فِي حَارَتِنَا دِيَك سَادَي سَفَّاح
ينَتِّف رِيَش دَجَاج الْحَارَّة كُل صَبَاح
يَنْقُرْهُن يُطَارَدْهُن يُضاجعُهُن وَيَهْجُرُهُن وَلَا يَتَذَكَّر أَسْمَاء الْصَّيْصَان
فِي حَارَتِنَا دِيَك يَصْرُخ عِنْد الْفَجْر كِشَمْشُون جَبَّار
يُطْلِق لَحْيَتَه الْحَمْرَاء وَيقَمعْنا لَيْلَا وَنَهَار
يَخْطُب فِيْنَا……
يُنْشِد فِيْنَا……
يَزْدي فِيْنَا
فَهُو الْوَاحِد وَهُو الْخَالِدُ وَهُو الْمُقْتَدِرُ الْجَبَّار
فِي حَارَتِنَا ثمَّة دِيَك عُدْوَانِي فَاشِسْتِي نَازِي الْأَفْكَار
سَرَق الْسَّلَطَة بِالْدَّبَّابَة…….
ألْقَى الْقَبْض عَلَى الْحُرّيّة وَالْأَحْرَار
ألْغَى وَطَنا ….
ألْغَى شَعْبَا…..
ألْغَى لُغَة …
ألْغَى أحْدَاث الْتَّارِيْخ
وَألْغَى مِيْلَاد الْأَطْفَال وَألْغَى أسْمَاء الْأَزْهَار
فِي حَارَتِنَا دِيَك يَلْبَس فِي الْعِيْد لِبَاس الْجِنِرَالَات
يَأْكُل جِنْسَا……..
يَشْرَب جِنْسَا………
يسْكر جِنْسَا………
يَرْكَب سُفُنِا مِن أجْدَاث …….
يهْزَم جَيْشَا مِن حَلَمَات
فِي حَارَتِنَا دِيَك مِن أصْل عَرَبِي فَتَح الْكَوْن بِآِلَاف الْزَّوْجَات
فِي حَارَتِنَا ثمَّة دِيَك أُمِّي يَرْئِس إِحْدَى الْمِيلِيشيّات
لَم يَتَعَلَّم إِلَا الْغَزْو وَإِلَا الْفَتْك وَإِلَا زَرْع حَشِيْش الْفَيْء وَتَزْوِيْر الْعُمْلات
كَان يَبِيْع ثِيَاب أبِيْه وَيَرْهَن خَاتَمَه الْزَّوْجِي وَيَسْرِق حَتَّى أسْنَان الْأَمْوَات
فِي حَارَتِنَا دِيَك كُل مَوَاهِبُه أَن يُطْلِق نَار مُسَدَّسُه الْحَرْبِي عَلَى رَأْس الْكَلِمَات
فِي حَارَتِنَا دِيَك عَصَبِي مَجْنُوْن يَخْطُب يَوْمَا كَالْحَجَّاج وَيَمْشِي زَهْوَا كَالْمَأْمُوْن
يَصْرُخ مِن مِأْذَنَة الْجَامِع يَا سُبْحَانِي يَا سُبْحَانِي فَانَا الْدَّوْلَة وَالْقَانُوْن
كَيْف سِيأي الْغَيْث إِلَيْنَا…………
كَيْف سَيَنموّا الْقَمْح وَكَيْف يَفِيْض عَلَيْنَا الْخَيْر وَتَغْمْرْنا الْبَرَكَة
هَذَا وَطَن لَا يحَكِّمَه الْلَّه وَلَكِن تَحْكُمُه الْدِّيَكَة
فِي بَلْدَتَنَا يَذْهَب دِيَك…..
يَأْتِي دِيَك وَالطُّغْيَان هُو الطُّغْيَان
يَسْقُط حُكْم لْيِنِيْنِي……..
يَهْجُم حُكْم أَمْرِيْكِي …….
وَالمَسْحُوّق هُو الْإِنْسَان
حِيْن يَمُر الْدِّيْك بِسُوْق الْقَرْيَة مَزْهُوّا مَنْفُوش الْرِّيش وَعَلَى كَتِفَيْه تُضِيْء نَيَاشِيِن الْتَّحْرِيْر
يَصْرُخ كُل دَجَاج الْقَرْيَة فِي إِعْجَاب: يَا سَيِّدَنَا الْدِّيْك……
يَا مَوْلَانَا الْدِّيْك……
يَا جِنِرَال الْجِنْس وَفَحْل الْمَيْدَان أنْت حَبِيْب مَلَايِيْن الْنِّسْوَان ……
هَل تَحْتَاج إِلَى جَارِيَة…….
هَل تَحْتَاج إِلَى خَادِمَة ……..
هَل تَحْتَاج إِلَى تدَلَّيْك
حِيْن الْحَاكِم سَمِع الْقِصَّة
أَصْدَر أمْرَا لِلْسَّيَّاف بِذِبْح الْدِّيْك
قَال بِصَوْت غَاضِب
كَيْف تَجَرَّأ دِيَك مِن أوْلَاد الْحَارَّة أَن يَنْتَزِع الْسَّلَطَة مِنِّي
كَيْف تَجَرَّأ هَذَا الْدِّيْك
وَانَا الْوَاحِد دُوْن شَرِيْك