالا تعرفه عن صلاة الجنازة ومايتعلق بها مــــلــــوكـــه المنتدى الاسلامي العام 4 04-20-2013 07:37 PM
خلق وأدب رفيع من سمات المؤمن همس الربيع المنتدى الاسلامي العام 2 01-22-2013 01:05 PM
هل صلاة المرأة في بيتها أفضل أم في المسجد؟ مــــلــــوكـــه المنتدى الاسلامي العام 0 12-27-2012 12:47 AM
كيفية صلاة الاستخارة مــــلــــوكـــه المنتدى الاسلامي العام 8 12-23-2012 04:17 AM
صلاة الحاجة::: وردة الكاردينيا المنتدى الاسلامي العام 10 12-02-2012 05:01 PM


الساعة الآن 04:36 AM